هازنهوتل: من الصعب سد الفجوة بين ساوثهامبتون وأندية القمة

المدرب النمساوي يؤكد أن رحيل بعض اللاعبين المميزين لن يؤثر على فريقه

TT

هازنهوتل: من الصعب سد الفجوة بين ساوثهامبتون وأندية القمة

تلقى مشجعو ساوثهامبتون بعض الأخبار السارة خلال الأسبوع الماضي، حيث وقع قائد الفريق وقلبه النابض جيمس وارد براوس الذي انضم إلى النادي وهو في الثامنة من عمره عقداً جديداً لمدة 5 سنوات، على الرغم من اهتمام بعض أندية الدوري الإنجليزي الممتاز بالحصول على خدماته. وقال المدير الفني لساوثهامبتون، رالف هازنهوتل: «يمكنك أن تكسب كثيرًا من المال في أي مكان، لكن من النادر أن تكون لديك فرصة لأن تصبح أسطورة؛ إنها رسالة واضحة منه إلى النادي، فعندما تتألق في النادي لفترة طويلة، فإنك تحصل على مكانة خاصة في النادي، وفي قلوب جماهير وعشاق الفريق».
ويشعر جمهور ساوثهامبتون بالاطمئنان بعد قرار وارد براوس البقاء في صفوف الفريق إثر رحيل بعض الأعمدة الرئيسية، مثل داني إنغز ويانيك فيستيرغارد إلى أستون فيلا وليستر سيتي على التوالي. وكان من المرجح دائماً أن يرحل إنغز وفيستيرغارد، نظراً لأن عقديهما مع النادي كانا قد دخلا العام الأخير، ولم يوقعا على عقد جديد، لكن لم تكن هناك مثل هذه المخاوف بشأن وارد براوس -أستون فيلا كان يسعى أيضاً للتعاقد معه- الذي كان يتبقى في عقده السابق 4 مواسم كاملة. يقول هازنهوتل عن ذلك: «لم أكن أتخيل أبداً أنه يمكن أن يتركنا».
ومن المؤكد أن تمديد عقد اللاعب لمدة طويلة يعطي النادي استقراراً كبيراً، ويجعل الأندية المنافسة تتوقف عن مطاردة اللاعب. وحتى لو فكرت في التعاقد معه، فإنه يتعين عليها أن تدفع مقابلاً مادياً كبيراً. وقد فعل ساوثهامبتون الأمر نفسه مع ليفربول، عندما باع له المدافع الهولندي العملاق فيرجيل فان دايك مقابل 75 مليون جنيه إسترليني، في صفقة قياسية آنذاك، بصفته أغلى مدافع في عالم كرة القدم، بعد 18 شهراً فقط من تجديد ساوثهامبتون لعقد فان دايك لمدة 6 سنوات كاملة.
وفي سبتمبر (أيلول) الماضي، وقع جاك غريليش عقداً جديداً لمدة 5 سنوات مع نادي أستون فيلا الذي انضم إليه وهو في الثامنة من عمره، وكان العقد يتضمن شرطاً جزائياً بقيمة 100 مليون جنيه إسترليني تم تفعيله من قبل مانشستر سيتي خلال الشهر الحالي للتعاقد مع غريليش. وكما اعترف هازنهوتل نفسه، فإن تمديد وارد براوس عقده لمدة طويلة لا يعني بالضرورة أن اللاعب البالغ من العمر 26 عاماً سيبقى في ساوثهامبتون إلى الأبد. لكن وارد براوس هو أفضل لاعبي الفريق، ويمثل أهمية كبرى لأنه أحد أبناء النادي الذين تم تصعيدهم من أكاديمية الناشئين، كما أنه مثال يحتذى به على المستوى الاحترافي، وقد أصبح هذا العام أول لاعب خط وسط في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز يُكمل مواسم متتالية دون أن يغيب عن المشاركة في أي مباراة، ولو لدقيقة واحدة، بالإضافة إلى أنه يعد العمود الفقري لنادي ساوثهامبتون في هذا الموسم الصعب.
في البداية، شعر جمهور ساوثهامبتون بقلق بالغ بعد رحيل إنغز، وبدأ يفكر فيما إذا كان الفريق قادراً على إيجاد بديل يمكنه ملء الفراغ الذي تركه المهاجم الخطير، ثم ازدادت هذه المخاوف بشكل كبير بعد رحيل المدافع العملاق فيستيرغارد الذي يتسم بالطول الفارع، حيث يصل طوله إلى 1.99 متر، والذي كان أهم لاعبي خط الدفاع. صحيح أن ساوثهامبتون قد تعاقد مع المدافع البرازيلي ليانكو من تورينو الإيطالي مقابل 6 ملايين جنيه إسترليني، لكن من الصعب أن ينجح ليانكو في ملء الفراغ الذي تركه فيستيرغارد. فتوقيت رحيل إنغز وفيسيترغارد قبل بداية الموسم مباشرة يمثل ضربة قوية للغاية لساوثهامبتون في خطي الهجوم والدفاع، ومن المؤكد أن الفريق سيكون بحاجة لبعض الوقت للتغلب على تداعيات ذلك.
وهناك مشكلة أخرى تتكرر كثيرا -وربما تكون نفسية في المقام الأول- وهي أنه منذ أن تولى هازنهوتل قيادة ساوثهامبتون، قبل عامين ونصف العام، فقد الفريق 60 نقطة، بعدما كان متقدما في النتيجة -أكثر من أي فريق آخر في الدوري الإنجليزي الممتاز خلال تلك الفترة. وخلال الجولة الأولى من المسابقة، تقدم ساوثهامبتون على إيفرتون بهدف، لكنه واصل عادته السيئة، وخسر في نهاية المطاف بـ3 أهداف مقابل هدف وحيد. يقول هازنهوتل بابتسامة ساخرة: «هناك دائماً وجهان لنا!».
وأمام إيفرتون، تمكن مهاجم ساوثهامبتون الجديد آدم أرمسترونغ من تسجيل هدف بعد مرور 22 دقيقة فقط، في أول ظهور له مع ساوثهامبتون، في رد حاسم فوري على التساؤلات بشأن ما إذا كان بإمكانه التألق في الدوري الإنجليزي الممتاز أم لا، لكن هازنهوتل يدرك جيداً أنه يتعين على الفريق تحسين خط دفاعه، إذا كان يريد حقاً عدم القتال على الهروب من الهبوط إلى دوري الدرجة الأولى للمرة الرابعة خلال 5 مواسم.
ومن المتوقع أن يعاني ساوثهامبتون بسبب مشاركة أكثر من عنصر جديد في خط الدفاع، فالظهيرين تينو ليفرامينتو ورومان بيرود شاركا لأول مرة مع الفريق أمام إيفرتون على ملعب «غوديسون بارك»، كما أن قلبي الدفاع جاك ستيفنز ومحمد ساليسو اللذين لعبا 13 دقيقة فقط معاً في مركز قلب الدفاع الموسم الماضي شاركا في التشكيلة الأساسية أمام إيفرتون. ويعد أرمسترونغ، المهاجم المميز الذي انضم لساوثهامبتون قادماً من بلاكبيرن، هو أكبر لاعب ضمه ساوثهامبتون خلال الصيف الحالي بعمر يبلغ 24 عاماً. وعلى الرغم من أن أرمسترونغ يفتقد لخبرة إنغز وفيستيرغارد وريان برتراند الذين انتهت عقودهم خلال الصيف الحالي، يصر هازنهوتل على أن فريقه أكثر توازناً مما كان عليه خلال هذا التوقيت من العام الماضي.
ومؤخراً، أشار هازنهوتل إلى أنه قاد نادي لايبزيغ بفريق من الشباب، يضم كلاً من تيمو فيرنر ودايت أوبيكانو ونابي كيتا، لاحتلال المركز الثاني في جدول ترتيب الدوري الألماني الممتاز في موسم (2016-2017). وقال المدير الفني النمساوي: «نحن بحاجة إلى بعض الوقت لكي يجد بعضنا بعضاً. لقد أبرمنا عدداً قليلاً من الصفقات الجيدة مع لاعبين شباب، لكنهم يمتلكون قدرات وفنيات هائلة؛ إننا نعمل على تطوير أداء هؤلاء اللاعبين وبدأ العمل معهم، وسوف نعمل على أن نجعلهم أفضل حتى يصبحوا لاعبين جيدين حقاً في الدوري الإنجليزي الممتاز، وربما في يوم من الأيام في المستقبل سيتركوننا للانتقال إلى ناد أكبر -أياً كان- وهذا هو الطريق الذي نسير فيه. ولا يزال من المهم أن ننجح، وأن نبقى في الدوري الإنجليزي الممتاز».
وكانت مباراة الفريق يوم الأحد الماضي، أمام مانشستر يونايتد، بمثابة اختبار قوي للغاية، خاصة أن مانشستر يونايتد لم يخسر ولا مرة خلال آخر 26 مباراة لعبها خارج ملعبه. وقد نجح ساوثهامبتون في هذا الاختبار إلى حد كبير، وتعادل مع الشياطين الحمر بهدف لكل فريق. وشهدت هذه المباراة وجود كل من رافائيل فاران الذي انضم لمانشستر يونايتد مقابل 41 مليون جنيه إسترليني، وجادون سانشو الذي واجهه هازنهوتل من قبل في ألمانيا، على مقاعد البدلاء، وقال هازنهوتل عنه: «سيكون له بالتأكيد تأثير جيد في الدوري الإنجليزي الممتاز».
لقد أنفق كل من مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي وأرسنال وتشيلسي مبالغ باهظة على تدعيم صفوفهم. ويؤكد هازنهوتل أنه من الصعب للغاية سد الفجوة بين ناديه وأندية القمة في الدوري الإنجليزي الممتاز، لكنه يصر على أن ساوثهامبتون الذي هزم ليفربول على أرضه الموسم الماضي قادر على تحقيق مفاجأة، حيث قال: «الفجوة بيننا وبين أندية القمة ستكون موجودة دائماً؛ الدوري الإنجليزي الممتاز هو أعلى مستوى في كرة القدم الأوروبية، والكل يريد أن يكون جزءاً منه؛ لا نريد أن نكون لقمة سائغة في فم الأندية الكبرى، ونسعى للحصول على نقاط منها». وأضاف: «عندما تواجه أفضل الفرق في العالم، غالباً ما يكون من الصعب للغاية الفوز عليهم، لكننا أظهرنا خلال الموسم الماضي أنه من الممكن القيام بذلك، إذا كنا في أفضل أحوالنا؛ هناك دائماً فرصة، لما لا؟».


مقالات ذات صلة

البريميرليغ يحذر أنديته من «الصفقات الزائفة»: ستعاقَبون!

رياضة عالمية الصفقات الزائفة باتت مثار قلق لمسؤولي الدوري الإنجليزي الممتاز (أ.ف.ب)

البريميرليغ يحذر أنديته من «الصفقات الزائفة»: ستعاقَبون!

بعثت رابطة البريميرليغ خطاباً إلى أنديتها العشرين، وذلك لتذكيرها بأنها ستتعرض للعقوبات بسبب انتقالات اللاعبين الاحتيالية.

نواف العقيّل (الرياض )
رياضة عالمية كاتي زيليم (رويترز)

مانشستر يونايتد يعلن رحيل القائدة زيليم عن فريق السيدات

قال مانشستر يونايتد المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز للسيدات لكرة القدم الخميس إن قائدة الفريق كاتي زيليم سترحل عن النادي في نهاية عقدها.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية لوسيا غارسيا خلال مباراة لمانشستر يونايتد (رويترز)

الإسبانية غارسيا ترحل عن مانشستر يونايتد نهاية الشهر

أكد مانشستر يونايتد رحيل اللاعبة لوسيا غارسيا عن النادي بعد انتهاء عقدها في نهاية الشهر الجاري وفقاً لـشبكة The Athletic.

ذا أتلتيك الرياضي (مانشستر)
رياضة عالمية ويس فودرينغهام (نادي وست هام)

صفقة انتقال حر تأخذ فودرينغهام إلى وست هام

أعلن نادي وست هام الإنجليزي لكرة القدم تعاقده مع ويس فودرينغهام، حارس مرمى شيفيلد يونايتد، في صفقة انتقال حر.

«الشرق الأوسط» (لندن )
رياضة عالمية هيونغ-مين سون (أ.ب)

والد الكوري الجنوبي سون متهم بسوء المعاملة في أكاديميته

يواجه والد نجم توتنهام الإنجليزي لكرة القدم، هيونغ-مين سون، والمدرّبون في أكاديميته في كوريا الجنوبية، شكوى تقدّمت بها عائلة أحد الطلاب بسبب سوء المعاملة.

«الشرق الأوسط» (سول)

أسطورة الكرة الإيطالية روبرتو باجيو يتعرض للاعتداء في سطو على منزله

روبرتو باجيو أحد أبرز نجوم كرة القدم الإيطالية عبر تاريخها (رويترز - أرشيفية)
روبرتو باجيو أحد أبرز نجوم كرة القدم الإيطالية عبر تاريخها (رويترز - أرشيفية)
TT

أسطورة الكرة الإيطالية روبرتو باجيو يتعرض للاعتداء في سطو على منزله

روبرتو باجيو أحد أبرز نجوم كرة القدم الإيطالية عبر تاريخها (رويترز - أرشيفية)
روبرتو باجيو أحد أبرز نجوم كرة القدم الإيطالية عبر تاريخها (رويترز - أرشيفية)

تعرّض أسطورة كرة القدم الإيطالية، روبرتو باجيو، الفائز بالكرة الذهبية بصفته أفضل لاعب في أوروبا عام 1993، لإصابة برأسه خلال السطو على منزله من قِبَل عصابة، مساء الخميس، أثناء مشاهدته وعائلته مباراة منتخب بلاده مع نظيره الإسباني في كأس أوروبا (0-1)، وذلك وفق ما أفادت به وسائل الإعلام المحلية.

وسطت مجموعة من قرابة 5 مسلحين على فيللا نجم يوفنتوس وميلان وبولونيا وإنتر وبريشيا السابق في ألتافيا فينشنتينا (شمال شرق البلاد)، وعندما حاول ابن الـ57 عاماً المقاومة، تعرّض للضرب بعقب المسدس، ليصاب بجرح عميق في رأسه.

ثم حُبِس باجيو وعائلته في غرفة لمدة 40 دقيقة، في حين تعرّض منزلهم للنهب؛ إذ سرق اللصوص أموالاً وأغراضاً شخصية وساعات وغيرها من الأشياء الثمينة.

وبعد مغادرة اللصوص، تمكّن وصيف بطل مونديال 1994 من كسر الباب والاتصال بالشرطة، قبل أن ينقل لاحقاً إلى غرفة الطوارئ في مستشفى أرزينيانو، إذ تلقّى العلاج بغرز في رأسه، وفق وسائل الإعلام.

واستمعت الشرطة إلى الأسرة لبدء التحقيق، وراجعت كاميرات المراقبة في المنزل.