أكدت كل موجة من جائحة «كوفيد - 19» مدى خطورة انتشار فيروس كورونا المستجد، لكن هناك قدرا أقل من الوضوح بين الخبراء بشأن تفاصيل انتشار العدوى.
ووجدت دراسة جديدة شارك في قيادتها باحث في كلية الصحة العامة بجامعة «بوسطن»، أن الأفراد المصابين بالفيروس يكونون أكثر عدوى قبل يومين، وبعد ثلاثة أيام، من ظهور الأعراض عليهم.
ووجدت الدراسة أيضا التي نشرت في 23 أغسطس (آب) بدورية «غاما إنتيرنال ميدسين»، أن الأفراد المصابين كانوا أكثر عرضة لأعراض إذا أصيبوا بالفيروس من حالة أولية (أول شخص مصاب في تفشي المرض)، والذي كان أيضا دون أعراض.
وفي تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة، أول من أمس، يقول الدكتور ليوناردو مارتينيز، الأستاذ المساعد لعلم الأوبئة، والذي شارك في قيادة الدراسة مع الدكتور يانغ قه، مساعد باحث في قسم علم الأوبئة والإحصاء الحيوي في كلية الصحة العامة بجامعة جورجيا: «أردنا معرفة ما إذا كان يمكن تأكيد نتائج هذه الدراسات السابقة، والتي تظهر أن حالات كوفيد - 19 أكثر قابلية للانتقال قبل أيام قليلة من ظهور الأعراض وبعدها، يمكن تأكيدها من خلال النظر في الحالات الثانوية بين المخالطين ذوي الاتصال الوثيق».
وأجرى مارتينيز وزملاؤه تتبع المخالطين ودرسوا انتقال «كوفيد - 19» من بين ما يقرب من 9 آلاف من المخالطين القريبين للحالات الأولية في مقاطعة تشنغيانغ في الصين من يناير (كانون الثاني) إلى أغسطس (آب) 2020.
تضمنت جهات الاتصال «القريبة» جهات اتصال منزلية (تم تعريفها على أنها أفراد يعيشون في المنزل نفسه أو الذين تناولوا العشاء معًا)، وزملاء العمل، والأشخاص في المستشفيات، والركاب في المركبات المشتركة.
راقب الباحثون الأفراد المصابين لمدة 90 يومًا على الأقل بعد نتائج اختبار «كوفيد - 19» الإيجابية الأولية للتمييز بين الحالات التي لا تظهر عليها أعراض وتلك التي تظهر عليها أعراض. ومن بين الأفراد الذين تم تحديدهم كحالات أولية، ظهرت أعراض خفيفة أو معتدلة على 89 في المائة، وكان 11 في المائة فقط دون أعراض، ولم تظهر على أي شخص أعراض حادة.
وكان لأفراد الأسرة في الحالات الأولية، وكذلك الأشخاص الذين تعرضوا للحالات الأولية عدة مرات أو لفترات زمنية أطول، معدلات إصابة أعلى من المخالطين الآخرين.
لكن بغض النظر عن عوامل الخطر هذه، كان من المرجح أن يُصاب المخالطون المقربون بـ«كوفيد - 19» من الشخص المصاب الأساسي إذا تعرضوا له قبل أو بعد فترة وجيزة من ظهور أعراض ملحوظة لدى الفرد.
يقول مارتينيز: «تشير نتائجنا إلى أن توقيت التعرض بالنسبة لأعراض الحالة الأولية مهم للانتقال، ويوفر هذا الفهم دليلًا إضافيًا على أن الاختبار السريع والحجر الصحي بعد أن يشعر شخص ما بالمرض هو خطوة حاسمة للسيطرة على الوباء».
وبالمقارنة مع الأفراد الذين يعانون من أعراض خفيفة ومتوسطة، كان الأفراد الأوليون الذين لا يعانون من أعراض أقل عرضة لنقل «كوفيد - 19» إلى جهات الاتصال الوثيقة، لكن إذا فعلوا ذلك، فإن المخالطين كانوا أقل عرضة للإصابة بأعراض ملحوظة. ويرى مارتينيز أن «الدراسة تؤكد أيضًا على الحاجة إلى التطعيم، مما يقلل من الشدة السريرية بين الأشخاص الذين يصابون بـكوفيد - 19».
عدوى «كوفيد ـ19» تزيد قبل يومين من ظهور الأعراض
دراسة تتبعت آلاف المخالطين للمرضى
عدوى «كوفيد ـ19» تزيد قبل يومين من ظهور الأعراض
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة