المطرب أحمد فتحي: السطحية تسيطر على الساحة الغنائية العربية

قال لـ إنه يفضل العمل مع ابنته بلقيس

الفنان الموسيقار اليمني أحمد فتحي
الفنان الموسيقار اليمني أحمد فتحي
TT

المطرب أحمد فتحي: السطحية تسيطر على الساحة الغنائية العربية

الفنان الموسيقار اليمني أحمد فتحي
الفنان الموسيقار اليمني أحمد فتحي

قال الفنان الموسيقار اليمني الكبير أحمد فتحي إن الأعمال السطحية باتت تسيطر على الوضع الفني والغنائي العربي بسبب الظروف السياسية والاقتصادية التي تمر بها المنطقة، وعد في حواره مع «الشرق الأوسط» أن الأغنية اليمنية حالها من حال الوطن العربي، ولكن لديها بصيص نور من خلال جيل واعد قادر على تقديم أغنيات جيدة، وأشار إلى أنه ما زال يفتقد صديقه رفيق دربه الفنان الكبير أبو بكر سالم الذي رحل عن عالمنا منذ 4 سنوات.
وفي بداية حواره، أرجع الفنان أحمد فتحي سبب الانتعاشة الفنية التي يعيشها في الآونة الأخيرة إلى النجاح الكبير الذي حققته أغنية «زعفراني» التي طرحها في بداية العام الحالي، وشجعته على اقتحام الاستوديو أكثر من مرة، إلى جانب البحث عن نصوص جديدة، قائلاً: «قدمت خلال شهر رمضان الماضي أغنية دينية بعنوان (مرحباً رمضان)، واستكملت النجاح عندما وقع بين يدي نص أغنية (تدلعين) التي حققت نجاحا كبيراً، والتي أعدها من أحلى ما قدمت خلال السنوات الماضية، والحمد لله استطاعت أن تتجاوز مليون مشاهدة منذ طرحها، وتلقاها المستمعين بصورة رائعة، حتى أنهم علقوا عليها قائلين: أحمد فتحي جعل العود يدلع في كلمات أغنيته الجديدة»، على حد تعبيره.
ويشير فتحي إلى أن أغنية «تدلعين» قصيدة شعرية من كلمات صديقه رفيق دربه الفنان محمود الحاج، ويقول مطلعها: «تدلعين/ ما في مبرر للدلع/ تتمنعين/ وأنا قلبي امتنع»، ويؤكد أنه «عندما قرأتها، أعجبت بها للغاية، واتصلت بالشاعر، وطلبت منه غناء المطلع الأول منها، على أن أكمل كلماتها بشكل يناسب الصورة الفنية التي رسمتها في عقلي، حيث إنني رسمتها في صورة الأغنية خفيفة الظل التي أريد منها نشر البهجة والسعادة لكل من يستمع لها، والحمد لله وفقنا الله في إخراجها. ومنذ أن طرحت، هناك العشرات من المتابعين لي قاموا بعمل نسخة منها بصوتهم، ونشروها عبر منصات التواصل الاجتماعي».
ونفى فتحي توجيه الأغنية لابنته المطربة بلقيس: «من يعرف بلقيس جيداً، يعلم أنها شخصية جادة للغاية، وليس من مفردات حياتها الدلع، فالرسالة الحقيقية التي أردت توصيلها من خلال الأغنية هي أنني أحببت تدليع الكلمات والألحان والشعر في الأغنية».
وبسؤاله عن إمكانية تقديم الأغنيات «الخفيفة» خلال الفترة المقبلة، أجاب: «لا أستطيع أن أعطيك إجابة مباشرة على هذا السؤال لأن المبدع لا يستطيع التحكم في حالته الإبداعية، فأنا مثلاً لم أخطط لطرح أغنية (تدلعين)، ولكن عندما قرأت النص أعجبت بها للغاية، وقررت العمل عليها؛ أي أن حالتي عندما قرأت النص هي التي جعلتني أغامر بطرحها، ربما بسبب الحالة التي نمر بها بسبب ظروف وباء (كورونا)، والتي تجعلنا نكثر من نوعية تلك الأغنيات الخفيفة. إضافة لذلك، فقد قدمت مئات الأغنيات الكلاسيكية والأوركسترات التي ما زالت حتى الآن لها جمهورها ومحبيها من أرجاء الوطن العربي كافة».
وعما إذا كان ينوي طرح ألبوم غنائي جديد خلال الفترة المقبلة، يقول: «لا أنوي طرح ألبوم غنائي بالشكل المتعارف عليه، فكل ما يشغل تفكيري الآن هو استكمال حالة النجاح التي قدمتها مع أغنياتي الأخيرة، فكل أغنية تأخذ حقها من النجاح لمدة شهرين، وأكملها بأغنية جديدة. أما الألبوم الغنائي، فيستمع له الجمهور لمدة أسبوعين ثم يتركونه، لذلك أفضل الوجود معهم طوال السنة عبر طرح أغنية جديدة كل شهرين».
ويشير فتحي إلى نجاح حفلاته مع الفنان عبادي الجوهر، قائلاً: «عندما تم اقتراح الجمع بيننا في حفل الوتر الخامس الغنائي، كان هناك تخوف شديد من القائمين على الحفل من فكرة مقابلة كل منا للآخر، لكننا تواصلنا واتفقنا، وكان بيني وبين عبادي الجوهر محبة غير عادية، وكانت واحدة من أنجح الحفلات الغنائية»، مشيراً إلى أن لديهما خططاً ومشاريع فنية للفترة المقبلة، متمنياً الظهور في موسم الرياض الجديد.
وبينما يفضل فتحي عدم ذكر أسماء مطربين معينين للغناء معهم، فإنه يعتز بالغناء مع ابنته بلقيس، قائلاً إنها «أقرب الشخصيات التي أحب الغناء معها دائماً». وعن صديقه الراحل أبو بكر سالم، يقول: «هو لم يكن أسطورة غنائية موسيقية في الوطن العربي فحسب، بل كان صديقي وأخي، وعشنا معًا في مسكن واحد لسنوات طويلة، وكلما تذكرت أيامه الجميلة أصبر نفسي قائلاً (إنها سنة الحياة، ولسنا مخلدين فيها)، فالفنان الراحل حالة فنية ووجدانية لا تتكرر كثيراً، فهو طيلة الوقت كان يبدع، وظل 60 عاماً لا يفكر إلا في الإبداع الفني والغنائي، وحتى في الوقت الذي لم يكن يطرح فيه أعمالاً غنائية كان يبحث ويتقصى عن كل ما هو جديد في عالم الموسيقى والغناء، فأقرب تشبيه له هو أنه (كان بحراً فنياً متدفقاً لا ينتهي)»، لافتاً إلى أن علاقته بنجله الفنان أصيل ممتازة للغاية، وهو فنان أصيل، واسم على مسمى.
وكشف فتحي أن الأصوات الغنائية التي يستمع إليها في أوقات فراغه هي صوت «فنان العرب» محمد عبده، و«موسيقار الأجيال» الراحل محمد عبد الوهاب. ويرى فتحي أن ابنته بلقيس فنانة متميزة على الصعيد الغنائي لأنها تهتم بكل صغيرة وكبيرة في عملها، ودائماً «ما أقول لها: من زرع حصد، وهي الآن تحصد نتيجة ما زرعته منذ طفولتها في تنمية موهبتها الغنائية»، موضحاً أن بلقيس لديها فريقها الخاص، وتعرف جيداً ماذا يليق عليها، ولكن «عندما تحتار في عمل فني، ترسله لي وتستفتيني فيه، مثلما حدث أخيراً مع أغنيتها اللبنانية التي طرحتها منذ أيام، وأيضاً في أغنيتها المصرية الجديدة التي ستطرحها، والتي أرى أنها ستكون مفاجأة قوية لجمهورها المصري والعربي»، مؤكداً أنه لم يكن لديه شك في تحقيق بلقيس كل هذا النجاح على المستوى العربي بسبب موهبتها وقدرتها على غناء أي لهجة عربية بطريقة متميزة، وهو أمر صعب على أي فنان.
وبشأن أهم النصائح التي يوجهها لابنته خلال تعرضها لأي أزمة، قال: «نصيحتي الوحيدة لها هي أن تهتم بعملها، ولا تفكر في أي أمر آخر، فالفن لا يحب المشكلات، وعليها أن تكمل المشوار الذي بدأته، خصوصاً أنه ناجح للغاية، وأضرب لها دوماً مثالاً بالفنانة الراحلة (كوكب الشرق) أم كلثوم لأنها عاشت لفنها حتى آخر يوم في عمرها».
وبشأن تقديمهما عملاً فنياً مشتركاً خلال الفترة المقبلة، قال: «يصعب علينا في الفترة الحالية تقديم عمل مشترك لأن بلقيس لديها خطة فنية طويلة المدى، وهي تركز على طرح أكبر عدد من الأغنيات خلال العام الحالي، ربما خلال العام المقبل نجتمع معاً في عمل فني».
ويرى فتحي أن الأعمال الفنية السطحية باتت تسيطر على الوضع الفني والغنائي في الوطن العربي، مع تراجع الأعمال الجيدة، فعندما تتحدث مع المطربين والملحنين الموجودين على الساحة الفنية عن الصورة الشعرية التي نريد إيصالها للمتلقي، تجدهم لا يفهمون كلامك، وأصبح كل ما يشغلهم هو تقديم إفيهات ممزوجة بإيقاعات راقصة من دون هدف، ولكنني متفائل بالفترة المقبلة، وأرى أن تاريخنا الفني مليء بتلك السلبيات، ولكنه تصدى لها بنجاح، ونهض من جديد.
ويختتم حواره مع «الشرق الأوسط» بالتأكيد على أن حال الأغنية اليمنية من حال الوطن العربي الذي يمر بظروف صعبة، ولكن هناك بصيص نور وأمل في مجموعة من الشباب الصغير الذي استطاع خلال الفترة الماضية أن يثبت نفسه، ويقدم عدداً من الأغنيات الجيدة التي فرضت نفسها في دول الخليج، مشيراً إلى أنه «مع هدوء الأوضاع السياسية والاقتصادية باليمن، ستدور عجلة الإنتاج الفني اليمني من جديد».



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».