«القط إكس آر»... مشروع سعودي يُدخل التراث «العسيري» للعصر الرقمي

نقوش القط العسيري (واس)
نقوش القط العسيري (واس)
TT

«القط إكس آر»... مشروع سعودي يُدخل التراث «العسيري» للعصر الرقمي

نقوش القط العسيري (واس)
نقوش القط العسيري (واس)

ينتقل القط العسيري، وهو فن تزيين جدران المنازل في منطقة عسير (جنوب غربي السعودية) من خانة الواقع المادي إلى العالم الافتراضي، عبر مشروع «القط إكس أر» (XR)، وهو مشروع يُعنى بفن القط العسيري، صُمم ليحافظ على توثيق وحفظ التراث السعودي الثقافي والطبيعي، باستخدام التصوير الرقمي، والمحاكاة الافتراضية ثلاثية الأبعاد، والمعلومات الجغرافية، وحلول الوصول المفتوح.
وتوضح الدكتورة هيفاء الحبابي، عضو فريق المشروع، لـ«الشرق الأوسط»، أن فكرته جاءت بعد إدراج منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) لفن القط العسيري في القائمة الخاصة بالتراث الثقافي غير المادي لدى المنظمة الدولية التابعة للأمم المتحدة، مبينة أن ذلك دفع للتفكير بجعله يصل لأكبر عدد من الناس حول العالم. ويسعى هذا المشروع لتوفير بيانات رقمية، ونماذج ثلاثية الأبعاد للمؤسسات الإقليمية وللمتاحف وللباحثين وللمهتمين. ويجمع فريق المشروع كلاً من: أريج الوابل، وهيفاء الحبابي، وليلى البابطين، وعبد الله مشنتات. وقد اختاره مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء)، الأسبوع الماضي، ضمن أفضل 5 مشاريع ضمن برنامج «الحول الإبداعية».
وتضيف الحبابي أن «توثيق القط العسيري إلكترونياً يجعله ينتشر بصورة أكبر لفئة الشباب والأطفال، وبما يسهل استخدامه، خصوصاً أن استخدامه صعب ويتطلب حرفية عالية». وأكدت أن دخول القط العسيري للعالم الرقمي زادت أهميته بعد جائحة كورونا، إذ شهد العالم حينها أهمية الحضور الإلكتروني للوصول والانتشار.
وتستشهد خلال حديثها بتجربة المتاحف والمعالم التراثية التي لديها حضور افتراضي واستمرت في أثناء الإجراءات الاحترازية المشددة للجائحة ولم يتوقف عملها، موضحةً أن التوجه الآن هو نحو تقنية الواقع الافتراضي (VR)، وهو مصطلح ينطبق على محاكاة الحاسوب للبيئات التي يمكن محاكاتها مادياً. مردفةً: «هي من أهم التجارب التي نستطيع توفيرها عن تراثنا، وما زالت لدينا كمية كبيرة نتطلع لتحويلها لتجربة واقع افتراضي».
تجدر الإشارة إلى أن اختيار مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) لهذا المشروع يأتي تحت شعار «ابتكار محتوى رقمي فعّال»، حيث سيقدم المركز الدعم المادي للمشاريع المرشحة، وتطويرها وتحويلها إلى منتجات قابلة للتسويق، إذ تتميز المشاريع المرشحة بتنوعها من حيث التصاميم الفنية السعودية التقليدية.
وصُمم برنامج «الحلول إبداعية»، الذي يحتضن هذه المشاريع، لبناء جيل من المبتكرين، ودعم نمو الاقتصاد الإبداعي في السعودية، إلى جانب التركيز على استخدام التقنية الحديثة كالذكاء الصناعي، وتقنية اللمس، والواقع المعزز والافتراضي والمختلط، إذ جاء اختيار مشروع (القط إكس آر) مع خمسة مشاريع أخرى في المرحلة الأولى ضمن 26 مشاركاً في البرنامج، وقدّم المرشحون عروضاً تقديمية في الصناعات الإبداعية، كما قضى مجموعة من المتخصصين في الصناعات الإبداعية ذات التقنية العالية والمشاركين في البرنامج عدة أسابيع لحضور المحاضرات، وورش العمل التقنية، إلى جانب حضور اجتماعات مصممة للصناعات الإبداعية.
ومن المنتظر أن يقدم البرنامج في مرحلته الثالثة مخيماً تدريبياً عالمياً افتراضياً يتضمن توجيهات فردية تُتابع تقدم المشاريع الإبداعية، إضافةً إلى دعم مكثف وتعاون لتطوير كل مشروع لمدة ثلاثة أشهر حتى يكون المنتج قابلاً للتسويق، وكذلك دعماً مالياً يصل إلى 75 ألف ريال سعودي لكل مشروع.


مقالات ذات صلة

سيدات النصر... ذهب «الآسيوية» يبدأ بخطوة

رياضة سعودية المدرب عبدالعزيز العلوني يوجه لاعبات النصر خلال التدريبات (النصر)

سيدات النصر... ذهب «الآسيوية» يبدأ بخطوة

تتأهب كرة القدم النسائية الآسيوية لبدء مرحلة جديدة، تتمثل في انطلاق الأدوار التمهيدية المؤهلة لمرحلة المجموعات في دوري أبطال آسيا بنسخته الأولى، الذي يعد أحدث

لولوة العنقري (الرياض)
رياضة سعودية نزال السيف مع المصرية ندى فهيم كان بمثابة ميلادها الرسمي في أقفاص القتال (الشرق الأوسط)

هتان السيف... فتاة «الركلة الحديدية» وأيقونة القتال السعودية

في فترة وجيزة، استطاعت لاعبة فنون القتال السعودية هتان السيف، وضع بصمتها على أقفاص البطولات الدولية، لتخطف إعجاب الملايين من عشاق اللعبة داخل المملكة وخارجها،

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية هتان لحظة دخولها القفص في نزالها مع المصرية إيمان (الشرق الأوسط)

هتان تفي بوعدها وتهدي السعودية فوزاً جديداً في «الفنون القتالية»  

أوفت اللاعبة السعودية هتان السيف بوعدها، وأهدت بلادها فوزاً جديداً، على صعيد مشاركاتها الدولية، وذلك على حساب منافستها المصرية إيمان بركة.

لولوة العنقري (الرياض )
رياضة سعودية مشاعل العايد ستمثل السباحة السعودية في الألعاب الأولمبية (الاتحاد السعودي للسباحة)

مشاعل العايد... أول سباحة سعودية تقتحم مياه «الألعاب الأولمبية»

سيشهد أولمبياد باريس المقبل حدثاً تاريخياً، هو الأول من نوعه على مستوى الرياضة السعودية، وذلك عندما تشارك السباحة مشاعل العايد ممثلة للبعثة الخضراء ضمن 10 لاعبي

بشاير الخالدي (الرياض)
رياضة سعودية نجلاء خلال إدارتها إحدى المواجهات في البطولة الآسيوية بالرياض (الشرق الأوسط)

نجلاء النعيمي: إدارتي نهائي «السنوكر» الآسيوي أشعرني بالفخر

سطّرت الحكمة السعودية «الدولية» نجلاء النعيمي اسمها بأحرف من ذهب في تاريخ لعبة السنوكر، كونها أول سيدة عربية وخليجية تُدير نهائياً قارياً، وذلك من خلال البطولة

لولوة العنقري (الرياض)

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
TT

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)

في السنوات الأخيرة، أثّر الذكاء الصناعي على المجتمع البشري، وأتاح إمكانية أتمتة كثير من المهام الشاقة التي كانت ذات يوم مجالاً حصرياً للبشر، ومع كل ظهور لمهام وظيفية مبدعةً، تأتي أنظمة الذكاء الصناعي لتزيحها وتختصر بذلك المال والعمال.
وسيؤدي عصر الذكاء الصناعي إلى تغيير كبير في الطريقة التي نعمل بها والمهن التي نمارسها. وحسب الباحث في تقنية المعلومات، المهندس خالد أبو إبراهيم، فإنه من المتوقع أن تتأثر 5 مهن بشكل كبير في المستقبل القريب.

سارة أول روبوت سعودي يتحدث باللهجة العامية

ومن أكثر المهن، التي كانت وما زالت تخضع لأنظمة الذكاء الصناعي لتوفير الجهد والمال، مهن العمالة اليدوية. وحسب أبو إبراهيم، فإنه في الفترة المقبلة ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير آلات وروبوتات قادرة على تنفيذ مهام مثل البناء والتنظيف بدلاً من العمالة اليدوية.
ولفت أبو إبراهيم إلى أن مهنة المحاسبة والمالية ستتأثر أيضاً، فالمهن التي تتطلب الحسابات والتحليل المالي ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير برامج حاسوبية قادرة على إجراء التحليل المالي وإعداد التقارير المالية بدلاً من البشر، وكذلك في مجال القانون، فقد تتأثر المهن التي تتطلب العمل القانوني بشكل كبير في المستقبل.
إذ قد تتمكن التقنيات الحديثة من إجراء البحوث القانونية وتحليل الوثائق القانونية بشكل أكثر فاعلية من البشر.
ولم تنجُ مهنة الصحافة والإعلام من تأثير تطور الذكاء الصناعي. فحسب أبو إبراهيم، قد تتمكن التقنيات الحديثة من إنتاج الأخبار والمعلومات بشكل أكثر فاعلية وسرعة من البشر، كذلك التسويق والإعلان، الذي من المتوقع له أن يتأثر بشكل كبير في المستقبل. وقد تتمكن أيضاً من تحديد احتياجات المستهلكين ورغباتهم وتوجيه الإعلانات إليهم بشكل أكثر فاعلية من البشر.
وأوضح أبو إبراهيم أنه على الرغم من تأثر المهن بشكل كبير في العصر الحالي، فإنه قد يكون من الممكن تطوير مهارات جديدة وتكنولوجيات جديدة، تمكن البشر من العمل بشكل أكثر فاعلية وكفاءة في مهن أخرى.

الروبوت السعودية سارة

وفي الفترة الأخيرة، تغير عالم الإعلان مع ظهور التقنيات الجديدة، وبرز الإعلان الآلي بديلاً عملياً لنموذج تأييد المشاهير التقليدي الذي سيطر لفترة طويلة على المشهد الإعلاني. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه مع تقدم تكنولوجيا الروبوتات، ما يلغي بشكل فعال الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير.
وأتاحت تقنية الروبوتات للمعلنين إنشاء عروض واقعية لعلاماتهم التجارية ومنتجاتهم. ويمكن برمجة هذه الإعلانات الآلية باستخدام خوارزميات معقدة لاستهداف جماهير معينة، ما يتيح للمعلنين تقديم رسائل مخصصة للغاية إلى السوق المستهدفة.
علاوة على ذلك، تلغي تقنية الروبوتات الحاجة إلى موافقات المشاهير باهظة الثمن، وعندما تصبح الروبوتات أكثر واقعية وكفاءة، سيجري التخلص تدريجياً من الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير، وقد يؤدي ذلك إلى حملات إعلانية أكثر كفاءة وفاعلية، ما يسمح للشركات بالاستثمار بشكل أكبر في الرسائل الإبداعية والمحتوى.
يقول أبو إبراهيم: «يقدم الذكاء الصناعي اليوم إعلانات مستهدفة وفعالة بشكل كبير، إذ يمكنه تحليل بيانات المستخدمين وتحديد احتياجاتهم ورغباتهم بشكل أفضل. وكلما ازداد تحليل الذكاء الصناعي للبيانات، كلما ازدادت دقة الإعلانات وفاعليتها».
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الصناعي تحليل سجلات المتصفحين على الإنترنت لتحديد الإعلانات المناسبة وعرضها لهم. ويمكن أن يعمل أيضاً على تحليل النصوص والصور والفيديوهات لتحديد الإعلانات المناسبة للمستخدمين.
ويمكن أن تكون شركات التسويق والإعلان وأصحاب العلامات التجارية هم أبطال الإعلانات التي يقدمها الذكاء الصناعي، بحيث يستخدمون تقنياته لتحليل البيانات والعثور على العملاء المناسبين وعرض الإعلانات المناسبة لهم. كما يمكن للشركات المتخصصة في تطوير البرمجيات والتقنيات المرتبطة به أن تلعب دوراً مهماً في تطوير الإعلانات التي يقدمها.