فجرت زعيمة اليسار في الجزائر، لويزة حنون، قنبلة من العيار الثقيل بدعوتها سعيد بوتفليقة شقيق الرئيس الأصغر وكبير مستشاريه، إلى «التدخل لوقف نهب المال العام» بحجة أنه يمارس الحكم حاليا بدلا عن أخيه المريض. وذكر برلماني إسلامي أن حديث حنون «يعكس وجود مشروع لتوريث السلطة».
وقال النائب البرلماني ناصر حمدادوش، وهو قيادي في «حركة مجتمع السلم» في تصريح مكتوب أمس، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، أن «مشروع التوريث عاد ليطل علينا بقرونه من جديد، بعدما أسقط في احتجاجات الزيت والسكر»، في إشارة إلى أعمال عنف عرفته البلاد مطلع 2011 وصفتها السلطات بأنها معبرة عن تذمر شعبي من غلاء المواد الأساسية، خاصة الزيت والسكر فيما قالت المعارضة والإعلام إنها «عاكسة لتعطش الجزائريين للديمقراطية والحريات».
وقال حمدادوش، إن «مشروع التوريث سيكون من أخطر القنابل الموقوتة التي ستفجر الوضع في البلاد، بعدما سقط في 2011 ضمن سقوط مشاريع التوريث المشابهة في مصر وليبيا وتونس واليمن، وما آلت إليه الأوضاع في تلك البلدان».
وقالت الأمينة العامة لـ«حزب العمال» لويزة حنون، في مؤتمر صحافي يوم الجمعة الماضي، إن «التاريخ سيحاسب سعيد بوتفليقة إذا بقي صامتا، لأنه يعلم جيّدا الأطراف المتسبّبة في الأوضاع الخطيرة حاليا». واتهمت رجل أعمال، من دون ذكره بالاسم، بـ«استغلال النفوذ الذي يملكه بفضل المال، للحصول على أهم المشاريع».
وأوضح البرلماني حمدادوش، أن حديث حنون عن تدخل شقيق الرئيس لوقف نهب المال «اعتراف بعجز بوتفليقة عن أداء مهامه الدستورية، وإقرار واضح بفشله طيلة ثلاث ولايات كاملة، وهو الذي توفرت له البحبوحة المالية والسلم الشعبي، والصلاحيات المطلقة والغطاء الخارجي ما لم يتوفر لأي رئيس آخر».
وطالب حمدادوش من حنون، وهي أيضا برلمانية، بأن «تكون لك الجرأة فتصارحين الرأي العام بالصفة القانونية لسعيد بوتفليقة، ما دمت قريبة من جماعة، وتصارحيننا على أي أساس يكون هو الرئيس الفعلي بسلطة الأمر الواقع، مستغلا الحالة الصحية لأخيه». والشائع أن سعيد بوتفليقة يمارس صلاحيات واسعة في الحكم، وأنه يدير شبكة واسعة من رجال أعمال معروفين بولائهم للرئيس. غير أن سعيد لا يظهر في العلن إلا نادرا وليس له منصب حكومي، ولم يسبق له أنه صرح للصحافة. ويقول قطاع من الإعلام إنه يعتزم خلافة شقيقه الرئيس الذي يعاني من عجز في أداء مهامه، بسبب الإصابة بجلطة في الدماغ. وخلال فترة مرض الرئيس، لا يلتقيه إلا ثلاثة أشخاص: شقيقه ومستشاره بالأساس، ورئيس الوزراء عبد المالك سلال ونائب وزير الدفاع الفريق أحمد قايد صالح.
وذكر البرلماني حمدادوش أن ما جاء على لسان حنون، بخصوص شقيق الرئيس «يعني أن رأي المعارضة صائب بخصوص المطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة، بسبب مرض الرئيس وعجزه عن أداء مهامه الدستورية»، مشيرا إلى أن «الفساد لم ينتشر في البلاد بمثل هذه الخطورة إلا في عهد بوتفليقة». وتابع قائلا: «إن تصريحات حنون المستهجنة، تدل على أن هناك أمرا يدبر في الظلام خارج الإرادة الشعبية، وخارج مؤسسات الدولة وخارج الدستور وقوانين الجمهورية، وهو ما سيدفع البلاد إلى الارتماء في أحضان المجهول».
وهاجم حمدادوش زعيمة اليسار، بسبب موقفها من تطبيق الشريعة الإسلامية فقال: «إنها تعبر عن حقد آيديولوجي دفين ضد الإسلام، وبذلك فهي تستفز المشاعر الدينية للشعب الجزائري ولا بد أن تحترم نفسها وتحترم الدين وقيم الديمقراطية». وأضاف: «لقد فشلت الشيوعية والتروتسكية في عقر دارها، بينما لا تزال هي (حنون) متمسكة بهذه الخرقة البالية.. إنها بمعاداتها الصريحة للشريعة الإسلامية تصر على الطعن في هوية وحضارة هذا الشعب».
تصريحات زعيمة اليسار لشقيق بوتفليقة حول «وقف نهب المال العام» تثير جدلا في الجزائر
نائب برلماني: مشروع توريث الحكم عاد من جديد
تصريحات زعيمة اليسار لشقيق بوتفليقة حول «وقف نهب المال العام» تثير جدلا في الجزائر
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة