صادرات الصين تحافظ على قوتها في يوليو رغم تراجع زخمها

24.5% زيادة في حجم التجارة الخارجية خلال 7 أشهر

حاويات في ميناء ليانيونقانغ في مقاطعة جيانغسو شرقي الصين (أ.ف.ب)
حاويات في ميناء ليانيونقانغ في مقاطعة جيانغسو شرقي الصين (أ.ف.ب)
TT

صادرات الصين تحافظ على قوتها في يوليو رغم تراجع زخمها

حاويات في ميناء ليانيونقانغ في مقاطعة جيانغسو شرقي الصين (أ.ف.ب)
حاويات في ميناء ليانيونقانغ في مقاطعة جيانغسو شرقي الصين (أ.ف.ب)

حافظت الصادرات الصينية على قوتها في يوليو (تموز) رغم خسارتها بعضاً من زخمها، وفق ما أظهرت بيانات جمركية أمس السبت، فيما أشار محللون إلى انتعاش في نشاط الموانئ لكنهم حذروا من أن تفشي المتحورة دلتا قد يؤثر على النمو.
وبقيت الشحنات المخصصة إلى الخارج - من ثاني أكبر قوة اقتصادية في العالم - قوية خلال العام الحالي، مدفوعة بالطلب على منتجات مثل المعدات الطبية والأجهزة الإلكترونية التي يحتاج إليها العمل من المنازل، فيما يزيد ارتفاع عدد الإصابات بفيروس «كورونا» في دول عدة الاعتماد على المنتجات الصينية.
وعاد النشاط الاقتصادي بدرجة كبيرة إلى طبيعته في الصين بفضل تدابير الإغلاق الصارمة والفحوص واسعة النطاق، رغم أن البلد يعزز إجراءاته حالياً لاحتواء تفشي المتحورة دلتا مع رصد مجموعات إصابات محلية في أكثر من عشر مقاطعات.
لكن التجارة بقيت قوية في يوليو الماضي، إذ نمت الصادرات أكثر بقليل من المتوقع بنسبة 19.3 في المائة مقارنة بالعام الماضي، وفق إدارة الجمارك. وأظهرت البيانات الرسمية أن الواردات نمت بنسبة 28.1 في المائة مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.
وباحتساب الأرقام الأخيرة، بلغ إجمالي الفائض التجاري الصيني 56.6 مليار دولار في يوليو، مقارنة بـ51.5 مليار دولار في يونيو (حزيران).
وواصلت المنتجات الإلكترونية دعم نمو الصادرات في الأشهر السبعة الأولى من العام وإن كان الطلب على صادرات الكمامات تراجع عن العام الماضي، وفق البيانات الرسمية.
ولفتت المحللة الاستراتيجية البارزة لدى «إيه إن زي ريسرتش آسيا» آيرين شيونغ هذا الأسبوع إلى «انتعاش نشاطات الموانئ» بعد تعطلها سابقاً. وأضافت «في المقابل، قد تكون الواردات تعززت بسبب ارتفاع أسعار السلع الأساسية».
وتعمل الصين على ضبط ارتفاع أسعار معظم السلع الأساسية التي تضغط على الشركات الأصغر، لكن خبراء اقتصاد لدى «آي إن جي» أفادوا في مذكرة بأن التدابير الرامية إلى تشديد التباعد الاجتماعي وتفشي كوفيد في الأسابيع الأخيرة ستتسبب على الأرجح بمزيد من الأضرار وإن كانت صادرات القطع والمنتجات الإلكترونية تخفف من التداعيات بعض الشيء.
وقال خبراء اقتصاد لدى شركة «نومورا» الأسبوع الحالي إنه «بالإضافة إلى المتحورة دلتا، تتعامل الصين مع صدمات سلبية أخرى بالنسبة إلى نموها في الأمد القريب».
وإلى جانب الكوارث الطبيعية بما في ذلك التساقط الغزير للأمطار والفيضانات في مقاطعة خنان (وسط) التي انعكست على النشاط الاقتصادي، شددت بكين الإجراءات في قطاع العقارات والصناعات المسببة للتلوث الشديد.
وما زالت الصادرات الصينية مرنة في النصف الأول، فيما يساعد التخفيف التدريجي لإجراءات الإغلاق في العالم في دعم الطلب العالمي. وزادت المخاطر التجارية في الشهور الأخيرة رغم انتشار سلالة دلتا من فيروس «كورونا» عبر آسيا مهددة بتعقيد سلاسل الإمداد عبر المنطقة.
كانت رابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان) أكبر شريك تجاري للصين في يوليو تلاها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، بحسب بيانات إدارة الجمارك.
ونمت الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة بنسبة 13.4 في المائة في يوليو مقارنة بنفس الشهر العام الماضي، بينما ارتفعت الواردات من أميركا بنسبة 25.6 في المائة، ما تسبب في فائض تجاري بقيمة 35.4 مليار دولار في ذلك الشهر.
وأظهرت البيانات زيادة إجمالي حجم صادرات الصين ووارداتها بواقع 24.5 في المائة على أساس سنوي خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري، ليسجل 21.34 تريليون يوان (نحو 3.‏3 تريليون دولار).
ووفق بيانات من الهيئة العامة للجمارك، يمثل هذا الحجم للتجارة الخارجية زيادة بنسبة 22.3 في المائة، مقارنة بنفس الفترة من عام 2019.
وسجلت الصادرات والواردات نمواً مزدوج الرقم خلال الفترة يناير (كانون الثاني) - يوليو، حيث زادتا بواقع 24.5 في المائة، و24.4 في المائة على أساس سنوي، على الترتيب. وارتفع حجم الفائض التجاري للصين بنسبة 24.8 في المائة على أساس سنوي خلال الأشهر السبعة الأولى من 2021، ليصل إلى 1.98 تريليون يوان.


مقالات ذات صلة

وزير الدفاع السعودي ونظيره الفرنسي يبحثان في الرياض أفق التعاون العسكري

الخليج الأمير خالد بن سلمان خلال استقباله سيباستيان ليكورنو في الرياض (واس)

وزير الدفاع السعودي ونظيره الفرنسي يبحثان في الرياض أفق التعاون العسكري

بحث الأمير خالد بن سلمان وزير الدفاع السعودي مع سيباستيان ليكورنو وزير القوات المسلحة الفرنسية، مستجدات الأوضاع الإقليمية وجهود إحلال السلام في المنطقة والعالم.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق أعضاء اللجنة الوزارية أعربوا عن رغبتهم في تعزيز التعاون بما يعكس الهوية الثقافية والتاريخية الفريدة للمنطقة (واس)

التزام سعودي - فرنسي للارتقاء بالشراكة الثنائية بشأن «العلا»

أكد أعضاء اللجنة الوزارية السعودية - الفرنسية بشأن تطوير «العلا»، السبت، التزامهم بالعمل للارتقاء بالشراكة الثنائية إلى مستويات أعلى.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الخليج وزير الخارجية السعودي مع نظيره الفرنسي خلال لقاء جمعهما على غداء عمل في باريس (واس)

وزير الخارجية السعودي يبحث مع نظيره الفرنسي تطورات غزة ولبنان

بحث الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي مع نظيره الفرنسي جان نويل، الجمعة، التطورات في قطاع غزة وعلى الساحة اللبنانية، والجهود المبذولة بشأنها.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الخليج وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان يستقبل نظيره الفرنسي جان نويل بارو في الرياض (واس)

فيصل بن فرحان يناقش التطورات اللبنانية مع نظيريه الفرنسي والأميركي

ناقش وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، مع نظيره الفرنسي جان نويل بارو، التطورات على الساحة اللبنانية والجهود المبذولة بشأنها.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج الأمير خالد بن سلمان خلال لقائه في مكتبه بالرياض السفير الفرنسي لودوفيك بوي (وزارة الدفاع السعودية)

وزير الدفاع السعودي والسفير الفرنسي يناقشان الموضوعات المشتركة

ناقش الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز وزير الدفاع السعودي مع لودوفيك بوي سفير فرنسا لدى المملكة، الاثنين، عدداً من القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

شعار «موديز» خارج المقر الرئيسي للشركة في مانهاتن، نيويورك، الولايات المتحدة (رويترز)
شعار «موديز» خارج المقر الرئيسي للشركة في مانهاتن، نيويورك، الولايات المتحدة (رويترز)
TT

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

شعار «موديز» خارج المقر الرئيسي للشركة في مانهاتن، نيويورك، الولايات المتحدة (رويترز)
شعار «موديز» خارج المقر الرئيسي للشركة في مانهاتن، نيويورك، الولايات المتحدة (رويترز)

رفعت وكالة موديز للتصنيف الائتماني، اليوم، تصنيف السعودية إلى «Aa3» من«A1»، مشيرة إلى جهود المملكة لتنويع اقتصادها بعيداً عن النفط.

وتستثمر المملكة، أكبر مصدر للنفط في العالم، مليارات الدولارات لتحقيق خطتها «رؤية 2030»، التي تركز على تقليل اعتمادها على النفط وإنفاق المزيد على البنية التحتية لتعزيز قطاعات مثل السياحة والرياضة والصناعات التحويلية.

وتعمل السعودية أيضاً على جذب المزيد من الاستثمارات الخارجية لضمان بقاء خططها الطموحة على المسار الصحيح.

وفي الشهر الماضي، سعى وزير الاستثمار السعودي إلى طمأنة المستثمرين في مؤتمر بالرياض بأن السعودية تظل مركزاً مزدهراً للاستثمار على الرغم من عام اتسم بالصراع الإقليمي.

وقالت موديز في بيان: «التقدم المستمر من شأنه، بمرور الوقت، أن يقلل بشكل أكبر من انكشاف المملكة العربية السعودية على تطورات سوق النفط والتحول الكربوني على المدى الطويل».

كما عدلت الوكالة نظرتها المستقبلية للبلاد من إيجابية إلى مستقرة، مشيرة إلى حالة الضبابية بشأن الظروف الاقتصادية العالمية وتطورات سوق النفط.

وفي سبتمبر (أيلول)، عدلت وكالة «ستاندرد اند بورز» نظرتها المستقبلية للسعودية من مستقرة إلى إيجابية، وذلك على خلفية توقعات النمو القوي غير النفطي والمرونة الاقتصادية.