نصائح تعينك على استعادة الذكريات القديمة

تجارب السنوات البعيدة قد تصبح متاحة

نصائح تعينك على استعادة الذكريات القديمة
TT

نصائح تعينك على استعادة الذكريات القديمة

نصائح تعينك على استعادة الذكريات القديمة

ربما تبقى تفاصيل التجارب المهمة من عقود مضت متاحة إذا تمكنت من استخراجها من ذاكرتك. في بعض الأحيان، تظل ذكريات تجارب بعينها عالقة بوضوح داخل ذاكرتك مدى الحياة، مثل اللحظة التي اعترفت فيها بحبك لشخص آخر، أو المرة الأولى التي احتضنت صغيرك بين ذراعيك. وفي المقابل، ثمة ذكريات أخرى مهمة منذ وقت طويل مضى ربما تواجه صعوبة أكبر في استعادتها. ومع هذا، فإنها ربما لا تزال عالقة في ذاكرتك، وإنما تحتاج إلى بعض المجهود فحسب إلى استعادتها.

ذكريات باقية
أي الذكريات تبقى معنا؟ من بين الذكريات الكثيرة التي تكدسها داخل ذاكرتك يومياً، لا يحتفظ المخ داخل الملفات طويلة الأجل، سوى بتلك التي يعتبرها مهمة. في هذا الإطار، يشرح الدكتور أندرو بودسون، طبيب الأعصاب ورئيس قسم علم الأعصاب الإدراكي والسلوكي لدى منظومة في إيه بوسطن للرعاية الصحية، أن «هناك منظومة داخل أدمغتنا تقوم بوسم ذكرى معينة باعتبارها خاصة أو مهمة بشكل ما؛ ولذا فإننا سنتذكرها في المستقبل». وعنصران محددان يسِمان الذاكرة بوسم اعتبارها ذاكرة خاصة:
> حدث عاطفي Emotion. وهنا يشرح الدكتور بودسون، أن «الزواج من بين الأمثلة على حدث ينطوي على عاطفة شديدة. وفي مثل هذه الظروف، تنشط مجموعة كاملة من المواد الكيميائية في المخ بهدف تسجيل هذه الذكريات».
> حدث ذو مغزى شخصي Personal significance. عن ذلك، يوضح الدكتور بودسون، أنه «ربما تتذكر ما تناولته في وجبة الإفطار صباح يوم ما، وما ارتديته بالأمس، لكن إذا سألتك عن هذه الأمور في غضون أيام قلائل أو شهر، ستكتشف أن الذكريات المتعلقة بها تلاشت من ذاكرتك لأنها ببساطة غير ذات أهمية لك».

الذاكرة والعمر
إن التقدم في العمر يؤثر على استعادة الذكريات. في بعض الأحيان، يجابه المرء صعوبة في استعادة حتى الذكريات الخاصة أو المهمة. وثمة عوامل عدة على صلة بالتقدم في العمر تسهم في هذا الأمر. ويشرح الدكتور بودسون، أن الذاكرة تبدأ في التراجع بعد سن الـ30، ويضيف «هناك أدلة معتبرة تشير إلى أن قدرتنا على استعادة المعلومات تبلغ ذروتها بين الـ20 والـ30، وبحلول وقت بلوغنا الخمسينيات من العمر، فإن الفصوص الجبهية frontal lobes، المسؤولة عن البحث عن الذكريات، لا تعمل بالكفاءة المعتادة».
ويقول الدكتور بودسون «تتلاشى الذكريات بمرور الوقت. وإذا لم ترد ذكرى معينة على خاطرك لسنوات، فإنها لن تكون بذات الحيوية أو القوة التي اعتادت أن تكون عليها، ذلك أنك عندما لا تسترجع ذكرى ما، فأنت بذلك تبعث رسالة إلى مخك مفادها أنها غير ذات أهمية، وبالتالي ربما تتكدس فوقها ذكريات أخرى».
من ناحية أخرى، فإننا في حاجة إلى تنشيط ذاكرتنا. وعن ذلك يقول الدكتور بودسون «عندما نكون أصغر سناً، فإن إشارة داخلية - أي مجرد التفكير في أمر ما - يمكن أن تعين في استعادة ذكرى، لكن عندما نصبح أكبر سناً، يزداد اعتمادنا على الإشارات الخارجية في استعادة الذكريات، مثل سماع صوت أو رؤية صورة ما».

إشارات الذكرى
من أجل إعادة تحفيز ذكرى قديمة، يجب أن تفكر في الحواس التي شاركت أثناء تسجيل الذكرة، ويعود ذلك إلى أنك عندما تعايش أمراً خاصاً أو مهماً، فإن مداركك - الصور أو الأصوات أو الروائح أو الطعم أو اللمسات أو الأفكار أو المشاعر - يجرى تخزينها في جزء من المخ (القشرة cortex)، ثم يجري ربطها معاً كذكرى واحدة من جانب جزء آخر من المخ (الحصين أو قرن آمون hippocampus) ووسمها، بحيث يمكن للفص الأمامي استرجاع نمط المعلومات لاحقاً.
وبإمكان إشارة من بيئتك (مثل سماع أغنية) أو إشارة أنت تنشئها (مثل التفكير في حفل تخرجك في المدرسة الثانوية) معاونتك على استرجاع ذكرى ما. وهنا، يقول الدكتور بودسون «كلما كانت الإشارات أكثر ارتباطاً على نحو محدد بالأحداث الحياتية التي تحاول تذكرها، زادت احتمالات أن تجد نمطاً متطابقاً معها وتستعيد ذكرى قديمة».

أفكار لتحفيز إشارات الذكريات
نظراً لأنك ربما تتذكر على الفور إشارات تتعلق بذكرى طواها النسيان منذ فترة طويلة، فإنك ستضطر إلى إنشاء إشارة.
> استراتيجيات:
يوصي الدكتور بودسون هنا بأن تحاول تنفيذ واحدة من هذه الاستراتيجيات:
- تطلع إلى صور قديمة لمنزلك أو أسرتك أو أصدقائك.
- اقرأ قصيدة كتبتها أو أحببت قراءتها عندما كنت في سن أصغر.
- أمسك بقطعة ملابس قديمة احتفظت بها.
- اقرأ خطاباً قديماً أو تدوينة شخصية أو مادة من صحيفة.
- استمع لأغنية قديمة أحببتها أنت أو أحد أفراد أسرتك.
- اطهُ وجبة اعتادت والدتك أو والدك إعدادها لك.
- شمّ شيئاً يمكنه تحفيز ذاكرتك، مثل كتاب أو وسادة أو عطر أو طعام.
- قم بزيارة لمكان كنت ترتاده عندما كنت أصغر سناً.
- شاهد فيلماً أو برنامجاً تلفزيونياً قديماً.
> مقترحات إضافية:
اثبت مكانك أثناء محاولتك استدعاء ذكريات قديمة، وأغلق عينيك أحياناً وركز على المشاهدات والأصوات والروائح والأفكار والمشاعر المرتبطة بكل ذكرى.
وعندما تستعيد بالفعل ذكرى قديمة، اكتبها (قبل أن تنساها) وعززها باستدعائك لها كثيراً في ذهنك إذا ما كانت لطيفة أو مفيدة.
ويؤكد الدكتور بودسون أنه «بمقدورك بالفعل السفر عبر الزمن حتى تصل لتجربة محددة في حياتك، وربط ذكرى معينة بإشارة ما غالباً ما يؤدي إلى الوصول لذكرى أخرى».
* رسالة هارفارد الصحية - خدمات «تريبيون ميديا»



الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال
TT

الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

كشفت أحدث دراسة تناولت العوامل المؤثرة على ضغط الدم، عن الخطورة الكبيرة للحياة الخاملة الخالية من النشاط على الصحة بشكل عام، وعلى الضغط بشكل خاص. وأوضحت أن قضاء وقت من دون حركة كافية لفترة أكثر من 6 ساعات يومياً، يمكن أن يسبب زيادة في ضغط الدم الانقباضي (الخارج من البطين الأيسر- systolic blood pressure) بمقدار 4 ملِّيمترات زئبقية، وذلك في الفترة العمرية من الطفولة، وحتى بداية مرحلة البلوغ.

الخمول ومؤشرات الأمراض

أجريت الدراسة بالتعاون بين جامعتي «بريستول» و«إكستر» في المملكة المتحدة، وجامعة «شرق فنلندا»، ونُشرت في مطلع شهر نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الحالي، في مجلة «الهزال وضمور العضلات» (Journal of Cachexia, Sarcopenia and Muscle). وأكدت أن النشاط والخمول يلعبان دوراً رئيسياً في تنظيم الضغط؛ حيث يساهم الخمول وعدم الحركة في رفع ضغط الدم، بينما يساهم النشاط البدني الخفيف بشكل يومي في خفض الضغط. وفي الماضي وقبل التقدم التكنولوجي المعاصر، ولأن الأطفال كانوا في نشاط مستمر، كان ارتفاع ضغط الدم من الأمور شديدة الندرة في الأطفال.

قام الباحثون بمتابعة 2513 طفلاً من دراسة خاصة بجامعة «بريستول» على أطفال التسعينات من القرن الماضي، وتمت المتابعة من سن 11 إلى 24 عاماً. وركَّز الباحثون على الأطفال الذين قضوا تقريباً 6 ساعات يومياً من دون أي نشاط يذكر، ثم 6 ساعات يومياً في ممارسة تمارين خفيفة (LPA)، وأخيراً نحو 55 دقيقة يومياً في نشاط بدني يتدرج من متوسط إلى قوي (MVPA)، وبعد ذلك في بداية مرحلة المراهقة والشباب قضوا 9 ساعات يومياً في حالة خمول، ثم 3 ساعات يومياً في التمارين الخفيفة، ونحو 50 دقيقة يومياً في تمارين متوسطة إلى قوية.

تم أخذ عينات دم بعد فترة صيام لعدة ساعات للأطفال بشكل متكرر، لتثبيت العوامل التي يمكن أن تلعب دوراً مهماً في ارتفاع ضغط الدم، مثل قياس مستويات الكوليسترول منخفض الكثافة (LDL)، والكوليسترول عالي الكثافة (HDL)، والدهون الثلاثية (TG)، وأيضاً تم قياس منحنى الغلوكوز لكل 3 شهور (hba1c) في الدم، وكذلك هرمون الإنسولين، ودلالات الالتهاب مثل البروتين التفاعلي سي (C-reactive protein)، وقاموا بقياس معدل ضربات القلب.

بعيداً عن التحاليل الطبية، قام الباحثون برصد بقية العوامل المؤثرة في ارتفاع ضغط الدم، وتم سؤال الأطفال عن التاريخ العائلي للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بجانب الحالة الاقتصادية والاجتماعية للعائلة، وحالة الطفل النفسية، وتعامل العائلة معه، وأيضاً نوعية الغذاء، وهل تحتوي على دهون أم لا، واستخدام ملح الطعام باعتدال. وبالنسبة للمراهقين والبالغين تم سؤالهم عن حالة التدخين، بالإضافة إلى قياس كتلة الدهون في الجسم، وكذلك الكتلة العضلية.

ضغط الدم في الأطفال

قال العلماء إن الدراسة الحالية تُعد أكبر وأطول دراسة متابعة في العالم، لرصد العلاقة بين حجم النشاط البدني ومستوى ضغط الدم في الأطفال والمراهقين، وصولاً لمرحلة البلوغ. وحتى تكون الدراسة معبرة عن التغيرات الطبيعية التي تحدث للضغط في المراحل العمرية المختلفة، قام الباحثون بقياس ضغط الدم بعد فترات الخمول والتمرينات الخفيفة ومتوسطة الشدة، في عمر الحادية عشرة (نهاية فترة الطفولة) وفي عمر الخامسة عشر (فترة المراهقة والتغيرات الهرمونية) وأخيراً في عمر الرابعة والعشرين (مرحلة البلوغ).

وجد الباحثون أن متوسط ضغط الدم في مرحلة الطفولة كان 106/ 56 ملِّيمتراً زئبقياً، وبعد ذلك ارتفع إلى 117/ 67 ملِّيمتراً زئبقياً في مرحلة الشباب. ويرجع ذلك جزئياً -في الأغلب- إلى النمو الفسيولوجي الطبيعي المرتبط بالسن، وأيضاً ارتبطت الزيادة المستمرة في وقت الخمول من سن 11 إلى 24 عاماً بزيادة ضغط الدم الانقباضي في المتوسط بمقدار 4 ملِّيمترات زئبقية.

لاحظ الباحثون أن المشاركة في التمرينات الخفيفة بانتظام من الطفولة وحتى البلوغ، ساهمت في خفض مستوى الضغط الانقباضي بمقدار 3 ملِّيمترات زئبقية تقريباً. وفي المقابل تبين أن ممارسة التمرينات الشاقة والقوية لم تساهم في خفض الضغط بعكس المتوقع، وذلك لأن زيادة حجم الكتلة العضلية ارتبط بزيادة الدم المتدفق إليها، مما سبب زيادة طفيفة في ضغط الدم، ما يوضح الأهمية الكبرى للنشاط البدني الخفيف بانتظام؛ لأنه يُعد بمثابة وقاية من خطر ارتفاع ضغط الدم.

النشاط البدني الخفيف المنتظم يقي من خطره

أكد الباحثون أن أي فترة صغيرة في ممارسة النشاط الحركي تنعكس بالإيجاب على الطفل. وعلى سبيل المثال عندما استُبدلت بعشر دقائق فقط من كل ساعة تم قضاؤها في حالة خمول، فترة من التمرينات الخفيفة (LPA) في جميع مراحل النمو من الطفولة إلى مرحلة الشباب، انخفض ضغط الدم الانقباضي بمقدار 3 ملِّيمترات زئبقية، وضغط الدم الانبساطي بمقدار ملِّيمترين زئبقيين، وهو الأمر الذي يُعد نوعاً من الحماية من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية؛ لأن خفض ضغط الدم الانقباضي بمقدار 5 ملِّيمترات زئبقية فقط يقلل بنسبة 10 في المائة من الذبحة الصدرية وجلطة المخ.

من المعروف أن منظمة الصحة العالمية (WHO) أصدرت تقارير تفيد باحتمالية حدوث 500 مليون حالة مرضية جديدة من الأمراض غير المعدية المرتبطة بالخمول البدني بحلول عام 2030، ونصف عدد هذه الحالات بسبب ارتفاع ضغط الدم. ونصحت المنظمة بضرورة ممارسة النشاط البدني الخفيف لمدة 3 ساعات على الأقل يومياً، للحماية من الإصابة بضغط الدم، وأيضاً لأن هذه التمرينات بمثابة علاج للضغط العالي للمرضى المصابين بالفعل. وأكدت أن النشاط البدني لا يشترط وقتاً أو مكاناً معيناً، مثل المشي لمسافات طويلة، وركوب الدراجات، وحتى القيام بالأعمال المنزلية البسيطة.

* استشاري طب الأطفال