علماء بريطانيون يختبرون رذاذاً من القنب لعلاج أورام الدماغ

يتم إعطاء «ساتيفكس» بالفعل لمرضى التصلب المتعدد الذين لم تتحسن حالتهم على الرغم من العلاج (الغارديان)
يتم إعطاء «ساتيفكس» بالفعل لمرضى التصلب المتعدد الذين لم تتحسن حالتهم على الرغم من العلاج (الغارديان)
TT

علماء بريطانيون يختبرون رذاذاً من القنب لعلاج أورام الدماغ

يتم إعطاء «ساتيفكس» بالفعل لمرضى التصلب المتعدد الذين لم تتحسن حالتهم على الرغم من العلاج (الغارديان)
يتم إعطاء «ساتيفكس» بالفعل لمرضى التصلب المتعدد الذين لم تتحسن حالتهم على الرغم من العلاج (الغارديان)

تستعد الجمعيات الخيرية لمكافحة السرطان وهيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا للتحقيق فيما إذا كان رذاذ الفم المصنوع من القنب يرتبط بعلاج أورام المخ ويساعد المرضى على العيش لفترة أطول، وفقاً لصحيفة «الغارديان».
وسيقوم الأطباء بإعطاء المرضى في جميع أنحاء المملكة المتحدة الذين يعانون من ورم دماغي متكرر يسمى الورم الأرومي الدبقي، الدواء، المعروف باسم «ساتيفكس»، إلى جانب العلاج الكيماوي «تيموزولوميد» ضمن تجربة سريرية في محاولة لقتل الخلايا السرطانية.
وستكون هذه الدراسة الأولى من نوعها في العالم.
والورم الأرومي الدبقي هو شكل عدواني ويصعب علاجه من أورام المخ والذي يعود دائماً تقريباً، رغم استخدام الأطباء للجراحة والعلاج الإشعاعي والعلاج الكيماوي للقضاء عليه. وأولئك الذين تم تشخيصهم يعيشون فقط لمدة 12 إلى 18 شهراً بينما أولئك الذين يعانون من ورم أرومي دبقي متكرر يعيشون لمدة 10 أشهر فقط.
ويتم تشخيص نحو 2200 شخص في إنجلترا كل عام بهذه الحالة، مما يجعلها أكثر أشكال سرطان الدماغ شيوعاً.
ويتم إعطاء «ساتيفكس» بالفعل لمرضى التصلب المتعدد الذين لم تتحسن حالتهم رغم العلاج، من أجل تقليل التشنج لديهم، ويعتبر واحداً من ثلاثة أدوية تعتمد على القنب يتم استخدامها حالياً في المملكة المتحدة.
قالت سوزان شورت، الأستاذة في علم الأورام السريرية وعلم الأورام العصبية في جامعة ليدز، وهي الباحثة الرئيسية في الدراسة: «نعتقد أن (ساتيفكس) قد يقتل الخلايا السرطانية للورم الأرومي الدبقي، وقد يكون فعالاً بشكل خاص عند إعطائه مع العلاج الكيماوي (تيموزولوميد)، لذلك قد يعزز آثار العلاج في وقف نمو هذه الأورام، مما يسمح للمرضى بالعيش لفترة أطول». وأضافت: «هذا ما نريد اختباره في الدراسة».
وستقوم جمعية أورام الدماغ الخيرية، التي تمول التجربة، بتجنيد 232 مريضاً في أوائل العام المقبل من 15 مستشفى على الأقل، بما في ذلك مراكز السرطان المتخصصة في جميع أنحاء المملكة المتحدة. سيحصل ثلثاهم على «ساتيفكس» و«تيموزولوميد»، بينما سيحصل الثلث الآخر على عقار العلاج الكيماوي والعلاج الوهمي.
ويحتوي عقار «ساتيفكس» على كميات متساوية من نوعين من القنب: المادة ذات التأثير النفساني، ومادة «كانابيديول» التي يمكن أن تساعد في تقليل الألم والالتهاب والقلق دون إحداث أي تأثيرات نفسية.
وقال الدكتور ديفيد جينكينسون، الرئيس التنفيذي المؤقت لجمعية أورام الدماغ الخيرية: «نأمل أن تمهد هذه التجربة الطريق لشريان حياة جديد طال انتظاره يمكن أن يساعد في منح مرضى الورم الأرومي الدبقي شهوراً إضافية ثمينة للعيش وصنع الذكريات مع أحبائهم». وتابع: «نحن نعلم أن هناك اهتماماً كبيراً في مجتمعنا بالنشاط المحتمل للقنب في علاج الأورام الأرومية الدبقية، ونحن متحمسون حقاً لأن هذه التجربة الأولى في العالم قد تساعد في تسريع إظهار النتائج والأجوبة».


مقالات ذات صلة

الأول من نوعه... نموذج ذكاء اصطناعي يمكنه اكتشاف سرطان الدماغ

صحتك صورة توضيحية تُظهر ورماً في المخ (أرشيفية)

الأول من نوعه... نموذج ذكاء اصطناعي يمكنه اكتشاف سرطان الدماغ

يفترض الباحثون أن شبكة الذكاء الاصطناعي التي تم تدريبها على اكتشاف الحيوانات المتخفية يمكن إعادة توظيفها بشكل فعال للكشف عن أورام المخ من صور الرنين المغناطيسي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك استهلاك الأطعمة التي تحتوي على «أوميغا 3» و«أوميغا 6» مثل الأسماك الزيتية يقلل معدل خطر الإصابة بالسرطان (جمعية الصيادين الاسكوتلنديين)

أطعمة تقلل من خطر الإصابة بـ14 نوعاً مختلفاً من السرطان

وجدت دراسة أن استهلاك «أوميغا 3» و«أوميغا 6»، وهي الأحماض الدهنية التي توجد في الأطعمة النباتية والأسماك الزيتية، قد يؤثر على معدل خطر الإصابة بالسرطان.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فطر "الزر الأبيض" قد يبطئ تطور سرطان البروستاتا (رويترز)

نوع من الفطر يبطئ نمو سرطان البروستاتا... تعرف عليه

أكدت دراسة جديدة أنَّ فطر «الزر الأبيض» قد يبطئ تطور سرطان البروستاتا عن طريق إعاقة نمو الورم، ودعم الخلايا المناعية المقاومة للسرطان.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك حقن فيتامين سي عبر الوريد تتيح تحقيق مستويات مرتفعة لا يمكن الوصول إليها عبر الأقراص الفموية (جامعة أيوا)

فيتامين سي يحسن نتائج علاج سرطان البنكرياس

كشفت دراسة سريرية أميركية عن نتائج وُصفت بـ«الواعدة» لعلاج سرطان البنكرياس المتقدم باستخدام فيتامين سي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

السعودية تحتفي بإبداعات الثقافة العراقية في مهرجان «بين ثقافتين»

يسعى مهرجان «بين ثقافتين» إلى إثراء المعرفة الثقافية عبر تجاربَ فنيّةٍ مبتكرة (الشرق الأوسط)
يسعى مهرجان «بين ثقافتين» إلى إثراء المعرفة الثقافية عبر تجاربَ فنيّةٍ مبتكرة (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تحتفي بإبداعات الثقافة العراقية في مهرجان «بين ثقافتين»

يسعى مهرجان «بين ثقافتين» إلى إثراء المعرفة الثقافية عبر تجاربَ فنيّةٍ مبتكرة (الشرق الأوسط)
يسعى مهرجان «بين ثقافتين» إلى إثراء المعرفة الثقافية عبر تجاربَ فنيّةٍ مبتكرة (الشرق الأوسط)

تحتفي وزارة الثقافة السعودية بنظيرتها العراقية في النسخة الثانية من مهرجان «بين ثقافتين» خلال الفترة من 18 إلى 31 ديسمبر (كانون الأول) المقبل في «ميقا استوديو» بالرياض، لتقدم رحلة استثنائية للزوار عبر الزمن، في محطاتٍ تاريخية بارزة ومستندة إلى أبحاث موثوقة، تشمل أعمالاً فنيّةً لعمالقة الفن المعاصر والحديث من البلدين.

ويجوب مهرجان «بين ثقافتين» في دهاليز ثقافات العالم ويُعرّف بها، ويُسلّط الضوء على أوجه التشابه والاختلاف بين الثقافة السعودية وهذه الثقافات، ويستضيف في هذه النسخة ثقافة العراق ليُعرّف بها، ويُبيّن الارتباط بينها وبين الثقافة السعودية، ويعرض أوجه التشابه بينهما في قالبٍ إبداعي.

ويُقدم المهرجانُ في نسخته الحالية رحلةً ثريّة تمزج بين التجارب الحسيّة، والبصريّة، والسمعية في أجواءٍ تدفع الزائر إلى التفاعل والاستمتاع بثقافتَي المملكة والعراق، وذلك عبر أربعة أقسامٍ رئيسية؛ تبدأ من المعرض الفني الذي يُجسّد أوجه التشابه بين الثقافتين السعودية والعراقية، ويمتد إلى مختلف القطاعات الثقافية مما يعكس تنوعاً ثقافياً أنيقاً وإبداعاً في فضاءٍ مُنسجم.

كما يتضمن المهرجان قسم «المضيف»، وهو مبنى عراقي يُشيّد من القصب وتعود أصوله إلى الحضارة السومرية، ويُستخدم عادةً للضيافة، وتُعقدُ فيه الاجتماعات، إلى جانب الشخصيات الثقافية المتضمن روّاد الأدب والثقافة السعوديين والعراقيين. ويعرض مقتطفاتٍ من أعمالهم، وصوراً لمسيرتهم الأدبية، كما يضم المعرض الفني «منطقة درب زبيدة» التي تستعيد المواقع المُدرَجة ضمن قائمة اليونسكو على درب زبيدة مثل بركة بيسان، وبركة الجميمة، ومدينة فيد، ومحطة البدع، وبركة الثملية، ويُعطي المعرض الفني لمحاتٍ ثقافيةً من الموسيقى، والأزياء، والحِرف اليدوية التي تتميز بها الثقافتان السعودية والعراقية.

ويتضمن المهرجان قسم «شارع المتنبي» الذي يُجسّد القيمة الثقافية التي يُمثّلها الشاعر أبو الطيب المتنبي في العاصمة العراقية بغداد، ويعكس الأجواء الأدبية والثقافية الأصيلة عبر متاجر مليئة بالكتب؛ يعيشُ فيها الزائر تجربةً تفاعلية مباشرة مع الكُتب والبائعين، ويشارك في ورش عمل، وندواتٍ تناقش موضوعاتٍ ثقافيةً وفكرية متعلقة بتاريخ البلدين.

وتُستكمل التجربة بعزفٍ موسيقي؛ ليربط كلُّ عنصر فيها الزائرَ بتاريخٍ ثقافي عريق، وفي قسم «مقام النغم والأصالة» يستضيف مسرح المهرجان كلاً من الفنين السعودي والعراقي في صورةٍ تعكس الإبداع الفني، ويتضمن حفل الافتتاح والخِتام إلى جانب حفلةٍ مصاحبة، ليستمتع الجمهور بحفلاتٍ موسيقية كلاسيكية راقية تُناسب أجواء الحدث، وسط مشاركةٍ لأبرز الفنانين السعوديين والعراقيين.

فيما يستعرض قسم «درب الوصل» مجالاتٍ مُنوَّعةً من الثقافة السعودية والعراقية تثري تجربة الزائر، وتُعرّفه بمقوّمات الثقافتين من خلال منطقة الطفل المتّسمة بطابعٍ حيوي وإبداعي بألوان تُناسب الفئة المستهدفة، إذ يستمتع فيها الأطفال بألعاب تراثية تعكس الثقافتين، وتتنوع الأنشطة بين الفنون، والحِرف اليدوية، ورواية القصص بطريقةٍ تفاعلية مما يُعزز التعلّم والمرح.

بينما تقدم منطقة المطاعم تجربةً فريدة تجمع بين النكهات السعودية والعراقية؛ لتعكس الموروث الثقافي والمذاق الأصيل للبلدين، ويستمتع فيها الزائر بتذوق أطباقٍ تراثية تُمثّل جزءاً من هوية وثقافة كل دولة، والمقاهي التي توفر تشكيلةً واسعة من المشروبات الساخنة والباردة، بما فيها القهوة السعودية المميزة بنكهة الهيل، والشاي العراقي بنكهته التقليدية مما يُجسّد روحَ الضيافة العربية الأصيلة.

ويسعى مهرجان «بين ثقافتين» إلى إثراء المعرفة الثقافية عبر تجاربَ فنيّةٍ مبتكرة تستعرض الحضارة السعودية والعراقية، وتُبرز التراث والفنون المشتركة بين البلدين، كما يهدف إلى تعزيز العلاقات بين الشعبين السعودي والعراقي، وتقوية أواصر العلاقات الثقافية بينهما، والتركيز على ترجمة الأبعاد الثقافية المتنوعة لكل دولة بما يُسهم في تعزيز الفهم المتبادل، وإبراز التراث المشترك بأساليب مبتكرة، ويعكس المهرجان حرص وزارة الثقافة على تعزيز التبادل الثقافي الدولي بوصفه أحد أهداف الاستراتيجية الوطنية للثقافة، تحت مظلة «رؤية المملكة 2030».