المنفي يؤكد نجاح «الرئاسي» الليبي في توحيد المؤسسة العسكرية ووقف النار

قوات تابعة للحكومة تهدد مجدداً بإغلاق الطريق الساحلي

المنفي لدى وصوله إلى الجزائر في زيارة رسمية أمس (وكالة الأخبار الجزائرية)
المنفي لدى وصوله إلى الجزائر في زيارة رسمية أمس (وكالة الأخبار الجزائرية)
TT
20

المنفي يؤكد نجاح «الرئاسي» الليبي في توحيد المؤسسة العسكرية ووقف النار

المنفي لدى وصوله إلى الجزائر في زيارة رسمية أمس (وكالة الأخبار الجزائرية)
المنفي لدى وصوله إلى الجزائر في زيارة رسمية أمس (وكالة الأخبار الجزائرية)

بدأ محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي الليبي، أمس، زيارة رسمية إلى الجزائر، مدتها يومان، قادماً من الكونغو، وفي غضون ذلك أمهلت غرفة عمليات «تحرير سرت - الجفرة»، التابعة لقوات حكومة «الوحدة»، اللجنة العسكرية المشتركة «5+5»، حتى نهاية الشهر الحالي لفتح الطريق الساحلي الرابط بين مدينتي سرت ومصراتة، من قبل «الجيش الوطني».
وقال بيان لمكتب الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، إنه استقبل المنفي في إطار مواصلة التعاون، تأكيداً لمتانة علاقات الأخوة بين الشعبين الشقيقين.
وخلال اللقاء، أكد المنفي على نجاح مجلسه في توحيد المؤسسات الليبية، ومنها المؤسسة العسكرية ووقف إطلاق النار.
وأضاف المنفي، في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الجزائري: «سعدنا لما سمعناه من فخامة الرئيس تبون بخصوص الدعم الكامل لخطواتنا خلال هذه الفترة من أجل الوصول إلى انتخابات برلمانية ورئاسية، يكون الخيار فيها للشعب الليبي... كما تحدثنا عن الإنجازات التي تحققت في ليبيا، ومنها توحيد المؤسسات، خاصة المؤسسة العسكرية ووقف إطلاق النار. كما تحدثنا عن قضية الأمن المشترك في جنوب ليبيا؛ حيث نعتقد أن الأمن القومي لليبيا هو من الأمن القومي للجزائر».
كما ذكر المنفي، أنه تطرق مع الرئيس الجزائري إلى مواضيع أخرى، منها فتح المعابر، لافتاً إلى أن ليبيا تتطلع لدور الجزائر في إنجاح مسعى المصالحة الوطنية في بلاده. مؤكداً أن الجزائر تدعم الشعب الليبي.
وكان المنفي، الذي أعلن أنه يتابع بقلق شديد تطورات الوضع في تونس، قد دعا الاتحاد الأفريقي إلى الاضطلاع بدوره تجاه ليبيا، ودعمها لتحقيق الأمن والاستقرار المستدام، الذي سينعكس على دول الجوار ودول القارة الأفريقية.
إلى ذلك، اتهم المجلس الأعلى للدولة، الموالي للسلطة الجديدة في ليبيا، المستشار عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب، بمحاولة تعطيل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، المقررة قبل نهاية العام الحالي. وقال المجلس، على لسان محمد عبد الناصر، الناطق باسمه، إنه يرفض انفراد مجلس النواب بوضع مقترح قانون الانتخابات، ويتمسك بتطبيق المادة 23 من الاتفاق السياسي، التي تنص على تشكيل لجنة مشتركة من المجلسين لاقتراح قانون الانتخابات.
وأضاف المجلس موضحاً أن القول بانفراد مجلس النواب «يعد جهلاً بالقانون»، لافتاً إلى أن «مجلس الدولة لن يسمح بتمرير هذه الترهات، التي يسعى إليها رئيس مجلس النواب»، وأنه «يضع كل الأطراف في الداخل والخارج أمام حقيقة المعرقلين للانتخابات، ومحاولة إصدار تشريعات باطلة من أساسها».
في شأن آخر، حذّر العميد عبد الهادي دراه، الناطق باسم «غرفة تحرير سرت الجفرة»، التابعة لقوات حكومة «الوحدة»، من أنها قد تقدم على إغلاق الطريق الساحلي بين شرق البلاد وغربها مرة أخرى، إن لم يتم فتحه من الطرف الآخر. في إشارة إلى «الجيش الوطني»، وقال إن الغرفة تحمل مسؤولية ما يحدث للجنة «5+5»، وتطالبها بتقديم أسماء المعرقلين. علماً بأن اللجنة المشتركة بحثت أمس في مدينة سرت، مجدداً، خطوات إعادة فتح الطريق الساحلي وتأمينه.
وتزامنت هذه التطورات مع تصريح «اللواء 444 قتال»، التابع لقوات حكومة «الوحدة»، الذي قال فيه إنه تمكن مساء أول من أمس من إحباط ما وصفه بـ«مخطط خطير وكبير، تشرف عليه أيادٍ خارجية، يستهدف العاصمة طرابلس، وذلك بافتعال أزمة خانقة للمواطنين داخلها لإثارة الرأي العام».
وأضاف اللواء، في بيان له، أن «مجموعة تمتهن الجريمة المنظمة، وإثارة الفوضى كانت تعتزم قطع مياه النهر الصناعي بالقرب من وادي (سركت) جنوب بني وليد، لوقف وتعطيل ضخ المياه نحو العاصمة طرابلس»، مشيراً إلى أنه تم اعتقال المجموعة لاستكمال التحقيقات، ومعرفة المسؤول المباشر عن افتعالها في طرابلس والمدن الأخرى.
بدورها، كشفت وزارة الداخلية الليبية عن اقتحام مسلحين مقر بلدية عين زارة بطرابلس، وخطف 4 من أعضاء مجلسها بعد التعدي عليهم بالضرب، وفقاً لما نقلته وسائل إعلام محلية عن شهود عيان.
وقالت مصادر محلية إن عناصر من ميليشيات، يقودها الإرهابي المطلوب للمحاكمة أيوب أبو راس، اعتدت بالضرب المبرح على أعضاء المجلس وخطفتهم.
وكان أبو راس، الذي ينحدر من الجبل الغربي، قد ظهر مؤخراً إلى جانب رئيس حكومة «الوحدة» في حفل تخريج ميليشيات انضمت إلى قوات وزارة الداخلية.
في سياق مختلف، طالبت رابطة ضحايا ترهونة بفتح تحقيق عاجل في مقتل محمد الكاني، زعيم ميلشيا «الكانيات»، الذي قضي في بنغازي أول من أمس، والمطلوب من النائب العام بتهمة ارتكاب جرائم قتل في مدينة ترهونة، لها علاقة بـ«المقابر الجماعية» التي عثر عليها في المنطقة.
واعتبرت الرابطة، في بيان لها، أن ما وصفته بـ«اغتيال هذا المجرم وإعدامه، تم خارج نطاق القانون، لأنه يحمل معلومات وأسراراً عن المقابر». كما طالبت بتسليم باقي المطلوبين في المنطقة الشرقية للقضاء، وتسليم جثمان الكاني إلى الجهات المختصة، لأخذ عينات تحليل البصمة الوراثية للتأكد من هويته.



كيف سترد إدارة ترمب على الحوثيين هذه المرة؟

زعيم الحوثيين استغل أحداث غزة لتجنيد آلاف اليمنيين (أ.ف.ب)
زعيم الحوثيين استغل أحداث غزة لتجنيد آلاف اليمنيين (أ.ف.ب)
TT
20

كيف سترد إدارة ترمب على الحوثيين هذه المرة؟

زعيم الحوثيين استغل أحداث غزة لتجنيد آلاف اليمنيين (أ.ف.ب)
زعيم الحوثيين استغل أحداث غزة لتجنيد آلاف اليمنيين (أ.ف.ب)

غداة التهديد الحوثي الأخير بعودة الهجمات الحوثية المزعومة ضد إسرائيل، تصاعدت التساؤلات اليمنية عن الطريقة التي ستتخذها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب ضد الجماعة المدعومة من إيران.

ويرى سياسيون يمنيون أن الولايات المتحدة سترد بطريقة أشد ردعاً على هجمات الحوثيين، إذا ما نفَّذت الجماعة تهديدها بالعودة إلى قصف السفن في البحر الأحمر وخليج عدن؛ حيث تزعم أنها في موقف الدفاع عن الفلسطينيين في غزة.

ويبدو أن زعيم الجماعة المدعومة من إيران، عبد الملك الحوثي، يسعى لاختبار ردة الإدارة الأميركية الجديدة؛ إذ هدد، مساء الجمعة، بأن جماعته ستعود لمهاجمة السفن بعد 4 أيام، إذا لم تسمح إسرائيل بإدخال المساعدات إلى قطاع غزة، ضمن ما نصّت عليه المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار.

وكانت إسرائيل وحركة «حماس» توصلتا، بوساطة قطرية ومصرية وأميركية، إلى اتفاق لوقف النار وتبادل الأسرى بدأ سريانه مع عودة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، في 20 يناير (كانون الثاني) الماضي. ومنذ ذلك الحين، توقف الحوثيون عن هجماتهم ضد السفن وباتجاه إسرائيل، مع تهديدهم بالعودة إليها في حال فشل الاتفاق.

وتقول الحكومة اليمنية إن هجمات الحوثيين البحرية، وباتجاه إسرائيل، تأتي تنفيذاً لتوجيهات إيرانية، وإنها لم تساعد الفلسطينيين في شيء، أكثر من استدعائها لعسكرة البحر الأحمر وإتاحة الفرصة لإسرائيل لتدمير البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

مقاتلة أميركية تتزود بالوقود جواً (الجيش الأميركي)
مقاتلة أميركية تتزود بالوقود جواً (الجيش الأميركي)

ومع توقُّع أن تكون إدارة ترمب أكثر حزماً من سابقتها في التعاطي مع التهديدات الحوثية، كان قد أعاد تصنيف الجماعة «منظمة إرهابية أجنبية» ضمن أولى قراراته، إذ بدأ سريان القرار قبل أيام بالتوازي مع إدراج 7 من كبار قادة الجماعة على لائحة العقوبات التي تفرضها وزارة الخزانة.

السيناريوهات المتوقعة

مع تهديد زعيم الجماعة الحوثية بالعودة إلى مهاجمة السفن، يتوقع سياسيون يمنيون أن ردة الفعل الأميركية ستكون أقوى. وقد تصل إلى الدعم العسكري للقوات اليمنية على الأرض. وهذا يعني نهاية المسار السياسي الذي تقوده الأمم المتحدة بناء على خريطة الطريق التي كانت توسطت فيها السعودية وعمان في نهاية 2023، وتعذر تنفيذها بسبب التصعيد الحوثي البحري والإقليمي.

ويتوقع البراء شيبان، وهو زميل في المعهد الملكي البريطاني لدراسات الدفاع، أن واشنطن سترد هذه المرة، وقد تكون بوتيرة ضربات أعلى، كما ستشدد الرقابة على كل الأفراد والكيانات الذين لا يزالون يقومون بأي تعاملات مالية أو لوجستية مع الحوثيين، بما في ذلك دخول النفط الذي يُعتبَر أحد أبرز الموارد الذي استخدمته الجماعة خلال الفترة الماضية.

صاروخ باليستي سماه الحوثيون «فلسطين2» واستخدموه لمهاجمة إسرائيل (إعلام حوثي)
صاروخ باليستي سماه الحوثيون «فلسطين2» واستخدموه لمهاجمة إسرائيل (إعلام حوثي)

وفي حال حدوث ذلك، يرى شيبان أن ذلك قد يدفع الحوثيين إلى التصعيد العسكري، وهو ما سيكون له تبعات على خريطة الطريق والمشاورات الذي كانت قد دشنتها الرياض مع الحوثيين منذ عام 2022.

من جهته، يتوقع المحلل السياسي اليمني محمود الطاهر، رداً أميركياً على أكثر من مسار، ومن ذلك أن يكون هناك رد عسكري جوي وبحري على الأهداف الحوثية، إلى جانب استهداف البنية التحتية للجماعة، مثل الموانئ والمنشآت العسكرية.

ويضيف: «ربما قد نرى المزيد من العقوبات الاقتصادية على الحوثيين، مثل تجميد الأصول وتحديد التجارة، بهدف تقليل قدرتهم على الحصول على الأسلحة والموارد. إلى جانب اللجوء إلى البحث عن شريك عسكري في اليمن، بهدف دعمه عسكرياً وتعزيز قدرته على مواجهة الجماعة».

ويخلص الطاهر في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى القول إن «رد واشنطن سيكون معتمداً على سياق الحادثة ونتائجها، بالإضافة إلى التطورات السياسية والاستراتيجية في المنطقة».

وفي سياق التوقعات نفسها، لا يستبعد الباحث السياسي والأكاديمي اليمني فارس البيل أن يقود أي هجوم حوثي ضد السفن الإدارة الأميركية إلى خلق تحالف جديد يضم إسرائيل لتوجيه ضربات أكثر فاعلية ضد الجماعة وقادتها، وربما بالتزامن مع استهداف القدرات النووية لطهران.

مجسمات لصواريخ ومسيرات وهمية يعرضها الحوثيون في شوارع صنعاء (إ.ب.أ)
مجسمات لصواريخ ومسيرات وهمية يعرضها الحوثيون في شوارع صنعاء (إ.ب.أ)

ويجزم البيل في حديثه لـ«الشرق الأوسط» بأن أميركا تبدو الآن أكثر تصميماً على توجيه ضربات قوية ضد الحوثي في حال أعاد هجماته.

وفي اتجاه آخر، يرى الباحث السياسي اليمني رماح الجبري في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن الجماعة الحوثية تبحث عن أي قصف إسرائيلي أو غربي لمناطق سيطرتها؛ كون ذلك يحقق لها أهدافاً كثيرة. من بينها التصوير لأتباعها أن أي تحرك عسكري يمني أو حرب اقتصادية ضدها انتقام إسرائيلي، وأن الصف الوطني الذي يقوده مجلس القيادة الرئاسي يخدم مصالح تل أبيب.

ويبدو أن الجماعة (بحسب الجبري) تريد أن تستعجل اختبارها لرد الإدارة الأميركية الجديدة، مستغلةً الظروف الحالية التي تتجاذب تنفيذ بقية خطوات اتفاق الهدنة في غزة بين حركة حماس وإسرائيل، دون أن تكترث للرد الأميركي المتوقَّع؛ كونها لا تأبه لأي أضرار يتعرض لها السكان في مناطق سيطرتها.

وعيد أميركي

في أحدث التصريحات الأميركية بشأن الموقف من الجماعة الحوثية، كانت القائمة المؤقتة بأعمال الممثل الدائم للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، السفيرة دوروثي شيا، توعدت الحوثيين، خلال إيجاز في مجلس الأمن الدولي بشأن اليمن.

وقالت إنه تماشياً مع الأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس ترمب بشأن إعادة إدراج الحوثيين على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، تتخذ الولايات المتحدة خطوات ملموسة للقضاء على قدرات الحوثيين.

وأضافت أن بلادها ستتخذ خطوات لوقف الدعم الإيراني لأنشطة الحوثيين الإرهابية، وذلك بموجب المذكرة الرئاسية الخاصة بالأمن القومي التي أصدرها الرئيس ترمب، وأعاد من خلالها فرض القدر الأقصى من الضغط على إيران.

ضربات إسرائيلية أحدثت حرائق ضخمة في الحديدة اليمنية (رويترز)
ضربات إسرائيلية أحدثت حرائق ضخمة في الحديدة اليمنية (رويترز)

وتوعدت السفيرة شيا باتخاذ إجراءات ضد الحوثيين، في حال استأنفوا هجماتهم المتهورة في البحر الأحمر والممرات المائية المحيطة وضد إسرائيل.

وقالت إن كل دولة عضو في مجلس الأمن تتحمل مسؤولية الوفاء بالتزاماتها بموجب القرارات الصادرة عن المجلس، بما في ذلك القرارات التي تتعلق بالحظر المفروض على إمداد الحوثيين بالأسلحة والمواد والتدريبات ذات الصلة أو بالمساعدات المالية.

ودعت القائمة المؤقتة بأعمال المندوب الأميركي في الأمم المتحدة إلى التحرك باتجاه تعزيز آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش الخاصة باليمن، وحضت الدول الأعضاء على القيام بدورها وزيادة التمويل للتخطيط طويل الأمد الخاص بالآلية وتوظيفها للأفراد وبنيتها التحتية الحيوية والضرورية لتعزيز القدرة على تفتيش جميع الحاويات غير المكشوفة، وبنسبة مائة في المائة.

ووصفت الحوثيين بأنهم يواصلون سعيهم إلى أخذ مضيق باب المندب والتجارة الدولية كرهينة، ولم يبدوا أي رغبة أو قدرة على التمييز بين أهدافهم، وشددت بالقول: «حري بنا ألا نقبل بأي شكل من الأشكال مزاعمهم بشأن أي أساس مشروع لهجماتهم».

الهجمات والضربات السابقة

يُشار إلى أن الجماعة الحوثية تبنَّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة في البحرين الأحمر والعربي، منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023. وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة واحتجاز طاقمها لأكثر من عام ومقتل 4 بحارة.

وتلقت الجماعة نحو ألف غارة نفذتها واشنطن بمشاركة بريطانيا في بعض المرات للحد من قدراتها، في حين شنت إسرائيل 5 موجات انتقامية جوية على موانئ الحديدة ومطار صنعاء، ومحطات كهرباء، رداً على إطلاق الجماعة نحو 200 صاروخ وطائرة مسيرة باتجاه إسرائيل خلال 14 شهراً.

السفينة البريطانية «روبيمار» الغارقة في البحر الأحمر إثر قصف صاروخي حوثي (أ.ف.ب)
السفينة البريطانية «روبيمار» الغارقة في البحر الأحمر إثر قصف صاروخي حوثي (أ.ف.ب)

وباستثناء إسرائيلي واحد قُتِل جراء انفجار مسيرة حوثية في شقة بتل أبيب في يونيو (حزيران) الماضي، لم تكن لهذه الهجمات أي تأثير قتالي باستثناء بعض الإصابات، والتسبُّب في الضغط على الدفاعات الجوية الإسرائيلية.

غير أن الضرر الأكبر لهذه الهجمات الحوثية كان على الصعيد الاقتصادي مع تجنُّب كبرى شركات الملاحة المرور عبر باب المندب وسلوكها مساراً أطول عبر طريق الرجاء الصالح، وهو ما أدى إلى تراجع حركة السفن في البحر الأحمر إلى أكثر من 50 في المائة، وأصبحت مصر أكبر الخاسرين لفقدها نحو 7 مليارات دولار من عائدات قنوات السويس.

ومع عدم نجاح هذه الضربات الغربية والإسرائيلية في الحد من قدرات الجماعة الحوثية على شن الهجمات، كان الموقف الرسمي لمجلس القيادة الرئاسي اليمني والحكومة التابعة له معارضة هذه الضربات، لجهة أنها غير فاعلة في إنهاء التهديد الحوثي، وأن البديل الأنجع دعم القوات اليمنية الشرعية لاستعادة الحديدة وموانئها ومؤسسات الدولة المختطفة، باعتبار ذلك هو الحل العملي.