600 عينة تحكي قصة الأرض منذ 3 مليارات سنة

أحد أعضاء الفريق البحثي في عمل ميداني لجمع العينات (الفريق البحثي)
أحد أعضاء الفريق البحثي في عمل ميداني لجمع العينات (الفريق البحثي)
TT

600 عينة تحكي قصة الأرض منذ 3 مليارات سنة

أحد أعضاء الفريق البحثي في عمل ميداني لجمع العينات (الفريق البحثي)
أحد أعضاء الفريق البحثي في عمل ميداني لجمع العينات (الفريق البحثي)

أحد أعظم ألغاز كوكب الأرض هو كيف تحولت، بشكل تدريجي، من كرة صخرية جرداء إلى منصة انطلاق للحياة.
وأمضى علماء الأرض عقوداً في تجميع الأدلة ذات الصلة، عن طريق تحديد ودراسة التفاعل المعقد للكوكب بين العمليات الجيولوجية وديناميكيات الغلاف الجوي والدورات الكيميائية، ودرسوا على وجه الخصوص الأدوار التي يلعبها الكربون والسيليكون في استقرار مناخ الأرض على مدى فترة زمنية طويلة.
وتقدم دراسة بقيادة جامعة ييل الأميركية، نشرت بالعدد الأخير من دورية «نيتشر» نظرة غير مسبوقة على هذه القصة التي يبلغ عمرها 3 مليارات عام، حيث قاموا بروايتها من خلال جمع 600 عينة من الرواسب القديمة في حوالي 100 موقع حول العالم.
ويقول نوه بلانافسكي، الأستاذ المشارك في علوم الأرض والكواكب في كلية الآداب والعلوم بجامعة ييل والمؤلف المشارك بالدراسة في تقرير نشره موقع الجامعة أول من أمس: «أردنا تعزيز فهمنا للعمليات التي نظمت مناخ الأرض على المقاييس الزمنية الجيولوجية، فكيف ظل مناخ الأرض مستقرًا لغالبية الثلاثة مليارات سنة الماضية، هو أحد الأسئلة الأساسية التي يمكن للمرء أن يسألها حول كيفية عمل الأرض».
وتكمن جذور قصة الحياة المناخية للأرض في قدرتها على إزالة ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي وتخزينه في الصخور والرواسب، وساعدت النباتات على ذلك، حيث أدى ظهورها على اليابسة وفي المحيط إلى تغييرات تدريجية - لكنها كبيرة - في كيفية تحلل الصخور والرواس، وفتحت ذلك الباب لعزل الكربون في الأرض نفسها.
وقال بلانافسكي: «كانت النتيجة انخفاضا كبيراً في مستويات ثاني أكسيد الكربون، والتي واكبت زيادة سطوع الشمس مع تقدم العمر، مما ساعد على ضمان بقاء الأرض صالحة للسكن باستمرار لأشكال الحياة البسيطة والمعقدة».
كما درس الباحثون البيانات الجيوكيميائية الموجودة في نظائر الليثيوم في العينات، وهي منهجية مستخدمة في دراسات أخرى على مدار العقد الماضي للنظر في نقاط محددة في الماضي القريب والبعيد للأرض، مما يسمح للباحثين بتوثيق تطور كيفية تنظيم الأرض لمناخها.


مقالات ذات صلة

يوميات الشرق 77 مشروعاً بحثياً تنتشر في مختلف المناطق السعودية (هيئة التراث)

دلائل أثرية لاستيطان العصور الحجرية في مدينة الرياض ومحيطها الجغرافي

بدأت نتائج المسح الأثري في مدينة الرياض ومحيطها الجغرافي تظهر مبكراً مع إطلاق هيئة التراث بالسعودية أعمال المسح الميداني ضمن مشروع اليمامة.

عمر البدوي (الرياض)
يوميات الشرق فُسِّر اللغز لفكّ غموضه (مواقع التواصل)

هيكل عظمي لـ5 أشخاص تفصل بينهم آلاف السنوات

حلَّ علماء آثار لغز هيكل عظمي غريب من بلجيكا يتكوّن من عظام 5 أشخاص عاشوا قبل 2500 عام متفرِّقين... فكيف التقت هذه المجموعة المختلطة من العظام في هيكل واحد؟

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق تستهدف الندوة توسيع الفهم لأثر التنقل والترحال في تشكيل المجتمعات البشرية (هيئة العلا)

«ندوة العلا العالمية للآثار» تستكشف دور التنقل في تشكيل تاريخ البشرية

تهدف ندوة العلا العالمية إلى استكشاف الدور العميق للتنقل في تشكيل تاريخ البشرية، وتأمل السرديات حول القصص المتعددة عن أثر التنقل والترحال في حياة المجتمعات.

عمر البدوي (العلا)
ثقافة وفنون الحقد الاسرائيلي على صور لم ينحصر بحدود حاضرها الراهن (أ.ف.ب)

صُور مدينة الأرجوان والأساطير والمرايا العصية على الانكسار

لأسابيع خلت ظلت مدينة صور أقرب مدن الجنوب اللبناني إلى فلسطين، تعج بعشرات الآلاف من أبنائها المقيمين،

شوقي بزيع

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
TT

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»

شهدت الرياض وجدة فعاليات مسرحية وغنائية عقب انتهاء شهر رمضان، انطلقت مع عيد الفطر واستقطبت مشاركات مصرية لافتة، منها مسرحية «حتى لا يطير الدكان»، من بطولة الفنانَيْن أكرم حسني ودرة، في موسمها الثاني على مسرح «سيتي ووك جدة»؛ إلى عرض ستاند أب كوميدي «ذا إيليت» المقام على «مسرح محمد العلي» بالرياض، بينما شاركت الفنانة المصرية أنغام بحفلات «عيد القصيم»، والفنان عمرو دياب بحفلات «عيد جدة».
وتشهد العاصمة السعودية حفل «روائع الموجي»، الذي تحييه نخبة من نجوم الغناء، بينهم من مصر، أنغام وشيرين عبد الوهاب ومي فاروق، بالإضافة إلى نجوم الخليج ماجد المهندس وعبادي الجوهر وزينة عماد، مع صابر الرباعي ووائل جسار، بقيادة المايسترو وليد فايد وإشراف فني يحيى الموجي، ومشاركة الموسيقار رمزي يسى.
عن هذا الحفل، يعلّق الناقد الفني المصري طارق الشناوي لـ«الشرق الأوسط»: «نشجّع تكريس الكلمة الرائعة والنغم الأصيل، فحضور نجوم مصر في فعاليات المملكة العربية السعودية، يشكل حالة تكامل من الإبداع»، معرباً عن غبطته بمشهدية الزخم الفني، التي يواكبها في الرياض وجدة.
ووفق «جمعية المؤلفين والملحنين الرسمية» في مصر، ورصيد محمد الموجي، صاحب مقولة «أنا لا أعمل كالآلة تضع فيها شيئاً فتخرج لحناً؛ إنها مشاعر وأحاسيس تحتاج إلى وقت ليخرج اللحن إلى النور»، قد وصل إلى 1800 لحن، ليعلّق رئيسها مدحت العدل لـ«الشرق الأوسط» بالتأكيد على أنّ «الاحتفاء بالرموز الفنية من (الهيئة العامة للترفيه)، كاحتفالية الموجي، أمر غاية في الرقي ويدعو للفخر»، موجهاً التقدير للجميع في المملكة على النهضة الفنية الكبيرة.
واستكمالاً لسلسلة الفعاليات الفنية، فإنّ مدينة جدة على موعد مع حفلين للفنان تامر عاشور يومي 5 و6 مايو (أيار) الحالي، بجانب حفل الفنانَيْن محمد فؤاد وأحمد سعد نهاية الشهر عينه. وعن المشاركات المصرية في الفعاليات السعودية، يشير الناقد الموسيقي المصري محمد شميس، إلى أنّ «القائمين على مواسم المملكة المختلفة يحرصون طوال العام على تقديم وجبات فنية ممتعة ومتنوعة تلائم جميع الأذواق»، مؤكداً أنّ «ما يحدث عموماً في السعودية يفتح المجال بغزارة لحضور الفنانين والعازفين والفرق الموسيقية التي ترافق النجوم من مصر والعالم العربي». ويلفت شميس لـ«الشرق الأوسط» إلى أنّ «هذا التنوع من شأنه أيضاً إتاحة مجال أوسع للمبدعين العرب في مختلف الجوانب، التي تخصّ هذه الحفلات، وفرصة لاستقطاب الجمهور للاستمتاع بها بشكل مباشر أو عبر إذاعتها في القنوات الفضائية أو المنصات الإلكترونية»، معبّراً عن سعادته بـ«الحراك الفني الدائم، الذي تشهده المملكة، بخاصة في الفن والثقافة وتكريم الرموز الفنية والاحتفاء بهم».
وشهد «مسرح أبو بكر سالم» في الرياض قبيل رمضان، الحفل الغنائي «ليلة صوت مصر»، من تنظيم «الهيئة العامة للترفيه»، احتفالاً بأنغام، إلى تكريم الموسيقار المصري هاني شنودة في حفل بعنوان «ذكريات»، شارك في إحيائه عمرو دياب وأنغام، بحضور نخبة من نجوم مصر، كما أعلن منذ أيام عن إقامة حفل للفنانة شيرين عبد الوهاب بعنوان «صوت إحساس مصر».
مسرحياً، يستعد الفنان المصري أحمد عز لعرض مسرحيته «هادي فالنتين» في موسمها الثاني، ضمن فعاليات «تقويم جدة» على مسرح «سيتي ووك‬» بين 3 و6 مايو (أيار) الحالي. وعنه كان قد قال في حوار سابق مع «الشرق الأوسط»، إنّ «الحراك الثقافي الذي تشهده المملكة يفتح آفاقاً وفرصاً متنوعة للجميع لتقديم المزيد من الفن الراقي».