اليوان يحوز مزيداً من الثقة العالمية «أصلاً واحتياطياً»

«بنك الشعب» الصيني يجري اختبارات رقمية

ارتفعت التدفقات الأجنبية على سندات اليوان الصيني بينما تدرس بنوك مركزية زيادته في جزء من الاحتياطي الأجنبي (رويترز)
ارتفعت التدفقات الأجنبية على سندات اليوان الصيني بينما تدرس بنوك مركزية زيادته في جزء من الاحتياطي الأجنبي (رويترز)
TT

اليوان يحوز مزيداً من الثقة العالمية «أصلاً واحتياطياً»

ارتفعت التدفقات الأجنبية على سندات اليوان الصيني بينما تدرس بنوك مركزية زيادته في جزء من الاحتياطي الأجنبي (رويترز)
ارتفعت التدفقات الأجنبية على سندات اليوان الصيني بينما تدرس بنوك مركزية زيادته في جزء من الاحتياطي الأجنبي (رويترز)

أظهر تحليل من «معهد التمويل الدولي» أن التدفقات الأجنبية على سوق سندات الحكومة الصينية بالعملة المحلية قد تنمو إلى 400 مليار دولار سنوياً. وتفيد البيانات بأن البنوك المركزية كانت مصدر 60 في المائة من التدفقات التي استقطبتها سندات الحكومة الصينية بالعملة المحلية في الربع الأول من 2021 مع تنامي مخصصات السندات الصينية في احتياطاتها.
وفي حين يتواصل ارتفاع التدفقات على السندات الصينية بالتزامن مع السماح بمزيد من الاستثمارات الأجنبية وإدراج سندات على مؤشرات رئيسية، «فإنها تظل ضئيلة بالمقارنة مع الناتج المحلي الإجمالي للصين ونصيبها من التجارة العالمية»، بحسب تقرير «المعهد».
وقال «المعهد» إنه إذا زادت الاحتياطات العالمية من اليوان من ما يعادل 1.8 في المائة إلى 3 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للصين على مدار السنوات العشر المقبلة، فإن «التدفقات السنوية على سوق السندات المحلية ستتجاوز الأربعمائة مليار دولار على نحو مستدام».
وتظهر بيانات منفصلة من «معهد التمويل الدولي» أن تدفقات صافية بلغت 47.3 مليار دولار من المحافظ الأجنبية وجدت طريقها إلى الأسهم الصينية العام الماضي، بينما تدفق 198.3 مليار دولار على شتى أدوات الدين.
وفي الربع الأول من العام الحالي، بلغ صافي التدفقات الأجنبية على الأسهم الصينية وأدوات الدين 83.1 مليار دولار. وقال «المعهد»: «ثمة متسع واضح لزيادة الاحتياطات باليوان، لكننا نعتمد توقعات محافظة في ضوء التوترات الدبلوماسية المتكررة»، مشيراً إلى العلاقات «المتوترة والمعقدة» بين بكين واشنطن.
وعلى صعيد مواز، فإن اليوان الصيني بصدد التحول إلى مكون أهم كثيراً من مكونات النظام المالي العالمي في ظل تخطيط زهاء ثلث البنوك المركزية لإضافة العملة إلى احتياطاتها.
ويوضح مسح «المستثمر الحكومي العالمي»، الذي ينشره سنوياً «منتدى المؤسسات النقدية والمالية الرسمية»، أن 30 في المائة من البنوك المركزية تخطط لزيادة حيازاتها من اليوان على مدار بين 12 و24 شهراً مقبلة، مقارنة مع 10 في المائة فقط العام الماضي.
وبحسب المسح أيضاً، يرى 75 في المائة من البنوك المركزية أن للسياسة النقدية تأثيراً مبالغاً فيه على الأسواق المالية حالياً، لكن 42 في المائة فقط يرون ضرورة إعادة النظر في مثل تلك السياسات.
وعلى النقيض من اليوان، يخطط 20 في المائة من البنوك المركزية لتقليص حيازات الدولار الأميركي على مدار بين 12 و24 شهراً، وتخطط نسبة 18 في المائة لتقليص الحيازات من اليورو، ويريد 14 في المائة تقليص الحيازات من الدين السيادي لمنطقة اليورو.
وأظهر المسح أن البنوك المركزية وصناديق الثروة السيادية وصناديق التقاعد أصبحت تسيطر على أصول قيمتها 42.7 تريليون دولار، وهو مستوى قياسي مرتفع. وزادت احتياطات البنوك المركزية وحدها 1.3 تريليون دولار إلى 15.3 تريليون بنهاية 2020. ويأتي تنامي الثقة الدولية باليوان بينما قال البنك المركزي الصيني يوم الجمعة إنه سيستكشف مدفوعات عابرة للحدود باليوان الرقمي، كما يرغب في مناقشة وضع معايير عالمية للعملات الرقمية الإلزامية من أجل التطوير المشترك للنظام النقدي العالمي.
وقال «بنك الشعب الصيني» في «ورقة بيضاء» تمثل أول إفصاح شامل عن خططه، إنه سيعزز أمن البيانات وحماية المعلومات الشخصية بينما يمضي قدماً في اختبار محلي لليوان الرقمي.
والصين في مركز الصدارة ضمن سباق عالمي لإطلاق البنوك المركزية عملات رقمية، وتختبر اليوان الرقمي في مدن رئيسية، من بينها شنتشن وبكين وشنغهاي، لكنها لم تحدد جدولاً زمنياً للتطبيق الرسمي.
ويعتقد العديد من المحللين أن اليوان الرقمي سيعزز مركز العملة العالمي في الوقت الذي تسعى فيه الصين في نهاية المطاف لكسر هيمنة نظام التسوية بالدولار.
وقال «بنك الشعب الصيني» في «الورقة البيضاء» مهوناً من شأن طموحه العالمي: «عولمة العملة نتيجة طبيعية لاختيار السوق. رغم أن اليوان الرقمي جاهز من الناحية الفنية للاستخدام عبر الحدود، فإنه ما زال مصمماً بالأساس لمدفوعات التجزئة المحلية في الوقت الحاضر». وقال «بنك الشعب الصيني» إنه سيستكشف برامج المدفوعات العابرة للحدود بالتنسيق مع بنوك مركزية أخرى، «بشرط مسبق هو الاحترام المتبادل للسيادة النقدية والامتثال». وأضاف أنه «يرغب في المشاركة بنشاط في تبادل وجهات النظر عالمياً بشأن العملة الرقمية الإلزامية ومناقشة وضع المعايير... بهدف تحقيق تقدم على نحو مشترك في تطوير النظام النقدي العالمي».
ويقوم اليوان الرقمي برقمنة جزء من العملات الورقية والمعدنية الصينية، ويتبنى نظام توزيع من مستويين، بموجبه يصدر «بنك الشعب الصيني» العملة الرقمية للبنوك، التي تمرر الأموال إلى الأفراد والشركات.
وفي محاولة واضحة لتقليل المخاوف بشأن المراقبة الحكومية، تعهد «بنك الشعب» بحماية المعلومات الشخصية والخصوصية، مع مكافحة إساءة استخدام اليوان الرقمي في المقامرة عبر الإنترنت، وغسل الأموال والتهرب الضريبي.
وذكر البنك أن نظام اليوان الرقمي يجمع معلومات أقل للتعاملات مقارنة مع المدفوعات التقليدية، ولا يقدم معلومات إلى أطراف ثالثة أو بقية الوكالات الحكومية ما لم يتم النص على خلاف ذلك في القوانين والقواعد التنظيمية.
وقال إنه داخلياً؛ سينشئ «بنك الشعب الصيني» جدار حماية إلكترونياً للمعلومات المرتبطة باليوان الرقمي، ويطبق بشكل صارم بروتوكولات للخصوصية.


مقالات ذات صلة

وزير الدفاع السعودي ونظيره الفرنسي يبحثان في الرياض أفق التعاون العسكري

الخليج الأمير خالد بن سلمان خلال استقباله سيباستيان ليكورنو في الرياض (واس)

وزير الدفاع السعودي ونظيره الفرنسي يبحثان في الرياض أفق التعاون العسكري

بحث الأمير خالد بن سلمان وزير الدفاع السعودي مع سيباستيان ليكورنو وزير القوات المسلحة الفرنسية، مستجدات الأوضاع الإقليمية وجهود إحلال السلام في المنطقة والعالم.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق أعضاء اللجنة الوزارية أعربوا عن رغبتهم في تعزيز التعاون بما يعكس الهوية الثقافية والتاريخية الفريدة للمنطقة (واس)

التزام سعودي - فرنسي للارتقاء بالشراكة الثنائية بشأن «العلا»

أكد أعضاء اللجنة الوزارية السعودية - الفرنسية بشأن تطوير «العلا»، السبت، التزامهم بالعمل للارتقاء بالشراكة الثنائية إلى مستويات أعلى.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الخليج وزير الخارجية السعودي مع نظيره الفرنسي خلال لقاء جمعهما على غداء عمل في باريس (واس)

وزير الخارجية السعودي يبحث مع نظيره الفرنسي تطورات غزة ولبنان

بحث الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي مع نظيره الفرنسي جان نويل، الجمعة، التطورات في قطاع غزة وعلى الساحة اللبنانية، والجهود المبذولة بشأنها.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الخليج وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان يستقبل نظيره الفرنسي جان نويل بارو في الرياض (واس)

فيصل بن فرحان يناقش التطورات اللبنانية مع نظيريه الفرنسي والأميركي

ناقش وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، مع نظيره الفرنسي جان نويل بارو، التطورات على الساحة اللبنانية والجهود المبذولة بشأنها.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج الأمير خالد بن سلمان خلال لقائه في مكتبه بالرياض السفير الفرنسي لودوفيك بوي (وزارة الدفاع السعودية)

وزير الدفاع السعودي والسفير الفرنسي يناقشان الموضوعات المشتركة

ناقش الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز وزير الدفاع السعودي مع لودوفيك بوي سفير فرنسا لدى المملكة، الاثنين، عدداً من القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)

سطرت السعودية التاريخ، بعد أن جمعت البلدان الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، المكونة من 193 دولة، للاتفاق على معاهدة الرياض لقانون التصاميم، وهي تركز على تعظيم الأثر والقيمة على المنظومة بشكل عام، وذلك بعد مرور 20 عاماً على هذه المعاهدة التي لم تر النور إلا من عاصمة المملكة.

جاء ذلك مع ختام أعمال مؤتمر الرياض الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم، في حدث لأول مرة منذ أكثر من عقد من الزمن تعقد فيها المنظمة العالمية للملكية الفكرية «الويبو» مؤتمراً دبلوماسياً خارج جنيف، وهو الأول الذي يُقام في السعودية والشرق الأوسط، ليمثل المرحلة الأخيرة للمفاوضات الخاصة باعتماد معاهدة هذا القانون، التي تستهدف تبسيط إجراءات حماية التصاميم، من خلال توحيد المتطلبات.

وشهد الحدث، خلال الأسبوعين الماضيين، نقاشات وحوارات مكثفة بين البلدان الأعضاء من أجل الوصول إلى معاهدة تلتزم فيها الدول الأعضاء بالمتطلبات الأساسية لتسجيل التصاميم، وأثرها الإيجابي على المصممين، لتصبح هناك إجراءات موحدة تُطبَّق على جميع الدول.

العائد الاقتصادي

وفي رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، خلال المؤتمر الصحافي مع ختام هذا الحدث، اليوم الجمعة، قال الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للملكية الفكرية، عبد العزيز السويلم، إنه من خلال الدراسات يوجد هناك نسب عالية جداً للشباب والفتيات في إبداع التصميم بالمملكة، وستكون ذات أثر اقتصادي بمجرد أن يكون المنتج قابلاً للحماية، ومن ثم للبيع والشراء.

وأكد الرئيس التنفيذي أن اختيار اسم «معاهدة الرياض» يعكس المكانة التي تحتلها المملكة بوصفها جسراً للتواصل بين الثقافات، ومركزاً لدعم المبادرات العالمية، كما أن اعتماد المعاهدة يُعد إنجازاً تاريخياً يعكس تعاون ومساهمة البلاد في الإطار الدولي للملكية الفكرية، وفتح آفاق جديدة للتعاون بين الدول الأعضاء.

ووفق السويلم، هذه المعاهدة ستسهم في وضع أسس قانونية مهمة تحقق الفائدة للمصممين، وتدعم الابتكار والإبداع على مستوى العالم.

وتعكس «معاهدة الرياض» رؤية المملكة في تعزيز التعاون الدولي بمجال الإبداع ودورها القيادي في صياغة مستقبل مستدام للمصممين والمبتكرين؛ وقد استكملت المفاوضات في الوصول إلى اتفاق دولي للمعاهدة.

توحيد الإجراءات

وتُعد نقلة نوعية في مجال توحيد إجراءات إيداع التصاميم، لتسجيلها على مستوى دول العالم، وتوفير بيئة قانونية تدعم الابتكار والإبداع في مختلف القطاعات.

هذا الإنجاز يرسخ مكانة المملكة بصفتها وجهة عالمية لدعم المبادرات المبتكرة، ويعكس التزامها بتوفير بيئة مشجِّعة للإبداع تحمي حقوق المصممين وتسهم في ازدهار الصناعات الإبداعية على مستوى العالم.

وكانت الهيئة السعودية للملكية الفكرية قد استضافت، في الرياض، أعمال المؤتمر الدبلوماسي المعنيّ بإبرام واعتماد معاهدة بشأن قانون التصاميم، خلال الفترة من 11 إلى 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، بمشاركة الدول الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، بحضور رفيع المستوى من أصحاب القرار.