أزمة ياسمين عبد العزيز الصحية تقلق جمهورها

شقيقها أعلن عن تدخّل الرئاسة المصرية لمتابعة حالتها

الفنانة المصرية ياسمين عبد العزيز (حسابها على «فيسبوك»)
الفنانة المصرية ياسمين عبد العزيز (حسابها على «فيسبوك»)
TT

أزمة ياسمين عبد العزيز الصحية تقلق جمهورها

الفنانة المصرية ياسمين عبد العزيز (حسابها على «فيسبوك»)
الفنانة المصرية ياسمين عبد العزيز (حسابها على «فيسبوك»)

أثار غموض الحالة الصحية للفنانة المصرية ياسمين عبد العزيز، وتأخر الإعلان عن تحسنها حتى الساعات الأخيرة، قلق الجمهور والوسط الفني في مصر، حيث أعرب الكثير من الفنانين والمتابعين عن تعاطفهم الشديد مع عبد العزيز، وذلك بعد نشر وسائل إعلام مصرية أنباء تفيد بحدوث خطأ طبي خلال إجراء عملية جراحية في أحد المستشفيات الخاصة يوم السبت الماضي.
وأعلن وائل عبد العزيز، شقيق ياسمين، في منشور له عبر حسابه الرسمي على «فيسبوك»، تدخل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لمتابعة حالة شقيقته قائلاً «نشكر سيادة رئيس الجمهورية السيد عبد الفتاح السيسي، والد كل المصريين، على إرسال فريق طبي متكامل لمتابعة الحالة والإشراف على أطباء إجراء العملية، آملين من الله عز وجل الشفاء العاجل لبنتنا».
واستحوذ خبر مرض ياسمين عبد العزيز على منشورات الفنانين المصريين على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية، حيث أعلن الكثير منهم عن تضامنهم وتعاطفهم معها، وطالبوا بالإكثار من الدعاء لها، بسبب خطورة حالتها الصحية. وكتب زوجها الفنان أحمد العوضي عبر حسابه الرسمي على «فيسبوك» مساء أول من أمس قائلاً «قد أبدو قوياً أمامكم بشكل دائم، لكن في الحقيقة أنا الآن أضعف إنسان على وجه الأرض؛ لأنّ روحي ليست معي»، ووجّه كلامه إليها قائلاً «مثلما تأخذين قوتك مني فإنني أيضاً آخذ قوتي منك».
وكتب الفنان صلاح عبد الله، على حسابه الشخصي على موقع «إنستغرام»، «في كل الظروف الصحية الصعبة التي مررت بها في عام 2021 كانت دائماً بجانبي... أرجوكم في هذا الصباح الطيب المبارك بالدعاء من قلوبكم لبنتي الغالية ياسمين عبد العزيز... يا رب ارزقها الشفاء التام والعاجل يا رب».
وطلب الفنان أحمد حلمي، من جمهوره ومتابعيه الدعاء لياسمين عبد العزيز، حيث كتب عبر حسابه الشخصي على موقع «إنستغرام»، «أختي الغالية ياسمين بتعمل عملية صعبة ممكن تدعوا لها تقوم بالسلامة».
واستهجن بعض الإعلاميين المصريين تكرار الأخطاء الطبية بين صفوف الفنانين والمذيعين خلال الآونة الأخيرة، مستشهدين بما حدث مع الإعلامية إيمان الحصري التي يستمر غيابها عن الشاشة بسبب حدوث مضاعفات صحية لها بعد خضوعها لعملية جراحية. وقال الإعلامي سيد علي مقدم برنامج «حضرة المواطن» على قناة «الحدث» المصرية «إن الأخطاء الطبية واردة في كل مكان بالعالم، لكن الأمر في مصر زاد جداً للأسف».
في حين أفاد الإعلامي يوسف الحسيني، بأنّ الفنانة المصرية دخلت المستشفى لإزالة كيس دهني فحدث خطأ طبي؛ مما أدى إلى تداعيات كبيرة وخطيرة، على حد تعبيره خلال تقديمه برنامج «التاسعة»، بالقناة الأولى، في التلفزيون المصري، مساء أول من أمس. وزاد «الخطأ الطبي غير مقبول في صحة البني آدم... هذا شيء كارثي لأنّه يتعلق بحياة البشر».
وتستحوذ أخبار مرض الفنانين على اهتمام واسع من وسائل الإعلام المصرية، كما في حالة الفنانة دلال عبد العزيز التي ترقد في المستشفى منذ نحو شهرين؛ إذ أكدت أسرتها أكثر من مرة عدم علمها حتى الآن بوفاة زوجها سمير غانم.
وبدأت ياسمين عبد العزيز المولودة في القاهرة عام 1980، مسيرتها الفنية خلال مرحلة الطفولة عبر ظهورها في الإعلانات، لتصبح فيما بعد أحد أهم الوجوه الإعلانية في مصر، وظهرت درامياً لأول مرة مع الفنانة سميرة أحمد في مسلسل «امرأة من زمن الحب»، الذي مهد لها الطريق للانتشار الواسع ولعب أدوار مهمة في السينما والمسرح، وشاركت عبد العزيز النجوم الشباب في أعمالهم السينمائية على غرار أشرف عبد الباقي، وأحمد حلمي، وأحمد عز، ومصطفى قمر، قبل أن تنفرد بتقديم البطولة المطلقة لتصبح أحد أهم الوجوه النسائية في السينما والدراما خلال السنوات الأخيرة، ومن الفنانات القلائل اللواتي استطعن الاستمرار في تقديم البطولات النسائية في السينما المصرية التي هيمن عليها الفنانون الرجال خلال العقد الماضي بصورة لافتة.
ويتّسم ظهور ياسمين تلفزيونياً بأنه نادر؛ لرفضها الظهور في الكثير من البرامج الحوارية أو الترفيهية والمناسبات والحفلات العامة على غرار الكثير من النجوم والنجمات.
بدوره، قال الدكتور إبراهيم الزيات، عضو مجلس نقابة الأطباء المصرية، إنّه «يجب التفرقة في البداية ما بين الإهمال الطبي والخطأ الوارد حدوثه، والأخير يعني بأنّ الطبيب عمل في تخصصه وحاصل على شهادات علمية تؤهله للقيام بالعملية الجراحية أو معالجة الحالة المرضية، وأنّه من الوارد حدوث بعض المضاعفات لهذه الحالة المرضية أثناء العلاج»، وأضاف في تصريحات تلفزيونية «في حال إثبات أنّ ما حدث مع الفنانة ياسمين عبد العزيز خطأ طبي سيحاسب المتسبب بكل الطرق، سواء عن طريق القــانون في النيــابة العــامة، وعن طريق الحساب في النقابة، بداية من اللوم وحتى الشطب من النقـــابة نهـــائيـــاً وإيقـــافه عن العمل».


مقالات ذات صلة

كلينت إيستوود ناقد السُلطات والباحث عن عدالة غائبة

سينما المخرج إيستوود مع نيكولاس هاولت (وورنر)

كلينت إيستوود ناقد السُلطات والباحث عن عدالة غائبة

ماذا تفعل لو أنك اكتشفت أن الشخص المتهم بجريمة قتل بريء، لكنك لا تستطيع إنقاذه لأنك أنت من ارتكبها؟ لو اعترفت لبرّأت المتهم لكنك ستحلّ مكانه في السجن

محمد رُضا‬ (بالم سبرينغز)
سينما من «الفستان الأبيض» (أفلام محمد حفظي)

شاشة الناقد: دراما نسوية

في فن صنع الأفلام ليس ضرورياً أن يتقن المخرج الواقع إذا ما كان يتعامل مع قصّة مؤلّفة وخيالية.

محمد رُضا‬ (بالم سبرينغز)
يوميات الشرق مشهد من فيلم «هُوبَال» الذي يُعرض حالياً في صالات السينما السعودية (الشرق الأوسط)

بعد أسبوع من عرضه... لماذا شغل «هُوبَال» الجمهور السعودي؟

يندر أن يتعلق الجمهور السعودي بفيلم محلي إلى الحد الذي يجعله يحاكي شخصياته وتفاصيله، إلا أن هذا ما حدث مع «هوبال» الذي بدأ عرضه في صالات السينما قبل أسبوع واحد.

إيمان الخطاف (الدمام)
لمسات الموضة أنجلينا جولي في حفل «غولدن غلوب» لعام 2025 (رويترز)

«غولدن غلوب» 2025 يؤكد أن «القالب غالب»

أكد حفل الغولدن غلوب لعام 2025 أنه لا يزال يشكِل مع الموضة ثنائياً يغذي كل الحواس. يترقبه المصممون ويحضّرون له وكأنه حملة ترويجية متحركة، بينما يترقبه عشاق…

«الشرق الأوسط» (لندن)
سينما صُناع فيلم «إيميليا بيريز» في حفل «غولدن غلوب» (رويترز)

«ذا بروتاليست» و«إيميليا بيريز» يهيمنان... القائمة الكاملة للفائزين بجوائز «غولدن غلوب»

فاز فيلم «ذا بروتاليست» للمخرج برادي كوربيت الذي يمتد لـ215 دقيقة بجائزة أفضل فيلم درامي في حفل توزيع جوائز «غولدن غلوب».

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».