ليبيا تمنع صلاة العيد في المساجد والساحات

تحذيرات من «كارثة وبائية» في عدد من البلدات

حملة تلقيح استثنائية في مدينة الخمس الليبية (المركز الوطني)
حملة تلقيح استثنائية في مدينة الخمس الليبية (المركز الوطني)
TT

ليبيا تمنع صلاة العيد في المساجد والساحات

حملة تلقيح استثنائية في مدينة الخمس الليبية (المركز الوطني)
حملة تلقيح استثنائية في مدينة الخمس الليبية (المركز الوطني)

وسط تحذيرات السلطات الطبيبة من «وضع كارثي»، قرر عدد من البلديات في ليبيا منع إقامة صلاة العيد بالساحات والمساجد، للسيطرة على انتشار جائحة «كورونا»، بينما يتصاعد مؤشر الإصابات والوفيات في البلاد بشكل ملحوظ. وأعلن المركز الوطني لمكافحة الأمراض أن المختبرات المرجعية سجلت 3425 عينة إيجابية بينها 2266 جديدة و1159 لمخالطين، ليرتفع العدد التراكمي إلى 225 ألف إصابة، تعافى منها 184 ألف حالة، بينما توفي 3300 مصاب.
وقرر المجلس البلدي بزوارة، في اجتماعه الطارئ مساء أول من أمس، إلغاء صلاة عيد الأضحى، كما أمر بإغلاق المساجد والمقاهي والمطاعم والقرى السياحية والصالات الرياضية وصالات المناسبات وأماكن التجمعات المغلقة لمدة عشرة أيام، وفيما أشار إلى أن هذه الإجراءات جاءت على خلفية ارتفاع عدد حالات الإصابات بالفيروس، نقل المجلس عن أطباء ومسؤولي قطاع الصحة، أن عدد الحالات المتصاعد ينذر بموجة جديدة للفيروس هي الأسرع انتشاراً من سابقاتها.
وأهاب مسؤول ملف الصحة بالمجلس البلدي صبراتة أحمد العربي، بالمواطنين ضرورة اتباع كافة الإجراءات الاحتزازية لتجنب الإصابة بالفيروس، مشيراً إلى أن مسحات عشوائية لـ126 مواطناً أظهرت 19 عينة إيجابية، وهو يؤشر على سوء الوضع البيئي في المدينة، ويجبر المواطنين على أخذ الحيطة والحذر.
وتحدث العربي في مداخلة تلفزيونية أمس، عن أن الطاقة الاستيعابية بمركز العزل بصبراتة «ضعيفة ولا يوجد مشغلات في العناية»، وقال إن وزارة الصحة هي المسؤولة عن نقص الإمكانيات في مركز العزل، حيث إنها عاينت الوضع في المنطقة الغربية منذ أسبوع ووعدت بتغيير الوضع ولكن للآن لا يوجد أي شيء». ولفت إلى أن مركز العزل في صبراتة يعاني من نقص أجهزة التنفس الصناعي وأدوية ومواد التخدير، بالإضافة لنقض الكوادر الطبية، بجانب أنه لم يتحمل استقبال حالات جديدة».
ولم يخف الدكتور بدر الدين النجار رئيس المركز الوطني لمكافحة الأمراض، خطورة الوضع الصحي في ليبيا، وقال في تصريح نقله موقع «أفريقيا» الإلكتروني، إن الوضع الوبائي في ليبيا «خطير» وعدد الإصابات في ارتفاع وإمكانيات البلاد لا تستطيع استيعاب الموقف نظراً لقلة الإمكانيات المادية والعناصر الطبية.
وأضاف «نصف الأسرة بمراكز العزل مُعطلة، وهذا يرجع لغياب العناصر الطبية التي تركت العمل لعدم تقاضيها مرتبات»، مطالباً المواطنين بالابتعاد عن التجمعات والتزام الإجراءات الاحترازية.
ونوه النجار إلى أن رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» عبد الحميد الدبيبة، خلال زيارته لمراكز العزل قال إن الحكومة حولت 100‪ مليون دينار لوزارة الصحة لمكافحة هذه الجائحة، «ولكن يبدو أن هناك تباطؤا في الإجراءات». الأمر لم يختلف في بلدية يفرن، الواقعة أعالي جبل نفوسة في غرب ليبيا، ويتكلم أغلب سكانها اللغة الأمازيغية، إذ وصف سيفاكس تواوة الناطق باسم اللجنة العليا لمكافحة فيروس «كورونا»، الوضع الوبائي هناك بـ«الكارثي» نظراً لتزايد الحالات، مشيراً إلى أن مراكز العزل لا تزال مغلقة منذ بداية الشهر الجاري اعترضاً من العناصر الطبية التي لم تنل مستحقاتها.
ولوحظ انتشار الفيروس وسط عائلات ليبية بأكملها، مما يصعب الأمر على مراكز العزل التي تشتكي من نقص الأكسجين، وقالت بلدية جادو في بيان مساء أول من أمس، إن الحالات تتزايد ومركز العزل بشكشوك يواجه نقصاً في الأكسجين. ويواصل المركز الوطني حملات التلقيح الاستثنائية ضد الفيروس في مدن عدة بالغرب الليبي، دون التقييد بالتسجيل في المنظومة الطبية.
كما قرر المجلس البلدي بوادي عتبة بالجنوب الليبي، إلغاء صلاة عيد الأضحى، وإغلاق جميع المؤسسات التعليمية ومراكز التحفيظ والمساجد 12 يوماً. ووجه المجلس، في خطابه إلى الجهات الأمنية، بمنع الازدحام في الأسواق العامة والمحال التجارية، ومنع المناسبات الاجتماعية مثل «الأفراح، والمآتم».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.