طوّر باحثو جامعة باث البريطانية، مادة جديدة خفيفة بشكل لا يصدق يمكنها تقليل ضوضاء محرك الطائرة وتحسين راحة الركاب.
وتزن المادة الجديدة المصنعة من أكسيد الغرافين والبولي فينيل 2.1 كلغم فقط لكل متر مكعب؛ مما يجعلها أخف عازل للصوت تم تصنيعه على الإطلاق، ويمكن استخدامها للعزل داخل محركات الطائرات لتقليل الضوضاء بما يصل إلى 16 ديسيبل، مما يقلل من هدير 105 ديسيبلات لمحرك نفاث، ليصبح صوته أقرب إلى صوت مجفف الشعر.
أما هيكل تلك المادة فخفيف للغاية؛ مما يعني أنها يمكن أن تعمل كعازل داخل هيكل محرك الطائرة، مع عدم زيادة الوزن الإجمالي تقريباً، ويقوم فريق البحث حالياً بتحسين المادة بشكل أكبر لتقديم تبديد حرارة محسّن؛ مما يوفر فوائد لكفاءة الوقود والسلامة.
ونشر الباحثون من مركز جامعة باث للمواد والهياكل (MAST) طريقة تصنيع هذه المادة في العدد الأخير من دورية «ساينتفيك ريبورتيز». ويقول ميشيل ميو، من مركز جامعة باث للمواد والهياكل، والباحث الرئيسي بالدراسة في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة في 18 يونيو (حزيران) الحالي «من الواضح أن هذه مادة مثيرة للغاية يمكن تطبيقها بطرق عدة، في البداية بمجال الطيران، ولكن من المحتمل في العديد من المجالات الأخرى مثل السيارات والنقل البحري، وكذلك في البناء والبناء».
ويضيف «تمكنا من إنتاج مثل هذه الكثافة المنخفضة للغاية باستخدام مزيج سائل من أكسيد الغرافين والبوليمر، والتي تتكون من فقاعات هواء مخفوقة ومسبوكة بالتجميد، ويمكن مقارنة هذه التقنية بخفق بياض البيض إلى صنع حلوى المرينغ، فهي صلبة ولكنها تحتوي على الكثير من الهواء؛ لذلك لا توجد مشاكل في الوزن وتعطي في الوقت نفسه تحسينات كبيرة في الراحة والضوضاء».
ورغم من أن تركيز الفريق الأولي ينصبّ على العمل مع شركاء في مجال الطيران لاختبار المادة كعزل صوتي في محركات الطائرات، إلا أنهم يقولون إنه يمكن أيضاً استخدامها لإنشاء ألواح في طائرات الهليكوبتر أو محركات السيارات، ويقدرون أن هذه المادة يمكن استخدامها في غضون 18 شهراً.
ويثني الدكتور خالد أسامة، مدرس الصحة البيئية بجامعة الزقازيق (شمال شرقي القاهرة) على هذا الاختراع؛ كونه يعالج مشكلة ثبت أن لها تأثيرات صحية خطيرة، وهي ضوضاء الطائرات. وقال لـ«الشرق الأوسط»، إن ضوضاء الطائرات تتسبب في تأثيرات قاتلة للسكان في المناطق القريبة من المطارات، وهي مشكلة يمكن تقليل خطورتها حال تطبيق الاختراع.
وكشفت دراسة نشرت في 21 فبراير (شباط) الماضي بمجلة «القلب» الأوروبية، عن أن ضوضاء الطائرات أدت إلى 800 حالة وفاة لأفراد من عائلات تقطن بالقرب من مطار زيوريخ بسويسرا بين عامي 2000 و2015، وهو ما يمثل ثلاثة في المائة من جميع الوفيات القلبية التي حدثت خلال الفترة نفسها، والتي يبلغ عددها 25 ألف حالة وفاة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
مادة جديدة تقلل ضوضاء محرك الطائرة وتحسن راحة الركاب
يتم تصنيعها من أكسيد الغرافين
مادة جديدة تقلل ضوضاء محرك الطائرة وتحسن راحة الركاب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة