«الرئاسي» يتمسك بالانتخابات الليبية في موعدها... والمنقوش تنفي استقالتها

الدبيبة إلى نيويورك لدعم اقتصاد بلاده وتشجيع الاستثمار الأجنبي

نجلاء المنقوش نفت خبر استقالتها من الخارجية الليبية (إ.ب.أ)
نجلاء المنقوش نفت خبر استقالتها من الخارجية الليبية (إ.ب.أ)
TT

«الرئاسي» يتمسك بالانتخابات الليبية في موعدها... والمنقوش تنفي استقالتها

نجلاء المنقوش نفت خبر استقالتها من الخارجية الليبية (إ.ب.أ)
نجلاء المنقوش نفت خبر استقالتها من الخارجية الليبية (إ.ب.أ)

أكد محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي الليبي، مجدداً تمسكه بموعد إجراء الانتخابات في نهاية ديسمبر (كانون الأول) المقبل، ودعم عمل اللجنة العسكرية المشتركة «5+5»، ووقف إطلاق النار وتوحيد المؤسسات.
وقال المنفي إنه بحث مساء أول من أمس مع وزير الداخلية السابق، فتحي باشاغا، الانتخابات المقبلة، مشيرا إلى ثناء الأخير على دور المجلس الرئاسي في معالجة الانقسامات الحاصلة في المؤسسات، ودوره المهم في إنشاء مفوضية للمصالحة الوطنية، تكون بمثابة نقطة بداية، وقاعدة أساسية للم الشمل وجمع الأفرقاء الليبيين في المناطق والمدن كافة.
وكان عماد السايح، رئيس مفوضية الانتخابات، قد أعلن عن تشكيل مجلس النواب لجنة لصياغة قانون الانتخابات القادمة، ستُباشر عملها بعد عيد الأضحى، علما أنه اقترح في مذكرة للجنة التشريعية والدستورية بمجلس النواب تشكيل لجنة مشتركة لصياغة التشريعات الانتخابية اللازمة لإجراء انتخابات 24 ديسمبر المقبل، تضم أعضاء من مجلس النواب الممثلين في اللجنة القانونية والدستورية، ومن مجلس المفوضية، ومستشاري الانتخابات في بعثة الأمم المتحدة.
في المقابل، جدد خالد المشري، رئيس المجلس الأعلى للدولة، خلال لقائه مساء أول من أمس مع منسق البعثة الأممية، ريزيدون زينينغا، في العاصمة طرابلس تمسكه بمرجعية الاتفاق السياسي فيما يتعلق بالقوانين، والتشريعات المتعلقة بالعملية الانتخابية، وحرصه على ضرورة إجراء الانتخابات في موعدها المحدد. وقال المشري في بيان إنهما بحثا ملف الانتخابات، ومسار الحوار المتعلق بالقاعدة الدستورية.
في شأن آخر، طلب المنفي من عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة» الوطنية تسخير كل الإمكانات لدعم الأشقاء في الجمهورية التونسية بعد تدهور الأوضاع الوبائية فيها. وقال المنفي إنه شدد أمس في رسالة وجهها إلى الدبيبة على «وضع الإجراءات اللازمة قيد التنفيذ في أسرع وقت حتى يتمكن الأشقاء في تونس من مواجهة الجائحة»، مدرجا ذلك في إطار حرص المجلس الرئاسي والشعب الليبي على مؤازرة الشعب التونسي الشقيق في محنته.
بدوره استمع الدبيبة، الذي توجه أمس إلى نيويورك على رأس وفد وزاري لحضور جلسة مجلس الأمن الدولي حول ليبيا، لعرض خطة تحفيزية اقتصادية يستهدف من خلالها صدور مجموعة من الإجراءات والخطط والقرارات التنفيذية، التي تعمل على تغيير مناخ الاقتصاد الليبي وتشجيع الاستثمار الأجنبي.
وشدد الدبيبة خلال لقائه مساء أول من أمس مع عمداء بلديات المنطقة الجنوبية لبحث الصعوبات التي تواجههم، على ضرورة إعطاء الوزارات الأولوية للجنوب الليبي، من خلال تقديم جميع الخدمات الأساسية. وقال مكتب الدبيبة إن عمداء البلديات أشادوا بقرار الرسوم والعوائد ذات الطابع المحلي، وكذلك تخصيص مبلغ 500 مليون دينار لدعم البلديات في باب التنمية. كما تم سرد عدد من الصعوبات التي تواجهها البلديات، مثل نقص الأمصال، والوقود، وعدد من الطرق المتهالكة. وكان رمضان أبو جناح، نائب الدبيبة، قد بحث مع خالد شكشك، رئيس ديوان المحاسبة، الأوضاع في المنطقة الجنوبية، وتفعيل ميزانية تنميتها لتنفيذ عدة مشاريع.
في غضون ذلك، نفت نجلاء المنقوش، وزيرة الخارجية بحكومة «الوحدة» الوطنية، معلومات عن تقديم استقالتها من الحكومة، أو تعيين مستشارين بالوزارة، ودعت في بيان لها مساء أول من أمس المواطنين، ووسائل الإعلام إلى عدم تداول ما وصفته بالإشاعات والأخبار الكاذبة المتعلقة بهذا الصدد.
ولاحظت المنقوش انتشار العديد من الإشاعات العارية عن الصحة في الآونة الأخيرة، حول وزارة الخارجية على مواقع التواصل الاجتماعي، والتحدث عن صدور قرارات بتعيين مستشارين في السفارات الليبية أو استقالتها، وأكدت عدم صحة هذه الأخبار التي تهدف إلى التشويش على عمل الوزارة، على حد قولها.
على صعيد آخر، واصلت الجهات الأمنية والعسكرية المعنية بالطريق الساحلي، الرابط بين مدينتي سرت ومصراتة، الاستعدادات الأخيرة لإعادة فتحه مجددا بعد إغلاق دام نحو عامين. وقال العقيد يوسف بوزريق من وزارة الداخلية إنه تسلم تأمين الطريق، بناءً على توصيات اللجنة العسكرية المشتركة، مشيرا في تصريحات لوسائل إعلام محلية إلى أن خطة التأمين تبدأ من بوابة أبو قرين غربا إلى بوابة الخمسين شرقًا.
وأكد العقيد محمد الترجمان، مسؤول المركز الليبي للأعمال المتعلقة بالألغام ومخلفات الحروب، خلو الطريق الساحلي من الألغام ومخلفات الحرب، لكنه لفت إلى أن المنطقة الشاطئية ما زالت تحتاج إلى مزيد من المسح.



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.