مصر تدعو لـ«مسار تفاوضي عادل» بين الفلسطينيين والإسرائيليين

لقاء وزير الخارجية المصري سامح شكري ونظيره الإسرائيلي يائير لبيد في بروكسل (الخارجية المصرية)
لقاء وزير الخارجية المصري سامح شكري ونظيره الإسرائيلي يائير لبيد في بروكسل (الخارجية المصرية)
TT

مصر تدعو لـ«مسار تفاوضي عادل» بين الفلسطينيين والإسرائيليين

لقاء وزير الخارجية المصري سامح شكري ونظيره الإسرائيلي يائير لبيد في بروكسل (الخارجية المصرية)
لقاء وزير الخارجية المصري سامح شكري ونظيره الإسرائيلي يائير لبيد في بروكسل (الخارجية المصرية)

دعا وزير الخارجية المصري، سامح شكري إلى «تحريك الجمود القائم بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وصولاً إلى إطلاق مسار تفاوضي عادل وشامل على أساس المرجعيات الدولية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة؛ بما يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المُتصلة والقابلة للحياة على حدود الرابع من يونيو (حزيران) 1967، عاصمتها القدس الشرقية، باعتبار أن ذلك أحد المقومات الرئيسية لتدعيم ركائز الأمن والاستقرار في المنطقة».
والتقى شكري، مساء أول من أمس، نظيره الإسرائيلي يائير لبيد، في بروكسل، حيث أكد الوزير المصري، على أن بلاده «لن تتوانى عن دعم الجهود الدولية كافة وصولاً إلى تحقيق تلك الغاية، والتنسيق مع مختلف الأطراف الفاعلة بشأنها»، معرباً عن التطلُع إلى أن «تراعي الحكومة الإسرائيلية عدم اتخاذ أي إجراءات من شأنها تقويض فرص خلق المناخ المناسب للسلام والاستقرار وتُزيد من التوتر واحتمالات التصعيد».
ونوّه شكري كذلك بما تبذله مصر في إطار «إعادة الإعمار وتقديم المساعدات والدعم التنموي لسائر أنحاء الأراضي الفلسطينية بالتعاون مع السلطة الوطنية الفلسطينية، وهو ما يستلزم تضافُر الجهود كافة لإنجاح تلك المساعي؛ تخفيفاً عن كاهل الشعب الفلسطيني الشقيق».
ونشر الناطق باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد حافظ، تغريدة، قال فيها، إن «شكري أكد خلال اللقاء، على ضرورة التحرك العاجل نحو حلحلة الجمود الراهن بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وصولاً إلى إطلاق مفاوضات سلام عادلة وشاملة».
من جهته، أكد المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية، الون أوشبيز، أن ملف الأسرى والمفقودين كان مدار بحث اللقاء بين وزير الخارجية يائير لبيد ونظيره المصري سامح شكري، في بروكسل. وقد جاءت أقواله في حديث لإذاعة «كان» باللغة العربية.
مصدر فلسطيني مطلع، قال لصحيفة الأيام الفلسطينية، إن المفاوضات الهادفة إلى التوصل لصفقة تبادل بين إسرائيل وحركة «حماس»، قطعت شوطاً مهماً لتنفيذ المرحلة الأولى، مشيراً إلى أنه يمكن الإعلان عنها في أي وقت. وأضاف، أن المفاوضات تجري بشكل متواصل في القاهرة وبشكل غير مباشر بوساطة مصرية بين وفدين من حركة «حماس» وآخر إسرائيلي.
هذا، وتواصل القاهرة، التنسيق مع أطراف دولية وإقليمية بشأن «استئناف مفاوضات السلام»، وكان شكري، قد استقبل، الشهر الماضي، الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لعملية السلام في الشرق الأوسط، سفن كوبمانس، بمقر الخارجية المصرية.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.