مصر: اكتشاف بقايا ورشة لصناعة الفخار في البحيرة (صور)

تعود للعصر اليوناني الروماني

جانب من ورشة تصنيع الفخار في تل كوم عزيزة
جانب من ورشة تصنيع الفخار في تل كوم عزيزة
TT

مصر: اكتشاف بقايا ورشة لصناعة الفخار في البحيرة (صور)

جانب من ورشة تصنيع الفخار في تل كوم عزيزة
جانب من ورشة تصنيع الفخار في تل كوم عزيزة

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية عن اكتشاف بقايا ورشة لتصنيع الفخار في محافظة البحيرة (دلتا مصر) تعود للعصر اليوناني الروماني، تضم أفران حرق ومناطق لتشكيل وصناعة الفخار، إضافة إلى تجمع سكني، و3 مقابر بالطوب اللبن.
وقال الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، في بيان صحافي، اليوم (الثلاثاء)، إن «البعثة الأثرية المصرية العاملة بمنطقة تل آثار كوم عزيزة بمحافظة البحيرة، عثرت على بقايا ورشة ضخمة لصناعة الفخار، ترجع إلى العصر اليوناني الروماني، بها مبانٍ أثرية ترجع للفترة ما بين القرن الثالث قبل الميلاد حتى القرن الأول الميلادي».

بدوره، أوضح الدكتور خالد فرحات، مدير آثار البحيرة، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «منطقة آثار تل كوم عزيزة تقع على حدود بحيرة مربوط شمال محافظة البحيرة، وتضم آثاراً ومقابر ودفنات من بداية عصر الدولة القديمة حتى العصر اليوناني الروماني»، مشيراً إلى أن «التل كغيره من المناطق الأثرية في البحيرة غير مفتوح للزيارة السياحية، وتعمل البعثات الأثرية على اكتشاف مزيد عن آثاره وتاريخه».
وتضمن الكشف العثور على عدة مناطق في الورشة وهي منطقة البلة، المنطقة التي يتم بها عجن الصلصال وخلطه ببعض الإضافات الأخرى لزيادة التجانس بين حبيباته. ومنطقة التشكيل، وهي الجزء المخصص لتشكيل وصقل الآنية. ومنطقة التجفيف، وهي المساحة التي تتعرض الأواني بها لأشعة الشمس لأكبر فترة ممكنة تمهيداً لعملية الحرق بداخل أفران الحرق ليتم طهي الأواني وتحويلها إلى فخار، إضافة إلى الكشف عن أفران الحرق الخاصة بالورشة.

وقال وزيري: «تم العثور بمنطقة التشكيل على بعض الأدوات المستخدمة لهذا الغرض مثل الأدوات المعدنية وأجزاء من عجلة الفخراني، وبعض أجزاء من الأواني الطينية التي تم تشكيلها وقتئذ».
بدوره، قال الدكتور أيمن عشماوي، رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار، إن «أفران الحرق ذات فتحات تهوية عليا (Updraft Kilns)، وهي مبنية من الطوب الأحمر ومحاطة بجدران سميكة من الطوب اللبن لتحمل الضغط الناتج عن عملية الحرق، وعثر بها على أنابيب الإمداد بالغازات الساخنة، وأنابيب التفريغ للتحكم في درجة الحرارة داخل الفرن، وبقايا أواني فخارية وأخرى نيئة لم تحرق بعد».
وأشار فرحات إلى أن «الكشف يثبت استخدام التل في عدة عصور حيث عثر على فرن للفخار من العصر البطلمي وفرن آخر من العصر الروماني».

من جانبه، قال إبراهيم صبحي رئيس البعثة إن «البعثة عثرت على مستعمرة سكنية ومنازل من الطوب اللبن بداخلها بعض الأواني الفخارية للاستخدام اليومي، وأفران للطهي وصوامع التخزين وبعض العملات البرونزية، ومجموعة من الدفنات والمقابر المشيدة بالطوب اللبن بها بعض الهياكل العظمية دُفنت بوضع القرفصاة، وتم تغطيتها بطبقة سميكة من الطمي، وأُحيطت ببعض الأواني الجنائزية المصنوعة من الفخار والألباستر والنحاس، ما يرجح أن تلك الدفنات ترجع إلى عصر بداية الأسرات، وأن المصري القديم قام باستيطان تلك المنطقة بداية من العصور التاريخية حتى العصر الروماني».
وأوضح فرحات أن «الكشف تضمن 3 مقابر ترجع لعصور الدولة القديمة، بهم دفنة متحللة، ودفنتان بحالة جيدة، إضافة إلى مجموعة من الأواني الفخارية والألباستر».


مقالات ذات صلة

«نشيد الحب» تجهيز شرقي ضخم يجمع 200 سنة من التاريخ

يوميات الشرق جزء من التجهيز يظهر مجموعة الرؤوس (جناح نهاد السعيد)

«نشيد الحب» تجهيز شرقي ضخم يجمع 200 سنة من التاريخ

لا شيء يمنع الفنان الموهوب ألفريد طرزي، وهو يركّب «النشيد» المُهدى إلى عائلته، من أن يستخدم ما يراه مناسباً، من تركة الأهل، ليشيّد لذكراهم هذا العمل الفني.

سوسن الأبطح (بيروت)
يوميات الشرق مشهد من جامع بيبرس الخياط الأثري في القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

بعد 5 قرون على إنشائه... تسجيل جامع بيبرس الخياط القاهري بقوائم الآثار الإسلامية

بعد مرور نحو 5 قرون على إنشائه، تحوَّل جامع بيبرس الخياط في القاهرة أثراً إسلامياً بموجب قرار وزاري أصدره وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي.

فتحية الدخاخني (القاهرة )
المشرق العربي الضربات الجوية الإسرائيلية لامست آثار قلعة بعلبك تسببت في تهديم أحد حيطانها الخارجية وفي الصورة المعبد الروماني
(إ.ب.أ)

«اليونيسكو» تحذر إسرائيل من استهداف آثار لبنان

أثمرت الجهود اللبنانية والتعبئة الدولية في دفع منظمة اليونيسكو إلى تحذير إسرائيل من تهديد الآثار اللبنانية.

ميشال أبونجم (باريس)
يوميات الشرق هضبة الأهرامات في الجيزة (هيئة تنشيط السياحة المصرية)

غضب مصري متصاعد بسبب فيديو «التكسير» بهرم خوفو

نفي رسمي للمساس بأحجار الهرم الأثرية، عقب تداول مقطع فيديو ظهر خلاله أحد العمال يبدو كأنه يقوم بتكسير أجزاء من أحجار الهرم الأكبر «خوفو».

محمد عجم (القاهرة )
المشرق العربي الضربات الجوية الإسرائيلية لامست آثار قلعة بعلبك تسببت في تهديم أحد حيطانها الخارجية وفي الصورة المعبد الروماني
(إ.ب.أ)

اجتماع طارئ في «اليونيسكو» لحماية آثار لبنان من هجمات إسرائيل

اجتماع طارئ في «اليونيسكو» للنظر في توفير الحماية للآثار اللبنانية المهددة بسبب الهجمات الإسرائيلية.

ميشال أبونجم (باريس)

تعزيزاً للتواصل مع المقيمين... العاصمة السعودية تحتضن «أيام بنغلاديش»

فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
TT

تعزيزاً للتواصل مع المقيمين... العاصمة السعودية تحتضن «أيام بنغلاديش»

فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)

تقام «أيام بنغلاديش» في حديقة السويدي بالعاصمة السعودية الرياض، والتي انطلقت لياليها، الثلاثاء، ضمن مبادرة تعزيز التواصل مع المقيمين التي أطلقتها وزارة الإعلام السعودية، بالشراكة مع الهيئة العامة للترفيه، تحت شعار «انسجام عالمي»، وتستمر حتى السبت، بهدف تعزيز التواصل الثقافي بين المجتمع السعودي والمقيمين، وإبراز التنوع الثقافي الغني الذي تحتضنه السعودية.

وتشهد الفعاليات عروضاً فنية متنوعة تقدمها الفرقة الشعبية، حيث تألق المشاركون بتقديم عروض موسيقية واستعراضية تمثل مختلف ألوان الفلكلور البنغالي، إلى جانب أغنيات مستوحاة من أعمال أبرز شعراء بنغلاديش.

عروض موسيقية واستعراضية تمثل مختلف ألوان الفلكلور البنغالي (الشرق الأوسط)

كما يضم الحدث منطقة مخصصة لعرض التراث البنغالي، حيث تُتيح للزوار فرصة استكشاف الجوانب الغنية للثقافة البنغالية عن قرب؛ إذ تشمل المنطقة معروضات للأزياء التقليدية المزينة بالزخارف اليدوية التي تعكس المهارة الحرفية والفنية المتميزة، حيث يتم عرض الساري البنغالي المصنوع من أقمشة الحرير والقطن الفاخرة، إضافة إلى الملابس التقليدية للرجال مثل البنجابي والدوتي، كما تعرض الإكسسوارات اليدوية التي تشتهر بها بنغلاديش، بما في ذلك المجوهرات التقليدية المصنوعة من المعادن والأحجار الكريمة، والحقائب والمطرزات التي تعكس ذوقاً فنياً عريقاً.

الفعاليات شملت استكشاف التراث البنغالي (الشرق الأوسط)

واشتملت الفعاليات على قسم مخصص للأطعمة من بنغلاديش؛ إذ يٌقدم للزوار فرصة تذوق أشهى الأطباق التقليدية التي تمثل المطبخ البنغالي المعروف بنكهاته الغنية وتوابله المميزة، وتشمل الأطباق المقدمة أكلات شهيرة مثل البرياني البنغالي، والداكا كاكوري كباب، وسمك الهيلشا المطهو بطرق تراثية، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من الحلويات التقليدية مثل الروشا غولا والميزان لادّو.

وتضيف هذه المنطقة بعداً مميزاً للفعالية، حيث لا تقتصر التجربة على الفنون والعروض، بل تمتد لتشمل استكشاف التراث البنغالي بشكل متكامل يعكس الحياة اليومية والعادات والتقاليد، مما يجعلها تجربة غنية تُثري التفاعل الثقافي بين الزوار.

معروضات للأزياء التقليدية (الشرق الأوسط)

وحظيت الفعاليات منذ انطلاقها بإقبال واسع من الزوار الذين عبروا عن إعجابهم بجمال الفلكلور البنغالي وتنوع العروض الفنية المقدمة، كما أبدى العديد من الحاضرين تقديرهم لهذه المبادرات التي تسهم في تعزيز التفاهم والتفاعل بين الثقافات.

وأكّد المسؤولون أن هذه المبادرة تأتي جزءاً من سلسلة برامج ثقافية تهدف إلى تعزيز المشهد الثقافي في المملكة، بما يتماشى مع «رؤية السعودية 2030» التي تدعم التنوع والانفتاح الثقافي.