«ماما حامل»... يعتمد كوميديا الموقف ويتخلى عن «الإفيهات»

فيلم مصري يعيد ليلى علوي للسينما بعد سنوات من الغياب

TT

«ماما حامل»... يعتمد كوميديا الموقف ويتخلى عن «الإفيهات»

يتمرد فيلم «ماما حامل» على أشهر موسمين تقليديين للسينما في مصر، وهما عيد الفطر وعيد الأضحى، اللذان يشهدان إقبالاً كثيفاً من رواد دور العرض السينمائي، حيث فضّل صناع العمل طرحه بين هذين الموسمين بعد فترة طويلة من الركود.
تقوم الحبكة الرئيسية للفيلم على مفارقات ساخرة ومفاجآت خارج السياق، ضمن أسرة ثرية تتكون من الزوجة «سمية» التي تجسّد شخصيتها الفنانة ليلى علوي والزوج «كامل» الذي يجسّد شخصيته الفنان بيومي فؤاد. أنجب الزوجان كلاً من «عاصم» الذي يعمل طبيباً مختصاً بأمور العلاقات الزوجية والإنجاب، يجسد شخصيته الكوميديان الشاب محمد سلام، و«باسم» صاحب شركة إعلانات، ويقدمه نجم الكوميديا الشاب حمدي الميرغني.
يشكل الابنان نموذجاً ناجحاً على الصعيدين المهني والاجتماعي، لكنهما مضربان عن الزواج ولهما آراء سلبية فيما يتعلق بالإنجاب وتكوين أسرة، كما أنهما يشاركان بقوة في حملات تنظيم الأسرة وتقليل عدد المواليد، من هنا تكون المفارقة صارخة حين يفاجئ الاثنان بأن أمهما أصبحت حاملاً في توأم على نحو يضعهما في مأزق.
الفيلم هو التعاون الخامس بين المؤلف لؤي السيد والمخرج محمود كريم بعد أربعة أفلام، هي «ياباني أصلي»، و«رغدة متوحشة»، و«أحمد نوتردام»، و«سبع البرمبة». وينتمي العمل إلى نوعية الكوميديا الخفيفة القائمة بشكل خاص على توليد الضحك من المفارقات الحادة للموقف نفسه، وليس الاعتماد على الإفيهات التي يتبارى فيها النجوم دون أن تكون مرتبطة بالسياق الدرامي العام للشريط السينمائي.
من المفاجآت التي يحملها العمل الذي تشارك أربع شركات في إنتاجه هو عودة النجمة ليلى علوي إلى الشاشة الذهبية بعد فيلم «ليلة البيبي دول»، إنتاج عام 2008، حيث لعبت دور البطولة النسائية، بينما لم تظهر بقوة عبر 13 عاماً سوى في تجربتين لم يكتب لهما النجاح الجماهيري، بحسب نقاد، كان آخرهما في عام 2016 في فيلم «الماء والخضرة والوجه الحسن».
يشير الفيلم بطريق غير مباشر إلى أن الملل الزوجي وفتور العلاقات الأسرية ليس هو بالضرورة ما ينتظر كل قصة زواج بعد مرور نحو 25 عاماً، فنجد الزوج «كامل» لا يزال مغرماً بزوجته، ويغرقها في كلمات الغزل والهدايا، كما يحرص على الاحتفال بذكرى الزواج احتفالاً صاخباً يعبر عن سعادته الشديدة بهذا الارتباط الذي لا يزيده الزمن إلا قوة.
وجاءت حركة الكاميرا لتصنع بعضاً من البهجة والمناظر المريحة للعين عبر تصوير أجواء الفيلا وحمام السباحة والمستشفيات والشركات الراقية، وهو ما يحمل دلالة مهمة للمتفرج الذي سبق وغرق في مشاهد العنف والتشوه البصري بدعوى الواقعية، في ظل ما أطلق عليه اسم «سينما العشوائيات» والحارة الشعبية التي امتدت لعدة سنوات.
بدوره، أبدى مؤلف الفيلم لؤي السيد، سعادته بردود فعل الجمهور، قائلاً، في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» إن مَن شاهدوا العرض سعدوا به وضحكوا كثيراً، وهذا هو الهدف الأساسي من العمل باعتباره كوميديا خفيفة تستهدف في المقام الأول الترفيه عن الناس وسط أزمة فيروس كورونا التي طالت كثيراً.
واعتبر السيد أن وجود فنانة بحجم ليلى علوى ضمن فريق العمل يعد بحد ذاته إضافة شديدة التميز، فهي بحضورها القوي منحت العمل كثيراً من المصداقية وشكّلت مع بيومي فؤاد ثنائياً غير نمطي، حيث بدا أن كيمياء خاصة تجمعهما وكأنهما لا يمثلان معاً للمرة الأولى.
وعن توقيت عرض الفيلم، أكد لؤي السيد أنه لا يشغل باله بهذا الأمر الذي يعد من صميم اختصاص جهة الإنتاج وحدها، مؤكداً أن العمل الجيد يفرض نفسه بكل الأحوال وسيحظى بمتابعة جيدة من الجمهور بصرف النظر عن توقيت العرض.


مقالات ذات صلة

حزن في مصر لرحيل «القبطان» نبيل الحلفاوي... رجل «الأدوار الوطنية»

يوميات الشرق نبيل الحلفاوي في لقطة من مسلسل «رأفت الهجان» (يوتيوب)

حزن في مصر لرحيل «القبطان» نبيل الحلفاوي... رجل «الأدوار الوطنية»

من أبرز أعمال الحلفاوي «رأفت الهجان» عام 1990 الذي اشتهر فيه بشخصية ضابط المخابرات المصري «نديم قلب الأسد»، التي جسدها بأداءٍ يجمع بين النبرة الهادئة والصّرامة.

رشا أحمد (القاهرة )
يوميات الشرق الفنان السعودي عبد المحسن النمر (البحر الأحمر السينمائي)

عبد المحسن النمر: «خريف القلب» يتضمن قصصاً تهم الأسر العربية

قال الفنان السعودي عبد المحسن النمر، إن السبب الرئيسي وراء نجاح مسلسله الجديد «خريف القلب» يعود إلى مناقشته قضايا إنسانية تهم الأسر العربية.

«الشرق الأوسط» (جدة)
الوتر السادس تركز الفنانة نسمة محجوب على الحضور الفني بشكل دائم (صفحتها على {فيسبوك})

نسمة محجوب: أطمح لتقديم سيرة ماجدة الرومي درامياً

طرحت الفنانة المصرية نسمة محجوب، مطلع ديسمبر (كانون الأول) الجاري، أحدث أعمالها الغنائية بعنوان «الناس حواديت»، والتي حظيت بتفاعل من المتابعين عبر مواقع التواصل

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق الفنان السوري جمال سليمان (حساب سليمان على «فيسبوك»)

إعلان جمال سليمان نيته الترشح لرئاسة سوريا يثير ردوداً متباينة

أثار إعلان الفنان السوري جمال سليمان نيته الترشح لرئاسة بلاده، «إذا أراده السوريون»، ردوداً متباينة.

فتحية الدخاخني (القاهرة)
يوميات الشرق لقطة من البرومو الترويجي لمسلسل «ساعته وتاريخه» الذي يعرَض حالياً (برومو المسلسل)

مسلسلات مستوحاة من جرائم حقيقية تفرض نفسها على الشاشة المصرية       

في توقيتات متقاربة، أعلن عدد من صُنَّاع الدراما بمصر تقديم مسلسلات درامية مستوحاة من جرائم حقيقية للعرض على الشاشة.

داليا ماهر (القاهرة )

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.