صدام لحافظ الأسد: الأردن جزء من «طبخة» لتقسيم العراق

رسائل سرية تنشرها «الشرق الأوسط» تكشف العلاقة بينهما وبين بلديهما

صدام حسين  -  حافظ الأسد
صدام حسين - حافظ الأسد
TT

صدام لحافظ الأسد: الأردن جزء من «طبخة» لتقسيم العراق

صدام حسين  -  حافظ الأسد
صدام حسين - حافظ الأسد

في منتصف تسعينات القرن الماضي، تبادل الرئيسان العراقي صدام حسين والسوري حافظ الأسد، «رسائل سرية» على خلفية تطورات إقليمية، بينها هروب حسين كامل صهر صدام، إلى الأردن، وحديث الملك حسين عن «فيدرالية» مع العراق.
بقيت هذه الرسائل سرية في خزائن «حلقة ضيقة» من المسؤولين في دمشق وبغداد، بينهم نائب الرئيس السوري الراحل عبد الحليم خدام، ومبعوث صدام السفير العراقي في الدوحة أنور صبري عبد الرزاق القيسي.
«الشرق الأوسط» تكشف اليوم عن هذه الرسائل بعد حصولها على وثائق ومحاضر اجتماعات نقلها خدام معه إلى باريس عام 2005، وإجرائها مقابلات هاتفية ونصية مع القيسي للتحقق منها.
يقول خدام إن صدام كان المبادر في أغسطس (آب) 1995، وإن الأسد قابل ذلك بـ«شكوك» بسبب دوره في إحباط «ميثاق العمل» في 1979، وأخضع رفيقه «البعثي» لاختبارات قبل التجاوب معه. أما القيسي، فيرى أن الخطوة جاءت من الأسد لدى قوله علناً إن مشروع الأردن للفيدرالية يهدد سوريا والعراق، وتلقيه إشارة من خدام بفتح قناة بين «السيدين الرئيسين».
يكشف هذا بعض جوانب العلاقة المعقدة بين الأسد وصدام، والتنافس بين العاصمتين ونظامي «البعث». إذ جرت محاولات للمصالحة وصلت إلى توقيع الأسد والرئيس العراقي أحمد حسن البكر «ميثاق العمل» في 1978، وحديثهما عن «الاتحاد» بداية العام اللاحق، قبل أسبوعين من إعلان «الثورة» في إيران. لكن سرعان ما تدهورت العلاقات على خلفية وقوف الأسد مع طهران في الحرب العراقية - الإيرانية، فتبادل الطرفان الضربات والطعنات والتحالفات.
في بداية التسعينات، وقف الأسد إلى جانب حرب تحرير الكويت. وفي منتصف العقد، عاد «الرفيقان» لجس النبض. كان الأسد قلقاً من تأرجح اقتصاده ومفاوضاته مع إسرائيل، فيما كان صدام «مخنوقاً» بالحصار. وكان الاثنان قلقين من تركيا وهروب حسين كامل إلى الأردن.
ويؤكد القيسي لـ«الشرق الأوسط» أنه زار دمشق سراً ست مرات، مشيراً إلى أن صدام «كان جدياً بفتح صفحة مع الأسد»، واقترح قمة سرية على الحدود، وتشكيل «قيادة مشتركة». وكتب صدام للأسد في 5 سبتمبر (أيلول) 1995: «المخطط واضح، وأصبح الأردن جزءاً منه، وهو يعد طبخة... ليس الهدف إضعاف العراق وتقسيمه وحسب، وإنما استباحة المنطقة العربية سياسياً وعسكرياً واقتصادياً».
... المزيد



اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
TT

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان.
وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة». وقال: «نرى زوال الكيان الصهيوني قريباً جداً، الذي تظهر آثار أفوله».
وزار رئيسي، مساء الأربعاء، مقام السيدة زينب، في ريف دمشق، وألقى خطاباً في صحن المقام، في حفل شعبي ورسمي حاشد، وذلك بعد أن التقى مجموعة من أُسر قتلى الميليشيات الشيعية من دول سوريا ولبنان وأفغانستان وإيران وغيرها.
وسلطت مصادر النظام السوري الضوء على البُعد الاقتصادي للزيارة، إذ دعت صحيفة «تشرين» الرسمية، في افتتاحية، أمس، إلى «معاينة المشهد من جديد»، واصفة زيارة رئيسي لدمشق بـ«الحدث». وأفادت بأن معطياتها المكثفة «تلخّصُ الرؤية المتكاملة للتوجّه نحو خلق موازين قوّة تفرضُ نفسَها، وأن سوريا ثمَّ العراق فإيران، هي المرتكزُ المتينُ لتكتّل إقليمي يكمّل البعد الأشمل للقطب الجديد الصّاعد بهويته الاقتصاديّة، القائمة على توافقات سياسيّة في نهج السلام والوئام، من حيث إن التكتلات الاقتصادية الإقليمية ستكون هي الخيار الاستراتيجي الحقيقي»، لافتة إلى أن الواقعية، اليوم «تُملي التسليمَ بأن الاقتصادَ يقود السياسة».
وعدّت «تشرين»، الناطقة باسم النظام في دمشق، اجتماعات اللجنة العليا السورية العراقيّة في دمشق، التي انعقدت قبل يومين، واجتماعات اللجنة السورية الإيرانية «بدايات مطمئنة لولادة إقليم اقتصادي متماسكٍ متكاملٍ مترابطٍ بشرايين دفّاقة للحياة الاقتصاديّة».