غارات تركية على المنطقة الحدودية العراقية

جريح في اشتباك كردي - كردي على الحدود الإيرانية

TT

غارات تركية على المنطقة الحدودية العراقية

اندلعت اشتباكات مسلحة، أمس (الخميس)، بين عناصر من «حزب العمال الكردستاني» وأهالي قرية كردية على الحدود العراقية – الإيرانية، تسببت في جرح أحد أهالي القرية، فيما استهدف الجيش التركي أكثر من 6 مناطق حدودية بالقصف الجوي والمدفعية الثقيلة، مما تسبب في حرائق طالت مئات الدونمات من الأراضي الزراعية والغابات. وأرجع مراقبون ومحللون سياسيون تكثيف الغارات التركية إلى الحملة الدعائية التي يقوم بها الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قبل الانتخابات.
وقال قائمقام قضاء «قلعة دزه»، بكر بايز، في تصريحات إعلامية، إن «اشتباكات اندلعت بين مسلحي (حزب العمال) وأهالي قرية شيني التابعة للقضاء بسبب خلاف على دخول بضائع مهربة من الحدود الإيرانية»، مبيناً أن «(حزب العمال) فرض رسوماً جمركية على تلك البضائع؛ الأمر الذي رفضه أهالي القرية، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات مسلحة بين الجانبين أسفرت عن إصابة مواطن من أهالي القرية بجروح».
وفي منطقة كاني ماسي شمال محافظة دهوك، استهدفت المدفعية التركية مناطق حدودية، مما أسفر عن حرائق طالت أراضي زراعية وغابات طبيعية. وقال سلام بشار، أحد سكان المنطقة، إن «القصف المدفعي التركي بدأ ظهر الخميس (أمس) في محيط قرية ديشيش التابعة لناحية (كاني ماسي)، ما أسفر عن اندلاع حرائق كبيرة طالت مساحات شاسعة تقدر بمئات الدونمات من الأراضي الزراعية والغابات الطبيعية»، مبيناً أن «الحراق استمرت حتى وقت متأخر دون أن يتمكن أحد من الاقتراب من المنطقة خوفاً من الاستهداف التركي».
وفي ناحية ديرلوك، استهدف الطيران الحربي التركي مناطق حدودية صباح أمس. وذكر مصدر أمني في تصريحات إعلامية أن «القصف استهدف تحديداً قرية مزيمزي التابعة لناحية ديرلوك بقضاء العمادية، مستهدفهاً 6 مناطق مختلفة يعتقد أنها مراكز لوجود عناصر (حزب العمال الكردستاني)»، مبينا أن «المعلومات تشير إلى وقوع خسائر في صفوف عناصر (حزب العمال)، الذي لم يفصح عنها بعد».
وعن أسباب تكثيف الغارات التركية التي تستهدف عناصر «حزب العمال» في المناطق الحدودية العراقية، قال الكاتب والمحلل السياسي سامان نوح لـ«الشرق الأوسط» إن «تكثيف العمليات الهجومية من قبل الجيش التركي يأتي في وقت انخفضت فيه شعبية الرئيس التركي رجب طيب إردوغان وحزبه، بسبب التراجع المستمر لاقتصاد البلاد، والفضائح التي أثارها أحد أبرز قادة المافيا التركية (بكر سادات) الذي كان مقرباً من قيادة حزب العدالة والتنمية، من خلال نشر مقاطع فيديو كشف خلالها عن عمليات فساد وتهريب تورط فيها قيادات بارزة في الحزب»، مبيناً أن «الرئيس التركي يحاول رفع شعبيته من خلال استهداف عناصر (حزب العمال) بتحقيق نصر عسكري يدعم وضعه السياسي السيئ قبيل الانتخابات المقبلة والتي يتوقع أن تتراجع فيها حظوظ حزبه بشكل ملحوظ؛ وفق استطلاعات الرأي التي تنشرها مؤسسات تركية، والتي تؤكد أن المعارضة وقادتها سيتقدمون على إردوغان بنسبة مريحة».
في حين قال الخبير العسكري العميد المتقاعد، سبهان خالد، إن «حملات الجيش التركي تأتي ضمن العمليات الطبيعة التي يقوم بها الجيش كل صيف لاستهداف معاقل (حزب العمال) في المناطق الحدودية شمال العراق، والتي يصيبها الركود والتقهقر في فترة الشتاء بسبب الطبيعة الجبلية الوعرة للمنطقة»، مبيناً أن «هذه الحملات ليست إلا محاولات استنزاف لن يتمكن الجيش فيها من تحقيق أي انتصار عسكريي على أرض الواقع؛ إنما فقط يمكنه أن يمنع تمدد عناصر (حزب العمال) الذي بات يستهدف قواعد الجيش داخل الأراضي التركية».
وكثفت تركيا غاراتها مؤخراً في المناطق الحدودية بإقليم كردستان العراق، مبررة هجماتها باستهداف معاقل «حزب العمال» الذي ينتشر على الشريط الحدودي العراقي مع تركيا، وصولاً الحدود العراقية - الإيرانية، وتقول تركيا إن «حزب العمال» يستخدم مناطق شمال العراق الحدودية لشن هجمات على الجيش التركي منذ بدء النزاع المسلح بين الجانبين قبل عقود.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.