سعيد الماروق في «دور العمر»... مسلسل محلي آفاقه عالمية

المخرج اللبناني لـ«الشرق الأوسط»: دراما المنصات كسرت النمطية التقليدية في صناعتها

TT

سعيد الماروق في «دور العمر»... مسلسل محلي آفاقه عالمية

العمل لبناني بامتياز وأركانه موقعة بأسماء محلية محترفة، صنع في لبنان وآفاقه عالمية. إنه مسلسل «دور العمر» الذي يبدأ عرضه في 15 يوليو (تموز) المقبل على منصة «شاهد». كتابة المخرج ناصر فقيه وإخراج سعيد الماروق، وبطولة سيرين عبد النور وعادل كرم، وإنتاج «روفتوب برودكشن»، وبمشاركة كوكبة من الممثلين اللبنانيين.
إنها التجربة الأولى للماروق في عالم الدراما، سبق ونفذ أعمالاً سينمائية عدة، بينها «المتحولون» الهوليوودي. وتعاون فيه مع المخرج الأميركي مايكل باي.
صاحب فيلم «365 يوم سعادة»، يدخل اليوم الإخراج الدرامي من بابه العريض، في عمل تطبعه الإثارة والتشويق اللذان ينتميان إلى ملعبه الخاص كما ذكر لـ«الشرق الأوسط».
وتابع قائلاً إن «(دور العمر) اسم لمسلسل تطبق معانيه على جميع الذين يشاركون فيه. فهو بالفعل دور العمر لسيرين عبد النور وعادل كرم ولي أيضاً ولفريق العمل. سيكون فخر الصناعة اللبنانية، وسيلمس المشاهد كل الجهد الذي بذلته لتنفيذ عمل درامي لا يشبه غيره. فقد تعمّقت جداً في السيناريو ودرسته بدقة، وترجمته بالصورة، ناقلاً فيها كل أحاسيسي وبتقنية متطورة. ستتفرجون على أداء مختلف لسيرين وعادل. يلتقط المشاهد أنفاسه تارة ويتفاجأ تارة أخرى. يتألف من 10 حلقات، وكل حلقة منه بمثابة فيلم سينمائي، أي ستتابعون 10 أفلام مرة واحدة».
يلعب الماروق في أسلوب الإضاءة، ويترجم حالات ومواقف في لعبة تصوير محترفة تدور بين الظل والنور. ويقول: «احترمنا كفريق عمل المشاهد بشكل كبير، إن في الديكورات ومواقع التصوير وإن في اللوك والملابس. حتى عملية المونتاج تحمل الجديد في تقطيعها وانسيابها».
انتظر الماروق نحو 15 عاماً ليقدم عملاً درامياً تطبعه الإثارة. وعندما عرض عليه زميله ناصر فقيه قراءة نص أول حلقتين من المسلسل، وافق على إخراجه من دون تردد «لأنه عمل يشبهني، وأعرف تماماً كيفية التحكم بخيوطه. فحلقت في عالم أحبه، وأخذت المشاهد إلى دراما الأكشن. وربما لو كانت الفرصة سانحة بشكل أكبر، لكنت تماديت بأدائي المجنون».
قصة المسلسل جديدة من نوعها تدور في أجواء الـ«سايكو تريلر». تعتمد على الإثارة وكاميرا نشيطة الحركة، وكذلك على حالات نفسية يعيشها أبطال العمل تدور بين الحقيقة والتمثيل. شمس مطر (سيرين عبد النور) امرأة جميلة ومضطربة نفسياً تصبح مهووسة بـ«أمير» شخصية خيالية في دراما تلفزيونية ناجحة يؤديها فارس نحاس (عادل كرم). معاً، يشرعان في رحلة غامضة ومعقدة ضد مجموعة من المجرمين بهدف الانتقام. حب قاتل وعدالة مفقودة، تصفيات وحسابات ترتبط بعالم الجريمة والقتل، تجتمع كلها في «دور العمر» الذي سيأخذ المشاهد إلى دراما بعيدة كل البعد عن العادية والكلاسيكية. والإعلانان الترويجيان للعمل يشيران إلى ذلك ولحبكة درامية مغايرة. وبثوانٍ قليلة استطاع الإعلانان أن يمهدا لما ينتظر المشاهد من توليفة درامية تحمل نفحة عالمية، فحصدا نسبة مشاهدة عالية على مواقع التواصل الاجتماعي.
ويعلق سعيد الماروق في سياق حديثه: «إننا اليوم نعيش في زمن المنصات الإلكترونية. وهو ما فرض على شركات الإنتاج مستوى درامياً شبيهاً بالسينمائي. والشباب الطامح للتغيير يمسك بزمام الأمور في المنصات. إنهم يملكون وجهة نظر خارجة عن المألوف فيما يتعلق بالصورة والألوان والديكور وغيرها. وأنا كسينمائي يستفزني إيجابياً هذا التفكير، ويدفعني لتقديم الأفضل. فالسينما متوقفة إلى حد ما في زمن كورونا، صحيح أن لا شيء يمكن أن يحل مكانها، ولكن لماذا لا نحييها في الدراما؟ جيل الشباب الذي يدير المنصات من ناحية، ويدمن على مشاهدتها من ناحية ثانية، يفرض علينا اليوم الجودة. فصناع الدراما اكتشفوا أنهم لا يستطيعون الاستهانة بهذا الجيل وإلا سيفوتهم القطار. لقد نقلت السينما إلى الدراما. اجتهدت وتعبت. وأتمنى أن يعلم العمل بمشاهديه».
وما هو الجديد الذي استطعت أن تكتشفه في سيرين وبرزته أمام كاميرتك؟ يرد: «إنها صديقتي منذ وقت طويل، وممثلة تعشق عملها ومحترفة إلى أبعد حدود. تعمّقت في دورها وتحمّست للعبه. التزمت بكل ما طلبته منها، وأضافت عليه خبرتها، فكانت نجمة محترفة بامتياز. وعندما ستشاهدون العمل، ستعرفون ما أرغب في إيصاله لكم».
يشكر الماروق منصة «شاهد» على وضع ثقتها به وبفريق العمل ويقول: «أن نوصل الدراما اللبنانية إلى الانتشار العالمي لهو أمر نفتخر به. لم يسبق أن شهدت الدراما المحلية هذا التطور. وأنا على يقين أنه لا يزال ينتظرنا الأحلى والأفضل. إنها فرصتنا الحقيقية، ولدينا جميع القدرات الإبداعية للنجاح فيها».
وعما سنشاهده في «دور العمر» يقول: «ستتابعون دراما ذات إيقاع سريع وقصة مشوقة وأحداثاً متلاحقة، وأداء غير تقليدي للممثلين. المماطلة غير موجودة، وجمالية هذا النوع من الأعمال الدرامية القصيرة ترتكز على السرعة والابتعاد عن التكرار. وأنا متحمس جداً للموسم الثاني من العمل، الذي اتخذت (شاهد) القرار الحاسم بتنفيذه عندما كنا في منتصف عملية تصوير الأول منه».
وعن الاختلاف الذي تحمله دراما المنصات للساحة يقول: «أدواتها الفنية جميعها مختلفة، فيها عملية دمج لعناصرها بأكملها، بحيث لا يرتكز فقط على أبطال العمل. تزودنا بمساحات حرة للإبداع، وتضعنا أمام تحديات جديدة كنا في انتظارها لترجمة أفكارنا».
وهل يمكن القول إن زمن المخرج التقليدي ولّى؟ «إنه سؤال كبير لأنني لا أعرف ماذا ينتظر هؤلاء الأشخاص. ولكني متأكد في الوقت نفسه أن على المخرج التقليدي ألا يستسلم، وألا يتوقف عن البحث في تطوير أدائه. فاستمراريته تتعلق بمدى قدرته على التغيير ومواكبة الزمن. والمطلوب منه التطور قبل فوات الأوان».
وعن رأيه بالمخرجين الشباب اللبنانيين الذين يكتسحون اليوم دراما المنصات والشاشات الصغيرة يرد: «لم يكن لدي الوقت الكافي لمتابعة أعمالهم. إنهم لا شك أصحاب إبداعات، وإلا لما استعين بهم للانتقال من مرحلة لأخرى. استطعت مشاهدة مقتطفات من أعمال فيليب أسمر. أنا معجب بعمله وأسلوب إخراجه، لاحظت تطورا كبيراً في أدائه الإخراجي. والجميل في الموضوع أن دراما المنصات كسرت النمطية التقليدية المتبعة في صناعة الدراما، وفتحت آفاقا واسعة ولم تعد حكراً على أحد. وفُتحت الأجواء والفضاءات أمام الجميع».
وعما يبحث الماروق اليوم، يرد: «على بالي أن أغوص في القصة الدرامية، وأكتشف من خلالها قدرات جديدة عندي. فالقصة في رأيي هي الأساس، وأبحث عن العمل الذي يزودني بالحماس فأجن وأبدع. (دور العمر) حقق لي ذلك وقصته ممتعة، ولكني أريد المزيد. فالجمهور يتفاعل مع الدراما الحديثة بشكل ملحوظ. هو معجب بقصصها وبأسلوبها البصري، الذي يترجمها بعيداً عن التقليدية. وبات العالم بلا حدود وفُتح على بعضه بشكل واسع، لا سيما في مجال الفن. وأتمنى أن نصل بأحلامنا إلى العالمية ونترك بصمة مؤثرة. لدي عروض عمل كثيرة لا تزال حتى الساعة معلقة (على الشجرة). تلقيتها من مختلف الدول العربية، وأنا بصدد قراءتها لأقطف منها ما يناسب تطلعاتي».


مقالات ذات صلة

«ساعته وتاريخه» مسلسل مصري يجذب الاهتمام بدراما حول جرائم حقيقية

يوميات الشرق مريم الجندي في مشهد يجمعها بأحد أبطال المسلسل (لقطة من برومو العمل)

«ساعته وتاريخه» مسلسل مصري يجذب الاهتمام بدراما حول جرائم حقيقية

في أجواء لا تخلو من التشويق والإثارة جذب المسلسل المصري «ساعته وتاريخه» الاهتمام مع الكشف عن «البرومو» الخاص به الذي تضمن أجزاء من مشاهد مشوقة.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق مع أبطال «العميل» الذين ألفوا عائلة حقيقية (إنستغرام الفنان)

جاد خاطر لـ«الشرق الأوسط»: تفاجأت بالشهرة التي حققتها مع «العميل»

يُبدي جاد خاطر حبّه للأدوار المركبّة فهي تسمح له بأن يجتهد ويستخدم تجاربه ودروسه في كلية الفنون.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق مسلسل «موعد مع الماضي» يعتمد على التشويق (نتفليكس)

«موعد مع الماضي»... دراما تشويقية تعتمد على الغموض

يعيد المسلسل المصري «موعد مع الماضي» الأحداث التشويقية والبوليسية والغموض مجدداً إلى الدراما المصرية والعربية، من خلال قصة مكوّنة من 8 حلقات.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق لقطة من مسلسل «وتر حساس» (حساب صبا مبارك على «إنستغرام»)

«العلاقات المشوهة» تجلب الانتقادات لصناع «وتر حساس» في مصر

تعرَّضت بطلات المسلسل المصري «وتر حساس»، الذي يُعرَض حالياً، لانتقادات على «السوشيال ميديا»؛ بسبب ما وصفها البعض بـ«علاقات مشوهة».

نادية عبد الحليم (القاهرة )
يوميات الشرق لقطة من مسلسل «رقم سري» (الشركة المنتجة)

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

حظي مسلسل «رقم سري» الذي ينتمي إلى نوعية دراما الغموض والتشويق بتفاعل لافت عبر منصات التواصل الاجتماعي.

رشا أحمد (القاهرة )

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم
TT

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم

حقق فيلم الرعب والإثارة «يوم 13» مفاجأة خلال الأيام الماضية في شباك التذاكر بمصر، حيث حصد أعلى إيراد يومي متفوقاً على فيلم «هارلي» لمحمد رمضان، الذي لا يزال محتفظاً بالمركز الأول في مجمل إيرادات أفلام موسم عيد الفطر محققاً ما يزيد على 30 مليون جنيه مصري حتى الآن (نحو مليون دولار أميركي)، بينما يطارده في سباق الإيرادات «يوم 13» الذي حقق إجمالي إيرادات تجاوزت 20 مليون جنيه حتى الآن.
ويعد «يوم 13» أول فيلم عربي بتقنية ثلاثية الأبعاد، وتدور أحداثه في إطار من الرعب والإثارة من خلال عز الدين (يؤدي دوره الفنان أحمد داود) الذي يعود من كندا بعد سنوات طويلة باحثاً عن أهله، ويفاجأ بعد عودته بالسمعة السيئة لقصر العائلة المهجور الذي تسكنه الأشباح، ومع إقامته في القصر يكتشف مغامرة غير متوقعة. الفيلم من تأليف وإخراج وائل عبد الله، وإنتاج وتوزيع شركته وشقيقه لؤي عبد الله «أوسكار»، ويؤدي بطولته إلى جانب أحمد داود كل من دينا الشربيني، وشريف منير، وأروى جودة، كما يضم عدداً من نجوم الشرف من بينهم محمود عبد المغني، وفرح، وأحمد زاهر، ومحمود حافظ، وجومانا مراد، ووضع موسيقاه هشام خرما.
وقال مخرج الفيلم وائل عبد الله في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه ليس متفاجئاً بالإيرادات التي حققها الفيلم، ولكنه كان متخوفاً من الموسم نفسه ألا يكون جيداً، قائلاً إن «إقبال الجمهور حطم مقولة إن جمهور العيد لا يقبل إلا على الأفلام الكوميدية، وإنه يسعى للتنوع ولوجود أفلام أخرى غير كوميدية، وإن الفيصل في ذلك جودة الفيلم، مؤكداً أن الفيلم احتل المركز الأول في الإيرادات اليومية منذ انتهاء أسبوع العيد».
وكشف عبد الله أن الفيلم استغرق عامين، خلاف فترات التوقف بسبب جائحة كورونا، وأنه تضمن أعمال غرافيك كبيرة، ثم بعد ذلك بدأ العمل على التقنية ثلاثية الأبعاد التي استغرق العمل عليها عشرة أشهر كاملة، مؤكداً أنه درس طويلاً هذه التقنية وأدرك عيوبها ومميزاتها، وسعى لتلافي الأخطاء التي ظهرت في أفلام أجنبية والاستفادة من تجارب سابقة فيها.
وواصل المخرج أنه كان يراهن على تقديم الفيلم بهذه التقنية، لا سيما أن أحداً في السينما العربية لم يقدم عليها رغم ظهورها بالسينما العالمية قبل أكثر من عشرين عاماً، موضحاً أسباب ذلك، ومن بينها ارتفاع تكلفتها والوقت الذي تتطلبه، لذا رأى أنه لن يقدم على هذه الخطوة سوى أحد صناع السينما إنتاجياً وتوزيعياً، مشيراً إلى أن «ميزانية الفيلم وصلت إلى 50 مليون جنيه، وأنه حقق حتى الآن إيرادات وصلت إلى 20 مليون جنيه».
ورغم عدم جاهزية بعض السينمات في مصر لاستقبال الأفلام ثلاثية الأبعاد، فقد قام المخرج بعمل نسخ «2 دي» لبعض دور العرض غير المجهزة، مؤكداً أن استقبال الجمهور في القاهرة وبعض المحافظات للفيلم لم يختلف، منوهاً إلى أن ذلك سيشجع كثيراً على تقديم أفلام بتقنية ثلاثية الأبعاد في السينما العربية.