قد تكون العربات الآلية هي المستقبل بالنسبة للنقل، ولكنّ إعادة تخيّل عربة في عالم من القيادة الذاتية ليس بالخطوة البسيطة؛ كيف نعيد ابتكار التفاعل الطبيعي بين السائقين البشر والمشاة؟ هل يمكن لقطعة معدنية كبيرة سريعة الحركة وزنها بضعة أطنان أن تكون آمنة للمارّين؟ والسؤال الأكثر إلحاحاً هو: هل يمكننا صناعة ابتكار كهذا باستخدام التقنيات المتوفّرة اليوم؟
أرسل موقع «فاست كومباني» فريقاً إلى مدينة غوتنبرغ، في السويد، لزيارة مختبر الابتكار التّابع لشركة «فولفو»، حيث تعمل فرق من المصممين والمهندسين على متابعة هذه التحديات، واستخدام التقنيات الناشئة للعثور على حلول مبتكرة لمشكلة القيادة الذاتية شديدة التعقيد. ومن قلب هذه المهمّة، ظهرت سيّارة «فولفو 360 سي» Volvo 360c الآلية المزوّدة بقبّة زجاجية، التي جهّزها مهندسو الشركة بمكبّرات صوتية خاصّة لتوصيل المعلومات الضرورية لركّابها والمشاة على حدّ سواء. يهدف هذا المشروع المسمّى «التفاعل الصوتي مع السيّارات الذكية» إلى حلّ واحدة من أعقد المشاكل في السيّارات الكهربائية، وهي الصمت التّام. لقد وجد هؤلاء المهندسون فرصة عظيمة للحصول على ثقة الرّاكب، من خلال إعادة إنتاج التجربة الصوتية المتوفّرة في السيارات العاملة بمحرّكات كلاسيكية حارقة للوقود.
درس مهندسو «فولفو» الأصوات في عالمي السيّارات والألعاب الإلكترونية لإنتاج ثلاثة سلوكيات صوتية مختلفة مبنية على تفضيلات الراكب لإدخالها في تصميم «فولفو 360 سي». وعلى سبيل المثال، يختلف صوت تعجيل السرعة قليلاً بالنسبة لشخصٍ يرغب بالحصول على أصوات واضحة في سيّارته أثناء عملها، أو شخص آخر يريد نغمة أرقّ وأكثر حذراً وتطميناً؛ أو ثالث يريد نغمة تعطي جواً أكثر ترفيهاً ومرحاً. ولكنّ الأكيد أنّ جميع هذه الأصوات ستكون مرتبطة بحالة استخدامها.
ويقول فردريك هاغمان، مصمم صوتيات بارز في «فولفو كارز»، إنّ «الصوت يمكن أن يكون أداة فعّالة لإظهار نيّة العربة». ويتحدّث هاغمان عن أمرٍ يوازي إظهار النيّة أهميّة، وهو إمكانية استخدام الصوت لمعرفة معلومات عن العالم الخارجي، ولإعلام المحيط بنيّة السيّارة.
باختصار، يمكن للأصوات المرتفعة، كتلك التي تسمعونها عند تشغيل جهاز الكومبيوتر لأوّل مرّة، أن تشير إلى تغيير في المسار مثلاً، أو أن تقي من دوار الحركة، من خلال تحذير الركّاب من مناورة مقبلة كاستدارة حادّة. يمكن للأصوات أن تنفع أيضاً في إعلام المشاة القريبين بشيءٍ ما، أي أن تحلّ محلّ التلويح والإيماء باليد الذي يقوم به السائقون في معظم الأحيان. وهنا، يؤكّد هاغمان أنّهم «استخدموا الأصوات لمنح السيّارة صوتاً خاصاً بها».
* «فاست كومباني»، خدمات «تريبيون ميديا»