مطالبات بتكثيف ترميم الآثار الإسلامية المصرية

أجزاء من مسجدي السلطان حسن والرفاعي تعرضت للسقوط

مسجدا الرفاعي والسلطان حسن انهارت بعض الأجزاء فيهما أخيراً (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مسجدا الرفاعي والسلطان حسن انهارت بعض الأجزاء فيهما أخيراً (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

مطالبات بتكثيف ترميم الآثار الإسلامية المصرية

مسجدا الرفاعي والسلطان حسن انهارت بعض الأجزاء فيهما أخيراً (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مسجدا الرفاعي والسلطان حسن انهارت بعض الأجزاء فيهما أخيراً (تصوير: عبد الفتاح فرج)

طالب عدد من خبراء الآثار في مصر بضرورة وضع خطط لصيانة وترميم الآثار الإسلامية في القاهرة، في أعقاب انهيار أجزاء من مسجدي الرفاعي والسلطان حسن الأثريين المتجاورين، وحذروا من مخاطر تنازع الاختصاصات الإدارية بشأن الآثار الإسلامية بين وزارتي الأوقاف والسياحة والآثار.
وأعلنت وزارة السياحة والآثار، في بيان صحافي، أول من أمس، سقوط الغطاء الزجاجي الذي يعلو الثريا النحاسية في سقف القاعة الملكية بمسجد الرفاعي، وقالت الوزارة إنه «تم اكتشاف سقوط غطاء زجاجي خلال جولة تفقدية من أحد مفتشي الآثار بالمنطقة، قبل استدعاء فريق المرممين لفحص حالة الغطاء الزجاجي، ودراسته تمهيداً لترميمه».
ويعود تاريخ مسجد الرفاعي إلى عام 1869 عندما أمرت خوشيار هانم والدة الخديوي إسماعيل ببنائه، ثم توقف العمل به، واستكمل مرة أخرى في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني على يد المهندس المجري ماكس هرتز، وافتتح المسجد عام 1912. وطالب الدكتور محمد عبد اللطيف، مساعد وزير الآثار السابق، وعميد كلية السياحة والفنادق جامعة المنصورة، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بضرورة «الاستمرار في أعمال الصيانة لحماية هذه الآثار، بما فيها مشروعات الترميم التي انتهت وتم افتتاحها»، مشيراً إلى أنه «للأسف لا يفكر أحد في الصيانة الدورية».
ويقع مسجد الرفاعي بميدان صلاح الدين بمنطقة القلعة، وسُمي بهذا الاسم نسبة إلى الإمام أحمد الرفاعي، ويتميز المسجد بتصميمه المعماري الفريد، وزخارفه المميزة.
ويقول الدكتور مختار الكسباني، أستاذ الآثار الإسلامية، لـ«الشرق الأوسط»، أنه «للأسف لا توجد خطة واضحة لترميم الآثار الإسلامية، إذ يترك الأمر للصدفة، ولمعالجة وقائع فردية كما حدث في مسجد السلطان حسن».
وفي 28 مايو (أيار) الماضي سقط جزء من الرفرف الخشبي الحديث لقبة الفوارة بجامع السلطان حسن، الذي تم استحداثه ضمن أعمال الترميم التي قامت بها لجنة حفظ الآثار العربية بالجامع خلال النصف الأول من القرن الماضي، وشكلت وزارة السياحة والآثار إثر الحادث فريقاً أثرياً وهندسياً لترميم الجزء المنهار، والاطمئنان على سلامة الأثر، وتم الانتهاء من ترميم الرفرف خلال يومين. وشرع السلطان الناصر حسن بن الناصر محمد بن قلاوون، في بناء جامع ومدرسة عام 757 هـ، وانتهى بناء الجزء الأكبر منها عام 762 هـ، وهو مبني على الطراز الإسلامي، بصحن أوسط مكشوف تحيط به أربعة إيوانات أكبرها إيوان القبلة وتتوسطه قبة وضوء تغطيها قبة محمولة على ثمانية أعمدة رخامية. وشدد عبد اللطيف على «ضرورة التعاون بين قطاعات وزارة السياحة والآثار المختلفة لوضع خطة لترميم وصيانة الآثار الإسلامية، تتضمن خريطة كاملة للآثار توضح ما يحتاج إلى ترميم، وما يحتاج إلى صيانة ومتابعة دورية، وتقسيم المواقع حسب أهميتها وحسب حاجة كل أثر للترميم والمتابعة، بدلاً من ترك الأمر للمصادفة».
فيما يرى الكسباني أن «المشكلة تكمن في ازدواجية السلطة بالنسبة للآثار الإسلامية التي تمتلكها وزارة الأوقاف، وتشرف عليها أثرياً وزارة الآثار، حيث لا تضع وزارة الأوقاف ميزانية لصيانة وترميم هذه المباني الأثرية المهمة»، مطالباً وزارة السياحة والآثار بوضع خطة شاملة لترميم وصيانة الآثار الإسلامية على غرار مشروع تطوير القاهرة التاريخية الذي تم تنفيذه خلال عهد فاروق حسني، وزير الثقافة الأسبق، ورمم من خلاله نحو 120 أثراً، ما زلنا نفتخر بها حتى الآن، حيث نفذتها لجنة متخصصة رفيعة المستوى ضمن كل التخصصات المتعلقة بالهندسة والترميم والآثار.


مقالات ذات صلة

زاهي حواس يُفند مزاعم «نتفليكس» بشأن «بشرة كليوباترا»

يوميات الشرق زاهي حواس (حسابه على فيسبوك)

زاهي حواس يُفند مزاعم «نتفليكس» بشأن «بشرة كليوباترا»

أكد الدكتور زاهي حواس، أن رفض مصر مسلسل «كليوباترا» الذي أذاعته «نتفليكس» هو تصنيفه عملاً «وثائقي».

فتحية الدخاخني (القاهرة)
يوميات الشرق استرداد حمض نووي لامرأة عاشت قبل 20000 عام من خلال قلادتها

استرداد حمض نووي لامرأة عاشت قبل 20000 عام من خلال قلادتها

وجد علماء الأنثروبولوجيا التطورية بمعهد «ماكس بلانك» بألمانيا طريقة للتحقق بأمان من القطع الأثرية القديمة بحثًا عن الحمض النووي البيئي دون تدميرها، وطبقوها على قطعة عُثر عليها في كهف دينيسوفا الشهير بروسيا عام 2019. وبخلاف شظايا كروموسوماتها، لم يتم الكشف عن أي أثر للمرأة نفسها، على الرغم من أن الجينات التي امتصتها القلادة مع عرقها وخلايا جلدها أدت بالخبراء إلى الاعتقاد بأنها تنتمي إلى مجموعة قديمة من أفراد شمال أوراسيا من العصر الحجري القديم. ويفتح هذا الاكتشاف المذهل فكرة أن القطع الأثرية الأخرى التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ المصنوعة من الأسنان والعظام هي مصادر غير مستغلة للمواد الوراثية

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق علماء: ارتفاع مستوى سطح البحر دفع الفايكنغ للخروج من غرينلاند

علماء: ارتفاع مستوى سطح البحر دفع الفايكنغ للخروج من غرينلاند

يُذكر الفايكنغ كمقاتلين شرسين. لكن حتى هؤلاء المحاربين الأقوياء لم يكونوا ليصمدوا أمام تغير المناخ. فقد اكتشف العلماء أخيرًا أن نمو الصفيحة الجليدية وارتفاع مستوى سطح البحر أدى إلى فيضانات ساحلية هائلة أغرقت مزارع الشمال ودفعت بالفايكنغ في النهاية إلى الخروج من غرينلاند في القرن الخامس عشر الميلادي. أسس الفايكنغ لأول مرة موطئ قدم جنوب غرينلاند حوالى عام 985 بعد الميلاد مع وصول إريك ثورفالدسون، المعروف أيضًا باسم «إريك الأحمر»؛ وهو مستكشف نرويجي المولد أبحر إلى غرينلاند بعد نفيه من آيسلندا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شمال افريقيا مروي أرض «الكنداكات»... في قلب صراع السودان

مروي أرض «الكنداكات»... في قلب صراع السودان

لا تزال مدينة مروي الأثرية، شمال السودان، تحتل واجهة الأحداث وشاشات التلفزة وأجهزة البث المرئي والمسموع والمكتوب، منذ قرابة الأسبوع، بسبب استيلاء قوات «الدعم السريع» على مطارها والقاعد الجوية الموجودة هناك، وبسبب ما شهدته المنطقة الوادعة من عمليات قتالية مستمرة، يتصدر مشهدها اليوم طرف، ليستعيده الطرف الثاني في اليوم الذي يليه. وتُعد مروي التي يجري فيها الصراع، إحدى أهم المناطق الأثرية في البلاد، ويرجع تاريخها إلى «مملكة كوش» وعاصمتها الجنوبية، وتقع على الضفة الشرقية لنهر النيل، وتبعد نحو 350 كيلومتراً عن الخرطوم، وتقع فيها أهم المواقع الأثرية للحضارة المروية، مثل البجراوية، والنقعة والمصورات،

أحمد يونس (الخرطوم)
يوميات الشرق علماء آثار مصريون يتهمون صناع وثائقي «كليوباترا» بـ«تزييف التاريخ»

علماء آثار مصريون يتهمون صناع وثائقي «كليوباترا» بـ«تزييف التاريخ»

اتهم علماء آثار مصريون صناع الفيلم الوثائقي «الملكة كليوباترا» الذي من المقرر عرضه على شبكة «نتفليكس» في شهر مايو (أيار) المقبل، بـ«تزييف التاريخ»، «وإهانة الحضارة المصرية القديمة»، واستنكروا الإصرار على إظهار بطلة المسلسل التي تجسد قصة حياة كليوباترا، بملامح أفريقية، بينما تنحدر الملكة من جذور بطلمية ذات ملامح شقراء وبشرة بيضاء. وقال عالم الآثار المصري الدكتور زاهي حواس لـ«الشرق الأوسط»، إن «محاولة تصوير ملامح كليوباترا على أنها ملكة من أفريقيا، تزييف لتاريخ مصر القديمة، لأنها بطلمية»، واتهم حركة «أفروسنتريك» أو «المركزية الأفريقية» بالوقوف وراء العمل. وطالب باتخاذ إجراءات مصرية للرد على هذا

عبد الفتاح فرج (القاهرة)

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
TT

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»

شهدت الرياض وجدة فعاليات مسرحية وغنائية عقب انتهاء شهر رمضان، انطلقت مع عيد الفطر واستقطبت مشاركات مصرية لافتة، منها مسرحية «حتى لا يطير الدكان»، من بطولة الفنانَيْن أكرم حسني ودرة، في موسمها الثاني على مسرح «سيتي ووك جدة»؛ إلى عرض ستاند أب كوميدي «ذا إيليت» المقام على «مسرح محمد العلي» بالرياض، بينما شاركت الفنانة المصرية أنغام بحفلات «عيد القصيم»، والفنان عمرو دياب بحفلات «عيد جدة».
وتشهد العاصمة السعودية حفل «روائع الموجي»، الذي تحييه نخبة من نجوم الغناء، بينهم من مصر، أنغام وشيرين عبد الوهاب ومي فاروق، بالإضافة إلى نجوم الخليج ماجد المهندس وعبادي الجوهر وزينة عماد، مع صابر الرباعي ووائل جسار، بقيادة المايسترو وليد فايد وإشراف فني يحيى الموجي، ومشاركة الموسيقار رمزي يسى.
عن هذا الحفل، يعلّق الناقد الفني المصري طارق الشناوي لـ«الشرق الأوسط»: «نشجّع تكريس الكلمة الرائعة والنغم الأصيل، فحضور نجوم مصر في فعاليات المملكة العربية السعودية، يشكل حالة تكامل من الإبداع»، معرباً عن غبطته بمشهدية الزخم الفني، التي يواكبها في الرياض وجدة.
ووفق «جمعية المؤلفين والملحنين الرسمية» في مصر، ورصيد محمد الموجي، صاحب مقولة «أنا لا أعمل كالآلة تضع فيها شيئاً فتخرج لحناً؛ إنها مشاعر وأحاسيس تحتاج إلى وقت ليخرج اللحن إلى النور»، قد وصل إلى 1800 لحن، ليعلّق رئيسها مدحت العدل لـ«الشرق الأوسط» بالتأكيد على أنّ «الاحتفاء بالرموز الفنية من (الهيئة العامة للترفيه)، كاحتفالية الموجي، أمر غاية في الرقي ويدعو للفخر»، موجهاً التقدير للجميع في المملكة على النهضة الفنية الكبيرة.
واستكمالاً لسلسلة الفعاليات الفنية، فإنّ مدينة جدة على موعد مع حفلين للفنان تامر عاشور يومي 5 و6 مايو (أيار) الحالي، بجانب حفل الفنانَيْن محمد فؤاد وأحمد سعد نهاية الشهر عينه. وعن المشاركات المصرية في الفعاليات السعودية، يشير الناقد الموسيقي المصري محمد شميس، إلى أنّ «القائمين على مواسم المملكة المختلفة يحرصون طوال العام على تقديم وجبات فنية ممتعة ومتنوعة تلائم جميع الأذواق»، مؤكداً أنّ «ما يحدث عموماً في السعودية يفتح المجال بغزارة لحضور الفنانين والعازفين والفرق الموسيقية التي ترافق النجوم من مصر والعالم العربي». ويلفت شميس لـ«الشرق الأوسط» إلى أنّ «هذا التنوع من شأنه أيضاً إتاحة مجال أوسع للمبدعين العرب في مختلف الجوانب، التي تخصّ هذه الحفلات، وفرصة لاستقطاب الجمهور للاستمتاع بها بشكل مباشر أو عبر إذاعتها في القنوات الفضائية أو المنصات الإلكترونية»، معبّراً عن سعادته بـ«الحراك الفني الدائم، الذي تشهده المملكة، بخاصة في الفن والثقافة وتكريم الرموز الفنية والاحتفاء بهم».
وشهد «مسرح أبو بكر سالم» في الرياض قبيل رمضان، الحفل الغنائي «ليلة صوت مصر»، من تنظيم «الهيئة العامة للترفيه»، احتفالاً بأنغام، إلى تكريم الموسيقار المصري هاني شنودة في حفل بعنوان «ذكريات»، شارك في إحيائه عمرو دياب وأنغام، بحضور نخبة من نجوم مصر، كما أعلن منذ أيام عن إقامة حفل للفنانة شيرين عبد الوهاب بعنوان «صوت إحساس مصر».
مسرحياً، يستعد الفنان المصري أحمد عز لعرض مسرحيته «هادي فالنتين» في موسمها الثاني، ضمن فعاليات «تقويم جدة» على مسرح «سيتي ووك‬» بين 3 و6 مايو (أيار) الحالي. وعنه كان قد قال في حوار سابق مع «الشرق الأوسط»، إنّ «الحراك الثقافي الذي تشهده المملكة يفتح آفاقاً وفرصاً متنوعة للجميع لتقديم المزيد من الفن الراقي».