واشنطن تستبق قمة بايدن ـ بوتين بمساعدات أمنية لأوكرانيا

TT

واشنطن تستبق قمة بايدن ـ بوتين بمساعدات أمنية لأوكرانيا

قبل أيام قليلة من قمة الرئيس الأميركي جو بايدن مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، أعلنت واشنطن أنها قررت تقديم حزمة جديدة من المساعدات الأمنية لأوكرانيا، بقيمة 150 مليون دولار. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) جون كيربي، إن المساعدة هي جزء من مبادرة المساعدة الأمنية لأوكرانيا، التي تشمل التدريب والمعدات والجهود الاستشارية لمساعدة القوات الأوكرانية في الحفاظ على وحدة أراضي البلاد وتأمين حدودها وتحسين إمكانية التشغيل البيني مع حلف «الناتو». وفي بيان مفصل قال البنتاغون إن الحزمة البالغة 150 مليون دولار هي الأموال المتبقية التي خصصها الكونغرس في موازنة السنة المالية 2021، ووُجهت لوزارة الدفاع لإنفاقها بالتنسيق مع وزارة الخارجية، «مما يؤكد أن أوكرانيا حققت تقدماً كافياً في إصلاحات الدفاع هذا العام، كما هو مطلوب في قانون تفويض الدفاع الوطني». وكانت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وحلف «الناتو» قد قدموا مساعدات لأوكرانيا، منذ قيام روسيا بضم شبه جزيرة القرم واندلاع الحرب بين القوات الأوكرانية وانفصاليين روس تدعمهم موسكو في شرق البلاد عام 2014. غير أنهم مارسوا ضغوطاً على أوكرانيا للقيام بإصلاحات سياسية واقتصادية ومكافحة الفساد المستشري في المؤسسات الحكومية، والموروثة من الحكومات السابقة التي كانت موالية لروسيا. وتتضمن حزمة المساعدات قدرات لتعزيز «القوة الفتاكة» والقيادة والسيطرة والوعي بأوضاع القوات الأوكرانية، من خلال توفير رادارات مضادة للمدفعية وأنظمة جوية مضادة للطائرات دون طيار ومعدات اتصالات آمنة والحرب الإلكترونية ومعدات الإخلاء الطبي العسكري والتدريب ومعدات لتحسين السلامة التشغيلية وقدرة قواعد القوات الجوية الأوكرانية. وتكمل هذه القدرات الحزمة السابقة البالغة 125 مليون دولار، التي تم الإعلان عنها في 1 مارس (آذار) 2021، التي تضمنت زوارق دورية مسلحة من طراز «مارك 6»، ورادارات مضادة للمدفعية ومعدات تكتيكية ودعم لصور الأقمار الصناعية والقدرة على التحليل ومعدات لدعم العلاج الطبي العسكري وإجراءات الإخلاء القتالي.
وأضاف بيان «البنتاغون» أن وزارة الدفاع تشجع أوكرانيا على مواصلة تطبيق الإصلاحات، من أجل مواءمة مشروع الدفاع الأوكراني بشكل أفضل مع مبدأ حلف شمال الأطلسي (الناتو) الأساسي المتمثل في السيطرة المدنية الديمقراطية على الجيش، وتبني استراتيجية صناعة الدفاع التي تدعم بشكل أفضل احتياجات القوات المسلحة الأوكرانية، وتعزز القدرة التنافسية الاقتصادية لأوكرانيا، وتحسن حوكمة الشركات.
كما تدعو تلك الإصلاحات إلى اعتماد ضوابط الاستثمار الأجنبي المباشر، على أساس مصالح الأمن القومي، وزيادة الكفاءة والشفافية في دورة المشتريات الدفاعية، وتعزيز إصلاحات إدارة الموارد البشرية لمواءمة القوات المسلحة الأوكرانية مع نظام الإدارة المهنية على النمط الغربي. وخصصت الولايات المتحدة أكثر من 2.5 مليار دولار من المساعدات الأمنية لأوكرانيا منذ عام 2014، حيث قال البيان إن واشنطن ستواصل تعزيز شراكتها الدفاعية الاستراتيجية، بما في ذلك من خلال توفير المساعدة الدفاعية الفتاكة، ومواصلة مساعدة أوكرانيا في تنفيذ هذه الإصلاحات لتعزيز تطلعاتها الأوروبية الأطلسية لدعم أوكرانيا آمنة ومزدهرة وديمقراطية وحرة.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».