إستشارات

إستشارات
TT

إستشارات

إستشارات

رجفان أذيني

• أنا مريضة ولديّ رجفان أذيني. وتأتي النوبة في أثناء النوم، وأستيقظ على خفقان، وتكررت زياراتي للإسعاف بالمستشفى للمعالجة حتى يستقر النبض. بمَ تنصح؟
سهام سليمان- بريد إلكتروني

- هذا ملخص الأسئلة في رسالتك، ولم يتضح لي منها مقدار العمر، ونتائج فحوص حالة القلب، وتشخيص الطبيب للسبب وراء الإصابة بالرجفان الأذيني، وما نوع المعالجة التي تتلقينها بشكل دائم، أي غير تلك التي في الإسعاف، وما تعليق طبيب القلب المتابع لحالتك على سبب تكرار النوبات.
ولذا لاحظي معي التسلسل التالي في التعامل مع هذه الحالة لديك. بدايةً، عندما يتم تشخيص وجود ارتجاف أذيني في تخطيط القلب، والذي قد يكون بسبب الشكوى من الخفقان أو دون أي أعراض لديك، فإن الطبيب يتوجه للقيام بالفحص الإكلينيكي، وإجراء عدد من الفحوص والتحاليل التي من خلالها قد يتبين له: هل سبب الارتجاف الأذيني مشكلة في القلب، أو أن هناك أسباباً لا علاقة لها البتة بالقلب وصحته؟
ولذا يتم إجراء تحاليل الدم التي تشمل مستوى الهيموغلوبين ووظائف الكلى (ويتضمن مستويات عدد من العناصر في الدم كالبوتاسيوم وغيره) ووظائف الغدة الدرقية. كما يجب إجراء تصوير القلب بالأشعة الصوتية (الإيكو) للكشف عن حالة القلب (مثل أمراض الصمامات، وحجم الأذين الأيسر، وحجم ووظيفة البطين الأيسر، وغيره)، وأشعة الصدر. وفي بعض الحالات، قد يطلب الطبيب إجراء فحوص قلبية أخرى متقدمة (مثل: جهاز الهولتر لرصد نبض القلب في 24 ساعة، واختبار جهد القلب، وربما تصوير القلب بالأشعة الصوتية عبر منظار المريء).
المهم أنه خلال هذه المرحلة يجدر أن يتم التوصل إلى: تأكيد وجود الارتجاف الأذيني، وسببه المحتمل، ومدى وجود أي اضطرابات قلبية أو غير قلبية مرافقة.
ومن ناحية السبب، يجدر أن يتضح هل هو رجفان «أذيني معزول» وليس له سبب، أو هو رجفان أذيني ناتج عن حالة مرضية. والحالات المرضية التي قد يرافقها الرجفان الأذيني قد تكون حالات غير قلبية، مثل ارتفاع ضغط الدم، واضطرابات الغدة الدرقية، وأمراض الرئة المزمنة، وانقطاع التنفس في أثناء النوم، والعدوى الفيروسية، والتعرّض للمنبهات كالكافيين والتبغ، وربما فقر الدم. أو نتيجة اضطرابات قلبية في صمامات القلب أو الشرايين القلبية أو قوة وحجم حجرات القلب وغيره.
وكذلك من خلال المتابعة الطبية، يجدر تصنيف نوعيته، أي هل هو: عرضي (يظهر ويختفي)، أو مستمر (بحيث لا يعود نظم القلب إلى طبيعته من تلقاء نفسه)، أو مستمر لفترة طويلة (أكثر من 12 شهراً)، أو هو دائم.
ثم يتم وضع خطة المعالجة. والمعالجة تتمثل في ثلاثة جوانب: ضبط معدل نبض القلب، ضبط إيقاع نبض القلب، منع حصول تجلط الخثرات الدموية في الأذين الأيسر ومنع حصول تداعيات ذلك.
وفي هذه الجوانب العلاجية الثلاثة يُقرر الطبيب وفق نتائج الفحوص مدى الحاجة إلى التعامل مع كل جانب منها، وكيفية تحقيق ذلك. وللتوضيح:
- بالنسبة لمنع حصول تجلط الخثرات الدموية في الأذين الأيسر ومنع حصول تداعيات ذلك، يكون وصف الأدوية المضادة للتخثر. وهذا الأمر يتطلب تقييماً طبياً محدداً، بنتيجته إما أن يُقرر الطبيب ضرورة ذلك، ويختار الطبيب الدواء الملائم لذلك، وتبدأ المعالج به وإما أن يتريث الطبيب في هذا الأمر. وهذا يتم بالتشاور مع المريض.
- وبالنسبة لضبط معدل نبض القلب، فهذا جانب أساسي من المعالجة، ويجب أن يتحقق لمنع أي مضاعفات قد تنجم عن التسارع الشديد في معدل نبض القلب. وثمة أنواع من الأدوية التي تقوم بهذه المهمة، ينتقي منها الطبيب ما هو ملائم للحالة، ويتابع تحقيق تأثيراتها العلاجية المرجوة. ومن أهمها أدوية «حاصرات بيتا» التي يمكن أن تساعد في إبطاء معدل ضربات القلب في أثناء الراحة والنشاط.
- وبالنسبة إلى ضبط إيقاع نبض القلب (استعادة الإيقاع الطبيعي لنبض القلب)، يتم ذلك بناءً على السبب الكامِن للرجفان الأذيني ومُدَّة الإصابة به. وهناك وسيلة دوائية (بأدوية تُسمَّى مُضادات اضطراب نظم القلب، تُعطى إما في الوريد وإما عبر الفم في المستشفى)، أو بصدمة كهربية للقلبِ عبر أقطابٍ أو لاصقاتٍ توضع على الصدر. وبعد استعادة الإيقاع الطبيعي لنبض القلب، قد يصف الطبيب أدوية مضادة لاضطراب النَّظْم، وذلك للمساعدة في الوقاية من تكرار نوبات الرجفان الأذيني مستقبلاً.
ولذا لم يتضح لي من رسالتك مدى تسلسل حصول خطوات المعالجة هذه، ولماذا تتكرر لديك نوبات الخفقان، وما الخطوات العلاجية التي تمت مناقشتها معك لمنع تكرار زيارتك للإسعاف وتلقيك المعالجات المستعجلة، إذ إن ثمة عدة خيارات علاجية متقدمة (مثل الكي بالقسطرة وغيره) لمنع حصول ما ذكرتيه، وذلك عندما يكون قد تم بالفعل تطبيق الخطوات التشخيصية والعلاجية متقدمة الذِّكر.

ارتفاع حرارة الطفل

• لديّ طفلة بعمر أيام وحصل لديها ارتفاع في درجة الحرارة، ما الإجراء الطبي الأفضل في هذه الحالة وما أسباب الارتفاع في الحرارة؟
محمد الجهني – بريد إلكتروني

- هذا ملخص أسئلتك. والحمى هي زيادة مؤقتة في درجة حرارة الجسم، وعلامة على مقاومة الجسم حالة مرضية أو عدوى ميكروبية. ومتوسط درجة الحرارة الطبيعية للشخص الصحي هو 37 درجة مئوية. وعندما ترتفع فوق ذلك، خصوصاً عند الرضع والأطفال الصغار، يمكن أن يكون الأمر ضاراً. وحينها يجب أن يتم فحص الطفل الذي يعاني من الحمى على الفور.
وتقول الدكتورة تينا أردون، طبيبة الأسرة في «مايوكلينك»: «الحمى عند حديثي الولادة بعمر أقل من شهر، هي دائماً حالة طارئة. والطفل الذي يقل عمره عن 3 أشهر والمُصاب بالحمى لا يزال مقلقاً للغاية، لذلك سنرغب في رؤية هذا الطفل أيضاً».
ولكن عند الحديث عن الحمى لدى الأطفال الأكبر سناً (فوق 3 أشهر)، تقول الدكتور أردون إن ارتفاع الرقم على مقياس الحرارة ليس عادةً حالة طارئة، على الأقل في البداية. وفي تلك الظروف يمكن للوالدين ألاّ يقلقوا عند مشاهدة الطفل الأكبر سناً لمدة تصل إلى ثلاثة أيام، ما دام لا تبدو عليه علامات الجفاف ويتصرف بشكل جيد. ولكن قد يُثير القلق طفلٌ آخر مصابٌ بالحمى، إذا لم يشرب طوال اليوم ولم يستخدم دورة المياه طوال اليوم.
ولأهمية الأمر، يمكن قياس درجة الحرارة بالاختيار من بين عدة أنواع من أجهزة قياس الحرارة، بما في ذلك أجهزة قياس الحرارة عن طريق الفم والمستقيم والأذن والجبهة. ولكن تقدم أجهزة قياس الحرارة عن طريق الفم والمستقيم عادةً القياس الأكثر دقة لدرجة حرارة وسط الجسم. ورغم سهولة استخدام أجهزة قياس الحرارة عن طريق الأذن والجبهة، فإن القياسات التي تقدمها تكون أقل دقة.
ويُوصي أطباء الأطفال في «مايوكلينك» بقياس درجة حرارة الرضع باستخدام جهاز قياس الحرارة عن طريق المستقيم. كما أنه عند إبلاغ طبيب الطفل بنتيجة قياس درجة الحرارة، يجب إبلاغه أيضاً بكيفية إجراء قياسها.
ووفق إجراء القياس بدقة، فإن مما يستدعي مراجعة الطبيب دون أي تأخير، إصابة الطفل الحديث الولادة والطفل الرضيع بعمر أقل من 3 أشهر، بالحُمّى (درجة حرارته من المستقيم 38 درجة مئوية أو أكثر). وكذلك الطفل ما بين عمر 3 و6 أشهر ووصلت درجة حرارته من المستقيم إلى 38.9 درجة مئوية وما فوق، ويبدو في نفس الوقت عصبياً أو ينام لمدة طويلة أو لا يشعر بالراحة على غير المعتاد.
وكذلك الحال لدى الطفل ما بين عمر 6 أشهر وسنتين، وكانت درجة حرارته من المستقيم أعلى من 38.9 درجة مئوية، واستمرت لأكثر من يوم واحد، دون أن تظهر عليه أي أعراض أخرى أو ظهرت عليه أيضاً مؤشرات مرض وأعراض أخرى، مثل البرد أو السعال أو الإسهال. وهذه الحالة تتطلب التواصل مع طبيب الأطفال في أسرع وقت، خصوصاً إذا كان خاملاً أو عصبياً أو يتقيأ بشكل متكرر.


مقالات ذات صلة

دراسة: تناول المأكولات الغنية بالألياف يحمي الجسم من العدوى

صحتك بائع للفاكهة في الصين (أ.ف.ب)

دراسة: تناول المأكولات الغنية بالألياف يحمي الجسم من العدوى

أفادت دراسة علمية حديثة بأن تناول المأكولات الغنية بالألياف يزيد من حماية الجسم من العدوى.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك القواعد الأساسية للرجال المعاصرين تمكِّنهم من الحفاظ على لياقتهم البدنية

7 نصائح للرجال للياقة بدنية تتجاوز العمر

القواعد الأساسية للرجال المعاصرين تمكِّنهم من الحفاظ على لياقتهم البدنية ليتمتعوا بصحة أفضل يوماً بعد يوم وفي أي عمر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الرمان يزود الجسم بمضادات الأكسدة ومضادات الفيروسات ومضادات الأورام (غيتي)

تحسين الكولسترول والوقاية من السرطان... فوائد هائلة لتناول الرمان يومياً

بتناول حبات الرمان يومياً تضمن أن تزود جسمك بمضادات الأكسدة ومضادات الفيروسات ومضادات الأورام.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك مريضة بسرطان الثدي (رويترز)

تقرير: النساء الشابات أكثر عرضة للإصابة بالسرطان من الرجال

تمثل حالة الأختين رورك ظاهرة منتشرة في الولايات المتحدة، وهي تشخيص المزيد من النساء الشابات بالسرطان.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك 8 مؤشرات تهمك حول الطقس للعناية بصحتك

8 مؤشرات تهمك حول الطقس للعناية بصحتك

ربما تكون مثل كثير من الناس الذين من أوائل الأشياء التي يقومون بها كل صباح هو النظر من النافذة لمعرفة حالة الطقس

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)

دراسة: تناول المأكولات الغنية بالألياف يحمي الجسم من العدوى

بائع للفاكهة في الصين (أ.ف.ب)
بائع للفاكهة في الصين (أ.ف.ب)
TT

دراسة: تناول المأكولات الغنية بالألياف يحمي الجسم من العدوى

بائع للفاكهة في الصين (أ.ف.ب)
بائع للفاكهة في الصين (أ.ف.ب)

أفادت دراسة علمية حديثة بأن تناول المأكولات الغنية بالألياف يزيد من حماية الجسم من العدوى.

ويوجد في أمعاء الإنسان عدد من الميكروبات يفوق عدد النجوم في مجرة ​​درب التبانة. وهذه الميكروبات ضرورية لصحة الإنسان، ولكن العلماء ما زالوا يحاولون تحديد ما تفعله بالضبط وكيف تساعدنا.

في دراسة جديدة نُشرت في مجلة «ناتشر ميكروبيولوجي»، اكتشف علماء كيف يمكن لبعض بكتيريا الأمعاء أن تحمينا من البكتيريا الضارة، وتشمل هذه البكتيريا أنواعاً مثل إيكولاي. وهي غير ضارة عادةً بكميات صغيرة ولكنها يمكن أن تسبب التهابات ومشكلات صحية أخرى إذا نمت كثيراً، وفق موقع «ساينس ألرت». ووجد باحثون أن بيئة أمعائنا - التي تشكلها أشياء مثل النظام الغذائي - تلعب دوراً كبيراً في إبقاء البكتيريا الضارة المحتملة تحت السيطرة.

للوصول إلى هذا الاستنتاج، قام علماء بتحليل أكثر من 12000 عينة براز من أشخاص في 45 دولة. باستخدام تقنيات تسلسل الحمض النووي، وتمكن العلماء من تحديد وقياس الميكروبات المكتشفة في كل عينة. ووجدوا أن تركيبة ميكروبيوم الأمعاء كانت مختلفة بشكل أساسي عن غير المصابين بها.

من خلال تحليل هذه الميكروبات وجيناتها، تمكنا من التنبؤ بدقة (نحو 80 في المائة من الوقت) بما إذا كان شخص ما مصاباً ببكتيريا في أمعائه. وقد ظهر للعلماء أن أنواع البكتيريا في أمعائنا مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بما إذا كانت الأنواع الضارة قادرة على السيطرة على أمعائنا.

وبالبحث بشكل أعمق، اكتشف العلماء مجموعتين من البكتيريا: تلك التي ازدهرت جنباً إلى جنب مع البكتيريا المعوية (ما يسمى «المستعمرات المشتركة») وتلك التي نادراً ما توجد معاً («المستبعدات المشتركة»).

وقد برز نوع واحد من البكتيريا التي تستبعد البكتيريا المعوية، باعتبارها مهمة بشكل خاص، وتسمي Faecalibacterium. وهي تنتج مواد كيميائية تسمى الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة عن طريق تكسير مجموعة متنوعة من الألياف في نظامنا الغذائي. وهذا بدوره يمكن أن يمنع البكتيريا الضارة من النمو.

كان وجود هذه الأحماض الدهنية إحدى أقوى الإشارات التي لاحظناها بين البكتيريا المستبعدة والمستعمرة. كما تم ربطها سابقاً بمجموعة واسعة من الفوائد الصحية، مثل تقليل الالتهاب وتحسين وظيفة الأمعاء.

كان هذا مفاجئاً بشكل خاص حيث زعمت دراسات سابقة أجريت على الفئران أن البكتيريا التي تأكل نفس أنواع الأطعمة والمغذيات ستواجه صعوبة في العيش معاً في الأمعاء.

وهذا يشير مرة أخرى إلى حقيقة مفادها بأن الظروف البيئية للأمعاء (المغذيات، درجة الحموضة، مستوى الأكسجين) هي العوامل الرئيسة التي تحدد ما إذا كان الشخص سوف يصاب ببكتيريا ضارة في أمعائه أم لا.

أكثر فاعلية من البروبيوتيك. قد تؤدي تلك النتائج إلى طرق جديدة للوقاية من وعلاج الالتهابات دون استخدام المضادات الحيوية. على سبيل المثال، بدلاً من قتل البكتيريا الضارة بشكل مباشر (والتي يمكن أن تضر أيضاً بالبكتيريا الجيدة)، يمكننا تعزيز البكتيريا المستبعدة أو إنشاء أنظمة غذائية تدعم نموها.

قد تكون هذه الاستراتيجية أكثر فاعلية من تناول البروبيوتيك بشكل مباشر، حيث ثبت سابقاً أن البكتيريا الجديدة المضافة إلى القناة المعوية لا تعيش إلا لفترة محدودة في الأمعاء. يمكننا أيضاً استهداف مسارات محددة تستخدمها البكتيريا الضارة للبقاء على قيد الحياة، مما يجعلها أقل تهديداً.

ورغم أن تلك الدراسة تقدم رؤى جديدة ومهمة، فإنه لا يزال هناك الكثير للتيقن منه، فالعديد من المناطق، بما في ذلك أجزاء من أميركا الجنوبية وأفريقيا، لا تحظى بالقدر الكافي من التمثيل في دراسات الميكروبيوم. وهذا يحد من فهمنا لكيفية اختلاف بكتيريا الأمعاء بين مختلف السكان.