تدشين أول جهاز تنفس صناعي في السعودية بـ«مواصفات عالمية»

سيتم إنتاج 6 آلاف جهاز في السنة وبنسبة محتوى محلي تصل إلى 48 %

جانب من تدشين جهاز التنفس بحضور وزيري الصناعة والصحة وعدد من المسؤولين (واس)
جانب من تدشين جهاز التنفس بحضور وزيري الصناعة والصحة وعدد من المسؤولين (واس)
TT

تدشين أول جهاز تنفس صناعي في السعودية بـ«مواصفات عالمية»

جانب من تدشين جهاز التنفس بحضور وزيري الصناعة والصحة وعدد من المسؤولين (واس)
جانب من تدشين جهاز التنفس بحضور وزيري الصناعة والصحة وعدد من المسؤولين (واس)

أعلنت السعودية، اليوم (الأربعاء)، عن تدشين أول جهاز تنفس صناعي في السعودية بـ«مواصفات عالمية»، يمكن استخدامه في المنازل، وصُنع وفقاً لأعلى معايير التصنيع العالمية بالتعاون مع إحدى الشركات العالمية الرائدة في صناعة الأجهزة الطبية على مستوى العالم.
ودشن وزير الصناعة والثروة المعدنية رئيس مجلس إدارة «المركز الوطني للتنمية الصناعية» بندر الخريف، ووزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة، بحضور المستشار في الديوان الملكي والمشرف العام على «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية» الدكتور عبد الله الربيعة، والمدير العام التنفيذي للشؤون الصحية بالحرس الوطني الدكتور بندر القناوي، والرئيس التنفيذي لـ«الهيئة العامة للغذاء والدواء» الدكتور هشام الجضعي، أول جهاز للتنفس الصناعي جرت صناعته في المملكة بمواصفات عالمية، وذلك في سياق جهود منظومة الصناعة والثروة المعدنية في توطين الصناعات الطبية وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الصناعات الطبية الأساسية والأمن الصحي للمملكة.
وقال وزير الصناعة والثروة المعدنية: «نفتخر اليوم بتسجيل إنجاز نوعي ينضم للإنجازات المتواصلة لوطننا الغالي، وذلك بتدشين أول جهاز للتنفس الصناعي بمواصفات عالمية صُنّع وبكل فخر في السعودية»، مؤكداً أن «هذا المنجز يأتي دليلاً على نهوض صناعتنا إلى مستويات جديدة، في ظل الدعم الذي قدمته منظومة الصناعة بتوجيهات كريمة من القيادة عبر مبادرات مختلفة كان لها دور كبير في تذليل الصعوبات التي واجهت القطاع الصناعي، ويُدلل على وجود قاعدة صناعية قوية في بلدنا، ويأتي استمراراً لاستجابة القطاع الصناعي للطلب على هذه الأجهزة والحاجة إليها في الفترة الحالية التي ما زلنا نعيش فيها آثار هذه الجائحة».
وأضاف الوزير الخريف: «إن هذه الخطوة المهمة تأتي في وقت يواجه فيه العالم تحديات كبيرة في ظل استمرار تداعيات جائحة (كورونا)، وما تسببه من تأثيرات على سلاسل الإمداد اليومية، والمستلزمات الأساسية، خاصة في مجال الرعاية الصحية، حيث أسهم ظهور الجائحة في جعل خطط تطوير الصناعة تعمل بوتيرة متسارعة في عدد من القطاعات ذات الأولوية»، مشدداً على أن «الإجراءات التي اتبعتها المملكة في التعامل مع جائحة (كورونا) كانت محل إعجاب وتقدير من الجهات والمنظمات الدولية، ورافق ذلك سرعة في استجابة المصانع الوطنية لتوفير المستلزمات الطبية وتغطية الطلب العالي حينها».
وأكد وزير الصناعة أن «خلف هذا الإنجاز جهوداً تكاملية لجهات منظومة الصناعة، والقطاع الصحي ممثلاً في وزارة الصحة والهيئة العامة للغذاء والدواء، وهيئة المحتوى المحلي والمشتريات الحكومية، إضافة إلى القطاع الخاص الذي استشعر المسؤولية للقيام بدور فاعل في هذا الجانب»، لافتاً النظر إلى أن «القطاع الصناعي أصبح أكثر جاذبية للاستثمار، وقدرة على استقطاب رؤوس الأموال المحلية والأجنبية».
من جهته؛ أوضح وزير الصحة أن «صناعة الأجهزة الطبية تعد من الصناعات المعقدة والمتقدمة، خصوصاً أجهزة التنفس؛ نظراً لاتصالها المباشر بالمريض»، لافتاً النظر إلى أن «الوزارة تحرص دائماً على مواكبة أحدث التقنيات العالمية في مجال الأجهزة الطبية».
وأكد أن «الوزارة تسعى جاهدة لتحقيق (رؤية المملكة)، وذلك بالتعاون مع وزارة الصناعة والثروة المعدنية وهيئة المحتوى المحلي والمشتريات الحكومية والجهات ذات العلاقة، من خلال دعم وتشجيع الشركات والمصانع الوطنية لتوطين صناعات الأجهزة الطبية»، مشيراً إلى أن «صناعة هذه الأجهزة ستسهم في مواجهة جائحة (كورونا)؛ نظراً للحاجة المستمرة لهذه الأجهزة في المستشفيات».
بدوره؛ أوضح «المركز الوطني للتنمية الصناعية» أن «شركة الرواد للأنظمة التقنية» حصلت على اعتماد «الهيئة العامة للغذاء والدواء» بعد استيفائها المتطلبات التنظيمية لتتمكن من صناعة أول جهاز تنفس صناعي من طراز «PB560» في المملكة، مؤكداً أنه «منذ بداية جائحة (كورونا) تلقى المركز العديد من الطلبات في ملف توطين أجهزة التنفس الصناعي».
ولفت «المركز» الانتباه إلى أنه عمل على «تصميم منصة داخلية لمساعدة المختصين على التركيز وتقديم الاستشارات الفنية اللازمة والتنسيق والحوكمة مع الجهات ذات العلاقة لتحديد مسارات التوطين الأنسب من خلال التطوير الذاتي أو التصنيع من خلال تصاميم المصادر المفتوحة، أو إيجاد شريك من أحد بيوت الخبرة العالمية».
وأشار إلى أنه وبتوجيه من وزير الصناعة والثروة المعدنية، شُكل فريق بقيادة «المركز الوطني للتنمية الصناعية» وبعضوية كل من وزارة الصحة والشؤون الصحية بالحرس الوطني، وهيئة المحتوى المحلي والمشتريات الحكومية، وشركة «نبكو»، وعدد من الجهات الحكومية، للإشراف ومتابعة أعمال التطوير وتقديم الدعم الفني واللوجيستي لتيسير التنقل وإجراء اختبارات السلامة والأداء على أجهزة الشركات أثناء فترات منع التجول من العام الماضي.
وأوضح أن هناك «9 جهات تقدمت بنماذج أولية للجنة نتج عنها حصول (شركة الرواد) على إذن التسويق، ويجري العمل بجدية عالية من قبل مصانع أخرى للحصول على التراخيص اللازمة لبدء عمليات الإنتاج. وستعمل (شركة الرواد) المنتجة للجهاز، وفقاً لمسؤوليها، على إنتاج نحو 6 آلاف جهاز في السنة وبنسبة محتوى محلي تصل إلى 48 في المائة، كما يعمل في المشروع نحو 50 موظفاً»، مؤكداً أن «هذه الاتفاقية تظهر مدى الثقة العالمية بالسوق السعودية، وتعدّ مؤشراً جيداً على تأثير التحسينات التي أجريت على بيئة الاستثمار في إقبال شركات عالمية بحجم شركة (ميدترونيك) أكبر شركة تصنيع أجهزة طبية في العالم، وكذلك التقدم الذي وصلت إليه الصناعات الوطنية، المتمثلة في (شركة الرواد للأنظمة التقنية) التي تعدّ بدورها من أكبر مصانع الدوائر الإلكترونية على مستوى المنطقة».
يذكر أن جهاز التنفس الصناعي من طراز «PB560»، وهو من الأجهزة المحمولة، ويستخدم بكثرة في العناية المنزلية ومراكز الرعاية الصحية والمستشفيات للمرضى الذين لا يحتاجون إلى «التنبيب الرغامي»، ويمكن استخدامه في المنازل، وصُنع وفقاً لأعلى معايير التصنيع العالمية بالتعاون مع إحدى الشركات العالمية الرائدة في صناعة الأجهزة الطبية على مستوى العالم.
وسيساعد توطين هذه التنقية في تحفيز سلاسل الإمداد المحلية المتعلقة بذلك؛ ومنها الإلكترونيات والقطع الإلكتروميكانيكية، وكذلك الصناعات البلاستيكية.


مقالات ذات صلة

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)
أوروبا أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» في نيويورك (أ.ب)

انتشر في 29 دولة... ماذا نعرف عن متحوّر «كورونا» الجديد «XEC»؟

اكتشف خبراء الصحة في المملكة المتحدة سلالة جديدة من فيروس «كورونا» المستجد، تُعرف باسم «إكس إي سي»، وذلك استعداداً لفصل الشتاء، حيث تميل الحالات إلى الزيادة.

يسرا سلامة (القاهرة)

«اعتدال» يرصد أسباب مهاجمة «الفكر المتطرف» الدول المستقرّة

يضطلع «اعتدال» بمهام منها رصد وتحليل المحتوى المتعاطف مع الفكر المتطرف (الشرق الأوسط)
يضطلع «اعتدال» بمهام منها رصد وتحليل المحتوى المتعاطف مع الفكر المتطرف (الشرق الأوسط)
TT

«اعتدال» يرصد أسباب مهاجمة «الفكر المتطرف» الدول المستقرّة

يضطلع «اعتدال» بمهام منها رصد وتحليل المحتوى المتعاطف مع الفكر المتطرف (الشرق الأوسط)
يضطلع «اعتدال» بمهام منها رصد وتحليل المحتوى المتعاطف مع الفكر المتطرف (الشرق الأوسط)

أوضح «المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرّف (اعتدال)» أن استقرار الدول «يفيد التفرغ والتركيز على التنمية؛ خدمة لمصالح الناس الواقعية، وحاجياتهم الحيوية الملموسة»، متهماً «التصورات المتطرفة» بالمراهنة على تطلعات آيديولوجية تبرر التضحية بطموحات الشعوب في سبيل مشروعات ترى التدمير إنجازاً والتنمية تهمة.

وأشار «اعتدال»، الذي يتّخذ من الرياض مقرّاً له، في تقرير نشر عبر حسابه الرسمي على منصة «إكس»، الأربعاء، إلى عدد من الأسباب التي تدفع الفكر المتطرّف إلى مهاجمة الدول المستقرة، لافتاً إلى اعتبارات متطرّفة عدة مقابل ما يقدّمه الاستقرار للتنمية والأمن والمستقبل.

الأزمات «لحظات عابرة»

الدول المستقرّة، وفقاً للتقرير، تعدّ كل أزمة «لحظةً عابرة» ينبغي تجاوزها للعودة إلى مهامها الأساسية القائمة على العناية بجودة الحياة وضمان الأمن، بينما تُعدّ الأزمات «جزءاً من عقيدة التطرف بمختلف مشاربه»، وبيّن أن الاستقرار «محك واقعي لمدى صدق الوعود والعهود التي يطلقها المتطرفون عبر خطابهم الترويجي والاستقطابي»، وللاستدلال على أن «المتطرّفين» لا يملكون أي مشروع حقيقي غير الدعوة إلى التدمير والصراع، أوضح «اعتدال» أن خُلُو العالم من الأزمات، وشيوع الاستقرار بين الدول، «سيحرمهم لا محالة من الوضع المعلق الذي تخلقه الصراعات».

وضمن الأسباب التي تدفع الفكر المتطرف إلى مهاجمة الدول المستقرة، يرى التقرير أن «الاستقرار يُمَتَّنُ حالة الولاء بين المجتمعات وبين الدول»، عادّاً أن ذلك يحول دون «تنامي المشاعر السلبية والانفعالات المريضة والحاقدة بين الناس، مما يُعدّ حرماناً للمتطرفين من مادتهم الأساسية».

ويعتقد يوسف الرميح، وهو مستشار أمني سعودي، أن الفكر المتطرّف «يحاول استهداف الدول المستقرة والدول المضطربة على حدٍّ سواء».

دوافع واختلافات

ويرى الرميح أن «الدول المستقرة ليس لديها هامش للأفكار المضطربة، مما يدفع بالمتطرفين إلى محاولة الاصطياد في الماء العكر واختراق المجتمعات عبر استهداف مواطنين، خصوصاً الشباب، ومؤسسات المجتمع المدني، والمؤسسات العامة، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي؛ بهدف خلخلة هذا النظام العام في المجتمع».

يذكر أن «اعتدال» يضطلع بمهام رصد وتحليل المحتوى المتعاطف مع الفكر المتطرف، وحجب منافذه بمختلف أشكالها وتعطيل مصادر تغذيتها. وقد دُشّن من قِبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وعدد من قادة الدول خلال في مايو (أيار) عام 2017 بالرياض.