سلوى محمد علي: قدمت 100 فيلم قصير دعماً للشباب

الفنانة المصرية قالت لـ«الشرق الأوسط» إن مسرح التسعينات افتقد الحركة النقدية

الفنانة المصرية سلوى محمد علي (حسابها على فيسبوك)
الفنانة المصرية سلوى محمد علي (حسابها على فيسبوك)
TT

سلوى محمد علي: قدمت 100 فيلم قصير دعماً للشباب

الفنانة المصرية سلوى محمد علي (حسابها على فيسبوك)
الفنانة المصرية سلوى محمد علي (حسابها على فيسبوك)

قالت الفنانة المصرية سلوى محمد علي إن نجاح مسلسل «خلي بالك من زيزي» الذي شاركت به خلال الموسم الرمضاني الأخير يرجع لفكرته المميزة وواقعية أحداثه، وأوضحت في حوارها مع «الشرق الأوسط» أنها استمتعت بتقديم شخصية «كوكي» الزوجة التي نجحت في التخلص من علاقة فاشلة، وكشفت أنها عانت من مرض «نقص الانتباه» في طفولتها، مشيرة إلى أنها تؤمن بدور الدراما في طرح القضايا الاجتماعية لتغيير القوانين مثلما حدث في فيلم «أريد حلاً» الذي ساهم في تغيير قانون الأحوال الشخصية.
وتعد سلوى محمد علي، إحدى ممثلات جيل الوسط، وحققت نجاحاً ملحوظاً بأدائها البسيط، وبأدوارها اللافتة، وقدمت بطولات مسرحية وشاركت في أفلام سينمائية، إضافة إلى مشاركتها في أعمال تلفزيونية عدة بأدوار مؤثرة، كما قامت بدبلجة أفلام «ديزني» ومن بينها فيلم «الملك الأسد».
وعن دورها في مسلسل «خلي بالك من زيزي» تقول: «استهواني العمل لأنه حقيقي وواقعي جداً، وتفاصيله تحدث في بيوتنا كل يوم، أما شخصية (كوكي) التي قدمتها فقد أعجبني موقفها وقدرتها على التخلص من علاقة فاشلة، بالطبع هناك مئات مثلها في بعض البيوت قائمة فقط على الاحتياج المادي، فتضطر المرأة للتحمل طول العمر، ولأن عواطف (كوكي) لم تتحقق كزوجة، فقد وضعت عواطفها كلها في ابنتها وأحفادها، وهذه العواطف التعويضية قد تصبح عبئاً على الآخرين مثلما حدث معها».

- قضايا المرأة
وتشير سلوى إلى أهمية طرح الدراما لقضايا المرأة: «بعد نجاح فيلم (أريد حلا) في تغيير بعض مواد قانون الأحوال الشخصية، هناك كثير من الحكايات المسكوت عنها في مجتمعاتنا، وكثير من القوانين في حاجة إلى تغيير، لا أعني إنصاف المرأة على حساب الرجل، لكن لينال كل منهما حقه من دون تجاوز، فهناك بعض الرجال أيضا يتعرضون لظلم كبير من زوجاتهم».
وعما يحكم اختياراتها كممثلة تقول: «عندما كنت طالبة أدرس المسرح كانت أمنيتي تقديم نصوص المسرح العالمي، لكن في هذه المرحلة من عمري ومشواري فإنني أتمنى تقديم شخصية المرأة العادية في كل أعمالي، لأن لها أوجه كثيرة، وتعاني من مشاكل لا تنتهي في مجتمع ذكوري، ومع أولادها، وفي عملها، برغم أنها مؤثرة جداً في المجتمع».
وأرجعت سلوى أسباب النجاح الذي حققه مسلسل «خلي بالك من زيزي» إلى طزاجة الفكرة، فقد تناول مشكلة مرض (فرط الحركة ونقص الانتباه)، والذي لم نكن نعرف عنه شيئا من قبل، فقد عانيت منه شخصياً في طفولتي ربما بدرجة أقل من البطلة، فقد كنت طفلة كثيرة الحركة وقليلة التركيز، وكان المدرسون يشكون مني، وكانت أسرتي تقول إنني «طفلة شقية، بينما هو مرض يمثل ظاهرة يعاني منها أطفال كثيرون».
مشيرة إلى أنه توافر للمسلسل أفضل عناصر الإخراج والتصوير والديكور والملابس والتمثيل بالطبع، فإن أكثر ما أحرص عليه في اختيار أعمالي أن تطرح موضوعات جديدة لم تتطرق إليها الدراما وأن يكون فريق عمل مميز.
وجسدت سلوى في مسلسل «كله بالحب» الذي ظهرت فيه كضيفة شرف، شخصية امرأة تتعدد زيجاتها بحثا عن السعادة وتؤمن بأن فاقد الشيء لا يعطيه وحسبما تؤكد: «أتيح لي في هذا العمل تقديم شخصية مناقضة تماما لدوري في مسلسل (خلي بالك من زيزي)، فالشخصية لامرأة لا تظهر عواطفها نحو أولادها، وهذا التنوع يسعدني كممثلة لأن أدوار الكبار قليلة، ولا يوجد مجال كبير للتنويع فيها».
واشتهرت سلوى محمد علي، بشخصية «الخالة خيرية» التي جسدتها في برنامج الأطفال الشهير «عالم سمسم»، وعن هذا الدور تقول: «جمهور (عالم سمسم) كان من الأطفال، والآن أصبحوا شبابا وما زالوا ينادونني بـ(الخالة خيرية)، فقد كانت شخصية جذابة، في تقديري».

- المسرح أولاً
وتعشق سلوى المسرح الذي يعتمد على الاسترسال، وعلاقة الممثل بالجمهور، فهو يتيح للممثل أن يمتلك العمل المسرحي بمجرد بدء العرض، وأن يطور أداءه كل ليلة، اعتماداً على النص، وعلى ملاحظات المخرج واجتهاد الممثل ذاته، وكما تقول: «في بداياتي الفنية، وعقب تخرجي من معهد الفنون المسرحية ظهرت أزمة السينما، وفي هذا الوقت كان المسرح أمامي بكل إغراءاته، فقدمت عروضا عديدة بمسرح (الطليعة) و(الهناجر) من بينها مسرحية (صحراوية) التي اعتمدت على خمس ممثلات، وعرض (دقة زار) الذي يعد العمل الوحيد الذي جمعني بزوجي المخرج الراحل محسن حلمي الذي اشترط علي عدم العمل معا بعد الزواج».
وتضيف سلوي: «كنا نعمل كما كبيرا من المسرحيات خلال فترة التسعينات، ونشارك في مهرجان المسرح التجريبي، وحضرنا ورش عديدة في أوروبا، فمسرح التسعينات لم يكن أقل من الستينات، لكن الأخير صاحبته حركة نقدية واسعة ساهمت في إبرازه».

- بطلة الأفلام القصيرة
وفي السينما عملت سلوى في دبلجة أفلام ديزني بصوتها على غرار فيلم «الملك الأسد»، و«أسطورة مريدا»، و«الملكة إلينور»، بينما حققت رصيداً سينمائياً كبيراً مع مخرجين متميزين ومن بينها أفلام: «أحلى الأوقات» لهالة خليل، و«جنينة الأسماك»، «احكي يا شهرزاد» ليسري نصر الله، و«فيلم هندي» لمنير راضي، «بنتين من مصر» لمحمد أمين، وقدمت من خلالها أدواراً مهمة ومؤثرة في مسيرتها الفنية وتركت أثراً لدى المشاهد، وكما تقول: «لم يشغلني في أي وقت، مساحة الدور بقدر تأثيره، المهم أن أعمل مع مخرجين متميزين، وهناك أفلام قمت ببطولتها مثل «أسرار عائلية»، كما قمت ببطولة نحو مائة فيلم قصير أغلبها بشكل تطوعي دعما لطلبة معهد السينما ومخرجين شباب في تجاربهم الأولى، ومن الأفلام التي أعتز بها كثيراً فيلم «طيري يا طيارة» للمخرجة هالة خليل.
وفي فيلم «حبيب» الذي لعبت بطولته مؤخراً جسدت سلوى دور زوجة تعيش حياة هانئة مع زوجها، ومع تقدمهما في العمر تحلم بأن تلتقط صورة زفافها بالألوان لأن صورتهما الأولى كانت بالأبيض والأسود، وكما تقول: «هذا الفيلم لم يعرض سينمائيا، لكنه عرض على قناة OSN، وقد تحمست له بشدة أنا والفنان سيد رجب منذ أول لقاء جمعنا مع مخرجه الشاب، فمن النادر أن تتطرق السينما لقصة حب بين رجل وامرأة في عمرنا».
وتؤكد سلوى أن التمثيل مهنة صعبة: «بعد الانتهاء من تصوير أي عمل أرقد بعدها لأيام وأشعر أنني ليس لدي طاقة لأي شيء، فأنا طوال الوقت أفكر بطريقة الشخصية التي أقوم بإحلال روحها في جسدي وأتعامل بطريقتها وكل ردود أفعالي صادرة من وحيها، وهذا في حد ذاته يمثل مجهوداً بدنياً كبيراً، لذلك أقول إن التمثيل هو ثاني أصعب مهنة في العالم بعد عمال المناجم».

- تجارب متنوعة
وقامت سلوى بتدريب أبطال الفيلم السوداني «ستموت في العشرين» للمخرج أمجد أبو العلاء، وتقول: «عندما ذهبت للسودان اكتشفت وجود مجموعة من البنات وراء وخلف الكاميرا يتمتعن بثقافة وحضور لافت، وتعرفت بشكل أكبر على المرأة السودانية، وقد عملت مع فريق الممثلين على الاسكريبت، كان هناك ممثلون لم يخوضوا تجربتهم الأولى في التمثيل، وهما الشاب والفتاة بطلا الفيلم، فأجريت تدريبات خاصةً لهما، وتحدثنا في رسم الشخصية، لكن بقية الممثلين كانوا محترفين ومعظمهم ممثلين مسرح عظام، وأجرينا بروفات على الأداء مع فريق الممثلين كله».
كما خاضت الفنانة المصرية تجربة تقديم البرامج من خلال برنامج «3 ستات» بقناة «صدى البلد»، وعن هذه التجربة تقول: «التمثيل له الأولوية عندي، لكن تجربتي في هذا البرنامج أتاحت لي التحدث مع شخصيات مهمة عدة».


مقالات ذات صلة

بطلة «سنو وايت»: الفيلم يُنصف قِصار القامة ويواجه التنمر

يوميات الشرق مريم شريف في لقطة من فيلم «سنو وايت» (الشركة المنتجة)

بطلة «سنو وايت»: الفيلم يُنصف قِصار القامة ويواجه التنمر

رغم وقوفها أمام عدسات السينما ممثلة للمرة الأولى؛ فإن المصرية مريم شريف تفوّقت على ممثلات محترفات شاركن في مسابقة الأفلام الطويلة بـ«مهرجان البحر الأحمر».

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق وجوه من فيلم «السادسة صباحاً» (غيتي)

من طهران إلى كابل... حكايات نساء يتحدّيْن الظلم في «البحر الأحمر»

«السادسة صباحاً» و«أغنية سيما» أكثر من مجرّد فيلمين تنافسيَّيْن؛ هما دعوة إلى التأمُّل في الكفاح المستمرّ للنساء من أجل الحرّية والمساواة.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق جوني ديب لفت الأنظار بحضوره في المهرجان (تصوير: بشير صالح)

اختتام «البحر الأحمر السينمائي» بحفل استثنائي

بحفل استثنائي في قلب جدة التاريخية ، اختم مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي» فعاليات دورته الرابعة، حيث أُعلن عن الفائزين بجوائز «اليُسر». وشهد الحفل تكريمَ

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق ياسمين عبد العزيز في كواليس أحدث أفلامها «زوجة رجل مش مهم» (إنستغرام)

«زوجة رجل مش مهم» يُعيد ياسمين عبد العزيز إلى السينما

تعود الفنانة المصرية ياسمين عبد العزيز للسينما بعد غياب 6 سنوات عبر الفيلم الكوميدي «زوجة رجل مش مهم».

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق رئيسة «مؤسّسة البحر الأحمر السينمائي» جمانا الراشد فخورة بما يتحقّق (غيتي)

ختام استثنائي لـ«البحر الأحمر»... وفيولا ديفيس وبريانكا شوبرا مُكرَّمتان

يتطلّع مهرجان «البحر الأحمر السينمائي» لمواصلة رحلته في دعم الأصوات الإبداعية وإبراز المملكة وجهةً سينمائيةً عالميةً. بهذا الإصرار، ختم فعالياته.

أسماء الغابري (جدة)

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».