توفير فرص العمل هو التحدي الرئيسي لدول جنوب المتوسط

ناصر كامل: الاندماج ليس هدفاً في ذاته بل وسيلة لتحقيق مزيد من النمو

أمين عام «الاتحاد من أجل المتوسط» السفير ناصر كامل
أمين عام «الاتحاد من أجل المتوسط» السفير ناصر كامل
TT

توفير فرص العمل هو التحدي الرئيسي لدول جنوب المتوسط

أمين عام «الاتحاد من أجل المتوسط» السفير ناصر كامل
أمين عام «الاتحاد من أجل المتوسط» السفير ناصر كامل

التقت «الشرق الأوسط»، بمناسبة الكشف عن تقرير أعدته منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية لصالح «الاتحاد من أجل المتوسط»، محوره تشخيص حالة التكامل الإقليمي الراهنة في المنطقة الأورومتوسطية، أمين عام «الاتحاد من أجل المتوسط» السفير ناصر كامل، الذي جُدِّد له لولاية ثانية. وتناولتُ معه الملفات الرئيسية التي تهم العالم العربي انطلاقاً مما جاء به التقرير وبالنسبة إلى مستقبل الاتحاد والمشاريع المتداولة حول إعادة النظر بصيغته، ومنها أفكار فرنسية.
وفيما يلي نص الحوار:

> ثمة رأي سائد يرى أن العائق الأساسي لتحقيق التكامل الاقتصادي في مجموعة ما من الدول هي الحالة السياسية القائمة. والحال أن شرق وجنوب المتوسط، من ليبيا إلى فلسطين ولبنان وسوريا، يعانيان من هذه الحالة التي يضاف إليها ملفان خطيران هما الإرهاب والهجرات. وباختصار، هناك نوع من انعدام الاستقرار والاهتزاز السياسي وكلاهما لا يساعد على إنجاز التكامل الاقتصادي. فكيف يمكن الحديث عن تعزيز الاندماج الذي يشير إليه تقريركم، في ظل هذه الأوضاع؟
- أوافقك الرأي بشأن وجود علاقة ربط قوية بين الاستقرار السياسي بصفة عامة وقدرة أي دولة أو منطقة على تحقيق قدر من النمو الاقتصادي الداخلي من ناحية أو التكامل الاقتصادي من ناحية أخرى. ولكن رغم ذلك ورغم ما يتضمنه التقرير من إشارة إلى وجود قصور -ونحن لا نخفي ذلك، بل إن التقرير يهدف أيضا إلى تحديد مواطن الضعف، فيما يتصل بالتجارب الاقتصادية وللتعاون الأورومتوسطي بصفة عامة- فإنه يشير، مع ذلك ورغم وجود حالة من عدم الاستقرار النسبي في عدد من دول المنطقة وليس كلها، إلى تطور ملموس لا نعده الوضع الأمثل. وهذا يعني أن عدداً من السياسات الرشيدة تم إقرارها بالفعل. وما يعزز ذلك وجود مؤشرات بشأن تنامي التكامل الإقليمي الذي لم يصل بعد إلى الحد الذي نرجوه. ولعل ما يعزز هذا التوجه كذلك، وجود متوسطات الناتج القومي الإجمالي لجنوب البحر الأبيض المتوسط على مدار السنوات العشر المنقضية. متوسط النمو، قبل أن تداهمنا جائحة «كوفيد - 19» كان يدور حول 3% في المنطقة وهذا في حد ذاته مؤشر جيد. كذلك، فإن التطور الطبيعي الذي شهده عدد من اقتصادات منطقتنا فيما يتصل بتعميق وتعزيز القطاع الصناعي وتنويع قدراته وإنتاجيته ومنتجاته بما أدى إلى تعزيز قدرة هذه الدول على النفاذ إلى أسواق أوروبية من جهة وأسواق غير أوروبية من ناحية أخرى. إجابتي عن سؤالك ذات شقين: الأول، إذا تحقق الاستقرار وتم التعامل مع عدد من الأزمات التي يشهدها الإقليم فإن ذلك سيكون له أثر مباشر ومؤثر في تعزيز التكامل الإقليمي والنمو الاقتصادي بصفة عامة. والآخر أنه رغم الوضع الإقليمي الملتبس، لا يزال عدد من دول المنطقة وليس كلها ينتهج سياسات رشيدة أدت إلى حدوث تطور نسبي في المجال الذي نتحدث عنه. وخلاصتي أن الاستقرار السياسي أحد العناصر الرئيسية المؤثرة والتي تساعد على تحقيق التنمية كما على تحقيق التكامل الاقتصادي في منطقتنا.
> التكامل أو الاندماج هو هدف رئيسي لا نقاش في ذلك... لكنه يجب أن يكون متوازناً. والحال أن ما نراه حالياً أنه يتم لصالح شمال وغرب المتوسط وليس في الاتجاه الآخر. فكيف يمكن إعادة التوازن لهذا التكامل؟
- الاندماج هو إحدى الوسائل لتمكين اقتصاديات دول الجنوب من النمو بشكل مستدام ومتوازن، أي إن الاندماج في نظري ليس هدفاً في ذاته بل هو وسيلة لتحقيق مزيد من النمو على صعيد التنمية المستدامة بشقيها البشري والاقتصادي. ولو نظرنا إلى طبيعة العلاقات الاقتصادية الموجودة في المنطقة، فإننا نرى أن معظم انسياب التجارة وانسياب الاستثمارات الأجنبية، غالباً ما يتم من الشمال إلى الجنوب. وهذا الوضع لا يقتصر على منطقتنا العربية أو الأورومتوسطية فقط. هذه وضعية يعيشها الاقتصاد العالمي فيما يتصل بالدول النامية وعلاقتها بالدول الصناعية المتقدمة. لكن ليس علينا أن ننسى، عندما نتحدث عن عدم التوازن في منطقتنا، علينا أن نلاحظ أيضاً أن بلدان الاتحاد الأوروبي هي المستثمر الأول في منطقتنا، وبالتالي هي لاعب رئيسي في تحفيز النمو وتعظيم قدرة اقتصادياتنا على مزيد من الإنتاجية والنشاط. وعلى سبيل المثال، فإن الاستثمارات الأوروبية في بلدان شمال أفريقيا هي الأهم، وبالتالي فإذا كان الميزان التجاري يميل إلى صالح دول الشمال، فإن تدفق رؤوس الأموال يكون عادةً من بلدان الشمال إلى جنوب المتوسط. وهذا يوازن ذاك ويسهم في تنويع القاعدة الصناعية والخدمات وفي إنعاش اقتصاديات جنوب المتوسط بما يؤهل الجنوب لرفع كفاءة اقتصادياته.
> قد يكون أحد الأساليب الأنجع لتحقيق التوازن هي الشراكات أو تعزيز الريادات الصناعية بين الشمال والجنوب، ودوركم على ما أعتقد هو أساسي في تعزيز وتسهيل هذه الشراكات. وسؤالي: كيف تؤدون هذا الدور؟
- بالطبع، نحن نعمل على تسهيل التوطين التكنولوجي، كذلك نعمل على تنويع القاعدة الإنتاجية في دولنا، وهو ما نراه مسألة حتمية، وكذلك الدخول فيما تسمى الثورة الصناعية الرابعة والتحول إلى الاقتصاد الرقمي... وأعتقد أن دولنا قطعت شوطاً لا بأس به في هذا المضمار. العنصر الخامس هو الاعتقاد أن الرغبة في تحرير اقتصاد الخدمات قد يكون له تأثير سلبي على المدى القصير على اقتصادياتنا بسبب المنافسة الجديدة، ولكن اعتقادنا أنه على المدى البعيد، سيفتح لنا آفاقاً جديدة لمزيد من كفاءة التشغيل ورفع المستوى التقني لقطاع الخدمات. والمثال على ذلك أن 1.7% فقط من السلاسل التجارية في دولنا لديها ما تسمى القدرة على التجارة الإلكترونية وبالكاد 3 أو 4% من الشركات المتوسطة والصغيرة في دولنا لديها هذا النوع من التجارة، وبالتالي كلما زادت قدرتنا على الرقمنة، وإذا ما فتحنا أسواقنا -رغم الأثر السلبي على المدى القصير- لمزيد من الاستثمار في المجال الخدمي (وأعني به هنا الرقمنة واللوجيستيات والتسويق والإعلانات والبراندينغ والاتصالات...) ستكون لاقتصادياتنا قدرة أكبر على النمو وبشكل أكثر كفاءة في المستقبل.
> اليوم الاتحاد من أجل المتوسط على مفترق طرق. هناك مشاريع لإحداث تغييرات في هندسة الاتحاد واهتماماته، وأحدها مشروع فرنسي يبدو أنه يشكّل رؤية بديلة. أين أصبحت هذه المشاريع، وكيف تنظرون إلى هذه الرغبة؟
- اسمح لي أن أقول إنني لا أتفق مع طرحك بخصوص المشروع الفرنسي لـ«رؤية بديلة»، بل ما نراه أنها «رؤية مكمّلة» لما يقوم به الاتحاد. الرؤية الفرنسية تدعو إلى حوار بين ضفتي المتوسط في غرب المتوسط. بدأتْ بما سُميت «قمة ضفتَي المتوسط» وهي تتطور إلى «منتدى الضفتين». وهنا، حدث تطور نوعي في النظرة الفرنسية من خلال توسيع هذا الإطار ليشمل كل دول البحر المتوسط. وملاحظتي الأولى أننا لاعب رئيسي وطرف فاعل لجهة التخطيط والرسم والمشاركة والإعداد لطرح هذه المبادرة الموجهة بشكل رئيسي إلى المجتمع المدني في الفضاء المتوسطي. الاتحاد من أجل المتوسط له دور في دعم ودفع وتأطير هذه المبادرة.
> ما الإضافات؟
- المبادرة الفرنسية جديرة بالاهتمام والتشجيع والمساندة، وهي تركز بشكل رئيسي على قضيتين: البيئة، وحماية التنوع البيولوجي في حوض المتوسط. وهذا الحوض، للأسف الشديد، ثاني أكثر مناطق العالم تأثراً سلبياً بالتغير المناخي بعد منطقة القطب الجنوبي، وبالتالي نحن أكثر منطقة مسكونة وتأثراً، ومعدل زيادة الحرارة يصل إلى 20% عما هو عليه في أي منطقة، وبالتالي فإن المبادرة الفرنسية تتكامل مع أنشطتنا ومشروعنا الخاص بالاقتصاد الأزرق، كما تتصل بمنع التلوث في المتوسط، وبمشروع التنوع البيئي في المتوسط. وبصفة عامة، الجميع يعمل على نفس الأهداف ولكن بمستويات مختلفة: على المستوى الدولي لدينا قمة الأرض. وفي الاتحاد من أجل المتوسط، ثمة اجتماعات لوزراء البيئة لبحث قضية المناخ والتغيرات المناخية والبيئية. وعندما تأتي فرنسا وتعمل على تحفيز عدد من المبادرات بعينها، فهذا يأتي كجزء من الكل الذي يعمل الجميع من أجله. ولُبّ المبادرة الفرنسية أن فرنسا كانت رائدة فيما يتصل بحماية المناخ والتعامل مع ظاهرة التغير المناخي وكانت لاعباً مؤثراً في التوصل إلى اتفاق باريس عام 2015 الذي هو الأساس، كذلك كانت رائدة في إنشاء الكيان الذي نحن فيه عام 2008. ومبادرتها الجديدة أورومتوسطية الطابع، وسيناط بثماني دول من الشمال والجنوب التعامل مع هذه المسائل. كذلك سيرصَد دور أساسي للاتحاد من أجل المتوسط.
> اليوم، المشكلة الرئيسية في بلدان جنوب وشرق المتوسط هي توفير فرص العمل للشباب. ما الذي تفعلونه عملياً؟ أعرف أن هناك الكثير من اللقاءات والاجتماعات والمؤتمرات التي ينظمها الاتحاد، ولكن عملياً، ما الإنجازات التي تقدمونها للشباب من خريجي الجامعات أو من غير خريجي الجامعات؟
- هناك 39 مليون مواطن جنوب متوسطي سيدخلون سوق العمل في السنوات القليلة المقبلة. نسبة عمالة النساء في دولنا منخفضة -لا بل متدنية للغاية- وهي لا تتعدى 20%. البطالة بين النساء الباحثات عن عمل تصل إلى 47% رغم أن المؤشرات الإحصائية تبيّن أن النساء في مجتمعاتنا حصلن على درجات علمية تفوق تلك التي حصل عليها الشباب من الذكور.
وإزاء هذا الوضع، نحن نقوم بالكثير، وأستطيع أن أعطيك كثيراً من الأمثلة حول أنشطة «الاتحاد» من أجل العمالة وتدريب سيدات الأعمال للدخول إلى الاقتصاد الرقمي، وما نقيمه من مؤتمرات على شاكلة دافوس لربط مجتمعات الأعمال على جانبي المتوسط وبين الجنوب والجنوب. لكن دعْني أكن صريحاً في حديثي معك لأقول إن ما نقوم به هو لإعطاء نماذج ناجحة يمكن للدول الساعية أن تحذو حذوها، إضافةً إلى استكشاف سبل جديدة من شأنها أن تفتح آفاقاً جديدة لخلق فرص عمل ووظائف. ثمة عمل ندعو إليه على المستوى المؤسسي، بمعنى أننا عندما نتحدث عن تحرير التجارة ونعمل على تعزيز فرص التوظيف ونطلق تقريراً يحثّ على السير في هذا الاتجاه، فإننا نعمل من أجل إيجاد فرص عمل. كذلك عندما نكشف معوقات النمو الاقتصادي، بسبب غياب القدر المأمول من التكامل، فهذا يصبّ في هذا الاتجاه. وعندما نأتي على موضوع النقص الشديد في عدد من القطاعات الخاصة بسوق العمل في الاتحاد الأوروبي وكيفية تنظيم عمالة موسمية قادرة على التنقل كما يحصل بين المغرب وإسبانيا أو بين مصر وإيطاليا، فهذا يوفر فرص عمل -وإن كانت موسمية- لعديد من الرجال والنساء في دولنا لتحسين ظروفهم المعيشية ولكسب رزقهم بشكل قانوني وشريف والعودة مرة أخرى لبلدانهم.
وكذلك الأمر عندما نتحدث عن تسهيل الحركة والتنقل بين الشمال والجنوب لرجال الأعمال. ولكن، في النهاية، فإن التحدي كبير وكل مبادراتنا تصبّ في الاتجاه عينه؛ وإن كانت أحياناً مداورة. وفي السياق عينه يمكن أن نشير إلى ما نقوم به للدعوة إلى تبني تكنولوجيات جديدة في البناء أو في إنتاج الطاقة النظيفة والمستدامة أكانت الشمسية أو الريحية أو الهيدروجين الأخضر... وعندما نحثّ دول الشمال على تبني «العقد الأخضر الجديد»، ندفع نحو أن تكون هذه الخطط في إطار التعاون مع بلدان جنوب المتوسط. اليوم أصبحت كلفة الطاقة الجديدة المتجددة -إن لم تكن أقل- فإنها مساوية لكلفة مصادر الطاقة التقليدية.
بالطبع، التحدي الرئيسي لدول الجنوب هو توفير فرص العمل، وكل ما تعانيه منطقتنا من تحديات ومنها الجيوسياسية ترتبط بشكل كبير بتوفير فرص العمل لشبابنا ولتوفير حياة كريمة في بلداننا.


مقالات ذات صلة

كارولين هورندول: اضطرابات طرابلس أكّدت افتقار المؤسسات الليبية للشرعية

خاص سفيرة المملكة المتحدة لدى ليبيا play-circle 01:41

كارولين هورندول: اضطرابات طرابلس أكّدت افتقار المؤسسات الليبية للشرعية

قبل أيام من انتهاء مهمّتها سفيرة للمملكة المتحدة لدى ليبيا، خصّت كارولين هورندول «الشرق الأوسط» بحوار كشفت فيه عن 3 أولويات تمهّد لتنظيم انتخابات في البلاد.

نجلاء حبريري (لندن)
شمال افريقيا من الوقفة الاحتجاجية أمام البرلمان المغربي في الرباط (الشرق الأوسط)

احتجاج أمام البرلمان في الرباط على قتل خفر الحدود الجزائري شابين مغربيين

احتج العشرات من المواطنين المغاربة، أمام مبنى البرلمان المغربي، على قتل مواطنين مغربيين يحملان الجنسية الفرنسية، برصاص خفر السواحل الجزائري يوم الثلاثاء الماضي.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
شمال افريقيا صورة لأفراد من الحرس الوطني في مهمة ضد الإرهابيين (موقع وزارة الداخلية التونسية)

15 سنة سجناً لإرهابي تونسي تخصص في صناعة المتفجرات

أصدرت المحكمة الابتدائية في العاصمة التونسية المختصة في قضايا الإرهاب، حكماً بالسجن 15 سنة على تونسي كان يمجد تنظيم «داعش» الإرهابي، ويشرف على جناحه الإعلامي.

المنجي السعيداني (تونس)
الاقتصاد عاملة تحمل ابنها وهي تحصد الأرض بإحدى الدول الأفريقية وسط تأثير التغير المناخي على الأمن الغذائي (الصورة من موقع الأمم المتحدة)

«الأفريقي للتنمية» يحث دول شمال أفريقيا على إعلان الطوارئ لـ«النمو الأخضر»

حث البنك الأفريقي للتنمية دول شمال أفريقيا على اعتبار النمو الأخضر «حالة طارئة»، متوقعاً أن تشهد هذه الدول زيادة طفيفة في النمو الاقتصادي إلى 4.6 % العام الجاري

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا وزير الاتصال الجزائري في حفل إطلاق «إفريقيا إف إم» (وزارة الاتصال الجزائرية)

الجزائر تنشئ ذراعاً إعلامية لحشد التأييد في أفريقيا لمواقفها

تعتزم الحكومة الجزائرية حشد التأييد في أفريقيا، لمواقفها وسياساتها الدولية والإقليمية، من خلال إطلاق «صوت إفريقيا»، وهو عنوان قناة إذاعية جديدة.


قادة المنظومة البريدية العالمية يجتمعون لرسم مستقبل القطاع بالسعودية

وزير النقل والخدمات اللوجستية يلقي كلمة خلال افتتاح المؤتمر الاستثنائي للاتحاد البريدي العالمي (واس)
وزير النقل والخدمات اللوجستية يلقي كلمة خلال افتتاح المؤتمر الاستثنائي للاتحاد البريدي العالمي (واس)
TT

قادة المنظومة البريدية العالمية يجتمعون لرسم مستقبل القطاع بالسعودية

وزير النقل والخدمات اللوجستية يلقي كلمة خلال افتتاح المؤتمر الاستثنائي للاتحاد البريدي العالمي (واس)
وزير النقل والخدمات اللوجستية يلقي كلمة خلال افتتاح المؤتمر الاستثنائي للاتحاد البريدي العالمي (واس)

تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، افتتح وزير النقل المهندس صالح الجاسر، الأحد، المؤتمر الاستثنائي للاتحاد البريدي العالمي بنسخته الرابعة، وسط حضور كبير ومشاركة أكثر من 190 دولة حول العالم، في خطوة لرسم مستقبل القطاع واتخاذ القرارات العاجلة.

وشدد الجاسر على حرص الحكومة السعودية على تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء في الاتحاد وتطوير معايير تقديم الخدمات البريدية ودعم التجارة الإلكترونية وتحفيز الاقتصاد الرقمي، وكذلك تبني أفضل التقنيات المبتكرة في الخدمات البريدية واللوجيستية.

القضايا الإصلاحية

وأكد على دور «رؤية 2030» في قيادة التحوُّل الاستثنائي للصناعة البريدية في المملكة، مشيراً إلى إطلاق ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز للاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجيستية في 2021، حيث شهدت المنظومة في جميع قطاعاتها إصلاحات كبرى وقفزات نوعية في كفاءتها التشغيلية ومؤشرات أدائها ونمو أعمالها. من جانبه، أوضح المدير العام للاتحاد البريدي العالمي، ماساهيكو ميتوكي، أن المؤتمر الاستثنائي الذي تستضيفه الرياض يسعى إلى تعزيز الترابط في قطاع البريد والبحث عن فرص النمو في مختلف المجالات. وأضاف أن المؤتمر الاستثنائي جاء للحديث عن مواضيع محددة وأساسية وجوهرية تتطلب كثيراً من المباحثات ومشاركة الأفكار للوصول إلى قرارٍ مشترك في بعض القضايا الإصلاحية للقطاع البريدي ومناقشة ضم أعضاءٍ جدد للاتحاد.

مؤتمر استثنائي

من ناحيته، كشف وكيل الخدمات اللوجيستية في وزارة النقل والخدمات اللوجيستية، لؤي مشعبي، لـ«الشرق الأوسط»، عن أهمية استضافة المملكة للمؤتمر الاستثنائي؛ نظراً لوجود بعض الموضوعات المهمة التي تتطلب اتخاذ إجراءات عاجلة ولا تستدعي التأخير.

وبيّن مشعبي أن الاجتماع الاعتيادي يُعقد كل 4 سنوات، وفي هذه المرة تقرر عقد المؤتمر بشكل استثنائي في الرياض، لا سيما أن الاتحاد في الوقت الراهن يعمل بشكل تكاملي مع مقدمي الخدمات اللوجيستية، ما يستوجب النقاش واتخاذ القرارات العاجلة. ومن المقرَّر أن يستمر المؤتمر في الرياض لمدة 5 أيام؛ من 1 إلى 5 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، حيث يجمع قادة قطاع البريد والخبراء وأصحاب المصلحة من جميع أنحاء العالم ليكون منصة تعزز التكامل والمشاركة بين أعضاء الاتحاد لدراسة فرص توسيع العضوية، لتشمل عدداً أكبر من الجهات الفاعلة في المنظومة ومعالجة القضايا الملحَّة التي تواجه القطاع عالمياً.

تعزيز التكامل

وسيركز المؤتمر على موضوعات محورية، مثل تعزيز التكامل والمشاركة من خلال بناء قطاع تتوحَّد فيها الجهود لتحقيق النمو الاقتصادي والاجتماعي، وتقديم مفهوم المنظومة البريدية الواحدة وقدرتها على تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية على نطاق عالمي.

وسيدور الحديث حول إيجاد بيئة تشجع التعاون بين أصحاب المصلحة البريديين لتحقيق فائدة أكبر للمجتمع. ويناقش المؤتمر كذلك فرص التعاون المشترك لتعزيز القيمة لمستفيدي الخدمات والشركات والحكومات، واستعراض التوجهات والآراء والاستراتيجيات المبتكرة لتوظيف التقنيات المتقدمة والحديثة وترسيخ نفعها وفائدتها على القطاعات ذات العلاقة.

الابتكار والاستدامة

كما سيبحث المؤتمر في إحداث التغيُّر والتحوُّل الجوهري على مختلف الأبعاد والمستويات المرتبطة بتعزيز التنمية والتنوع التي ستسهم في مرونة القطاع وقدرته على تجسيد مستهدفات ومنطلقات الاستدامة.

وستشمل المواضيع المطروحة أوجه وسبُل التنمية المستدامة للخدمات البريدية، وتعزيز التنوُّع داخل القطاع، والتكيُّف الفعال مع الاحتياجات المتجددة للمجتمعات. ويُعد المؤتمر الاستثنائي الرابع حدثاً مهماً ومحورياً في تاريخ الاتحاد البريدي العالمي، حيث يسعى إلى رسم مستقبلٍ نحو قطاع بريدي أكثر شمولاً وابتكاراً واستدامة.

وسيسهم المؤتمر في إعادة تشكيل وتطوير مستقبل الخدمات البريدية وتعزيز نموه من خلال توظيف التقنيات الحديثة وتعزيز فرص الابتكار، ومناقشة فرص الانضمام للاتحاد لتحقيق مستهدفات التطور الاقتصادي واستدامة القطاع البريدي.


صادرات نفط العراق تبلغ 3.4 مليون برميل يومياً في سبتمبر

علم العراق أمام حقل نفطي (أ.ف.ب)
علم العراق أمام حقل نفطي (أ.ف.ب)
TT

صادرات نفط العراق تبلغ 3.4 مليون برميل يومياً في سبتمبر

علم العراق أمام حقل نفطي (أ.ف.ب)
علم العراق أمام حقل نفطي (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة النفط العراقية (الأحد)، أن صادرات البلاد من النفط الخام بلغت 103 ملايين و143 ألفاً و199 برميلاً، بمتوسط 3.4 مليون برميل يومياً، بإيرادات قدرها نحو 9.5 مليار دولار في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي.

وقالت الوزارة، في بيان نقلاً عن بيانات شركة تسويق النفط العراقية «سومو»، إن معدل التصدير بلغ 3 ملايين و438 ألف برميل يومياً في سبتمبر، بمتوسط سعر قدره 92.05 دولار.

وأضافت أن مجموع الكميات المصدرة من النفط الخام لشهر سبتمبر الماضي كانت من الحقول النفطية في وسط وجنوب العراق وإلى الأردن.

ولا تزال صادرات العراق النفطية من حقول كردستان وكركوك عبر ميناء جيهان التركي متوقفة منذ أواخر شهر مارس (آذار) الماضي بقرار من السلطات التركية بعد أن ألزم قرار، من المحكمة الدولية في باريس، بحصر صادرات العراق النفطية من حقول كردستان وكركوك بشركة تسويق النفط العراقية «سومو».

في الأثناء، طالب رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، (الأحد)، وزارة النفط بدعوة الشركات المتخصصة في مجال تشييد المصافي للاستثمار في العراق، مؤكداً ضرورة إكمال مشروعات التوسعة والصيانة للموانئ النفطية العراقية، ومجمعات التخزين في أنحاء البلاد.

وشدد السوداني، خلال اجتماع لمتابعة مشروعات وخطط تطوير القطاع النفطي، على أهمية إنجاز مشروعات الغاز، والتوسع في استثمار الحقول العراقية المنتجة للغاز الطبيعي؛ لتزويد محطات الكهرباء والمصانع المنتجة للأسمدة باحتياجاتها من الغاز.

وقال السوداني، إن «من الضروري استكمال مشروعات المصافي النفطية في أسرع وقت ممكن من أجل الوصول للاكتفاء الذاتي من المشتقات النفطية والوقود».

كانت وزارة النفط العراقية أعلنت، الأسبوع الماضي، رفع الطاقة الإنتاجية لمصفاة كربلاء إلى 140 ألف برميل يومياً.


وزير السياحة الهندي: التعاون في القطاع جزء من علاقتنا الاستراتيجية بالسعودية

وزير السياحة الهندية شري شريباد يسو نايك (الشرق الأوسط)
وزير السياحة الهندية شري شريباد يسو نايك (الشرق الأوسط)
TT

وزير السياحة الهندي: التعاون في القطاع جزء من علاقتنا الاستراتيجية بالسعودية

وزير السياحة الهندية شري شريباد يسو نايك (الشرق الأوسط)
وزير السياحة الهندية شري شريباد يسو نايك (الشرق الأوسط)

شدّد وزير السياحة الهندي، شري شريباد يسو نايك، على أن العمل بهدف ضمان تطوير البنية التحتية للسياحة المستدامة من خلال تبادل التقنيات والتكنولوجيا وأفضل الممارسات هو جزء أساسي من استراتيجية الشراكة بين الهند والسعودية، مشيراً إلى أن بلاده استأنفت خدمات التأشيرة الإلكترونية للسعوديين.

وفي حديث خاص لـ«الشرق الأوسط»، أكّد نايك تطلُّع بلاده إلى العمل مع المملكة لتعزيز تعاونها الإقليمي في القطاع السياحي، مؤكداً البعد الحيوي لاستضافة السعودية المقر الإقليمي الأول لمنظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة. وحول الوضع الحالي للتعاون السياحي بين الرياض ونيودلهي، أشار نايك إلى أنه يجري رسمياً تغطية قطاع السياحة ضمن لجنة الاقتصاد والاستثمار التابعة لمجلس الشراكة الاستراتيجية بين الهند والمملكة. كما أنه جرى التوقيع على مذكرة تفاهم للتعاون في قطاع السياحة بين البلدين في عام 2019، على هامش زيارة الدولة التي قام بها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى الهند بهدف ضمان تطوير البنية التحتية للسياحة المستدامة. كذلك أشار إلى أنه خلال منتدى الاستثمار الهندي السعودي الذي عُقد في 11 سبتمبر (أيلول) الماضي، وعلى هامش زيارة ولي العهد السعودي إلى الهند، وُقِّع على مذكرتي تفاهم بين وزير الاستثمار السعودي وشبكة «بي فور» لتعزيز الشراكة في مجال الصناعة السياحية، و«في إف إس» لإنشاء المحتوى وإنتاج الأفلام في المملكة بهدف إنشاء «أكاديمية الضيافة والسفر» المتطورة في الرياض لتعزيز التعاون الثنائي في قطاع السياحة والثقافة.

ووفق نايك، تُشكل الاتفاقات الثنائية مؤشراً على الإمكانات الهائلة في البنية التحتية والاستثمارات السياحية، موضحاً أن المشاريع الجديدة في السعودية إلى جانب البنية التحتية السياحية المتوسعة في الهند، توفران فرصاً للشركات من كلا الجانبين، داعياً القطاع الخاص السعودي إلى زيارة الهند، واستكشاف الخيارات المتاحة.

وحول تقييمه الجهود السعودية لتنشيط قطاع السياحة، رأى نايك أن السعودية تعمل بشكل ممتاز في تنشيط قطاع السياحة، لافتاً إلى أن هذا القطاع يعد الآن أحد القطاعات الرئيسية المحتملة لجهود التنويع الاقتصادي في المملكة في إطار مبادرة «رؤية 2030»، في الوقت الذي تعود فيه الأهداف المتعلقة بصناعة السياحة في إطار برنامج الرؤية بالمنفعة المتبادلة للبلدين.

وأشار إلى أن السعودية تعمل على تطوير الوجهات السياحية الحديثة والمصممة بذكاء، مثل مدينة نيوم ومشروع البحر الأحمر على سبيل المثال لا الحصر، مؤكداً أنه أمر يستحق الثناء لا سيما أن السياسة السعودية توفر من خلال تشجيع الاستثمارات الخاصة في قطاع السياحة والضيافة فرصاً للشركات الهندية للمشاركة في السوق السعودية.

ورأى أن التعاون مع المملكة في قطاع السياحة والضيافة هو جزء من العلاقة الاستراتيجية العميقة بين البلدين، حيث تقدم الهند مجموعة واسعة من الفرص السياحية لعشاق السفر، وتقدم خيارات متنوعة مثل السياحة البيئية، والسياحة الريفية، وسياحة المغامرات، والسياحة الطبية، والسياحة الروحية، والسياحة الطبيعية، والسياحة التاريخية، والسياحة الفنية والثقافية، فكل ولاية في الهند تقدم الكثير من الخيارات السياحية، حيث يبقى تنوعها هو عامل الجذب الرئيسي للسياح.

وفي هذا الإطار، ذكر نايك أن عدداً كبيراً من المواطنين السعوديين قاموا بالفعل بزيارة الهند بغرض السياحة العلاجية. وبصرف النظر عن السياحة الطبية الحديثة، فقد شهدت الممارسات الطبية التقليدية اهتماماً كبيراً من المملكة، معبراً عن سعادته بأن اليوغا اكتسبت شعبية هائلة في المنطقة، خصوصاً في المملكة، وأُدْرِجت في مناهج التربية البدنية لوزارة التعليم السعودية.

أما في مجال السياحة الروحانية، فتقدم الهند الكثير من الوجهات الروحانية للسعوديين مثل أجمر شريف دارغا، والمسجد الجامع، والحاج علي دارغا، ومسجد مكة في حيدر آباد... وغيرها الكثير، حيث يمكن استكشاف فرص السياحة الروحية ودمجها مع زيارات إلى مواقع سياحية أخرى.

وكشف نايك أنه في وقت سابق من هذا العام، استأنفت الهند خدمات التأشيرة الإلكترونية للسعودية، ما يعني أنه يمكن للمواطنين السعوديين ببساطة الاتصال بالإنترنت والحصول على تأشيرة عبر بريدهم الإلكتروني خلال 72 ساعة، مشيراً إلى أن ذلك يسهل الطريق أمام الراغبين في السياحة. وفي المقابل، رأى نايك أن هناك إمكانات كبيرة للمملكة لجذب السياح الهنود إلى المشاريع الجديدة، حيث يشكل القرب الجغرافي وتوافر التواصل الجيد بين المملكة وجميع المدن الهندية الكبرى دفعة قوية للسياحة في الاتجاهين.

وحول مشاركته في اليوم العالمي للسياحة في الرياض مؤخراً، وعن فرص التعاون بين السعودية والهند في القطاع، قال وزير السياحة الهندي: «هذه زيارتي الرسمية الأولى للمملكة، حيث شاركت في احتفالات يوم السياحة العالمي التي نظمتها وزارة السياحة السعودية بالشراكة مع منظمة السياحة العالمية، وأدرك أن هذه هي المرة الأولى التي تستضيفها المملكة، حيث كان التنظيم ممتازاً ومضيافاً».

وتابع قائلاً: «كان الناس من بلدينا يسافرون إلى مناطق بعضهم البعض منذ الألفية الثالثة قبل الميلاد. فالجمال الطبيعي الهائل مع المناظر الطبيعية المتنوعة، والشبكات الثقافية المتنوعة، وأطباق الطعام المتنوعة، والمهرجانات الملونة، والارتباطات الروحية، جعلت من الهند والمملكة، شريكين سياحيين مهمين، بحيث مكّن هذا القرب الثقافي والجغرافي من إقامة علاقات ثنائية وشعبية قوية».


الاتحاد الأوروبي يطلق المرحلة الأولى من أول تعريفة حدودية للكربون في العالم

أدخنة تتصاعد من مصانع معالجة الأخشاب في بلدة ويزمر الساحلية شمال ألمانيا (د.ب.أ)
أدخنة تتصاعد من مصانع معالجة الأخشاب في بلدة ويزمر الساحلية شمال ألمانيا (د.ب.أ)
TT

الاتحاد الأوروبي يطلق المرحلة الأولى من أول تعريفة حدودية للكربون في العالم

أدخنة تتصاعد من مصانع معالجة الأخشاب في بلدة ويزمر الساحلية شمال ألمانيا (د.ب.أ)
أدخنة تتصاعد من مصانع معالجة الأخشاب في بلدة ويزمر الساحلية شمال ألمانيا (د.ب.أ)

أطلق الاتحاد الأوروبي الأحد، المرحلة الأولى من أول نظام في العالم لفرض رسوم على انبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي تسببها واردات الصلب والإسمنت وسلع أخرى في إطار مسعى لمنع مزيد من المنتجات الأجنبية الملوثة من تقويض تحوله إلى الاقتصاد الأخضر.

وأثارت التعريفة الجمركية المزمعة قلقاً بين الشركاء التجاريين، وخلال منتدى الشهر الماضي، حث المبعوث الصيني الخاص بتغير المناخ، شيه تشن هوا، الدول على عدم اللجوء إلى إجراءات أحادية الجانب مثل رسوم الاتحاد الأوروبي.

ولن يبدأ التكتل في جمع أي رسوم على الانبعاثات الكربونية على الحدود حتى عام 2026.

ومع ذلك، يعد الأحد هو بداية المرحلة الأولية لآلية تعديل حدود الكربون؛ إذ يتعين على المستوردين في الاتحاد الأوروبي الإبلاغ عن الغازات المسببة للاحتباس الحراري التي تنبعث خلال إنتاج الكميات المستوردة من الحديد والصلب والألمنيوم والإسمنت والكهرباء والأسمدة والهيدروجين.

وسيحتاج المستوردون بدءا من عام 2026 لشراء شهادات لتغطية هذه الانبعاثات لوضع المنتجين الأجانب على قدم المساواة مع صناعات الاتحاد الأوروبي التي بدورها يجب أن تشتري تصاريح من سوق الكربون التابعة للاتحاد عندما تتسبب بالتلوث.

وقال مفوض الاقتصاد الأوروبي باولو جنتيلوني إن الهدف هو تشجيع التحول العالمي إلى إنتاج صديق للبيئة، ومنع المصنعين الأوروبيين من الانتقال إلى دول تتبنى معايير بيئية أقل.

وتقول المفوضية الأوروبية إن الرسوم تتماشى مع قواعد منظمة التجارة العالمية من حيث إنها تعامل الشركات الأجنبية والمحلية على حد سواء، وتسمح بخصم من رسوم الحدود لأي أسعار كربون مدفوعة بالفعل في الخارج.

وقالت «جمعية صناعة الصلب الأوروبية»، التي كانت في طليعة أولئك الذين يسعون في أوروبا إلى فرض تعريفة حدودية، إن المرحلة الأولية ستختبر مدى إحكام هذا النظام في تجنب تحول الإنتاج الصناعي إلى الخارج إلى دول ذات سياسات مناخية أقل طموحاً.

ويتعين على أوروبا الاستثمار بشكل أسرع وأكبر في تحولها في مجال الطاقة إذا أرادت أن تصبح قوة صناعية عالمية، حسبما أكد قادة مؤسسات كبرى.


24 شركة يابانية تريد الاستثمار في المنطقة الاقتصادية بقناة السويس

رئيس المنطقة الاقتصادية بقناة السويس وليد جمال الدين يتوسط الوفد الياباني (الشرق الأوسط)
رئيس المنطقة الاقتصادية بقناة السويس وليد جمال الدين يتوسط الوفد الياباني (الشرق الأوسط)
TT

24 شركة يابانية تريد الاستثمار في المنطقة الاقتصادية بقناة السويس

رئيس المنطقة الاقتصادية بقناة السويس وليد جمال الدين يتوسط الوفد الياباني (الشرق الأوسط)
رئيس المنطقة الاقتصادية بقناة السويس وليد جمال الدين يتوسط الوفد الياباني (الشرق الأوسط)

قدمت 24 شركة يابانية عروضاً تقديمية للاستثمار في المنطقة الاقتصادية بقناة السويس المصرية، في مجالات الصناعات الهندسية والمرافق والخدمات التمويلية والنقل البحري والاستشارات.

وقالت الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، الأحد، إنها بحثت مع وفد من الشركات اليابانية العاملة في مجالات الطاقة المتجددة والوقود الأخضر وصناعات متنوعة أخرى التعاون المشترك، وسبل تعزيز الاستثمار في القطاعات الصناعية والطاقة الخضراء.

وأضافت الهيئة في بيان صحافي، أن الوفد الذي استقبله وليد جمال الدين رئيس الهيئة كان برئاسة منظمة التجارة الخارجية اليابانية (جيترو)، وضم ممثلين عن مجلس الأعمال المصري الياباني والمنظمة اليابانية لتطوير الطاقة الجديدة والتكنولوجيا الصناعية والوكالة اليابانية للتعاون الدولي، إلى جانب الكثير من الشركات.

جاء اللقاء في إطار بحث التعاون المشترك بين منظمة «الجيترو» والمنطقة الاقتصادية لقناة السويس وسبل تعزيز الاستثمار في القطاعات الصناعية المستهدف توطينها داخل موانئ ومناطق الهيئة واستقطاب استثمارات يابانية إليها، بالإضافة إلى مباحثات عن التعاون في مشروعات الطاقة الخضراء بين الجانبين، ودعم المشروعات الصغيرة والناشئة.

وقال البيان إن كازويا ناكاجو نائب الرئيس التنفيذي لمنظمة «جيترو» أكد حرص المنظمة على تعزيز التعاون مع المنطقة الاقتصادية لقناة السويس لا سيما في قطاع الوقود الأخضر.

وخلال اللقاء قدم ممثلو شركات طاقة عربية، و«حلوباليك أفريكا»، و«ميديترانيان إنرجي بارتنرز»، و«سكاتك»، و«ميرسك»، و«بريتيش بتروليوم»، و«فورتيسكيو»، و«زيرو ويست»، و«أكوا باور»، وتحالف «توتال إرين» و«إنارة غروب»، وشركة «أوكيور إنرجي» الهندية، عروضًا تقديمية عن مشروعاتهم المزمع إنشاؤها داخل المنطقة من حجم استثمار، وطاقة إنتاجية، وفرص عمل، وبعض التفاصيل الفنية الأخرى. وذلك بعد عروض الشركات اليابانية.

وعقب اللقاء توجه الوفد إلى زيارة مصنع مصر للهيدروجين، أول مشروع في أفريقيا لإنتاج الوقود الأخضر، وقد افتُتح خلال قمة تغير المناخ (COP27) التي انعقدت في مصر نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، ثم توجه الوفد إلى ميناء السخنة لتفقد الأعمال في الأرصفة الجديدة بالميناء.


ارتفاع الحد الأدنى للأجور في اليابان اعتباراً من أول أكتوبر

رجل يشتري سمكاً من إحدى الأسواق في طوكيو باليابان -(رويترز)
رجل يشتري سمكاً من إحدى الأسواق في طوكيو باليابان -(رويترز)
TT

ارتفاع الحد الأدنى للأجور في اليابان اعتباراً من أول أكتوبر

رجل يشتري سمكاً من إحدى الأسواق في طوكيو باليابان -(رويترز)
رجل يشتري سمكاً من إحدى الأسواق في طوكيو باليابان -(رويترز)

بدأ الحد الأدنى للأجور في الارتفاع بجميع أنحاء اليابان، اعتباراً من الأول من أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، في ظل ارتفاع الأسعار، حيث بدأت أغلب المحافظات في تطبيق الزيادة بداية من الأحد، حسب ما أوردته هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية (إن إتش كيه).

وتقرر كل محافظة في كل عام مستوى الأجور الخاص بها، بناءً على مقترحات من جانب لجنة تابعة لوزارة العمل.

وارتفع متوسط الأجور المحلية في الساعة الواحدة إلى 1004 ينّات، أو نحو 6.7 دولارات. ويترجم ذلك إلى ارتفاع قياسي يبلغ نحو 30 سنتاً بالمقارنة مع العام الماضي.

ولدى طوكيو أعلى مستوى للأجور في الساعة بواقع 1113 يناً، أو نحو 7.4 دولارات. أما أدنى مستوى للأجور في الساعة فيأتي في محافظة إيواتي، بواقع 893 يناً، أو ما يقارب الـ6 دولارات.

وتقول بعض الشركات الصغيرة والمتوسطة إنها تجد صعوبة في مواكبة الارتفاع. فيما يقول العاملون إن زيادة الأجور ليست كافية لتعويض زيادة الأسعار المستمرة.

في الأثناء، ذكر رئيس المجلس العام للحزب الديمقراطي الليبرالي الياباني، هيروشي مورياما، إن التخفيضات الضريبية المحتملة، كجزء من الحزمة الاقتصادية لدى الحكومة، التي سيتم الانتهاء منها في أواخر أكتوبر (تشرين الأول)، ربما تكون مبرراً لحل البرلمان.

وقال مورياما، في خطاب في مدينة كيتامي في جزيرة هوكايدو، إنه من منظور طويل الأجل، ربما يكون من الممكن إجراء التخفيضات الضريبية، استناداً إلى الانضباط المالي، حسب وكالة «بلومبرغ».

وأضاف أنه «من المهم للغاية أن نرى كيف ستسير الأمور، حيث إنه يتعين علينا أن نسعى للحصول على حكم الجمهور حول القضايا المرتبطة بالضرائب». يشار إلى أن رئيس وزراء اليابان يملك سلطة حل البرلمان للدعوة إلى إجراء انتخابات مبكرة.


نشاط الخدمات في الصين يتوسع بأبطأ وتيرة هذا العام

متفرج يحمل الأعلام الوطنية الصينية وعلم هونغ كونغ في دورة الألعاب الآسيوية هانغتشو 2022 بمقاطعة تشيجيانغ شرق الصين (وكالة الصحافة الفرنسية)
متفرج يحمل الأعلام الوطنية الصينية وعلم هونغ كونغ في دورة الألعاب الآسيوية هانغتشو 2022 بمقاطعة تشيجيانغ شرق الصين (وكالة الصحافة الفرنسية)
TT

نشاط الخدمات في الصين يتوسع بأبطأ وتيرة هذا العام

متفرج يحمل الأعلام الوطنية الصينية وعلم هونغ كونغ في دورة الألعاب الآسيوية هانغتشو 2022 بمقاطعة تشيجيانغ شرق الصين (وكالة الصحافة الفرنسية)
متفرج يحمل الأعلام الوطنية الصينية وعلم هونغ كونغ في دورة الألعاب الآسيوية هانغتشو 2022 بمقاطعة تشيجيانغ شرق الصين (وكالة الصحافة الفرنسية)

أظهر مسح للقطاع الخاص يوم الأحد، أن نشاط الخدمات في الصين توسع بأبطأ وتيرة هذا العام في سبتمبر (أيلول)، حيث ظل الطلب ضعيفاً على الرغم من سلسلة من إجراءات الدعم. ويخاطر ثاني أكبر اقتصاد في العالم بفقدان هدف نمو يبلغ نحو 5 في المائة هذا العام، حيث يواجه المسؤولون تراجعاً في العقارات وضعف الإنفاق الاستهلاكي وارتفاع الديون والتوترات الجيوسياسية، مما دفع المصارف الكبرى إلى خفض التوقعات لهذا العام.

وقال وانغ زهي، كبير الاقتصاديين في مجموعة «كايكسين إنسايت»: «نما عرض الخدمات والطلب عليها بوتيرة أبطأ في سبتمبر، حيث تحسنت ظروف السوق أقل من المتوقع». وقد وصلت ثقة الأعمال لتوقعات 12 شهراً إلى أدنى مستوى لها في 10 أشهر في سبتمبر. وأظهر المسح أن شركات الخدمات تكافح أيضاً مع ارتفاع تكاليف التوظيف والوقود. ومع ذلك، كانت هناك بعض التطورات الإيجابية مع توسع الطلبات الخارجية بعد التعاقد في أغسطس (آب)، مدفوعة جزئياً بزيادة الزوار الأجانب.

وانخفض مؤشر مديري المشتريات المركب لشركة «كايكسين - ستاندرد آند بورز»، الذي يشمل كلاً من نشاط التصنيع والخدمات، إلى 50.9 من 51.7 في أغسطس (آب)، مسجلاً أضعف مستوى منذ ديسمبر (كانون الأول). وتعني قراءة المؤشر فوق 50 أن هناك نمواً اقتصادياً وتوسعاً في الإنتاج والأعمال. أما في حال انخفاضه إلى ما دون الـ50، فهو دليل على وجود انكماش اقتصادي. وقال وانغ: «تراجعت مؤشرات مديري المشتريات في مجال التصنيع والخدمات على الرغم من بقائها في منطقة توسعية مع انخفاض الأخيرة بمعدل أكثر وضوحاً».

وبحسب وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا»، فإن بيانات الهيئة الوطنية للإحصاء أظهرت أن مؤشر مديري المشتريات لقطاع الصناعات غير التحويلية في البلاد وصل إلى 51.7 في سبتمبر الماضي، بزيادة قدرها 0.7 في المائة مقارنة مع شهر أغسطس (آب) الماضي في حين بلغ المؤشر الفرعي لقطاع الخدمات 50.9 في شهر سبتمبر، بزيادة قدرها 0.4 في المائة على الشهر الذي سبقه.

من جهته، عدّ الإحصائي في الهيئة، تشاو تشينغ خه، أن قطاع الخدمات توسّع بوتيرة أسرع خلال الفترة المذكورة، لافتاً إلى أن مؤشرات الأنشطة التجارية في خدمات النقل المائي والبريد والخدمات النقدية والمالية وقعت عند نطاق أعلى من 55.

أما قطاع البناء، فقد حافظ على نمو سريع، حيث ارتفع المؤشر الفرعي لأنشطته التجارية بنسبة 2.4 في المائة ليبلغ 56.2. في المقابل، جاء المؤشر الفرعي الذي يقيس التوقعات للأنشطة التجارية في قطاع البناء عند 61.8، ما يشير إلى تفاؤل قوي بين شركات البناء.

وقال مصرف «نومورا» في مذكرة بحثية أيضاً، إن نشاط الخدمات ربما فقد الزخم، مع تلاشي الطلب المكبوت على السفر الصيفي.

ويؤدي التباطؤ الاقتصادي إلى استقطاب مستشاري الحكومة بشأن أفضل طريقة للمضي قدماً، حيث يخرج دعاة الإصلاحات الهيكلية الآن من الظل في تحدٍ للآخرين الذين يطالبون بمزيد من الإنفاق الحكومي لدعم النمو المتعثر.

وقال المصرف المركزي يوم الأربعاء، إنه سيكثف تعديلات السياسة ويطبق السياسة النقدية بطريقة «دقيقة وقوية» لدعم الاقتصاد.


«صندوق النقد الدولي» يبحث الوضع الاقتصادي في أوكرانيا

سكان محليون يشترون الطعام من سوق أمام مبنى سكني تضرر بشدة من هجوم روسي على العاصمة الأوكرانية كييف (رويترز)
سكان محليون يشترون الطعام من سوق أمام مبنى سكني تضرر بشدة من هجوم روسي على العاصمة الأوكرانية كييف (رويترز)
TT

«صندوق النقد الدولي» يبحث الوضع الاقتصادي في أوكرانيا

سكان محليون يشترون الطعام من سوق أمام مبنى سكني تضرر بشدة من هجوم روسي على العاصمة الأوكرانية كييف (رويترز)
سكان محليون يشترون الطعام من سوق أمام مبنى سكني تضرر بشدة من هجوم روسي على العاصمة الأوكرانية كييف (رويترز)

يبحث «صندوق النقد الدولي»، الأحد، الوضع الاقتصادي وتحديات السياسة المالية في أوكرانيا.

وتضرر اقتصاد أوكرانيا بشدة منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير (شباط) 2022، واعتمدت الحكومة اعتماداً كبيراً على مساعدات غربية لتمويل المدفوعات.

وقال فاهرام ستيبانيان ممثل «صندوق النقد الدولي» في أوكرانيا، في هذا الصدد، إن الصندوق سيبدأ عقد اجتماعات في البلاد الأحد، لبحث أهداف وتحديات السياسة المالية مع مسؤولين حكوميين وغيرهم هناك.

يأتي هذا في الوقت الذي بدأ فيه الصندوق مراجعته الثانية لبرنامج قرض على عدة سنوات بقيمة 15.6 مليار دولار لأوكرانيا.

وبرنامج كييف الممتد على 4 سنوات يعد جزءاً من حزمة عالمية قيمتها 115 مليار دولار لدعم الاقتصاد الأوكراني.

وقال ستيبانيان في بيان: «يبدأ فريق من (صندوق النقد الدولي)، تقوده أوما راماكريشنان نائبة مدير الإدارة الأوروبية للصندوق، اجتماعات (الأحد) في كييف مع السلطات الأوكرانية وغيرها من الأطراف المعنية».

وأضاف «سيركز التواصل رفيع المستوى على أهداف السياسة والتحديات في إطار برنامج أوكرانيا المدعوم من اتفاقية تسهيل التمويل الممدد لـ(صندوق النقد الدولي)».

وتقول الحكومة في كييف إن أنشطة الأعمال الأوكرانية تأقلمت مع الواقع الجديد الذي فرضته الحرب، وإن الاقتصاد يتعافى بأسرع من المتوقع العام الحالي.


انطلاق المؤتمر الاستثنائي للبريد العالمي في الرياض بمشاركة 190 دولة

المهندس الجاسر في كلمة له خلال المؤتمر الاستثنائي للاتحاد البريدي العالمي بنسخته الرابعة (واس)
المهندس الجاسر في كلمة له خلال المؤتمر الاستثنائي للاتحاد البريدي العالمي بنسخته الرابعة (واس)
TT

انطلاق المؤتمر الاستثنائي للبريد العالمي في الرياض بمشاركة 190 دولة

المهندس الجاسر في كلمة له خلال المؤتمر الاستثنائي للاتحاد البريدي العالمي بنسخته الرابعة (واس)
المهندس الجاسر في كلمة له خلال المؤتمر الاستثنائي للاتحاد البريدي العالمي بنسخته الرابعة (واس)

تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، افتتح وزير النقل المهندس صالح الجاسر، اليوم (الأحد)، المؤتمر الاستثنائي للاتحاد البريدي العالمي بنسخته الرابعة وسط حضور دولي، وبمشاركة أكثر من 190 دولة حول العالم.

وأعرب المهندس الجاسر، في كلمة له خلال الحفل عن سعادة المملكة باستضافة هذا الحدث المهم، منوهاً باهتمام القيادة الكبير بتعزيز التعاون بين الدول الأعضاء في الاتحاد، وتطوير معايير تقديم الخدمات البريدية، ودعم التجارة الإلكترونية، وتحفيز الاقتصاد الرقمي، وتبني أفضل التقنيات المبتكرة في الخدمات البريدية واللوجستية.

وأكد دور «رؤية المملكة 2030» في قيادة التحوّل الاستثنائي للصناعة البريدية في المملكة، مشيراً إلى إطلاق الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية في عام 2021، حيث شهدت منظومة النقل والخدمات اللوجستية في جميع قطاعاتها إصلاحات كبرى وقفزات نوعيّة في كفاءتها التشغيلية ومؤشرات أدائها ونمو أعمالها.

جانب من الحضور للمؤتمر الاستثنائي للاتحاد البريدي العالمي بنسخته الرابعة (واس)

من جانبه، أوضح المدير العام للاتحاد البريدي العالمي ماساهيكو ميتوكي، أن المؤتمر الاستثنائي الذي تستضيفه المملكة يسعى إلى تعزيز الترابط في قطاع البريد والبحث عن فرص النمو في مختلف المجالات.

وقال: «نُقيم هذا المؤتمر الاستثنائي للحديث عن مواضيع محددة وأساسية وجوهرية تتطلب منّا الكثير من المباحثات ومشاركة الأفكار للوصول إلى قرارٍ مشتركٍ في بعض القضايا الإصلاحية للقطاع البريدي ومناقشة ضمّ أعضاءٍ جددٍ للاتحاد».

ومن المقرر أن يستمر المؤتمر في الرياض لمدة 5 أيام من 1 إلى 5 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، حيث يجمع قادة قطاع البريد والخبراء وأصحاب المصلحة من جميع أنحاء العالم، ليكون منصةً تعزز التكامل والمشاركة بين أعضاء الاتحاد لدراسة فرص توسيع العضوية لتشمل عدداً أكبر من الجهات الفاعلة في القطاع البريدي ومعالجة القضايا الملحة التي تواجه منظومة البريد العالمية.

وسيركز المؤتمر على موضوعات محورية مثل تعزيز التكامل والمشاركة من خلال بناء منظومةٍ بريدية تتوحدّ فيها الجهود لتحقيق النمو الاقتصادي والاجتماعي، وتقديم مفهوم المنظومة البريدية الواحدة وقدرتها على تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية على نطاق عالمي. وسيدور الحديث حول إيجاد بيئة تشجع التعاون بين أصحاب المصلحة البريديين لتحقيق فائدة أكبر للمجتمع.

ويناقش المؤتمر فرص التعاون المشترك لتعزيز القيمة لمستفيدي الخدمات البريدية والشركات والحكومات، واستعراض التوجهات والآراء والاستراتيجيات المبتكرة لتوظيف التقنيات المتقدمة والحديثة في تطوير الخدمات والمنتجات البريدية وترسيخ نفعها وفائدتها على القطاعات ذات العلاقة.

كما سيبحث المؤتمر في إحداث التغير والتحوّل الجوهري على مختلف الأبعاد والمستويات المرتبطة بتعزيز التنمية والتنوع التي ستسهم في مرونة القطاع البريدي وقدرته على تجسيد مستهدفات ومنطلقات الاستدامة، وستشمل المواضيع المطروحة أوجه وسبل التنمية المستدامة للخدمات البريدية، وتعزيز التنوع داخل القطاع، والتكيّف الفعّال مع الاحتياجات المتجددة للمجتمعات.

ويُعد المؤتمر الاستثنائي الرابع حدثاً مهماً ومحورياً في تاريخ الاتحاد البريدي العالمي، حيث يسعى إلى رسم مستقبلٍ نحو قطاع بريدي أكثر شمولاً وابتكاراً واستدامةً، وسيسهم المؤتمر في إعادة تشكيل وتطوير مستقبل الخدمات البريدية وتعزيز نموّه من خلال توظيف التقنيات الحديثة وتعزيز فرص الابتكار، ومناقشة فرص الانضمام للاتحاد لتحقيق مستهدفات التطوّر الاقتصادي واستدامة القطاع البريدي.


سوناك: نحرز تقدماً في خفض التضخم

رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك وهو يظهر في البرنامج التلفزيوني السياسي «Sunday Morning» (هيئة الإذاعة البريطانية)
رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك وهو يظهر في البرنامج التلفزيوني السياسي «Sunday Morning» (هيئة الإذاعة البريطانية)
TT

سوناك: نحرز تقدماً في خفض التضخم

رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك وهو يظهر في البرنامج التلفزيوني السياسي «Sunday Morning» (هيئة الإذاعة البريطانية)
رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك وهو يظهر في البرنامج التلفزيوني السياسي «Sunday Morning» (هيئة الإذاعة البريطانية)

أعلن رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، الأحد، أن الحكومة تحرز «تقدماً جيداً» في خفض التضخم، حيث حدد أولوياته في بداية المؤتمر السنوي للمحافظين. فيما بدأ خفض سقف أسعار الطاقة في المملكة المتحدة من الأحد 1 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، لكن ما يقرب من نصف الأسر ذات الدخل المنخفض ستشهد زيادة في فواتيرها. ومن المتوقع أن ينخفض معدل التضخم في بريطانيا إلى نحو 5 في المائة بحلول نهاية العام، وتحقيق الهدف يعني أن سوناك سيفي بأحد التعهدات الخمسة الرئيسية التي حددها في بداية العام.

وقال سوناك في مقابلة مع «بي بي سي»: «التضخم يجعل الناس يشعرون بالفقر، وكلما أسرعنا في خفض التضخم كان أفضل، وهذا هو السبب في أنه الأولوية الصحيحة، ونحن نحرز تقدماً جيداً». وفي هذا الوقت، بدأ خفض سقف أسعار الطاقة في المملكة المتحدة بدءاً من الأحد 1 أكتوبر. وعلى الرغم من أن مستوى الحد الأقصى سيكون أقل بنسبة 7.3 في المائة، فإن الإلغاء التدريجي للدعم الحكومي يعني ارتفاع ما تدفعه الأسر، حيث من المتوقع أن تستفيد تلك الأكثر استهلاكاً للطاقة بشكل كبير من انخفاض سعر الوحدة للكهرباء والغاز، في حين أن بعض الأسر التي تستهلك قليلاً نسبياً من الطاقة ستشهد ارتفاعاً في أسعار الفواتير هذا الشتاء مقارنة بالعام الماضي، بحسب وكالة «بلومبرغ». كما أن الرسوم دائمة التكاليف الثابتة المضافة على الفواتير لتغطية الاتصال بالشبكة، ستكون أعلى من العام الماضي، حيث من المرجح أن يتم طرح خطط لمعالجة أزمة تكلفة المعيشة في بريطانيا في مؤتمر حزب المحافظين هذا الأسبوع.

وستشهد الأسرة التي يقل استهلاكها للطاقة عن 80 في المائة من المتوسط ارتفاعاً في أسعار الفواتير هذا الشتاء، وسينطبق هذا الوضع على نحو واحدة من بين كل 3 أسر في بريطانيا، ونحو نصف الأسر في شريحة الدخل الأدنى، وفقاً لتقرير مركز أبحاث «ريزولوشن فاونديشن» البريطاني.

وبحسب كبير الاقتصاديين في مركز أبحاث «ريزولوشن فاونديشن»، جوناثان مارشال، فإنه من المتوقع أن تشهد نحو 3 ملايين أسرة ارتفاع فواتيرها بأكثر من 100 جنيه إسترليني. وعليه، فإن ضغط تكاليف المعيشة لم ينتهِ بعد، خصوصاً بالنسبة للأسر الأكثر فقراً التي من المرجح أن تعاني من استمرار ارتفاع هذه التكاليف.

وسينخفض سقف أسعار فواتير الطاقة في بريطانيا ليصل إلى 1923 جنيهاً إسترلينياً، خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2023، مقارنة بـ2074 جنيهاً إسترلينياً في السابق، علماً بأن هيئة تنظيم الطاقة في المملكة المتحدة تُحدد سقف أسعار فواتير الطاقة على أساس ربع سنوي. وهذه هي أول مرة ينخفض فيها متوسط أسعار فواتير الطاقة إلى أقل من 2000 جنيه إسترليني سنوياً منذ أبريل (نيسان) 2022، إلا أنها تظل ضعف مستويات ما قبل الأزمة تقريباً. وفي يناير (كانون الثاني) المقبل، من المتوقع أن يرتفع الحد الأقصى بنسبة 3.5 في المائة بسبب ارتفاع أسعار الجملة، وفقاً لمجموعة «كورنوال إنسايت».

وفي رسالة إلى وزيرة الطاقة البريطاني، توقعت جمعيات خيرية أن يعاني الملايين من الأشخاص في الأسر ذات الدخل المنخفض لسنوات كثيرة أخرى من العيش في منزل بارد مع ترشيد الطاقة، والمكافحة من أجل طهي وجبة ساخنة. ومع تخلف الأسر عن سداد فواتيرها، فإنها ستواجه الضربة المزدوجة المتمثلة في مواجهة التكاليف المرتفعة ومحاولة التهرب من ديون الطاقة.