توقعات روسية بوقف تخصيب اليورانيوم الإيراني بنسبة 60%

أوليانوف يرجح مرحلة أخيرة من مفاوضات فيينا الأسبوع المقبل

الرئيس الإيراني حسن روحاني أثناء زيارته معرضاً نووياً في طهران الشهر الماضي (أ.ب)
الرئيس الإيراني حسن روحاني أثناء زيارته معرضاً نووياً في طهران الشهر الماضي (أ.ب)
TT

توقعات روسية بوقف تخصيب اليورانيوم الإيراني بنسبة 60%

الرئيس الإيراني حسن روحاني أثناء زيارته معرضاً نووياً في طهران الشهر الماضي (أ.ب)
الرئيس الإيراني حسن روحاني أثناء زيارته معرضاً نووياً في طهران الشهر الماضي (أ.ب)

أعرب ميخائيل أوليانوف، رئيس الوفد الروسي إلى المفاوضات النووية الإيرانية في فيينا، عن تفاؤله بقدرة الأطراف على التوصل إلى نتائج ملموسة مع بداية يونيو (حزيران) المقبل. وقال إن واشنطن اتخذت قراراً سياسياً بالعودة إلى الاتفاق النووي، والوضع الحالي مرتبط بتفاصيل المفاوضات الجارية، منوهاً إلى قرب التوصل إلى «صفقة تشمل ملفات كثيرة بينها جانب من العقوبات المفروضة على إيران».
وقال أوليانوف، في مقابلة مع إذاعة «صدى موسكو» الروسية: «أولاً وقبل كل شيء، أعتقد أن التخصيب بنسبة 60 في المائة سيتوقف في الأيام القليلة المقبلة، أو قريباً جداً في سياق المفاوضات. وثانياً، لا يوجد شيء أفضل من هذه الصفقة لدول المنطقة؛ لأن هذه الصفقة توفر درجة عالية من التأكيد على أن إيران لم ولن تمتلك أسلحة نووية». وشدد الدبلوماسي الروسي على أن «الصفقة النووية» هي الحل الأمثل لكل الأطراف في المنطقة، لافتاً إلى أن إيران «غدت البلد الوحيد خارج النادي النووي الذي تمكن من الوصول إلى نسب تخصيب لليورانيوم تبلغ 60 في المائة».
وقال أوليانوف إن «الشيء الوحيد الممكن ليس عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق، بل استعادة الاتفاق النووي بكامله وفي شكله الأصلي»، مشيراً إلى أنه «من الصعب جداً وضع سقف زمني لإعلان إنجاز في المفاوضات، لكن الأيام الأولى من شهر يونيو هي (وقت حقيقي للغاية)». وزاد أنه منذ بداية أبريل (نيسان) وبعد الاتصالات الأولى مع الممثل الأميركي الخاص لإيران، روبرت مالي، تتخذ واشنطن «موقفاً براغماتياً للغاية، لديهم قرار سياسي بالعودة إلى الصفقة، وهم يعملون بجدية في هذا الاتجاه. هذا لا يعني أن مواقفنا تتوافق في كل شيء، لكن الأجواء عملية».
وأوضح أنه «لا يرى انسداداً في المفاوضات، قائلاً: «نتحرك بوضوح في الاتجاه الصحيح، ولدينا شعور بأن المرحلة الأخيرة ستبدأ الأسبوع المقبل. آمل أن يكون الأمر كذلك». وكشف الدبلوماسي الروسي عن جانب من التباينات القائمة حالياً موضحاً أن الحديث يدور حول مقدار العقوبات التي يجب رفعها، والخطوات التي يجب أن تتخذها إيران حتى يمكن القول إنها عادت بالكامل إلى الامتثال لالتزاماتها. وأعرب عن ثقته بأنه «سيتم حل هذه المشكلات، وسأخبركم بأن أهم لحظة لم نبدأ فيها المفاوضات بعد، هي تحديد من يجب أن يفعل ماذا ومتى».
- المواقف الرسمية
وأوضح أن «للإيرانيين موقفاً رسمياً، تم تحديده على أعلى مستوى، وهو أن تقدم واشنطن على كل الخطوات المطلوبة من جانب طهران ثم يفعل الإيرانيون كل ما هو مطلوب منهم» وأضاف «كي أكون صادقاً معكم، فمن الصعب أن أتخيل أن مثل هذا المخطط يمكن أن ينجح. ومع ذلك، يقول الأميركيون بوضوح تام إنه لن تكون هناك شوارع ذات اتجاه واحد. يمكنهم أن يذهبوا نحو خطوة أولى لكنهم سينتظرون أن يقوم الإيرانيون بدورهم في العمل، هذا يعني أننا بحاجة للبحث عن حلول وسط».
وزاد أوليانوف أن «عمليات التخريب» التي استهدفت إيران أدت في كل مرة إلى تطوير البرنامج النووي الإيراني، قائلاً: «لا أعرف ما إذا كان هذا يتوافق مع الأهداف التي حددها الأشخاص الذين نفذوا هذه الأعمال، مثل اغتيال عالم إيراني أو ما يسمى بالتخريب في نطنز، لكن كانت النتيجة هي أن إيران أصبحت ولأول مرة في التاريخ، أول دولة غير نووية تبدأ في تخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60 في المائة». وأضاف أنه يعتقد أن «إيران مستعدة للتراجع عن هذا المستوى قريباً جداً في سياق المفاوضات». ولمح إلى أنه بعد «استعادة الصفقة» ستتم إعادة آلية التحقق التدخلية القوية من النشاط النووي، و«الإيرانيون مبدئياً مستعدون لذلك ولكن بشرط أن تؤخذ مصالحهم بعين الاعتبار».
وتطرق إلى ملف العقوبات مشيراً إلى أنه «أيضاً موضوع تفاوض، لكن نظراً لأن المفاوضات سرية فلن أخوض في التفاصيل. من حيث المبدأ، يثير الإيرانيون قضية رفع جميع العقوبات المفروضة في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب. الأميركيون لديهم ثلاث قوائم: حمراء وخضراء وصفراء. الأحمر غير قابل للتفاوض، والأصفر قابل للتفاوض، والأخضر هو ما هم مستعدون للتنازل عنه دون أدنى شك». وأوضح أن «القائمة الخضراء، بشكل عام، تغطي الغالبية المطلقة من العقوبات الاقتصادية، لكن لأسباب واضحة فإن الإيرانيين يريدون المزيد من المطالب، وهذا موضوع تفاوضي، من حيث المبدأ، سيكون هذا جزءاً من الحل الشامل».
- ملف التعويضات
وحول المطلب الإيراني بالحصول على تعويضات من الولايات المتحدة بسبب الانسحاب من الاتفاق، قال الدبلوماسي الروسي إن «الطبيعي أن تثير إيران هذا السؤال. وربما هذا ممكن من خلال تطوير علاقات اقتصادية وتجارية نشطة. هذا أيضاً خيار للتعويض. لم يتم اتخاذ أي قرارات بهذا الشأن في فيينا حتى الآن، لكن هذا الملف بالطبع، يأتي من وقت لآخر أثناء المفاوضات».
وتطرق إلى مناقشة التعاون الروسي الإيراني في محطة بوشهر خلال المفاوضات الجارية قائلاً: «كي لا أخوض في التفاصيل، سألتزم الصمت بشأن بعض الأشياء، لكن هذا الموضوع يأتي في المفاوضات. يمكنني أن أؤكد لكم أنه سيتم حل هذه المشكلة بشكل إيجابي». وأضاف أنه «في كثير من الأحيان عندما يتحدثون عن البرنامج النووي الإيراني، فإنهم ينسون شيئاً واحداً: أن إيران طرف في المعاهدة العالمية لعدم انتشار الأسلحة النووية. وهذا يفرض عليها واجبات كبيرة، لكنه في الوقت نفسه يمنحها حقوقاً كبيرة، وأهم هذه الحقوق هو الحق في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، وبناء محطة للطاقة النووية هو أمر تغطيه المعاهدة. وإذا حرمت إيران من هذا الحق، فإنك تعطيها كل الأسباب لإثارة قضية التخلي عن التزاماتها بعدم الانتشار». ورأى أوليانوف أن «الخيار الأفضل للجميع أن نضمن نجاح الصفقة النووية بحيث تحصل إيران على مكاسب اقتصادية، وتعزز وضعها الدولي، وبالنسبة للأطراف الأخرى فإن المطلب هو ضمان أن إيران ليست لديها أسلحة نووية».



تركيا: مسيرة ضد المفاوضات مع أوجلان في إطار «عملية السلام»

مظاهرة في ديار بكر للمطالبة بالإفراج عن زعيم حزب «العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان (رويترز)
مظاهرة في ديار بكر للمطالبة بالإفراج عن زعيم حزب «العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان (رويترز)
TT

تركيا: مسيرة ضد المفاوضات مع أوجلان في إطار «عملية السلام»

مظاهرة في ديار بكر للمطالبة بالإفراج عن زعيم حزب «العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان (رويترز)
مظاهرة في ديار بكر للمطالبة بالإفراج عن زعيم حزب «العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان (رويترز)

فيما انتقد قيادي في حزب «العمال الكردستاني» خطوات الحكومة والبرلمان والأحزاب في تركيا بشأن «عملية السلام» وحل المشكلة الكردية، خرجت مسيرة حاشدة إلى ضريح مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك في أنقرة، رفضاً للمفاوضات مع زعيم الحزب السجين عبد الله أوجلان.

وتجمّع الآلاف من ممثلي الأحزاب والأكاديميين والصحافيين والعمال والشباب وممثلي الجمعيات العمالية ومختلف شرائح المجتمع التركي أمام ضريح أتاتورك (أنيتكابر)؛ للتعبير عن رفضهم للعملية التي تطلق عليها الحكومة «عملية تركيا خالية من الإرهاب» ويسميها الجانب الكردي «عملية السلام والمجتمع الديمقراطي».

رفض الحوار مع أوجلان

أكد المشاركون في المسيرة رفضهم المفاوضات مع أوجلان؛ كونه زعيم «منظمة إرهابية»، في إشارة إلى حزب «العمال الكردستاني»، ولـ«تورط البرلمان، الذي أسسه أتاتورك، في هذه العملية وإرسال وفد للقاء أوجلان في سجن إيمرالي».

وردّد المشاركون في المسيرة، التي انطلقت من ميدان «تان دوغان» إلى ضريح أتاتورك، هتافات من مقولاته، مثل: «كم أنا سعيد لكوني تركياً»، و«الاستقلال أو الموت».

بالتوازي، تقدمت مجموعة من المحامين بطلب إلى ولاية ديار بكر، كبرى المدن ذات الغالبية الكردية في جنوب شرقي تركيا، ووزارة الداخلية، ورئاسة الجمهورية، لحظر مسيرة تعتزم منصة «المجتمع الديمقراطي» تنظيمها في المدينة في 4 يناير (كانون الثاني) المقبل، للمطالبة بإطلاق سراح أوجلان، الذي أمضى 26 عاماً في السجن من محكوميته بالسجن المؤبد المشدد.

ولفت المحامون، في بيان مشترك، السبت، إلى أنه على الرغم من وجود أوجلان في السجن، فإن «نفوذه على المنظمة الإرهابية (حزب العمال الكردستاني) لا يزال قائماً»، وأن «أي اجتماع يُعقد تحت قيادته يُعدّ (دعاية لمنظمة إرهابية) و(تمجيداً للجريمة والمجرمين)»، وأن التجمع المزمع يُشكّل «خطراً واضحاً ومباشراً على النظام العام والأمن». وذكروا أنهم إلى جانب طلب الحظر، قدّموا شكوى جنائية لدى مكتب المدعي العام في ديار بكر ضد منظمي التجمع.

انتقادات كردية

في غضون ذلك، انتقد القيادي في «العمال الكردستاني» عضو المجلس التنفيذي لاتحاد مجتمعات كردستان، مصطفى كاراصو، الحكومة التركية والبرلمان والأحزاب السياسية، قائلاً إن الخطوات التي اتخذوها حتى الآن بشأن عملية السلام ودعوة «القائد آبو» (أوجلان) لحل الحزب ونزع أسلحته وتحقيق السلام والمجتمع الديمقراطي، «لا يمكن وصفها بالإيجابية».

وقال كاراصو، في تصريحات لوسائل إعلام كردية نقلت في تركيا، السبت، إنه «إذا كانت هذه العملية بهذه الأهمية، وإذا كان عمر الجمهورية التركية هو 100 عام، وإذا كان من المقرر حلّ مسألةٍ تتعلق بـ50 عاماً، أي نصف تاريخها، وإذا كان الهدف هو ضمان الأخوة التركية - الكردية، فإن الاعتراف بـ(الزعيم آبو) بوصفه شريكاً في المفاوضات أمر ضروري».

وأضاف: «يجب تهيئة الظروف التي تُمكنه من لعب دور فعّال في هذه العملية، حيث يستطيع العيش والعمل بحرية، هذه مسألة قانونية، منصوص عليها في دستورهم، تتعلق بـ(الحق في الأمل)». وعدّ كاراصو أن السياسة والأحزاب التركية تواجه «اختباراً تاريخياً»، وأن عدم معالجة مشاكل تركيا الجوهرية لا يعني سوى خداع هذه الأحزاب والسياسيين للمجتمع التركي.

وانتقد كاراصو عدم إعداد اللوائح القانونية التي تضمن الإفراج عن السجناء الذين أمضوا 30 سنة في السجن، حتى الآن، رغم إعلان حزب «العمال الكردستاني» حل نفسه وإلقاء أسلحته.

أحد اجتماعات لجنة البرلمان التركي لوضع الأساس القانوني لحل «العمال الكردستاني» (البرلمان التركي - إكس)

وأشار إلى أن البرلمان شكّل لجنة لوضع الأساس القانوني للعملية، عقدت الكثير من الاجتماعات، لكن لم يتم اتخاذ أي إجراء حتى الآن، مضيفاً: «لقد أصبح البرلمان، إلى حدٍّ ما، مجرد إجراء شكلي، تُترك القضايا الجوهرية لغيره؛ كالاقتصاد والتعليم، وحتى هذه القضايا لها حدودها».


الرئيس الإيراني: نحن في حالة «حرب شاملة» مع أميركا وإسرائيل وأوروبا

الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان (رويترز)
الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان (رويترز)
TT

الرئيس الإيراني: نحن في حالة «حرب شاملة» مع أميركا وإسرائيل وأوروبا

الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان (رويترز)
الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان (رويترز)

نقل تلفزيون «العالم» الإيراني عن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان قوله، اليوم (السبت)، إن إيران في حالة «حرب شاملة» مع أميركا وإسرائيل وأوروبا، مشيراً إلى أن هذه البلدان لا تريد لإيران النهوض.

وأضاف بزشكيان أن إسرائيل اعتقدت أن عدوانها على إيران سيؤدي إلى انهيار النظام، لكن ذلك لم يحدث، مؤكداً قدرة بلاده على تجاوز الضغوط والعقوبات.

وأكد الرئيس الإيراني أن الجيش أكثر قوة الآن عما كان عليه قبل الحرب مع إسرائيل، وتعهد بتلقين إسرائيل والولايات المتحدة درساً «أشد قسوة» إذا تكررت الاعتداءات الإسرائيلية والأميركية.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد قال، يوم الاثنين الماضي، إن أي تحرك من جانب إيران سيُقابل برد عنيف، مؤكداً أن إسرائيل لا تسعى إلى مواجهة مع إيران، مشيراً إلى أن إسرائيل تتابع مناورات إيرانية.

وشنّت إسرائيل هجوماً على إيران في يونيو (حزيران) الماضي، وقتلت عدداً من كبار القادة العسكريين والعلماء النوويين في الساعات الأولى من الحرب التي استمرت 12 يوماً، وتدخلت الولايات المتحدة في نهايتها عندما قصفت أهم المنشآت النووية الإيرانية بقنابل خارقة للتحصينات.


عبدي يزور دمشق خلال أيام لبحث تنفيذ اتفاق الاندماج

عناصر من «قسد» أثناء تحركات في حلب (أ.ف.ب)
عناصر من «قسد» أثناء تحركات في حلب (أ.ف.ب)
TT

عبدي يزور دمشق خلال أيام لبحث تنفيذ اتفاق الاندماج

عناصر من «قسد» أثناء تحركات في حلب (أ.ف.ب)
عناصر من «قسد» أثناء تحركات في حلب (أ.ف.ب)

يتوقع أن يزور قائد «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) مظلوم عبدي دمشق خلال أيام للقاء الرئيس السوري أحمد الشرع لبحث التنفيذ العملي لاتفاق اندماجها في الجيش السوري الموقع في دمشق في 10 مارس (آذار) الماضي.

يأتي ذلك في وقت تتصاعد فيه حدة التوتر في حلب بين فصائل تابعة لوزارة الدفاع السورية و"قسد"، وسط اتهامات سورية وتركية لها بالمماطلة في تنفيذ اتفاق الاندماج.

ونقلت وسائل إعلام تركية، السبت، تصريحات أدلى بها مصدر في الإدارة الذاتية (الكردية) لشمال وشرق سوريا لوسائل إعلام كردية، أن عبدي سيزور دمشق في الأيام المقبلة للقاء الشرع.

وبحسب ما ذكرت شبكة «روداو» الإخبارية، يؤكد ممثلو الإدارة الذاتية أن المفاوضات بين الإدارة ودمشق تجاوزت مرحلة «المناقشات النظرية» ودخلت مرحلة التنفيذ العملي لاتفاق 10 مارس، وأنها تتمحور حول نقاط رئيسية تُنبئ بتغييرات جوهرية في البنية العسكرية والاقتصادية والإدارية لسوريا.

قائد «قسد» مظلوم عبدي (رويترز)

وأضافت أنه «تماشيًا مع مبدأ (لا جيشين في بلد واحد)، يُخطط لدمج (قسد) في الجيش السوري، وستُقرر لجنة عسكرية مشتركة كيفية توحيد الفصائل المسلحة المختلفة تحت مظلة واحدة».

اتهامات وتحذيرات

في الوقت ذاته، انتقدت قيادات كردية سياسة تركيا تجاه سوريا والتلويح المتكرر بالتدخل العسكري ضد «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، مؤكدة أن أكراد سوريا لا يسعون إلى تقسيم البلاد.

وقال القيادي البارز في «العمال الكردستاني» عضو المجلس التنفيذي لاتحاد مجتمعات كردستان، مصطفى كاراصو، إن «مقاربات الدولة التركية بشأن سوريا غير صحيحة، فتركيا تعارض الحرب في غزة والهجمات الإسرائيلية على لبنان وسوريا، بمعنى أنها تعارض الحرب وتريد السلام، لكنها في الوقت ذاته تقول إنها ستتدخل في سوريا إذا لم تنفذ «قسد» اتفاق الاندماج... كيف يعقل هذا المنطق؟».

وأضاف كاراصو، في تصريحات لوسائل إعلام كردية نقلتها صحف تركية، السبت، أن تركيا تقول إنها تريد السلام في كل المناطق، لكنها تريد الحرب ضد الأكراد، مؤكداً أن «بإمكان الأكراد وحكومة دمشق مناقشة وحل مشاكلهم بأنفسهم؛ لأن هذه مشكلة داخلية والأكراد لا يقولون دعونا نقسم سوريا، لا يوجد مثل هذا النهج».

القيادي في حزب «العمال الكردستاني» مصطفى كاراصو (إعلام تركي)

وشدد على أن تركيا بحاجة إلى تغيير سياستها تجاه سوريا القائمة على محاولة فرض خطواتها من خلال الضغط والتهديد، مضيفاً: «الأمر في أيدي قوى متعددة، نعم، هناك قوى مختلفة متورطة، الأمر لا يقتصر على تركيا وحدها؛ فقوى أخرى تُثير الفتن في سوريا، أفضل ما يُمكن فعله هو ضمان الاستقرار في سوريا، لكن الاستقرار لا يتحقق بإثارة الصراع وزرع الفتنة بين دمشق وإدارة شمال وشرق سوريا».

وحذّر وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، مؤخراً، من نفاد صبر تركيا والأطراف الأخرى المعنية باتفاق اندماج «قسد» في الجيش السوري، مؤكداً أنه لا يوجد أي مؤشر على أنها تتخذ خطوات لتنفيذ الاتفاق.

الشرع خلال لقائه مع الوفد التركي في دمشق في 22 ديسمبر (الدفاع التركية - إكس)

كما اتهمت أنقرة ودمشق، خلال مؤتمر صحافي مشترك لوزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ونظيره التركي هاكان فيدان في دمشق، الاثنين الماضي، «قسد» بالمماطلة في تنفيذ الاتفاق الموقع بين قائدها مظلوم عبدي والرئيس أحمد الشرع، وأكدتا رفض أي محاولات للمساس بوحدة سوريا واستقرارها.

وبينما كان وفد تركي يضم فيدان ووزير الدفاع، يشار غولر، ورئيس المخابرات، إبراهيم كالين، يجري محادثات في دمشق شملت لقاء مع الشرع، أقدمت «قسد» على خرق اتفاق وقف إطلاق النار واستهدفت نقاطاً قرب دوارَي الشيحان والليرمون شمال حلب، فيما اعتبر رسالة موجهة إلى دمشق وأنقرة.

تصعيد في حلب

وتجددت الاشتباكات، ليل الجمعة - السبت، بين «قسد» وفصائل تابعة للقوات الحكومية السورية في شمال حلب.

مسلحون من «قسد» عند أحد الحواجز في حي الشيخ مقصود في حلب (إكس)

وقالت قوى الأمن الداخلي (الآشايس) التابعة لـ«قسد» إن الفصائل التابعة للحكومة بدأت هجوماً عنيفاً باستخدام الرشاشات الثقيلة والمدفعية على حيي الشيخ مقصود والأشرفية، بعدما استهدفت حاجزاً لها في محيط دوار الشيحان بحي الشيخ مقصود بقذيفتي «آر بي جي»، وإنها قامت بالرد على الهجوم.

ويشكل هذا التصعيد خطراً على مسار المفاوضات بين «قسد» ودمشق بشأن تنفيذ اتفاق 10 مارس.

وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية لوكالة الأنباء الرسمية (سانا)، الجمعة، إن التصريحات الصادرة عن قيادة «قسد» بشأن الاندماج ووحدة سوريا لم تترجم إلى خطوات عملية أو جداول زمنية واضحة، ما يثير تساؤلات حول جدية الالتزام بالاتفاق.

الشرع وعبدي خلال توقيع اتفاق اندماج «قسد» في الجيش السوري 10 مارس الماضي (إ.ب.أ)

وأكد المصدر أن استمرار وجود تشكيلات مسلحة خارج إطار الجيش السوري، بقيادات مستقلة وارتباطات خارجية، يمس السيادة الوطنية ويعرقل الاستقرار، وينسحب الأمر ذاته على السيطرة الأحادية على المعابر والحدود واستخدامها كورقة تفاوض.

وكان وزير الدفاع التركي يشار غولر، طالب، في تصريحات الأسبوع الماضي، «قسد» بإعلان خريطة طريق واضحة بشأن تنفيذ الاتفاق، لافتاً إلى أن تركيا جاهزة لجميع الاحتمالات.

تدخلات تركية

وصرّح عضو الهيئة الرئاسية في حزب «الاتحاد الديمقراطي» (الكردي) في سوريا، صالح مسلم، بأن الفصائل التابعة للحكومة التي تحاصر حيي الشيخ مقصود والأشرفية تتلقى الأوامر بشكل مباشر من تركيا وليس من دمشق.

صالح مسلم (حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري)

وزعم مسلم أن تركيا تهدف من وراء هذا التصعيد إلى إشعال الساحة السورية وإفشال اتفاق اندماج «قسد»، وأن السياسة التركية تسعى لكسر «الإرادة الكردية والديمقراطية في سوريا».

ولفت إلى أن اتفاق الأول من أبريل (نيسان) الماضي، بين المجلس العام لحيي الشيخ مقصود والأشرفية مع الحكومة السورية استهدف ترسيخ العيش المشترك وتعزيز السلم الأهلي في مدينة حلب، وأكد خصوصية الحيين، وأن تتولى قوى الأمن الداخلي (الآشايس) مع وزارة الداخلية في الحكومة السورية مسؤولية حماية الحيين، إلا أن المسلحين «المنفلتين» يعرضون هذه الاتفاقية للخطر.