تضييق صيني يخنق مكاسب «بتكوين» في 2021

العملة المشفرة فقدت 40 % من قيمتها... والخسائر 300 مليار دولار

فقدت عملة «بتكوين» أكثر من 40% من مستوياتها القياسية التي حققتها الشهر الماضي (أ.ف.ب)
فقدت عملة «بتكوين» أكثر من 40% من مستوياتها القياسية التي حققتها الشهر الماضي (أ.ف.ب)
TT

تضييق صيني يخنق مكاسب «بتكوين» في 2021

فقدت عملة «بتكوين» أكثر من 40% من مستوياتها القياسية التي حققتها الشهر الماضي (أ.ف.ب)
فقدت عملة «بتكوين» أكثر من 40% من مستوياتها القياسية التي حققتها الشهر الماضي (أ.ف.ب)

واصلت «بتكوين» النزول في موجة تقلب مستمرة منذ أسبوع، لتتراجع دون حاجز 40 ألف دولار أمس (الأربعاء)، إذ فاقمت أنباء عن فرض مزيد من القيود على معاملات العملات المشفرة في الصين مخاوف سابقة أثارتها تغريدات من إيلون ماسك رئيس «تسلا»، ليزيد حجم الخسائر السوقية للعملة المشفرة على نحو 300 مليار دولار.
وتراجعت «بتكوين» عند الساعة 11:45 بتوقيت غرينتش، نحو 14% لما يصل إلى 38749 دولاراً، وهو مستوى منخفض لم تبلغه العملة المشفرة منذ 8 فبراير (شباط) الماضي، والذي بلغته العملة للمرة الأولى في تاريخها فجر 8 يناير (كانون الثاني) الماضي.
وبذلك تكون «بتكوين» أيضاً دون متوسط تحركاتها في 200 يوم، وهي الآن منخفضة أكثر من 40% عن أعلى مستوياتها هذا العام البالغ 64895 دولاراً، والذي بلغته في 14 أبريل (نيسان) الماضي.
وهبطت «إيثريوم»، وهي العملة المرتبطة بشبكة سلسلة كتل «إيثريوم»، نحو 15% إلى 2875.36 دولار. وشملت الخسائر عدداً كبيراً من العملات الرقمية، حيث تراجعت «ريبل» 12.6% و«بتكوين كاش» 16% و«كاردانو» 15%.
وحاولت منصات التداول طمأنة المستثمرين تجاه ما يحدث في سوق العملات الرقمية حيث وصفت المنصة الأكثر شهرة في العالم «بينانس» ما يحدث بأنه عملية «تصحيح سعري»، لكنها لا تعرف على وجه اليقين متى ينتهي أو متى تصل الأسعار للقاع قائلة إن «الحقيقة الوحيدة المؤكدة في سوق العملات الرقمية هي التقلب».
وجاء الانخفاض عقب تصريحات جديدة لبنك الشعب الصيني، أعلن فيها أن العملات المشفرة «لم ولن تُستخدم كوسيلة للدفع، لأنها ليست عملات حقيقية»، مؤكداً أنه يجب على المؤسسات المالية وشركات المدفوعات عدم تسعير منتجاتها بالعملات المشفرة. ولم يشمل بيان بنك الشعب الصيني أي قرارات بمنع التعامل في العملات المشفرة، في وقت تمضي الصين لإصدار عملة رقمية خاصة بها.
وحظر البيان المؤسسات المالية وشركات الدفع من تقديم الخدمات المتعلقة بمعاملات العملات المشفرة، وحذّرت المستثمرين من المضاربة في تداول العملات المشفرة، وفقاً لوكالة «رويترز». وقالت ثلاث هيئات صناعية، هي «الرابطة الوطنية لتمويل الإنترنت في الصين» و«الجمعية المصرفية الصينية» و«جمعية الدفع والمقاصة في الصين»، في بيان مشترك مساء الثلاثاء، إنه بموجب الحظر يجب ألا تقدم هذه المؤسسات، بما في ذلك البنوك وقنوات الدفع عبر الإنترنت، للعملاء أي خدمة تتضمن عملة مشفرة، مثل التسجيل والتداول والمقاصة والتسوية. وتابع البيان أنه «في الآونة الأخيرة ارتفعت أسعار العملات المشفرة بشكل كبير وانخفضت، وانتعشت تجارة المضاربة على العملات المشفرة، مما يعد انتهاكاً خطيراً لسلامة ممتلكات الناس ويعطل النظام الاقتصادي والمالي العادي».
وقال البيان أيضاً إنه يجب على المؤسسات ألا تقدم خدمات الادخار أو الثقة أو التعهد بالعملة المشفرة، أو إصدار منتج مالي متعلق بالعملة المشفرة. كما سلّط الضوء على مخاطر تداول العملات المشفرة، قائلاً إن العملات الحيوية «لا تدعمها القيمة الحقيقية»، ويمكن التلاعب بأسعارها بسهولة، وعقود التداول غير محمية بالقانون الصيني.
وجاء الإعلان الصيني ليكمل أوجاع «بتكوين» التي تعرضت لرجة عنيفة الأسبوع الماضي بعدما قال إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة «تسلا»، إن شركة صناعة السيارات الكهربائية قد علقت شراء السيارات باستخدام «بتكوين»، مشيراً إلى المخاوف البيئية بشأن ما تسمى عملية «التعدين» الحسابي، حيث تستخدم فيها أجهزة الكومبيوتر عالية الطاقة لحل الألغاز الرياضية المعقدة لتمكين المعاملات باستخدام «بتكوين».
وقد جاء الإعلان عن تعليق «تسلا» الدفع بـ«بتكوين» بعد ثلاثة أشهر فقط من كشف الشركة أنها اشترت ما قيمته 1.5 مليار دولار من العملة المشفرة، وستبدأ في قبولها مقابل منتجاتها. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أوضح ماسك أن الشركة «لم تبع أي عملة بتكوين».


مقالات ذات صلة

ترمب يدفع «البتكوين» نحو 100 ألف دولار... ارتفاع جنوني في أسبوعين

الاقتصاد عملة «البتكوين» في صورة توضيحية تم التقاطها في «لا ميزون دو بتكوين» بباريس (رويترز)

ترمب يدفع «البتكوين» نحو 100 ألف دولار... ارتفاع جنوني في أسبوعين

لامست «البتكوين» أعلى مستوى قياسي جديد، يوم الجمعة، مع توجه أنظارها نحو حاجز 100 ألف دولار، في ارتفاع مذهل للعملة المشفرة مدفوع بتوقعات بيئة تنظيمية أكثر ودية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد تمثيلات عملات الريبل والبتكوين والإيثيريوم واللايتكوين الرقمية (رويترز)

عصر ذهبي جديد للعملات المشفرة مع تجاوز قيمتها السوقية 3 تريليونات دولار

وسط موجة من التفاؤل والتوقعات بتحولات جذرية، حافظت سوق العملات المشفرة على زخم صعودي قوي عقب فوز الرئيس المنتخب دونالد ترمب في انتخابات 5 نوفمبر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد تمثيل لعملة البتكوين يظهر أمام مخطط للأسهم (رويترز)

«البتكوين» تواصل صعودها التاريخي... هل تتجاوز حاجز الـ100 ألف دولار؟

تسارعت وتيرة ارتفاع سعر «البتكوين» نحو الـ100 ألف دولار يوم الخميس؛ حيث يراهن المستثمرون على نهج أكثر دعماً للعملات الرقمية في عهد دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد تعهّد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بجعل الولايات المتحدة العاصمة العالمية للبيتكوين والعملات الرقمية (رويترز)

«البيتكوين» تتخطى عتبة الـ95 ألف دولار للمرة الأولى في تاريخها

تخطّى سعر عملة البتكوين الرقمية، اليوم، عتبة الـ95 ألف دولار للمرة الأولى في تاريخها، وذلك بدفع من الآمال المعقودة على قُرب عودة الرئيس ترمب إلى البيت الأبيض.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد العملة المشفرة بتكوين في صورة توضيحية (رويترز)

البتكوين تحلق فوق 94 ألف دولار مع تفاؤل بدعم ترمب العملات المشفرة

ارتفع سعر البتكوين؛ العملة المشفرة الأكبر والأكثر شعبية في العالم، بأكثر من الضِّعف، هذا العام.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«كوب 29»: مضاعفة التمويل المناخي إلى 300 مليار دولار

الأمانة العامة لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ تصفق بحرارة في الجلسة الختامية لمؤتمر «كوب 29» (د.ب.أ)
الأمانة العامة لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ تصفق بحرارة في الجلسة الختامية لمؤتمر «كوب 29» (د.ب.أ)
TT

«كوب 29»: مضاعفة التمويل المناخي إلى 300 مليار دولار

الأمانة العامة لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ تصفق بحرارة في الجلسة الختامية لمؤتمر «كوب 29» (د.ب.أ)
الأمانة العامة لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ تصفق بحرارة في الجلسة الختامية لمؤتمر «كوب 29» (د.ب.أ)

بعد أسبوعين من النقاشات الحامية، انتهى مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية (كوب 29)، باتفاق على مضاعفة التمويل المتاح لمساعدة الاقتصادات النامية على مواجهة آثار تغيّر المناخ، إلى 300 مليار دولار سنوياً بحلول عام 2035.

وعلا التصفيق في قاعة الجلسة العامة في باكو، عندما قرعت مطرقة رئيس «كوب 29»، مختار باباييف، للاتفاق الجديد الذي وصفه الرئيس الأميركي جو بايدن بأنه «تاريخي»، وأنه يُعدّ «هدفاً طموحاً» في مجال تمويل المناخ. بدوره، عدّ الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الاتفاق «أساساً» يمكن البناء عليه.

في المقابل، أثار الاتفاق حالة من الإحباط لدى الدول النامية التي وصفته بأنه غير كافٍ.

ولم يكن التمويل القضية الوحيدة على الطاولة؛ إذ تم التوصل أيضاً إلى اتفاقيات لبدء تداول أرصدة الكربون العالمية، وذلك بعد نحو عقد من الزمن على اقتراحها.