مسارح لندن تعود لروادها بعد أشهر الإغلاق

حي {وست إند} في لندن والمعروف باسم «ثييتر لاند» (أرض المسارح) (أ.ب)
حي {وست إند} في لندن والمعروف باسم «ثييتر لاند» (أرض المسارح) (أ.ب)
TT

مسارح لندن تعود لروادها بعد أشهر الإغلاق

حي {وست إند} في لندن والمعروف باسم «ثييتر لاند» (أرض المسارح) (أ.ب)
حي {وست إند} في لندن والمعروف باسم «ثييتر لاند» (أرض المسارح) (أ.ب)

في تمام السابعة والنصف من مساء أمس، قتلت مورين ليون على خشبة مسرح «سانت مارتين» في لندن، وانطلقت صرخاتها تدوي في الفضاء. وقد لقيت لحظة موتها ترحيباً واسعاً عبر مختلف أرجاء صناعة المسرح في لندن، لسبب واحد بسيط: أنه المشهد الافتتاحي لمسرحية «مصيدة الفئران» (ماوس تراب) للكاتبة أغاثا كريستي، فقد اعتبر عرض هذه المسرحية مؤشراً على عودة «ويست إند» من جديد.
فعلى امتداد 427 يوماً، تسببت جائحة فيروس «كورونا» المستجد في إغلاق جميع مسارح لندن. وقد حاولت بعض دور المسرح إعادة فتح أبوابها في الخريف لتتفاجأ بسقوط إنجلترا في موجة جديدة من إجراءات الإغلاق قبل حتى أن يبدأ الممثلون في أداء البروفات.
كما أقدمت دور المسرح على المحاولة ذاتها من جديد في ديسمبر (كانون الأول)، حيث قامت العديد من المسرحيات الغنائية، من بينها مسرحية «سيكس» (ستة) التي تدور حول زوجات الملك هنري الثامن، بإعادة فتح أبوابها أمام الجماهير المتعطشة. ولكن بعد أيام قليلة، أقدمت دور العرض على غلق أبوابها من جديد.
أما هذه المرة، فمن المنتظر أن تكون العودة طويلة الأمد، خصوصاً بعدما أعلن رئيس الوزراء بوريس جونسون أن بإمكان دور المسرح إعادة فتح أبوابها، سواء التزمت بقواعد التباعد الاجتماعي أم لا وذلك بدءاً من 21 يونيو (حزيران)، مع افتراض أن حالات الإصابة بفيروس «كورونا» ستظل منخفضة بفضل جهود التطعيم السريعة في البلاد.
كما أنه من المقرر إعادة افتتاح مجموعة من العروض هذا الشهر، منها العرض المسرحي الغنائي الجديد لأندرو لويد ويبير بعنوان «سندريلا» الذي سيتم افتتاحه في 25 يونيو إضافة إلى سيل آخر من العروض المسرحية المقرر افتتاحها قريباً.
هذا ومن المنتظر أن يعيد عرض «هاميلتون» فتح أبوابه في أغسطس (آب)، حيث يتوقع أن ما سيحدث مع هذه العروض سيعتبر مقدمة لإعادة فتح مسارح «برودواي» في سبتمبر (أيلول).
والسؤال هنا: ما شعور المعنيين بصناعة المسرح الذين بدأوا العمل من جديد للتو بعد توقف دام 15 شهراً؟ هل أثرت الجائحة على نظرتهم للمسرح؟ من جانبنا، تواصلنا مع ثلاثة منهم للتعرف على الإجابة.
عندما خطى إيان ريكسون نحو غرفة البروفات في أبريل (نيسان) لبدء بروفات مسرحية «والدن» قرر أن يقيم طقساً ليعبر عن مدى امتنانه لعودته للعمل من جديد.
ويعد ريكسون واحداً من أكثر المخرجين البريطانيين المطلوبين، ومن بين النجاحات التي حققها ريكسون في «برودواي» مسرحية «جيروزاليم» وإحياؤه عام 2018 لمسرحية «سيغل» (طائر النورس) والتي اعتبرها أفضل رائعة لتشيكوف على الإطلاق، تبعاً لما كتبه بين برانتلي في «نيويورك تايمز».
وفي الليلة التي أعلنت فيها قرارات الإغلاق، كان ريكسون يحضر بروفات ملابس مسرحية «أول أوف أس» (جميعنا) بالمسرح الوطني، في الوقت الذي كان إحياء ريكسون لمسرحية «أنكل فانيا» يجتذب الحشود في «ويست إند». وفجأة، أصبح دون عمل ودون هدف في الحياة. وخلال فترة الإغلاق في الربيع الماضي، كان ريكسون يسير حول «ويست إند» ويبكي بينما تتطلع عيناه نحو أبواب المسارح المغلقة.
وقد حرص ريكسون على شغل وقته بتصوير «أنكل فانيا»، لكنه ذكر أنه قضى الجزء الأكبر من وقته في التفكير فيما يرغب في عمله على خشبة المسرح عندما يعاود فتح الأبواب. وقال عن تصوره لعمله بعد العودة: «عمل جديد يتفاعل مع ما أصبحنا عليه الآن. عمل شجاع».
ومن ناحية أخرى، تعد مسرحية «والدن»، للكاتبة الأميركية إيمي بيريمان التي لا تحظى بشهرة واسعة، المثال الأول على ذلك. وكان ريكسون قد اطلع على المسرحية ـ التي تدور حول شقيقتين لديهما وجهات نظر متعارضة تجاه كيف ينبغي على البشر التعامل مع قضية التغيرات المناخية ـ وذلك صدفة خلال فترة الصيف الماضي، أثناء بحثه عن نصوص لصالح المنتجة سونيا فريدمان.
وقال ريكسون عن المسرحية: «إنها مذهلة في نطاقها الخيالي، إنها تبدو أشبه بمسرحية سبق أن ألفت صاحبتها 20 مسرحية قبلها، وليس أول عمل لها».
ومن ناحيتها، قالت نيكا بيرنز، الرئيسة التنفيذية لـ«نيماكس»: «لن نحقق أرباحاً، لكن يبقى الوضع أفضل من الإغلاق».
وأضافت: «نشعر هذه المرة بأن العودة حقيقية» وتابعت أثناء انحنائها فوق طاولة مكتبها في «ويست إند» وقد اتسعت عيناها أثناء الحديث وكأنها تحاول التأكيد على ما تقوله.
وأعربت عن اعتقادها أن جهود التطعيم داخل بريطانيا «كانت سريعة بجميع المقاييس. وبطبيعة الحال، لو لم نبع أي تذاكر، لم أكن لأصبح في هذه الحالة المزاجية المرحة».
ومن الجدير بالذكر في هذا الجانب أن بيرنز، الرئيسة التنفيذية لمؤسسة «نيماكس ثياترز»، تعد بمثابة واحدة من الأبطال المجهولين وراء عودة «ويست إند». وعلى مدار العام الماضي، فقد استحوذ الكثير من المسؤولين بمجال المسرح في بريطانيا على عناوين الأخبار بفضل جهودهم لدعم العاملين خلال فترة الجائحة.
ومن بين هؤلاء لويد ويبير الذي ضغط على الحكومة البريطانية مراراً للسماح بإعادة فتح دور المسرح، بل واستضاف تجربة إجازة الحكومة في يوليو (تموز) لإثبات أن إعادة فتح المسارح يمكن تنفيذها على نحو آمن. كما أنشأت فيبي والر بريدج، نجمة «فليباغ»، صندوقاً لدعم العاملين على نحو حر بمجال المسرح، وكذلك فعل المخرج سام مينديز.
أما بيرنز، فقد فعلت أمراً مختلفاً، ذلك أنها حاولت مراراً فتح دور المسرح الست التابعة لها مع التزام قواعد التباعد الاجتماعي وارتداء أقنعة حماية الوجه.
والآن، تخطط من جديد لفتح جميع المسارح التابعة لها، حيث من المقرر أن يبدأ عرض مسرحية «ستة» التي تدور حول زوجات الملك هنري الثامن على خشبة مسرح «ليريك»، أما مسرحية «الجميع يتحدثون عن جيمي» (إيفري بودي إز توكينغ أباوت جيمي)، وهو عرض مسرحي غنائي، فسيجري عرضه في مسرح «أبوللو».
وقد علقت بيرنز على ذلك بقولها: «لن نحقق أرباحاً، لكن يبقى هذا الوضع أفضل عن الإغلاق. وعلى الجانب الإنساني، نحن أفضل بمليون مرة اليوم».
وتستعين بيرنز في عملها بـ150 شخصاً لإدارة شؤون المسرح. وقالت: «أتحرق شوقاً لأول يوم لتسلم الراتب. لقد اضطروا للانتظار طويلاً من أجل هذا اليوم»، ثم سارعت للقول بعد أن أدركت أنها ربما خرقت القواعد بقولها: «آسفة! لكن هذا شعوري فحسب».
يذكر أن مسرحية «مصيدة الفئران» التي ظلت تعرض في «ويست إند» منذ عام 1952، من المقرر أن يعاد افتتاحها في 17 مايو (أيار)، لتصبح أول مسرحية يعاد افتتاحها هنا.
ومن ناحيتها، قضت هودسون هولت، التي تعمل في المسرحية منذ ما يقرب من 20 عاماً، الجزء الأكبر من العام الماضي بين جدران منزلها. وقالت: «كنا محظوظين، لأن الإدارة الكفء للغاية أبقتنا في إجازة مدفوعة الأجر»، ما يعني أن الحكومة سددت جزءاً كبيراً من راتبها. واستطردت قائلة: «لكن الأمر فيما يخص الكثير من العاملين على نحو حر ـ من مصممي ملابس وممثلين ـ كان مدمراً».
وسعياً نحو تقليل مخاطر فيروس «كورونا»، ستتولى مجموعتا عمل اليوم تبادل الأدوار الثمانية المتاحة بالمسرحية. ويسعى الموقع الإلكتروني للمسرح إلى الترويج لهذه الخطوة باعتبارها إجراءً ذكياً بمجال التسويق، ويحث الجمهور على مشاهدة أداء مجموعتي العمل من الممثلين. أما في الواقع، فهدف هذه الخطوة الاحترازية هو أنه في حال تعرض أحد أفراد المجموعة للإصابة، ستبقى هناك مجموعة بديلة ليستمر العمل.
وبسبب الاستعانة بأعداد إضافية من الممثلين، قضت هودسون هولت أيامها الأولى في العمل لشراء قبعات ومعاطف إضافية تكفي الجميع. من الجدير بالذكر أن متجر «ديبينهام» الذي تعتبره واحداً من أفضل مصادرها للحصول على ملابس عتيقة الطراز، قد أغلقت جميع فروعه.
كما تبدل الروتين اليومي لهودسون من جوانب أخرى، فبدلاً من الحصول على قياسات الجسد بنفسها، تحرص هذه الأيام على الاتصال بالممثلين لسؤالهم عما إذا كانت أوزانهم أو عضلاتهم زادت خلال فترة الحظر وسيحتاجون بالتالي لمقاسات أكبر.
ورغم تطبيق قاعدة عدم اللمس، فقد مرت بروفات ارتداء الملابس على النحو المخطط له. وقد نجحت هودسون في العثور على قبعة مناسبة لموس، التي تشارك حديثاً في دور ميس كيسويل، واحدة من القتلة المحتملين العالقين داخل أحد بيوت الضيافة الإنجليزية بعدما ضربت عاصفة ثلجية المنطقة.
* خدمة {نيويورك تايمز}


مقالات ذات صلة

القاهرة تستضيف 16 عرضاً بمهرجان «المسرح العربي»

يوميات الشرق ريم أحمد في لقطة من مسرحية «كارمن»  (البيت الفني للمسرح)

القاهرة تستضيف 16 عرضاً بمهرجان «المسرح العربي»

أعلنت الهيئة العربية للمسرح عن مشاركة 16 عرضاً مسرحياً من مختلف الدول العربية، في الدورة الـ16 من مهرجان «المسرح العربي» التي تنظمها الهيئة.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق تضمن العرض بعضاً من أغاني أم كلثوم خصوصاً عن فلسطين (وزارة الثقافة المصرية)

«سيرة في حب أم كلثوم»... مسرحية للعرائس تستعيد رحلة «الست»

في إطار استعادة مصر لسيرة أم كلثوم بالتزامن مع مرور 50 عاماً على رحيلها، استضاف «مسرح نهاد صليحة» بأكاديمية الفنون المصرية عرضاً مسرحياً للعرائس.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق الفنان التونسي لمين النهدي (الشرق الأوسط)

لمين النهدي لـ«الشرق الأوسط»: أنحاز للمسرح لأنه يمنحني الحرية

أكد الممثل التونسي لمين النهدي أنه انحاز للمسرح منذ بداية مسيرته الفنية لأنه يجد حريته في مواجهة الجمهور أكثر من السينما والدراما التلفزيونية.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق نحو 24 ممثلاً يشاركون في مسرحية «أبو الزوس»

«أبو الزوس»... ضربة معلّم في الإبهار والعمق والكوميديا

تمثّل مسرحية «أبو الزوس» للمخرجة لينا خوري عودة مفرحة للمسرح اللبناني الأصيل، إذ تلتقي في العمل جميع العناصر الفنية المطلوبة لتقديم مسرحية متكاملة.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق تكريم تاريخ يمتد من الأحساء إلى الرياض (هيئة المسرح)

«الرياض للمسرح» يحتفي برائدَيْن صاغا البدايات الأولى للحركة المسرحية السعودية

تُنظّم «هيئة المسرح والفنون الأدائية» مهرجان الرياض للمسرح من 15 حتى 22 ديسمبر (كانون الأول)، بمركز المؤتمرات بجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن في الرياض...

عمر البدوي (الرياض)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.


رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».


ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».