البحرين تستعد لاستقبال السعوديين بعد تعليق السفر 14 شهراً

جسر الملك فهد الرابط بين السعودية والبحرين (واس)
جسر الملك فهد الرابط بين السعودية والبحرين (واس)
TT

البحرين تستعد لاستقبال السعوديين بعد تعليق السفر 14 شهراً

جسر الملك فهد الرابط بين السعودية والبحرين (واس)
جسر الملك فهد الرابط بين السعودية والبحرين (واس)

تستعد البحرين لاستقبال آلاف الزوار السعوديين المتوقع وصولهم عبر جسر الملك فهد، بدءاً من يوم الاثنين المقبل؛ بحزمة من المشاريع السياحية التي تم تدشينها مؤخراً، وكذلك بتشديد الإجراءات الاحترازية للحدّ من تفشي وباء «كورونا»، بعد إغلاق استمر منذ شهر مارس (آذار) من العام الماضي.
وتمّ تدشين مجموعة من المشاريع السياحية، التي تستفيد من موقع البحرين على الخليج، من بينها مجمعات تسوق ومطاعم ومقاهٍ وقاعات سينما، وأماكن ترفيهية متنوعة.
وقبيل تفشي جائحة «كورونا»، بلغ عدد الزوار السعوديين للبحرين في النصف الأول من عام 2019 نحو 4.3 مليون زائر مقارنة بـ4.2 مليون زائر في النصف الأول 2018.
وعَبَرَ جسر الملك فهد الرابط بين السعودية والبحرين، خلال عام 2019 28.94 مليون مسافر مقابل 27.4 مليون مسافر في عام 2018 بفارق 540 ألف مسافر، وفق بيانات رسمية.
ويُفتتح اليوم في مدينة المحرّق بالبحرين «سوق القيصرية»، الواقع ضمن موقع «مسار اللؤلؤ: شاهد على اقتصاد جزيرة» والمسجل على قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو).
وتفتتح السوق هيئة البحرين للثقافة والآثار، وتأتي ضمن جهود هيئة الثقافة لاستكمال الموقع خلال العام الذي يحتفي بتاريخ هذه المهنة العريقة في مملكة البحرين بشعار «مسار اللؤلؤ».
وتعد سوق القيصرية إحدى أقدم مناطق سوق المحرّق. وقامت السوق بدور أساسي في تشكيل اقتصاد اللؤلؤ في البحرين، حيث كانت تشهد صفقات شراء وبيع اللؤلؤ وتسلم وتخزين الأخشاب التي استخدمت في بناء أساطيل سفن صيد اللؤلؤ. وتضم السوق خمسة مبانٍ تاريخية تقع ضمن موقع مسار اللؤلؤ من بينها محلات ودكاكين سيادي التي تمثل نماذج معمارية للمتاجر الصغيرة التي كان يتكون منها معظم السوق.
وفي إطار الجهود للحدّ من تفشي جائحة «كورونا»، نظمت هيئة البحرين للسياحة أول من أمس لقاءً مفتوحاً مع أصحاب المنشآت السياحية من فنادق ومطاعم ومقاهٍ لإطلاعهم على الإجراءات والاشتراطات التنظيمية المتعلقة بتطبيق الاشتراطات الصحية الواجب تطبيقها في تلك المنشآت لاحتواء ومنع انتشار فيروس «كورونا» (كوفيد - 19)، وذلك عشية الاستعداد لفتح بعض القطاعات بدءاً من عيد الفطر أمام الحاصلين على التطعيم والمتعافين من المواطنين والمقيمين والزائرين.
وأوضحت الدكتورة نجاة أبو الفتح مديرة إدارة الصحة العامة في وزارة الصحة خلال اللقاء أنه ينبغي على المسؤولين في المنشآت السياحية التأكد من إبراز مرتادي الخدمات الداخلية فيها شعار المتطعمين والمتعافين باللون الأخضر في تطبيق «مجتمع واعي» للمواطنين والمقيمين في مملكة البحرين، وإبرازها من قبل حاملي جنسيات دول الخليج في تطبيقات الهواتف الرسمية المعتمدة لديهم والخاصة بفيروس «كورونا» لإثبات الحصول على التطعيم وإثبات التعافي.
وقالت إنه يُسمح بالحصول على الخدمات الداخلية أيضاً للفئة العمرية البالغة 18 عاماً وأقل على أن يشترط لمن هم دون 12 عاماً أن يكونوا برفقة شخص متطعم أو متعافٍ، في حين لا يُسمح لغير المتطعمين أو غير المتعافين من الحصول على الخدمات الداخلية في المطاعم والمقاهي والصالات الرياضية الداخلية وبرك السباحة الداخلية، إضافة إلى دور السينما الداخلية وصالات العرض التابعة لها، ومحلات «السبا»، ومراكز الألعاب الترفيهية الداخلية والخارجية، والفعاليات والمناسبات والمؤتمرات التي تقام في أي مكان مثل الفنادق والمراكز التجارية وغيرها.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».