صلاة العيد تعود إلى مسجد دمرته الحرب على «داعش» في الموصل

صلاة العيد في مسجد المصفي بالموصل العراقية (أ.ف.ب)
صلاة العيد في مسجد المصفي بالموصل العراقية (أ.ف.ب)
TT

صلاة العيد تعود إلى مسجد دمرته الحرب على «داعش» في الموصل

صلاة العيد في مسجد المصفي بالموصل العراقية (أ.ف.ب)
صلاة العيد في مسجد المصفي بالموصل العراقية (أ.ف.ب)

مع انبلاج الفجر في مدينة الموصل العراقية، اليوم (الخميس)، سجد المصلون بين أكوام من الأنقاض بينما أقيمت صلاة عيد الفطر في أقدم مسجد في المدينة لأول مرة منذ طُرد تنظيم «داعش» الإرهابي من المنطقة عام 2017، وفقاً لوكالة «رويترز» للأنباء.
ودخلت مجموعات من الرجال بصمت وجلسوا للاستماع إلى تلاوة قرآنية في المبنى، الذي يعود تاريخه إلى العصر الأموي في القرن السابع، ولا يزال إلى حد كبير في حالة خراب بعد القتال العنيف في مدينة الموصل القديمة.
وقال الأكاديمي أحمد نجم بعد الصلاة: «الرسالة واضحة... مسجد المصفي هو مركز ورمز إسلامي للمنطقة. ليس رمزاً إسلامياً فحسب، بل رمز للمدينة كذلك».
ودمرت أجزاء من المسجد خلال احتلال تنظيم «داعش»، الذي أعلن الموصل «عاصمة دولة الخلافة»، وخلال الحملة المكثفة من الضربات الجوية لتحرير المدينة من المتطرفين.
ومثل العديد من المباني التراثية والدينية الأخرى في المدينة القديمة، فقد ظل المسجد في حالة خراب، بجدران منهارة وأكوام من الأنقاض.
ويقول نشطاء إن هذا يرجع إلى عدم كفاية التمويل العام المخصص لإعادة الإعمار في محافظة نينوى بشمال العراق، وقال نجم: «نحن بحاجة إلى تسريع وتيرة إعادة إعماره».
وعمل متطوعون من مجموعة تقوم بحملة لتجديد المدينة القديمة على كنس الأرض وفرش السجاد قبل صلاة العيد.
وقال أيوب ذنون أحد المتطوعين: «نحن سعداء بالعيد والاحتفالات الأخرى، لكن هناك أيضاً حسرة بسبب الدمار الكبير في الموصل حتى يومنا هذا».
وظهرت مجموعات المتطوعين في الموصل منذ تحريرها ونظمت الكثير من الحملات لجمع التمويل من أجل إعادة بناء التراث المعماري للمدينة وهويتها.
ونظمت تلك المجموعات فعاليات في المساجد والكنائس ومسرح الربيع في الموصل في الآونة الأخيرة، حيث نظفوا المباني المتضررة قدر الإمكان، غالباً دون دعم مالي أو غيره.
وقال ذنون بعد الصلاة في مسجد المصفي: «هذه دعوة لإعادة بناء هذا الصرح وتعويض سكان الموصل بإعادة بناء منازلهم في الموصل القديمة».


مقالات ذات صلة

الخارجية الألمانية تدعم حواراً كردياً مع دمشق

المشرق العربي مظلوم عبدي قائد «قوات سوريا الديمقراطية» (رويترز)

الخارجية الألمانية تدعم حواراً كردياً مع دمشق

قال مدير الشرق الأدنى والأوسط وشمال أفريقيا في «الخارجية» الألمانية، إن «حماية حقوق ومصالح الأكراد السوريين يمكن تحقيقها بشكل أفضل من خلال حوار داخلي سوري».

كمال شيخو (دمشق)
المشرق العربي الرئيس دونالد ترمب والرئيس التركي رجب طيب إردوغان في مؤتمر صحافي مشترك في البيت الأبيض بواشنطن 13 نوفمبر 2019 (رويترز)

تركيا تعيد فتح قنصليتها في حلب مع استمرار الاشتباكات العنيفة في شرقها

فتحت القنصلية التركية في حلب أبوابها بعد إغلاق استمر نحو 13 عاماً.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي (رويترز)

قائد «قسد» يناقش الوضع السوري والعمليات ضد «داعش» مع قائد القيادة المركزية الأميركية

قال القائد العام لـ«قسد» مظلوم عبدي، الجمعة، إنه عقد اجتماعاً مهماً مع قائد القيادة المركزية الأميركية مايكل كوريلا لتقييم الوضع في سوريا والعمليات ضد «داعش».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي عبدي لتوحيد الصف الكردي قبل الحوار مع الإدارة السورية

عبدي لتوحيد الصف الكردي قبل الحوار مع الإدارة السورية

عقد مظلوم عبدي، قائد «قسد»، اجتماعاً مع الزعيم الكردي مسعود بارزاني في أربيل، هو الأول من نوعه فرضته التطورات المتسارعة بسوريا.

كمال شيخو (دمشق)
أفريقيا حاكم ولاية بورنو حذر المزارعين من التعامل مع الإرهابيين (صحافة محلية)

«داعش» يحاصر 500 مزارع في نيجيريا

قالت نيجيريا إن الحرب التي يخوضها جيشها ضد مقاتلي «داعش» وجماعة «بوكو حرام»، أسفرت خلال هذا الأسبوع عن مقتل 76 مسلحاً.

الشيخ محمد (نواكشوط )

150 لوحة توثق المسيرة الإبداعية للتشكيلي السعودي سعد العبيّد

كان العبيد من أهم داعمي مجتمعه الإبداعي (واس)
كان العبيد من أهم داعمي مجتمعه الإبداعي (واس)
TT

150 لوحة توثق المسيرة الإبداعية للتشكيلي السعودي سعد العبيّد

كان العبيد من أهم داعمي مجتمعه الإبداعي (واس)
كان العبيد من أهم داعمي مجتمعه الإبداعي (واس)

عشرات اللوحات التشكيلية، إلى جانب 8 رسومات، أبدعها فنان سعودي رائد أثرى الساحة الفنية بحضوره ومساهماته على مدى أكثر من نصف قرن، يحتضنها معرض فني أقيم في وسط العاصمة السعودية الرياض.

المعرض انطلق تحت عنوان: «سيرة ومسيرة»، وأقيم للاحتفاء بسعد العبيّد؛ الفنان التشكيليّ البصريّ الذي سلب الفن لُبّه وحاز اهتماماته وعطاءه، ودفعه إلى تكريس حياته لأجله، حتى عُدّ أحد أبرز الذين شاركوا في وضع أسس بدايات الفن التشكيلي السعودي ومن أهم داعمي مجتمعه الإبداعي.

المعرض يحتضنه «قصر الثقافة» بالعاصمة السعودية الرياض (واس)

أبصر العبيد النور في مدينة الرياض سنة 1945 ودرس فيها خلال جميع المراحل الدراسية، ثم التحق بـ«معهد المعلمين» بالعاصمة السعودية، وتخرج فيه معلماً عام 1962، ثم زاول مهنة تدريس التربية الفنيّة لطلاب المرحلة الابتدائيّة لمدة 8 أعوام، قبل أن يُبتعث إلى فرنسا، التي حصل منها على دبلوم في الرسم التلفزيونيّ، ليضيف إلى سجله الطموح عنصر التدريب والخبرة والتعليم.

وفي عام 1999 قرر العبيد التفرغ للرسم، حيث دشن في 2008 مرسماً خاصاً به، عُدّ منصة انطلق منها إلى فضاء آخر يهدف منه إلى تطوير تجربته والانقطاع إلى أحبّ الأشياء إلى قلبه، بالإضافة إلى مد جسور مع المواهب والرواد في مجاله، حتى مثّل بتجربته الفريدة تلك بلادَه في كثير من المحافل الدولية، كما نشط بعضوياته في عدد من الجمعيّات والمؤسسات الوطنية التي اهتمت برعاية جيل من الفنانين الشباب الواعدين.

كان العبيد من الرواد الذين أسهموا في بدايات الفن التشكيلي السعودي (واس)

لوحات من إرث العبيّد وتجربته

في جنبات المعرض، الذي يحتضنه «قصر الثقافة» بالعاصمة السعودية الرياض، تنتشر 150 لوحة من أعمال الفنان سعد العبيّد الأصلية، إضافة إلى رسومات خاصة، تُبرز إرث الراحل وتجربته الفنية الممتدة على مدار 50 عاماً، وتتيح للجمهور فرصة استكشاف اهتمامات الفنان وأسلوبه الفني الذي ميّزه مبكراً وترك أثراً في تجارب بعض زملائه.

وحملت الأعمال الفنية لسعد العبيّد، التي أبدعها منذ 1966 وصولاً إلى آخرها قبل وفاته في عام 2020، شخصيته الفنية وحسه ولمسته ومعالجته اللونية الخاصة، فقد التزم بتوجيهات أحد معلميه في «معهد المعلمين» بتوظيف مجموعة لونية محددة، فعمل على ذلك خلال مسيرته الفنية.

ومن أهم الموضوعات التي تناولها في أعماله: أفراد من عائلته، إضافة إلى موضوعات تعبر عن الطبيعة والصحراء، وأخرى إنسانية، وبعض من المظاهر الاجتماعية.

كما رسم بعض مظاهر الحداثة التي شهدتها مدينة الرياض، وتركت زياراته المتكررة لمدينة أبها أثراً إبداعياً على أعماله خلال العقدين الأخيرين من حياته.

كتيب يجمع أغلب أعمال العبيد الفنية (واس)

شمعة الفن التشكيلي

‏وشكّل الفنان العبيّد مثالاً للفنان المؤثرّ في محيطه، ونموذجاً ملهماً في العطاء والإيثار والاهتمام بالآخرين، وعكس مشواره الفنّي التناغم الذي يعيشه الفنان في لوحاته ومع مجتمعه. وقد احتفى عدد من الفنانين، بمختلف أجيالهم، بالنافذة التي فُتحت في المعرض لتقدير دور الفنان الراحل وقيمته الفنية وتجربته المؤثرة في مجاله، وعَدّو مسيرته شمعة أضاءت مجتمع الفنانين.

داخل المعرض، يسلّط فيلم قصير الضوء على تجربة فنية فريدة أثرت الساحة التشكيلية، وأسهمت في تطوّرها على مدى عقودٍ طويلة، وتحدث فيه عدد من مجايليه من الفنانين الذين شاركوا لحظات من الذاكرة والتجربة التي جمعتهم بالفنان العبيّد وكشفت عن جوانب من شخصيته الفنية والاجتماعية الرائعة.

فيلم قصير يُسلّط الضوء على مسيرة العبيد الفنية التي أثرت الساحة التشكيلية (واس)

وقال القيّم الفني على المعرض، الفنان والكاتب عبد الرحمن السليمان: «يعدّ العبيّد أباً روحياً لكثيرٍ من الفنانين من الأجيال السابقة، وهذا الحدث الفني هو تقديرٌ وتكريم للفنان السعودي، وإبراز لأهميته الفنية ودوره الإداري والتنظيمي والتوجيهي».

من جانبه، أوضح الفنان التشكيلي فيصل مشاري أن «العبيد، منذ عرفه مجتمع الفنانين قبل 50 عاماً، منفتح يرسم الابتسامة على وجوه الجميع، ويسبق الجميع بالاهتمام».

وقال الدكتور معجب بن عثمان الزهراني، المحاضر في كلية الفنون بجامعة الملك سعود، إن الفنان العبيد «أحد رواد الفن السعودي، وترك بصمة مميزة عبر أسلوبه الواقعي البسيط. والمعرض الذي يحتفي بتجربته يعدّ لفتة ثمينة تستحق الشكر والتقدير».

وفي الختام، قالت الدكتورة منال الرويشد إن «الوفاء مستمر لجهود الفنان التشكيلي الراحل سعد العبيد»، مبدية شكرها لـ«هذا الدور الرائد في تقدير مبدعي السعودية، وهو ما يعكس صورة إيجابية عن الوفاء للمثقفين وإبراز سيرتهم ومسيرتهم للأجيال المقبلة وللآخرين».