دراسة: المشروبات السكرية قد تزيد مخاطر الإصابة بسرطان الأمعاء

المشروبات السكرية معروفة بالفعل بأنها ضارة بالصحة من خلال زيادة معدلات السمنة ومرض السكري من النوع الثاني (أرشيفية-رويترز)
المشروبات السكرية معروفة بالفعل بأنها ضارة بالصحة من خلال زيادة معدلات السمنة ومرض السكري من النوع الثاني (أرشيفية-رويترز)
TT

دراسة: المشروبات السكرية قد تزيد مخاطر الإصابة بسرطان الأمعاء

المشروبات السكرية معروفة بالفعل بأنها ضارة بالصحة من خلال زيادة معدلات السمنة ومرض السكري من النوع الثاني (أرشيفية-رويترز)
المشروبات السكرية معروفة بالفعل بأنها ضارة بالصحة من خلال زيادة معدلات السمنة ومرض السكري من النوع الثاني (أرشيفية-رويترز)

كشف العلماء أن الاستهلاك المفرط للمشروبات السكرية قد يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان الأمعاء قبل سن الخمسين، وفقاً لدراسة رئيسية حول النظام الغذائي والمرض لدى الممرضات الأميركيات.
وقام الباحثون بتحليل السجلات الغذائية والطبية لأكثر من 95 ألف امرأة تم تتبعها من عام 1991 إلى عام 2015، كجزء من دراسة الصحة المرتبطة بالممرضات في الولايات المتحدة، وبحثوا عن أدلة تربط المشروبات السكرية بالتشخيص المبكر لسرطان الأمعاء، وفقاً لصحيفة «الغارديان».
وأفاد العلماء بأن النساء اللواتي تناولن أكثر من نصف لتر من المشروبات السكرية في اليوم، كان من المرجح أن يتم تشخيص إصابتهن بسرطان الأمعاء في وقت مبكر مرتين أكثر من السيدات اللواتي شربن أقل من نصف لتر في اليوم.
وبالنظر إلى أن المشروبات السكرية معروفة بالفعل بأنها ضارة بالصحة - من خلال زيادة معدلات السمنة ومرض السكري من النوع الثاني - قال الباحثون في جامعة واشنطن في سانت لويس إن نتائجهم قدمت سبباً آخر لعدم تناول كثير منها.
وكتبوا في مجلة «غات»: «النتائج التي توصلنا إليها تعزز أهمية الصحة العامة في الحد من تناول المشروبات المحلاة بالسكر لتحقيق نتائج صحية أفضل».
لكن بعض العلماء الذين لم يشاركوا في الدراسة قالوا إن النتائج أولية لأن 109 نساء فقط ممن التحقن بالدراسة تم تشخيص إصابتهن بسرطان الأمعاء المبكر، ومن بينهن 16 فقط أبلغن عن شرب أكثر من نصف لتر من المشروبات السكرية يومياً. وقالوا إن تناول اللحوم الحمراء واتباع نظام غذائي منخفض الألياف، والتدخين، وشرب الكحوليات، وزيادة الوزن، كلها عوامل تزيد من خطر الإصابة بالمرض، وقد يكون من الصعب تفسيرها بالكامل.
وقال كيفين ماكونواي، الأستاذ الفخري للإحصاءات التطبيقية في الجامعة المفتوحة: «لا يمكننا التأكد مما إذا كانت العلاقة الملحوظة بين المشروبات السكرية وسرطان الأمعاء تحت سن الخمسين سبباً أو نتيجة».
يُعدّ سرطان الأمعاء أحد أكثر أنواع السرطان شيوعاً في المملكة المتحدة، وفي حين أن 5 في المائة فقط من الحالات لدى الرجال و7 في المائة لدى النساء هم دون الخمسينات من العمر، فإن معدلات الإصابة بين الشباب تزداد باطراد على مدار العقدين الماضيين. في عام 2019 وجدت دراسة فرنسية كبرى دليلاً على أن المشروبات السكرية قد تزيد من خطر الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان.
وللنظر فيما إذا كان استهلاك المشروبات السكرية في مرحلة المراهقة يمكن أن يلعب دوراً في زيادة معدلات الإصابة بسرطان الأمعاء، قام الباحثون بتحليل الاستبيانات التي أكملتها 41 ألفاً من النساء حول عادات الشرب الخاصة بهن عندما كانت أعمارهن بين 13 و18 عاماً. وبحسب الدراسة، مقابل كل مشروب سكري يومي، قياس 350 مل، فإن خطر الإصابة بسرطان الأمعاء قبل سن الخمسين يرتفع بنسبة 32 في المائة.
لكن مرة أخرى، يعتقد بعض العلماء أن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتأكيد التأثير.
وقال دوان ميلور، اختصاصي التغذية في جامعة أستون، إنه رغم أن الحد من تناول المشروبات السكرية قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان الأمعاء، فإنه قد يكون له تأثير ضئيل دون تحسين نمط الحياة والنظام الغذائي بشكل عام.


مقالات ذات صلة

خلل بسيط في حركة العين قد يشير إلى إصابتك بألزهايمر

صحتك بهدف تكوين صورة بصرية ذات معنى لمشهد ما تقوم أعيننا بسلسلة من الحركات السريعة المنسقة (رويترز)

خلل بسيط في حركة العين قد يشير إلى إصابتك بألزهايمر

تبرز مؤخراً طريقة جديدة للكشف المبكر عن مرض ألزهايمر ترتبط بالاستماع إلى حركة عيون المرضى عبر ميكروفونات في آذانهم.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك شعار «شات جي بي تي» يظهر أمام شعار شركة «أوبن إيه آي» (رويترز)

هل يساعد «شات جي بي تي» الأطباء حقاً في تشخيص الأمراض؟ الإجابة مفاجئة

يتساءل الكثير من الأشخاص حول ما إذا كان برنامج الدردشة الآلي الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي قادراً على مساعدة الأطباء في تشخيص مرضاهم بشكل أفضل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك يرفع العلاج الجديد مستويات البروتين في الخلايا الحساسة للضوء بشبكية العين (هارفارد)

علاج جيني يُعيد القدرة على السمع ويعزّز الرؤية

طوّر باحثون بكلية الطب في جامعة «هارفارد» الأميركية علاجاً جينياً للمصابين بمتلازمة «آشر من النوع 1F»، وهي حالة نادرة تسبّب الصمم والعمى التدريجي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك تقنيات جديدة لعلاج التهاب الأنف المزمن

تقنيات جديدة لعلاج التهاب الأنف المزمن

كشفت دراسة حديثة أن استهداف العصب الذي غالباً ما يكون مبهماً يؤدي إلى تحسين معدل نجاح العلاج بالتبريد والعلاج بالترددات الراديوية لالتهاب الأنف المزمن.

العالم العربي من داخل مجمع مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح في قطاع غزة (أرشيفية - أ.ب)

«أطباء بلا حدود»: مواصلة إسرائيل تدمير النظام الصحي في غزة ستَحرم مئات آلاف السكان من العلاج

حذرت منظمة «أطباء بلا حدود»، اليوم الأحد، من أن مواصلة إسرائيل تدمير النظام الصحي في قطاع غزة ستَحرم مئات آلاف السكان من العلاج الطبي.

«الشرق الأوسط» (غزة)

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
TT

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

وقّعت هذه المرأة الأميركية التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقداً مع شركة «توموروو بايوستيتس» الناشئة المتخصصة في حفظ الموتى في درجات حرارة منخفضة جداً لإعادة إحيائهم في حال توصّل التقدم العلمي إلى ذلك يوماً ما.

وعندما تتوفى زيغلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.

وتقول زيغلر، وهي مديرة لقسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».

ولم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد الذي ظهر في ستينات القرن العشرين، مقتصراً على أصحاب الملايين أو الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» الذي تم فيه تجميد هان سولو، وفيلم «هايبرنيتس» حين يعود رجل تحرر من الجليد القطبي، إلى الحياة.

توفّر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة أصلاً، ويُقدّر عدد الأشخاص الذي وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بـ500 فرد.

50 يورو شهرياً

تأسست «توموروو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة، إن أحد أهدافها «هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».

إميل كيندزورا أحد مؤسسي «توموروو بايوستيتس» يقف داخل إحدى سيارات الإسعاف التابعة للشركة خارج مقرها في برلين (أ.ف.ب)

ولقاء مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار) تتقاضاه من زبائنها طيلة حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.

يضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة - 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده - ويمكن أن يغطيه نظام تأمين على الحياة.

ويقول كيندزورا (38 سنة) المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا، إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان، قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.

وتشير «توموروو بايوستيتس» إلى أنّ نحو 700 زبون متعاقد معها. وتقول إنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بحلول نهاية عام 2023.

ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه يتراوح عمرهم بين 30 و40 سنة، ويعملون في قطاع التكنولوجيا، والذكور أكثر من الإناث.

عندما يموت أحد الزبائن، تتعهد «توموروو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصاً لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء. يتم بعد ذلك حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.

دماغ أرنب

في عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحال مثالية بفضل عملية تبريد. وفي مايو (أيار) من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، تبين أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهراً من التخزين المبرد.

لكنّ هولغر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، يرى أنّ الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جداً.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشكّ في ذلك. أنصح شخصياً بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».

ويتابع: «في الممارسة الطبية، إنّ الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينات القرن العشرين».

ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكناً أم لا. أعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعاً لا».

بغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيغلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها. وتضيف: «قد يبدو الأمر غريباً، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».