تركيا تعلن عن زيارة وفد رفيع للقاهرة ومصر تنتظر «سياسات ملموسة»

TT

تركيا تعلن عن زيارة وفد رفيع للقاهرة ومصر تنتظر «سياسات ملموسة»

في إشارة جديدة لحديث «التقارب» بين القاهرة وأنقرة. قال المتحدث باسم الرئاسة التركي، إبراهيم كالين، أمس، إن «هناك وفداً تركياً سيزور مصر الأسبوع المقبل»، مشيراً إلى أن «المحادثات التي سوف تجرى بين البلدين يمكن أن تسفر عن تعاون متجدد وتساعد في الجهود المبذولة لإنهاء الحرب في ليبيا». في حين اعتبر مصدر مصري مسؤول الزيارة بأنها «تمثل خطوة نحو تعزيز (المقاربة الهادفة) إلى إزالة المشكلات في ملف العلاقات بين البلدين وارتدادات تلك العلاقات إقليمياً». والشهر الماضي، قال وزير الخارجية التركي، مولود غاويش أوغلو، إن «فصلاً جديداً يبدأ في علاقات أنقرة مع مصر، ومن المنتظر أن يجري مسؤولون كبار من البلدين (مباحثات)».
وأضاف مستشار الرئيس التركي، وفق وكالة «رويترز» أمس، أن «هناك اتصالات بين وزيري خارجية البلدين، وأن بعثة دبلوماسية تركية سوف تزور مصر أوائل مايو (أيار) الجاري»، مضيفاً أنه «بالنظر إلى الحقائق على أرض الواقع، أعتقد أن من مصلحة البلدين والمنطقة تطبيع العلاقات مع مصر». وأشار مستشار الرئيس التركي إلى أن «التقارب مع مصر سوف يساعد بالتأكيد الوضع الأمني في ليبيا»، مضيفاً: «نعي تماماً أن لمصر حدوداً طويلة مع ليبيا، وقد يشكل ذلك في بعض الأحيان تهديداً أمنياً».
من جهته، قال المصدر المصري لـ«الشرق الأوسط» إن «بلاده تتطلع إلى سياسات وإجراءات ملموسة على الأرض لحلحلة الملف». ووفق تقارير إعلامية تركية فإن «الوفد التركي الذي سوف يتوجه إلى القاهرة في أول زيارة منذ عام 2013 سيكون برئاسة نائب وزير الخارجية سدات أونال». وأشارت التقارير التركية إلى أن «الوفد التركي سوف يجري محادثات مع وفد مصري برئاسة نائب وزير الخارجية المصري».
وكان أوغلو ونظيره المصري سامح شكري، قد تحادثا هاتفياً وتبادلا التهنئة بحلول شهر رمضان، في أول اتصال مباشر بينهما منذ الحديث عن «التقارب» بين القاهرة وأنقرة. واعتبر شكري حينها أن «مُجمل التصريحات والإشارات الصادرة عن أنقرة فيما يتعلق بأهمية القاهرة، وضرورة تصويب المسار (في العلاقات بين الجانبين) تُقدر». ورأى مراقبون حينها أن «الاتصال الهاتفي النادر بين وزيري خارجية البلدين، محاولة جديدة من جانب أنقرة للتقارب مع القاهرة».
من جانبه، أكد مساعد وزير الخارجية المصرية الأسبق، جمال بيومي، في تصريح سابق لـ«الشرق الأوسط» أنه «على تركيا أن تبرهن هذا التقارب على أرض الواقع عبر خطوات جادة، وأن تحدد موقفها في ليبيا».
وأعلنت أنقرة في وقت سابق أنها ألزمت منصات إعلامية معادية للقاهرة بمواثيق شرف إعلامية... وتصنف القاهرة القنوات التي تتعرض لشؤونها بشكل سلبي وتنطلق من تركيا بأنها «معادية». في السياق ذاته، ذكر وزير التجارة التركي، محمد موش، أمس، أن «بلاده تريد تحسين علاقاتها الاقتصادية مع مصر، وذلك في الوقت الذي تعمل فيه على إصلاح العلاقات الدبلوماسية بين القوتين الإقليميتين».



15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
TT

15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)

في حين يواصل المعلمون في محافظة تعز اليمنية (جنوب غرب) الإضراب الشامل للمطالبة بزيادة رواتبهم، كشفت إحصائية حديثة أن أكثر من 15 ألف طالب تسربوا من مراحل التعليم المختلفة في هذه المحافظة خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وعلى الرغم من قيام الحكومة بصرف الرواتب المتأخرة للمعلمين عن شهري نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول)، فإن العملية التعليمية لا تزال متوقفة في عاصمة المحافظة والمناطق الريفية الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية بسبب الإضراب.

ويطالب المعلمون بإعادة النظر في رواتبهم، التي تساوي حالياً أقل من 50 دولاراً، حيث يُراعى في ذلك الزيادة الكبيرة في أسعار السلع، وتراجع قيمة العملة المحلية أمام الدولار. كما يطالبون بصرف بدل الغلاء الذي صُرف في بعض المحافظات.

الأحزاب السياسية في تعز أعلنت دعمها لمطالب المعلمين (إعلام محلي)

ووفق ما ذكرته مصادر عاملة في قطاع التعليم لـ«الشرق الأوسط»، فإن محافظتي عدن ومأرب أقرتا صرف حافز شهري لجميع المعلمين يقارب الراتب الشهري الذي يُصرف لهم، إلا أن هذه المبادرة لم تُعمم على محافظة تعز ولا بقية المحافظات التي لا تمتلك موارد محلية كافية، وهو أمر من شأنه - وفق مصادر نقابية - أن يعمق الأزمة بين الحكومة ونقابة التعليم في تلك المحافظات، وفي طليعتها محافظة تعز.

ظروف صعبة

وفق بيانات وزعتها مؤسسة «ألف» لدعم وحماية التعليم، فإنه وفي ظل الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع التعليم في مدينة تعز وعموم مناطق سيطرة الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، ازدادت تداعيات انقطاع الرواتب والإضراب المفتوح الذي دعت إليه نقابة المعلمين، مع إحصاء تسرب أكثر من 15 ألفاً و300 حالة من المدارس خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وقال نجيب الكمالي، رئيس المؤسسة، إن هذا الرقم سُجل قبل بدء الإضراب المفتوح في جميع المدارس، وتعذر استئناف الفصل الدراسي الثاني حتى اليوم، معلناً عن تنظيم فعالية خاصة لمناقشة هذه الأزمة بهدف إيجاد حلول عملية تسهم في استمرار العملية التعليمية، ودعم الكادر التربوي، حيث ستركز النقاشات في الفعالية على الأسباب الجذرية لانقطاع الرواتب، وتأثيرها على المعلمين والمؤسسات التعليمية، وتداعيات الإضراب على الطلاب، ومستقبل العملية التعليمية، ودور المجتمع المدني والمنظمات المحلية والدولية في دعم قطاع التعليم.

المعلمون في عدن يقودون وقفة احتجاجية للمطالبة بتحسين الأجور (إعلام محلي)

وإلى جانب ذلك، يتطلع القائمون على الفعالية إلى الخروج بحلول مستدامة لضمان استمرارية التعليم في ظل الأزمات، ومعالجة الأسباب التي تقف وراء تسرب الأطفال من المدارس.

ووجهت الدعوة إلى الأطراف المعنية كافة للمشاركة في هذه الفعالية، بما في ذلك نقابة المعلمين اليمنيين، والجهات الحكومية المعنية بقطاع التعليم، ومنظمات المجتمع المدني المحلية والدولية.

آثار مدمرة

كانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) قد ذكرت منتصف عام 2024، أن أكثر من 4.5 مليون طفل في اليمن خارج المدرسة بسبب تداعيات سنوات من الصراع المسلح. وأفادت بأن شركاء التعليم يعيدون تأهيل وبناء الفصول الدراسية، ويقدمون المساعدة التعليمية للملايين، ويعملون على إعادة الآخرين إلى المدارس، وعدّت أن الاستثمار في التعليم هو استثمار في مستقبل الأجيال.

وتقول المنظمة إنه منذ بداية الحرب عقب انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية، خلفت الهجمات التي تعرض لها أطفال المدارس والمعلمون والبنية التحتية التعليمية آثاراً مدمرة على النظام التعليمي في البلاد، وعلى فرص الملايين من الأطفال في الحصول على التعليم.

1.3 مليون طفل يمني يتلقون تعليمهم في فصول دراسية مكتظة (الأمم المتحدة)

وأكدت المنظمة الأممية أن للنزاع والتعطيل المستمر للعملية التعليمية في جميع أنحاء البلاد، وتجزئة نظام التعليم شبه المنهار أصلاً، تأثيراً بالغاً على التعلم والنمو الإدراكي والعاطفي العام والصحة العقلية للأطفال كافة في سن الدراسة البالغ عددهم 10.6 مليون طالب وطالبة في اليمن.

ووفق إحصاءات «اليونيسيف»، فإن 2,916 مدرسة (واحدة على الأقل من بين كل أربع مدارس) قد دمرت أو تضررت جزئياً أو تم استخدامها لأغراض غير تعليمية نتيجة سنوات من النزاع الذي شهده اليمن.

كما يواجه الهيكل التعليمي مزيداً من العوائق، تتمثل في عدم حصول أكثر من ثلثي المعلمين (ما يقرب من 172 ألف معلم ومعلمة) على رواتبهم بشكل غير منتظم منذ عام 2016، أو انقطاعهم عن التدريس بحثاً عن أنشطة أخرى مدرة للدخل.