لويز: أنا فخور بإثبات أن الفقراء أيضاً قادرون على تحقيق النجاح

لاعب فيلا ومنتخب البرازيل يتحدث عن النضال من أجل المساواة في وطنه والمنافسة مع فابينيو

دوغلاس لويز يشارك حالياً أساسياً مع منتخب البرازيل بدلاً من فابينيو (الشرق الأوسط)
دوغلاس لويز يشارك حالياً أساسياً مع منتخب البرازيل بدلاً من فابينيو (الشرق الأوسط)
TT

لويز: أنا فخور بإثبات أن الفقراء أيضاً قادرون على تحقيق النجاح

دوغلاس لويز يشارك حالياً أساسياً مع منتخب البرازيل بدلاً من فابينيو (الشرق الأوسط)
دوغلاس لويز يشارك حالياً أساسياً مع منتخب البرازيل بدلاً من فابينيو (الشرق الأوسط)

يبتسم النجم البرازيلي دوغلاس لويز وهو يُظهر بكل فخر وشم لشارب والده على إصبع السبابة ليده اليسرى، قائلاً: «عندما كنت ألعب في فريق الشباب بنادي فاسكو، كنت دائماً أرفع هذا الإصبع تكريماً لوالدي». وكان والده، إيدميلسون سواريس، يمتلك شارباً مميزاً لدرجة أنه كان معروفاً باسم «الشارب» في جميع أنحاء نوفا هولاندا، وهو أحد الأحياء الفقيرة في ريو دي جانيرو، حيث نشأ اللاعب البرازيلي الشاب في منزل مكون من غرفتين مع والديه و3 أشقاء.
ومن الواضح أن رسوم الوشم مهمة للغاية لدوغلاس لويز الذي لديه وشم آخر لإحياء ذكرى هدفه الأول مع فاسكو الذي انضم إليه في سن الرابعة عشرة، ووشم ثالث يترجمه على النحو التالي: «أنا من الأحياء الفقيرة، وقد حققت نجاحاً كبيراً».
يقول نجم أستون فيلا، البالغ من العمر 22 عاماً: «من الواضح أن هناك أموراً جيدة وأخرى سيئة في كل مجتمع، لكنني أعتقد أن الأحياء الفقيرة يجب أن تحظى بتقدير أكبر لأن ما يجعل المجتمع جيداً هو الأشخاص الذين يعيشون فيه. ويجب أن تتاح لهؤلاء الأشخاص مزيد من الفرص، لكن لسوء الحظ فإن الأشخاص الذين يعيشون في الأحياء الفقيرة في البرازيل يتم التعامل معهم بشكل مختلف تماماً عن الأشخاص الذين يعيشون في الخارج، ويجب أن يتحسن هذا الأمر».
ويضيف: «على سبيل المثال، إذا ذهب شخصان للوظيفة نفسها بالسيرة الذاتية نفسها، لكن أحدهما له عنوان في أحد الأحياء الفقيرة والآخر يعيش في منطقة غنية في ريو دي جانيرو، فمن المرجح أن يمنح صاحب العمل الوظيفة للشخص الذي يعيش في المنطقة الغنية، من دون سبب واضح. وبعد ذلك، يُترك الشخص القادم من الأحياء الفقيرة في حيرة من أمره بسبب عدم حصوله على الوظيفة! هذه هي الحقيقة التي نواجهها، وأنا فخور بأن أكون من الأحياء الفقيرة. لقد أصبحت نموذجاً يحتذى به لكثير من الشباب هناك. ويمكنهم النظر إلي لتحقيق أهدافهم، وبمجرد أن يفعلوا ذلك فإنهم يثبتون خطأ أولئك الأشخاص الذين يعتقدون أننا غير قادرين على تحقيق النجاح. نحن نؤمن بالله، ونعتقد أيضاً أن الجميع سواسية، بغض النظر عن لون بشرتهم».
ويتابع: «أنا سعيد لأنني أثبت أننا قادرون على تحقيق النجاح، وعلى تحقيق أحلامنا. لقد رفضتني بعض الأندية في الماضي، ولم يكن لدي الأموال التي تمكنني من دعم نفسي، لكنني وصلت إلى ما أنا عليه الآن. يمكنك القول إن الجزء الأسوأ من القصة قد انتهى، لكنني أريد البقاء هنا والوصول إلى القمة». وقد اتفق كل من شاهد دوغلاس لويز وهو يلعب في الدوري الإنجليزي الممتاز على أنه يمتلك قدرات وفنيات هائلة لا يمكن التشكيك فيها. لقد أصبح اللاعب البرازيلي الشاب الذي تعاقد معه مانشستر سيتي من فاسكو قبل 4 سنوات، لكنه لم يتمكن من الاستعانة به بعد الفشل في استخراج تصريح العمل، على الرغم من تقديم أدلة بالفيديو عن إمكانياته إلى وزارة الداخلية، أصبح ركيزة أساسية في خط وسط أستون فيلا منذ انتقاله للنادي في يوليو (تموز) 2019، مقابل 15 مليون جنيه إسترليني.
ولم يستغرق الأمر سوى بضع مباريات حتى يتكيف اللاعب البرازيلي الشاب مع سرعة اللعب في إنجلترا، ويبدو الآن وكأنه يلعب في وطنه، حيث يتحكم في الكرة بشكل رائع، ويقدم مستويات استثنائية تجعل المرء يفهم لماذا يُعرف الدور الذي يقوم به في خط وسط المنتخب البرازيلي بـ«عجلة القيادة». يقول لويز إن روح التضامن والتعاون التي غرسها المدير الفني لأستون فيلا، دين سميث، داخل تشكيلة الفريق التي شهدت كثيراً من التغييرات خلال العام ونصف العام الماضيين، هي أحد الأسباب الرئيسية التي تجعل الفريق الذي تجنب الهبوط من الدوري الإنجليزي الموسم الماضي يسعى إلى إنهاء الموسم الحالي ضمن المراكز المؤهلة للمشاركة في البطولات الأوروبية.
يقول لويز: «نحن مجموعة متماسكة للغاية، ونريد جميعاً مساعدة بعضنا بعضاً. لقد كان هذا أحد الأسباب في تطورنا بهذا الشكل الملحوظ، مقارنة بالموسم الماضي. كان لدينا شعور بالثقة قبل بداية هذا الموسم بأنه إذا بدأنا الموسم بشكل جيد، فسنواصل التقدم للأمام. وبعد أن تجنبنا الخسارة في أول 4 مباريات، أدركنا أنه يمكننا أن نصل إلى المستوى الذي نستحقه». وكانت واحدة من تلك المباريات الأربع الأولى ضد ليفربول. وقد كان ذلك الأسبوع لا ينسى في مسيرة لويز الكروية، فبعدما قاد فريقه لسحق ليفربول بسبعة أهداف مقابل هدفين، لعب أول مباراة دولية له مع منتخب البرازيل، وهي المباراة التي فاز فيها راقصو السامبا على بوليفيا بخماسية نظيفة. وأشاد المدير الفني للسيلساو، تيتي، بقدرة دوغلاس لويز على الربط بين خطي الدفاع والهجوم، ووصفه بأنه «القوس والسهم» في الوقت نفسه، في إشارة إلى قدرته على القيام بالواجبات الدفاعية والهجومية على النحو الأمثل.
ومع منتخب البرازيل ونادي أستون فيلا، يبذل دوغلاس لويز مجهوداً خرافياً في خط الوسط بالشكل الذي يسمح لزملائه في خط الوسط بالقيام بالواجبات الهجومية. يقول لويز عن المقارنة بين مواطنه نيمار وزميله الموهوب في نادي أستون فيلا جاك غريليش: «نيمار هو أفضل لاعب في العالم، وخارج المقارنة بأي لاعب آخر، لكن من المؤكد أن جاك غريليش يسير في المسار الصحيح، ولديه المقومات التي تجعله لاعباً رائعاً. أنا محظوظ للغاية لأنني ألعب مع كل منهما. أنا ممتن جداً لذلك».
وفي الآونة الأخيرة، بدأ دوغلاس لويز في المشاركة أساسياً مع منتخب بلاده، بدلاً من فابينيو. يقول دوغلاس لويز: «لدينا منافسة قوية بيننا على حجز مكان في التشكيلة الأساسية لمنتخب البرازيل، لكنها منافسة محترمة نبيلة. لم أشارك في هذه المباراة، وأنا أفكر في أن المدير الفني للمنتخب البرازيلي سوف يراها، وبالتالي يجب أن أكون أفضل من منافسي في منتخب البرازيل. أنا أحاول فقط أن أبذل قصارى جهدي، ولا أريد أن أطعن أي شخص من الخلف. أنا أدعم كل اللاعبين في المنتخب الوطني. وسواء كنت ألعب مع منتخب البرازيل مع فابينيو أو مع نجم ريال مدريد كاسيميرو، أو أي لاعب آخر يختاره المدير الفني للبرازيل، فسأبذل قصارى جهدي دائماً. وحتى لو لم أشارك في التشكيلة الأساسية، فسأنتظر دوري، وأتأكد من أنني سأستغل الفرصة على أكمل وجه عندما تتاح لي. هذا هو ما أقوم به دائماً، فأنا دائماً ما أتحلى بالهدوء، وأقاتل من أجل تحقيق أهدافي».


مقالات ذات صلة

تصفيات كأس العالم: البرازيل للعودة للانتصارات... والأرجنتين للبقاء في الصدارة

رياضة عالمية البرازيل تعود إلى ملعب فونتي نوفا لاستضافة ضيف ثقيل هو منتخب أوروغواي (رويترز)

تصفيات كأس العالم: البرازيل للعودة للانتصارات... والأرجنتين للبقاء في الصدارة

بعد تعادل مخيّب مع فنزويلا وإهدار المهاجم فينيسيوس جونيور ركلة جزاء، تعود البرازيل الأربعاء إلى ملعب فونتي نوفا لاستضافة ضيف ثقيل هو منتخب أوروغواي المنتشي.

«الشرق الأوسط» (سالفادور دي باهيا (البرازيل))
رياضة سعودية نيمار خلال مباراة فريقه الهلال مع العين الإماراتي (أ.ف.ب)

«وكيل نيمار» ينفي شائعات رحيله... و«غلوبو»: المحادثات مع والده الأسبوع المقبل

نفى بيني زاهافي، وكيل أعمال اللاعب الدولي البرازيلي ونجم الهلال نيمار، وجود أي مفاوضات جارية لرحيل نيمار عن فريقه السعودي.

نواف العقيّل (جاكرتا)
رياضة سعودية نيمار لاعب الهلال (نادي الهلال)

ليلى رئيسة بالميراس: نيمار ليس لائقاً طبياً حتى نتعاقد معه

قالت ليلى بيريرا رئيسة نادي بالميراس المنافس في الدوري البرازيلي لكرة القدم إن ناديها ليس مكاناً طبياً للتعافي حتى يتعاقد مع نيمار.

نواف العقيّل (جاكرتا)
رياضة سعودية هل يعود نيمار للعب مرة أخرى بقميص سانتوس؟ (رويترز)

سانتوس يعود للدوري البرازيلي… وينتظر نيمار

يعود نادي سانتوس لدوري الدرجة الأولى البرازيلي لكرة القدم العام المقبل ويأمل في إقناع النجم نيمار بالعودة إلى صفوفه.

«الشرق الأوسط» (ساو باولو)
رياضة عالمية حقق سانتوس عودته بالفوز على مضيفه كوريتيبا بهدفين نظيفين (رويترز)

سانتوس يعود إلى دوري النخبة البرازيلي

ضَمِن نادي سانتوس التاريخي حيث لعب بيليه ونيمار، عودته إلى دوري النخبة البرازيلي لكرة القدم الاثنين، بعد أن لعب هذا الموسم لأول مرة في الدرجة الثانية.

«الشرق الأوسط» (ساو باولو)

بعد مئويته الأولى... هالاند يتطلع إلى المزيد في مسيرته الحالمة مع مانشستر سيتي

هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
TT

بعد مئويته الأولى... هالاند يتطلع إلى المزيد في مسيرته الحالمة مع مانشستر سيتي

هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)

وصل النجم النرويجي الدولي إيرلينغ هالاند إلى 100 مباراة في مسيرته مع فريق مانشستر سيتي، حيث احتفل بمباراته المئوية خلال فوز الفريق السماوي 2 - صفر على مضيفه تشيلسي، الأحد، في المرحلة الافتتاحية لبطولة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

وكان المهاجم النرويجي بمثابة اكتشاف مذهل منذ وصوله إلى ملعب «الاتحاد» قادماً من بوروسيا دورتموند الألماني في صيف عام 2022، حيث حصل على الحذاء الذهبي للدوري الإنجليزي الممتاز كأفضل هداف بالبطولة العريقة في موسميه حتى الآن. واحتفل هالاند بمباراته الـ100 مع كتيبة المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا على أفضل وجه، عقب تسجيله أول أهداف مانشستر سيتي في الموسم الجديد بالدوري الإنجليزي في شباك تشيلسي على ملعب «ستامفورد بريدج»، ليصل إلى 91 هدفاً مع فريقه حتى الآن بمختلف المسابقات. هذا يعني أنه في بداية موسمه الثالث مع سيتي، سجل 21 لاعباً فقط أهدافاً للنادي أكثر من اللاعب البالغ من العمر 24 عاماً، حسبما أفاد الموقع الإلكتروني الرسمي لمانشستر سيتي.

وعلى طول الطريق، حطم هالاند كثيراً من الأرقام القياسية للنادي والدوري الإنجليزي الممتاز، حيث وضع نفسه أحد أعظم الهدافين الذين شهدتهم هذه البطولة العريقة على الإطلاق. ونتيجة لذلك، توج هالاند بكثير من الألقاب خلال مشواره القصير مع سيتي، حيث حصل على جائزة لاعب الموسم في الدوري الإنجليزي الممتاز، ولاعب العام من رابطة كتاب كرة القدم، ولاعب العام من رابطة اللاعبين المحترفين، ووصيف الكرة الذهبية، وأفضل لاعب في جوائز «غلوب سوكر».

كان هالاند بمثابة اكتشاف مذهل منذ وصوله إلى مانشستر (أ.ف.ب)

وخلال موسمه الأول مع سيتي، أحرز هالاند 52 هدفاً في 53 مباراة في عام 2022 - 2023، وهو أكبر عدد من الأهداف سجله لاعب بالدوري الإنجليزي الممتاز خلال موسم واحد بجميع البطولات. ومع إحرازه 36 هدفاً، حطم هالاند الرقم القياسي المشترك للأسطورتين آلان شيرر وآندي كول، البالغ 34 هدفاً لكل منهما كأكبر عدد من الأهداف المسجلة في موسم واحد بالدوري الإنجليزي الممتاز. وفي طريقه لتحقيق هذا العدد من الأهداف في البطولة، سجل النجم النرويجي الشاب 6 ثلاثيات - مثل كل اللاعبين الآخرين في الدوري الإنجليزي الممتاز مجتمعين آنذاك. وخلال موسمه الأول مع الفريق، كان هالاند أيضاً أول لاعب في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز يسجل «هاتريك» في 3 مباريات متتالية على ملعبه، وأول لاعب في تاريخ المسابقة أيضاً يسجل في كل من مبارياته الأربع الأولى خارج قواعده. وكان تسجيله 22 هدفاً على أرضه رقماً قياسياً لأكبر عدد من الأهداف المسجلة في ملعب «الاتحاد» خلال موسم واحد، كما أن أهدافه الـ12 ب دوري أبطال أوروبا هي أكبر عدد يحرزه لاعب في سيتي خلال موسم واحد من المسابقة.

أما في موسمه الثاني بالملاعب البريطانية (2023 - 2024)، فرغم غيابه نحو شهرين من الموسم بسبب الإصابة، فإن هالاند سجل 38 هدفاً في 45 مباراة، بمعدل هدف واحد كل 98.55 دقيقة بكل المنافسات، وفقاً لموقع مانشستر سيتي الإلكتروني الرسمي. واحتفظ هالاند بلقب هداف الدوري الإنجليزي للموسم الثاني على التوالي، عقب إحرازه 27 هدفاً في 31 مباراة... وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، عندما سجل هدفاً في تعادل مانشستر سيتي 1 - 1 مع ليفربول، حطم هالاند رقماً قياسياً آخر في الدوري الإنجليزي الممتاز، بعدما أصبح أسرع لاعب في تاريخ المسابقة يسجل 50 هدفاً، بعد خوضه 48 مباراة فقط بالبطولة.

وتفوق هالاند على النجم المعتزل آندي كول، صاحب الرقم القياسي السابق، الذي احتاج لخوض 65 لقاء لتسجيل هذا العدد من الأهداف في البطولة. وفي وقت لاحق من ذلك الشهر، وخلال فوز سيتي على لايبزيغ، أصبح اللاعب البالغ من العمر 23 عاماً في ذلك الوقت أسرع وأصغر لاعب على الإطلاق يسجل 40 هدفاً في دوري أبطال أوروبا، حيث انتقل إلى قائمة أفضل 20 هدافاً على الإطلاق بالمسابقة.

كما سجل هالاند 5 أهداف في مباراة واحدة للمرة الثانية في مسيرته مع سيتي في موسم 2023 - 2024، وذلك خلال الفوز على لوتون تاون في كأس الاتحاد الإنجليزي. ومع انطلاق الموسم الجديد الآن، من يدري ما المستويات التي يمكن أن يصل إليها هالاند خلال الأشهر الـ12 المقبلة؟