الرئيس العراقي يدعو الأجهزة الأمنية إلى «سد الثغرات» التي يتسلل منها «داعش»

معاقبة قادة عسكريين «فرّوا» من مواجهة مع إرهابيين في محافظة الأنبار

صورة أرشيفية لعناصر من «داعش» بمحافظة الأنبار العراقية عام 2014 (أ.ف.ب)
صورة أرشيفية لعناصر من «داعش» بمحافظة الأنبار العراقية عام 2014 (أ.ف.ب)
TT

الرئيس العراقي يدعو الأجهزة الأمنية إلى «سد الثغرات» التي يتسلل منها «داعش»

صورة أرشيفية لعناصر من «داعش» بمحافظة الأنبار العراقية عام 2014 (أ.ف.ب)
صورة أرشيفية لعناصر من «داعش» بمحافظة الأنبار العراقية عام 2014 (أ.ف.ب)

دعا الرئيس العراقي برهم صالح الأجهزة الأمنية في وزارتي الدفاع والداخلية إلى القيام بواجباتها في مجال مكافحة الإرهاب، بما في ذلك «سد الثغرات» التي لا يزال تنظيم «داعش» الإرهابي قادراً على التسلل منها.
وأفاد بيان رئاسي بأن رئيس الجمهورية بحث مع رئيس أركان الجيش العراقي، الفريق أول ركن عبد الأمير رشيد يارالله، «تطورات الأوضاع الأمنية في البلد، والعمليات العسكرية الجارية لملاحقة الإرهابيين في بعض المناطق والمدن التي تعرضت لهجمات، في محاولة لزعزعة الأمن والاستقرار، حيث قدّم الفريق يارالله عرضاً بشأن العمليات العسكرية الجارية حالياً لملاحقة بقايا (داعش)».
وشدد الرئيس العراقي، حسبما جاء في البيان، على «ضرورة دعم سلطة الدولة وأجهزتها الأمنية في فرض القانون وحماية المواطنين وتعزيز قدرات القوات الأمنية بمختلف تشكيلاتها، تدريباً وتسليحاً، في القيام بمهامها وتطوير إمكاناتها القتالية والتنسيق الأمني المشترك في مجابهة التحديات وسد الثغرات الأمنية وقطع الطريق أمام محاولات خلايا الإرهاب شن هجمات على بعض القرى والمناطق».
إلى ذلك، أظهر شريط مصور بثته وزارة الداخلية العراقية آثاراً لهجوم شنّته عناصر «داعش» على مخفر لقوات حرس الحدود العراقية، في منطقة عرعر، على الشريط الحدودي مع السعودية. وجاء في الشريط المصوَّر آثار الإطلاقات النارية على مقر المخفر الحدودي، عقب الهجوم الذي شنه عناصر التنظيم على اللواء الخامس التابع للفوج الثالث بشرطة حدود.
من جهته، أمر وزير الداخلية العراقي عثمان الغانمي، أمس (الأربعاء)، بإيقاف ثلاثة قادة عسكريين في قوات حرس الحدود، في المنطقة الخامسة، بسبب عدم قيامهم بالواجب المطلوب حيال الهجوم الذي شنه التنظيم على المخفر.
وقال مصدر في وزارة الداخلية، في تصريح صحافي، إن «وزير الداخلية عثمان الغانمي وجّه بإيقاف كل من قائد قوات حرس الحدود المنطقة الخامسة، اللواء هزاع الشمري، وآمر اللواء حرس حدود الخامس، وآمر الفوج الثالث لواء حرس الحدود الخامس، وذلك بسبب هروبهم من أرض المعركة، خلال المواجهات مع عصابات (داعش) الإرهابية البارحة أثناء هجوم على مخفر حدودي على الحدود بين محافظة الأنبار والسعودية».
وأضاف المصدر أن «الإرهابيين سيطروا على مخفر ملحق الأبيض»، ثم أحرقوا النقطة وسرقوا أجهزة الاتصالات وعجلة من نوع «بيك أب - فورد»، وكذلك أسلحة تابعة للمنتسبين إلى المخفر. وتابع أنه لا توجد خسائر بشرية كون المنتسبين تركوا المخفر وهربوا. ويقع المخفر جنوب قضاء الرطبة في اتجاه الحدود العراقية - السعودية.
وفي محافظتي كركوك وديالى، أفيد بأن القوات الأمنية العراقية تحاول سد الثغرات في كلا القطاعين، بعد سلسلة هجمات شنها «داعش»، خلال الفترة الماضية. وفي هذا السياق، أعلنت قيادة الشرطة الاتحادية، الأربعاء، ضبط 5 صواريخ و7 قنابل وسلاح «بازوكا» في محافظة كركوك.
وقالت القيادة، في بيان، إن «قطعاتها تواصل العمليات الأمنية لتطهير قواطع المسؤولية من مخلفات العصابات الإرهابية المهزومة»، حيث نفذت قوة من اللواء الآلي الثاني بالفرقة الآلية للشرطة الاتحادية بالتنسيق مع الاستخبارات ومفارز الطائرات المسيّرة «عملية تفتيش في منطقة حضر العباسي في محافظة كركوك».
وأشارت إلى أنه تم خلال العملية العثور على «5 صواريخ مختلفة الأنواع، و7 قنابل، وسلاح بازوكا»، مبينة أنه «تم رفع وإتلاف المواد من قبل مفارز الجهد الهندسي للفرقة». وفي ديالى، أعلنت قيادة العمليات المشتركة إعادة انتشار للقطعات العسكرية في منطقة الجيزاني بمحافظة ديالى التي شهدت بعض الخروقات الأمنية أخيراً.
وأشار اللواء الطيار تحسين الخفاجي، المتحدث باسم العمليات المشتركة، في بيان صحافي، إلى «إعادة فتح الطرق مقابل نهر ريسان، وكذلك توزيع قطعات الرد السريع وتوجيه القطعات بالانتشار على جانبي الطريق، ومطاردة وملاحقة الخلايا الإرهابية الموجودة هناك».
في السياق نفسه، أعلن محافظ ديالى، مثنى التميمي، أن قوات الرد السريع دخلت إلى مناطق في حوض الوقف لم تدخلها أي قوات عسكرية منذ سنوات طويلة. وقال التميمي في تصريح صحافي إن «قوات الرد السريع تمكنت من دخول مناطق حوض الوقف، التي لم تدخلها أي قوة عسكرية منذ 13 عاماً، وتمكنت من بسط الأمن فيها، وفتح العديد من الطرق الوعرة»، مشيراً إلى أن «قوات الرد السريع باقية في مناطق حوض الوقف، وتقوم بجهود مميزة لفرض الأمن في المنطقة».
بدوره، قال قائد فرقة التدخل السريع اللواء ثامر الحسني إن «قوات الرد السريع نجحت خلال 72 ساعة من فتح عدد من الطرق في البساتين الزراعية والقرى المهجورة، لتسهيل مهمة الحركة والتنقل»، مشيراً إلى «وجود خطة لإعادة النازحين إلى مناطق سكناهم».
وفي السياق نفسه، تم إطلاق عمليتين عسكريتين في قاطع شمال شرقي محافظة ديالى. وتأتي العمليتان في إطار استراتيجية لإنهاء خطر الخلايا النائمة في المناطق الزراعية القريبة من المدن الرئيسية سواء في المقدادية أو بعقوبة، وإعادة تمشيط بساتين واسعة ومترامية لمنع وجود أي مضافات للتنظيمات المتطرفة.


مقالات ذات صلة

تركيا: لا مكان لـ«الوحدات الكردية» في سوريا الجديدة

المشرق العربي حديث جانبي بين وزيري الخارجية التركي هاكان فيدان والأميركي أنتوني بلينكن خلال مؤتمر وزراء خارجية دول مجموعة الاتصال العربية حول سوريا في العاصمة الأردنية عمان السبت (رويترز)

تركيا: لا مكان لـ«الوحدات الكردية» في سوريا الجديدة

أكدت تركيا أن «وحدات حماية الشعب الكردية» لن يكون لها مكان في سوريا في ظل إدارتها الجديدة... وتحولت التطورات في سوريا إلى مادة للسجال بين إردوغان والمعارضة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الولايات المتحدة​ أحمد الشرع مجتمعاً مع رئيس حكومة تسيير الأعمال محمد الجلالي في أقصى اليسار ومحمد البشير المرشح لرئاسة «الانتقالية» في أقصى اليمين (تلغرام)

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

وجهت الإدارة الأميركية رسائل سريّة الى المعارضة السورية، وسط تلميحات من واشنطن بأنها يمكن أن تعترف بحكومة سورية جديدة تنبذ الإرهاب وتحمي حقوق الأقليات والنساء.

علي بردى (واشنطن)
المشرق العربي فصائل الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا تدخل منبج (إعلام تركي)

عملية للمخابرات التركية في القامشلي... وتدخل أميركي لوقف نار في منبج

يبحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تركيا الجمعة التطورات في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي مواطنون من عفرين نزحوا مرة أخرى من قرى تل رفعت ومخيمات الشهباء إلى مراكز إيواء في بلدة الطبقة التابعة لمحافظة الرقة (الشرق الأوسط)

ممثلة «مسد» في واشنطن: «هيئة تحرير الشام» «مختلفة» ولا تخضع لإملاءات تركيا

تقول سنام محمد، ممثلة مكتب مجلس سوريا الديمقراطي في واشنطن، بصفتنا أكراداً كنا أساسيين في سقوط نظام الأسد، لكن مرحلة ما بعد الأسد تطرح أسئلة.

إيلي يوسف (واشنطن)
المشرق العربي مقاتلون من المعارضة في حمص يتجمعون بعد أن أبلغت قيادة الجيش السوري الضباط يوم الأحد أن حكم بشار الأسد انتهى (رويترز)

«داعش» يعدم 54 عنصراً من القوات السورية أثناء فرارهم

أعدم تنظيم «داعش» 54 عنصراً من القوات الحكومية في أثناء فرارهم في بادية حمص وسط سوريا، تزامناً مع سقوط الرئيس بشار الأسد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.