الشرطة الجزائرية تمنع بالقوة مسيرة الطلاب الأسبوعية

جانب من مظاهرات الطلاب الأسبوعية وسط العاصمة الجزائر (أ.ف.ب)t
جانب من مظاهرات الطلاب الأسبوعية وسط العاصمة الجزائر (أ.ف.ب)t
TT

الشرطة الجزائرية تمنع بالقوة مسيرة الطلاب الأسبوعية

جانب من مظاهرات الطلاب الأسبوعية وسط العاصمة الجزائر (أ.ف.ب)t
جانب من مظاهرات الطلاب الأسبوعية وسط العاصمة الجزائر (أ.ف.ب)t

منعت الشرطة الجزائرية أمس الطلاب من التظاهر في العاصمة، كما يفعلون كل ثلاثاء، وذلك لأول مرة منذ استئناف مسيرات الحراك نهاية فبراير (شباط) الماضي، واعتقلت عشرات المشاركين في المظاهرات الأسبوعية قبل انطلاقها. كما تعرض صحافيون ومصورون للاعتقال أيضاً لمنعهم من تغطية الحدث، قبل أن يتم إخلاء سبيلهم بعد ساعات. وفي غضون ذلك، بث التلفزيون العمومي تصريحات عضو في تنظيم انفصالي بمنطقة القبائل، أيّد فيها اتهامات تطال أعضاءه بـ«إعداد هجوم بالمتفجرات ضد الحراك».
وأكد صحافيون كانوا موجودين لحظة حملة الاعتقال الواسعة، أنها طالت أشخاصاً لا علاقة لهم بالطلاب. وبدا على قوات الأمن، حسب ذات الصحافيين، عزيمة على منع المظاهرة بالقوة قبل أن تنطلق من «ساحة الشهداء» كما جرت العادة، وهذا بعكس الثلاثاء الماضي عندما أفسحت المجال للمتظاهرين للانتشار وسط العاصمة، لكن بعد أن أظهر المحتجون إصراراً على تنفيذ ما جاءوا من أجله.
وخلف الاحتكاك بين رجال الأمن والطلاب توتراً حاداً بالعاصمة، وترك انطباعاً بأن السلطات قررت منع المظاهرات نهائياً، وهو مؤشر سلبي بحسب ناشطين بالحراك، يدل حسبهم على أنهم مقبلون على مواجهة «العصا الغليظة» الجمعة المقبل. ويبدو، حسب متتبعين، أن السلطات ضاقت ذرعاً بالحراك منذ عودته في مارس (آذار) الماضي، بعد توقف دام عاماً بسبب وباء «كورونا»، وهي مصممة حسبهم على وضع حد له.
وربط قطاع من الملاحظين «الغلظة»، التي تعاملت بها قوات الأمن مع الطلاب المتظاهرين والصحافيين والناشطين السياسيين عموماً، بما يعرف منذ أيام بـ«حادثة اكتشاف مخطط إجرامي» تقف وراءه، حسب الجيش، «حركة استقلال منطقة القبائل» الانفصالية، التي اتهم أفرادها بالسعي لتنفيذ هجوم بالمتفجرات وسط المتظاهرين.
وبث التلفزيون الحكومي، ليل الاثنين، «شهادة» عضو في التنظيم الانفصالي، المعروف اختصاراً بـ«ماك»، جاء فيها أن نشطاءه بمنطقة القبائل كلَّفوه بشراء أسلحة لتنفيذ هجمات. ولم يصدر أي رد فعل عن التنظيم بعد الاتهامات الخطيرة التي وجهت له.
إلى ذلك، رفضت أمس محكمة الاستئناف بمحافظة تمنراست (أقصى الجنوب)، طلب محامين الإفراج مؤقتاً عن الصحافي رابح كراش، مراسل صحيفة «ليبرتيه»، مؤيدة بذلك تمديد فترة حبسه الاحتياطي التي بدأت في 19 من الشهر الجاري. وعبر زملاء رابح عن استياء شديد للقرار، واعتبروا أن الصحافي يوفر كافة الشروط القانونية التي تتيح متابعته وهو خارج السجن. واتهم قاضي التحقيق الصحافي بـ«إشاعة الكراهية والتمييز بين المواطنين»، بسبب مقال تناول ردود أفعال سكان المنطقة، حيال تقسيم إقليمي أقرَّته وزارة الداخلية.



سكان في غرب اليمن يكابدون للحصول على المياه النظيفة

انخفاض خصوبة التربة وزيادة الملوحة في اليمن أدى إلى تهديد الزراعة (الأمم المتحدة)
انخفاض خصوبة التربة وزيادة الملوحة في اليمن أدى إلى تهديد الزراعة (الأمم المتحدة)
TT

سكان في غرب اليمن يكابدون للحصول على المياه النظيفة

انخفاض خصوبة التربة وزيادة الملوحة في اليمن أدى إلى تهديد الزراعة (الأمم المتحدة)
انخفاض خصوبة التربة وزيادة الملوحة في اليمن أدى إلى تهديد الزراعة (الأمم المتحدة)

مع دخول الحرب التي أشعلها الحوثيون عامها العاشر، لا يزال ملايين من النازحين يعانون جراء غياب الخدمات ويعيشون في تجمعات تفتقر لأبسط مقومات الحياة، حيث تشكل أزمة المياه النظيفة في مناطق الساحل الغربي لليمن واحدة من صور المعاناة التي يعيشها النازحون بسبب الحرب.

يقول حسن، وهو أب لأربعة أطفال وصل إلى منطقة «يختل» قبل خمس سنوات، إنهم يسيرون لساعات من أجل جلب بضعة صفائح من الماء، وفي بعض الأيام، يعود وأطفاله خالي الوفاض، حيث يبدو أن المياه تفرّ بعيداً عن متناول اليد.

الصراع من أجل المياه في اليمن تفاقم بسبب سنوات الحرب (الأمم المتحدة)

ولأن الحرب أجبرت أكثر من 4.5 مليون يمني على ترك منازلهم، فقد لجأ الكثير منهم إلى قرى ريفية مثل «يختل» القريبة من ميناء المخا على ساحل البحر الأحمر، ومع وصول المزيد من الأسر النازحة، وغالباً لا يحملون سوى الملابس على ظهورهم، زاد الضغط على الموارد الشحيحة بالفعل.

وفي ظل هذه الظروف، يتنافس السكان المتزايدون على الوصول إلى المياه والمأوى والخدمات الأساسية؛ مما يؤدي إلى تفاقم التحديات التي يواجهها كل من النازحين والسكان المحليين. كما أدى انخفاض خصوبة التربة وزيادة ملوحة مصادر المياه وارتفاع مستويات سطح البحر إلى تهديد الزراعة على طول الساحل الغربي، خصوصاً في هذه المنطقة.

لهذا؛ يجد سكان المنطقة، الذين اعتمدوا في السابق على الزراعة على نطاق صغير لإعالة أسرهم، أنه من المستحيل تقريباً زراعة المحاصيل أو إطعام مواشيهم، حيث أصبح المناخ معادياً بشكل متزايد لأساليب الزراعة التقليدية.

كما أن صيد الأسماك على نطاق صغير، الذي كان أيضاً شريان حياة للاقتصاد المحلي، في انحدار. ومع فشل المحاصيل وتناقص مخزون الأسماك، أصبح لدى السكان خيارات أقل.

مهمة صعبة

يقرّ محمد علي، وهو أحد سكان «يختل» بالصعوبة، حيث يستيقظ كل يوم قبل الفجر للبحث عن الماء، وهي مهمة تستهلك صباحاته وتستنزف طاقته، كما أن رحلاته اليومية إلى نقاط المياه المشتركة محفوفة بعدم اليقين، هل سيجد ما يكفي من المياه لأسرته أم لا.

وفق المنظمة الدولية للهجرة، تفاقم الصراع من أجل المياه بسبب سنوات الحرب التي دمَّرت البنية الأساسية التي كانت ذات يوم حيوية للبقاء؛ لأن نظام المياه، الذي تم بناؤه في الأصل لخدمة 200 منزل، أصبح الآن ممتداً إلى ما هو أبعد من حدوده، في محاولة لتلبية احتياجات أكثر من 1500 أسرة، بما في ذلك مئات النازحين الذين هربوا من العنف في مناطق خطوط التماس بين القوات الحكومية والحوثيين.

البحث اليومي عن المياه يستهلك وقت الأسر وطاقتها لفترة طويلة (الأمم المتحدة)

من خلال إعادة تأهيل خطوط الأنابيب وبناء نقاط مياه جديدة، ساعدت تدخلات المنظمة الأممية في تخفيف العبء على الأسر وتخفيف الصراع على الموارد. كما يعالج المشروع المخاطر الصحية من خلال ضمان حصول كل من المجتمعات المضيفة والأسر النازحة على وصول موثوق به إلى المياه النظيفة.

وجزءاً من هذه الجهود في منطقة «يختل»، يتم توسيع شبكة توزيع المياه. ويشمل ذلك تركيب أنابيب أكبر وبناء مرافق تخزين مياه إضافية، وضمان توزيع العرض المحدود بكفاءة عبر المجتمع.

وبحسب المنظمة الأممية، تم إدخال أنظمة ضخ المياه بالطاقة الشمسية؛ مما يوفر مصدر طاقة مستداماً يقلل من الاعتماد على الوقود الباهظ الثمن وغير المتاح في كثير من الأحيان، ومساعدة المجتمعات على تحمل التقلبات الجوية المتطرفة مثل الفيضانات بشكل أفضل.

مساعدة على الصمود

تتضمن جهود منظمة الهجرة الدولية ترقية نظام المياه لتحسين قدرته على الصمود في مواجهة الفيضانات، والتخطيط بعناية لتجنب المناطق المعرضة للفيضانات وإنشاء تدابير وقائية، بالإضافة إلى ذلك، سيتم تركيب أجهزة تعقيم المياه بالكلور الأوتوماتيكية لتطهير المياه.

وبينما يتم إحراز تقدم في منطقة «يختل»، تستمر صراعات مماثلة في أجزاء أخرى من الساحل الغربي اليمني وفقاً للمجتمع الإغاثي، ففي مخيم للنازحين في حيس، يشارك سامي، وهو أب لاثني عشر طفلاً، قصة مألوفة عن المشقة، ويذكر أن معظم الأشخاص الذين يذهبون لجلب المياه هم من الأطفال؛ فهم لا يذهبون إلى المدرسة لأنهم مضطرون إلى المساعدة.

الجفاف يهدد مناطق واسعة باليمن مما يتسبب في شح المياه (إ.ب.أ)

تؤكد المنظمات الإغاثية أن عدم القدرة على الحصول على المياه النظيفة أدى إلى حرمان أطفاله من التعليم؛ مما أجبرهم على القيام بدورة من الأعمال المنزلية اليومية.

وبغرض معالجة النقص الحاد في المياه، تشرف منظمة الهجرة الدولية على بناء بئر جديدة من شأنها أن توفر مياه نظيفة وموثوقة لآلاف الأسر النازحة والمجتمعات المضيفة.

تجزم المنظمات الإغاثية أنه ومن خلال توفير هذا المصدر الثابت للمياه، سيتم تخفيف العبء المادي على الأسر وتقليل المخاطر الصحية المرتبطة بالمياه الملوثة، لكن رغم ذلك، تظل التحديات هائلة، حيث يستمر تغير المناخ والأحداث الجوية المتطرفة في جميع أنحاء اليمن في تضخيم أزمة المياه؛ مما يزيد من ضغوط الصراع والنزوح.