ارتبط شهر رمضان بأغنيات ثنائية كلاسيكية مصرية، من بينها «الراجل ده هيجنني» التي جمعت بين النجمة صباح وكوميديان السينما المصرية فؤاد المهندس. نجاح الأغنية لم يكن لخفة ظل كلماتها وألحانها فحسب، لكن لدقة تعبيرها عن حالة الزوجات في رمضان خلال حقبة الستينيات من القرن الماضي التي لم يكن أمامها سوى الرضوخ لطلبات زوجها وإلا اتهمها المجتمع بالنفور.
في أواخر السبعينيات، كرر فؤاد المهندس تجربة الأغنية الثنائية مع شويكار، ولم تقل الأغنية نجاحاً وخفة عن سابقتها، لكن من يدقق في التفاصيل يلمس بسهولة ذكاء القائمين على العمل من خلال تطوير أداء الزوجة. فعلى عكس صباح التي حققت كل أحلام زوجها في سفرة مكتظة بالأطباق، قررت شويكار أن تتسم بالذكاء، وتلقنه درساً في العلاقات الزوجية، وفاجأته بأن السفرة خاوية من الطعام في وقت الإفطار لأنه لم يترك لها الفرصة لتحضيره.
صحيح أن شويكار عبرت عن امرأة ذكية تعكس حال النساء في حقبة السبعينيات والثمانينيات، حيث بداية خروج المرأة إلى العمل، لكن في 2021 نحن أمام امرأة عصرية لن يرضيها طاعة صباح، ولا ذكاء شويكار، بينما هي بحاجة لصوت أوضح وأكثر حدة، مثلته مقدمة البرامج مفيدة شيحة، من خلال ثنائي جديد جمعها بالطاهي المصري شربيني.
الإعلامية المصرية مفيدة شيحة تقول في حديثها مع «الشرق الأوسط»: «لم يكن الهدف من الأغنية مجرد الترويج لبرنامج (الشيف ومفيدة) الذي أقدمه على شاشة (سي بي سي) للعام الرابع على التوالي، إذ وجدت فيها فرصة للتعبير عن حال المرأة العصرية التي لا يمكن أن يقاس نجاحها على الإطلاق من خلال مهاراتها في الطهي والتنظيف»، مؤكدة أن «كلمات الأغنية، وما تحمله من تمرد على تنميط المرأة، وانحصار دورها في المهام المنزلية، كان تتويجاً لرسالة حاولت التعبير عنها على مدار سنوات عبر برامجي. كما أن الأغنية تعد فرصة مباشرة للتشديد على هذه الرسالة، لا سيما أنني أقدم البرامج برفقة زميلات أتجنب فرض رأيي عليهن».
وعن رد فعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، والمقارنة بين نمط المرأة التي عبرت عنها شيحة ونموذج آخر مثلته صباح في الستينيات، ثم شويكار في نهاية السبعينيات، تقول: «شرف لي أن تُقارن أغنيتي بعمالقة الفن والغناء، وأنا مجرد مقدمة برامج تحاول تقديم عمل فني بسيط لكنه يحمل رسالة، غير أنه في رأيي أن مواقع التواصل الاجتماعي تقارن بين حال المرأة وتطورها من الستينيات حتى الآن. ومن هنا، فإنها مقارنة عادلة تعكس حقيقة التغيير الذي طرأ على المرأة المصرية».
وتوضح شيحة قائلة: «كيف يتحدث المجتمع عن امرأة مملكتها المطبخ، ونجاحها في الحياة يُقاس بـ(طشة) الملوخية، ونحن أمام مجتمع 30 في المائة منه تعيله امرأة؟! كيف أتناول نموذج المرأة الضعيفة المطيعة ونحن أمام قضايا ساخنة لنساء معنفات في جميع أنحاء الوطن العربي؟! أعتقد أن ما قدمته أكثر واقعية، وقد نجح في كسر التنميط الذي حوصرت فيه المرأة طويلاً».
وتعلق شيحة عن خوضها تجربة الغناء لأول مرة، قائلة: «فوجئت بالتجربة، وشعرت بالخوف، فلم أفكر من قبل في الغناء، ولا أمتلك صوتاً مميزاً؛ شاركت الأستاذ سمير سيف، رئيس قناة (سي بي سي سفرة)، مخاوفي، فطلب مني أن أؤدي الأغنية بروحي وشخصيتي، وليس بصوتي فقط. وبالفعل، مكثت 3 أيام متواصلة أتدرب على تقديم الأغنية، بمساعدة ابنتي، حتى خرجت بهذا الشكل».
مفيدة شيحة: كسر الصورة النمطية للمرأة العربية من أولوياتي
مفيدة شيحة: كسر الصورة النمطية للمرأة العربية من أولوياتي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة