مفيدة شيحة: كسر الصورة النمطية للمرأة العربية من أولوياتي

شيحة مع الشيف شربيني (حسابها على إنستغرام)
شيحة مع الشيف شربيني (حسابها على إنستغرام)
TT

مفيدة شيحة: كسر الصورة النمطية للمرأة العربية من أولوياتي

شيحة مع الشيف شربيني (حسابها على إنستغرام)
شيحة مع الشيف شربيني (حسابها على إنستغرام)

ارتبط شهر رمضان بأغنيات ثنائية كلاسيكية مصرية، من بينها «الراجل ده هيجنني» التي جمعت بين النجمة صباح وكوميديان السينما المصرية فؤاد المهندس. نجاح الأغنية لم يكن لخفة ظل كلماتها وألحانها فحسب، لكن لدقة تعبيرها عن حالة الزوجات في رمضان خلال حقبة الستينيات من القرن الماضي التي لم يكن أمامها سوى الرضوخ لطلبات زوجها وإلا اتهمها المجتمع بالنفور.
في أواخر السبعينيات، كرر فؤاد المهندس تجربة الأغنية الثنائية مع شويكار، ولم تقل الأغنية نجاحاً وخفة عن سابقتها، لكن من يدقق في التفاصيل يلمس بسهولة ذكاء القائمين على العمل من خلال تطوير أداء الزوجة. فعلى عكس صباح التي حققت كل أحلام زوجها في سفرة مكتظة بالأطباق، قررت شويكار أن تتسم بالذكاء، وتلقنه درساً في العلاقات الزوجية، وفاجأته بأن السفرة خاوية من الطعام في وقت الإفطار لأنه لم يترك لها الفرصة لتحضيره.
صحيح أن شويكار عبرت عن امرأة ذكية تعكس حال النساء في حقبة السبعينيات والثمانينيات، حيث بداية خروج المرأة إلى العمل، لكن في 2021 نحن أمام امرأة عصرية لن يرضيها طاعة صباح، ولا ذكاء شويكار، بينما هي بحاجة لصوت أوضح وأكثر حدة، مثلته مقدمة البرامج مفيدة شيحة، من خلال ثنائي جديد جمعها بالطاهي المصري شربيني.
الإعلامية المصرية مفيدة شيحة تقول في حديثها مع «الشرق الأوسط»: «لم يكن الهدف من الأغنية مجرد الترويج لبرنامج (الشيف ومفيدة) الذي أقدمه على شاشة (سي بي سي) للعام الرابع على التوالي، إذ وجدت فيها فرصة للتعبير عن حال المرأة العصرية التي لا يمكن أن يقاس نجاحها على الإطلاق من خلال مهاراتها في الطهي والتنظيف»، مؤكدة أن «كلمات الأغنية، وما تحمله من تمرد على تنميط المرأة، وانحصار دورها في المهام المنزلية، كان تتويجاً لرسالة حاولت التعبير عنها على مدار سنوات عبر برامجي. كما أن الأغنية تعد فرصة مباشرة للتشديد على هذه الرسالة، لا سيما أنني أقدم البرامج برفقة زميلات أتجنب فرض رأيي عليهن».
وعن رد فعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، والمقارنة بين نمط المرأة التي عبرت عنها شيحة ونموذج آخر مثلته صباح في الستينيات، ثم شويكار في نهاية السبعينيات، تقول: «شرف لي أن تُقارن أغنيتي بعمالقة الفن والغناء، وأنا مجرد مقدمة برامج تحاول تقديم عمل فني بسيط لكنه يحمل رسالة، غير أنه في رأيي أن مواقع التواصل الاجتماعي تقارن بين حال المرأة وتطورها من الستينيات حتى الآن. ومن هنا، فإنها مقارنة عادلة تعكس حقيقة التغيير الذي طرأ على المرأة المصرية».
وتوضح شيحة قائلة: «كيف يتحدث المجتمع عن امرأة مملكتها المطبخ، ونجاحها في الحياة يُقاس بـ(طشة) الملوخية، ونحن أمام مجتمع 30 في المائة منه تعيله امرأة؟! كيف أتناول نموذج المرأة الضعيفة المطيعة ونحن أمام قضايا ساخنة لنساء معنفات في جميع أنحاء الوطن العربي؟! أعتقد أن ما قدمته أكثر واقعية، وقد نجح في كسر التنميط الذي حوصرت فيه المرأة طويلاً».
وتعلق شيحة عن خوضها تجربة الغناء لأول مرة، قائلة: «فوجئت بالتجربة، وشعرت بالخوف، فلم أفكر من قبل في الغناء، ولا أمتلك صوتاً مميزاً؛ شاركت الأستاذ سمير سيف، رئيس قناة (سي بي سي سفرة)، مخاوفي، فطلب مني أن أؤدي الأغنية بروحي وشخصيتي، وليس بصوتي فقط. وبالفعل، مكثت 3 أيام متواصلة أتدرب على تقديم الأغنية، بمساعدة ابنتي، حتى خرجت بهذا الشكل».


مقالات ذات صلة

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

يوميات الشرق الفيلم يتناول مخاطرة صحافيين بحياتهم لتغطية «سياسات المخدّرات» في المكسيك (الشرق الأوسط)

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

فاز الفيلم الوثائقي «حالة من الصمت» للمخرج سانتياغو مازا بالنسخة الثانية من جائزة «الشرق الوثائقية».

«الشرق الأوسط» (جدة)
رياضة عربية المهندس خالد عبد العزيز رئيس المجلس الأعلى للإعلام في مصر (صفحة المجلس على «فيسبوك»)

مصر: قرارات جديدة لمواجهة «فوضى الإعلام الرياضي»

أصدر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر، برئاسة المهندس خالد عبد العزيز مجموعة قرارات، اعتماداً لتوصيات لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي.

محمد الكفراوي (القاهرة)
أوروبا مراسلات يتحدثن أمام الكاميرات خلال تغطية صحافية في البرازيل (رويترز)

ثلثهم على أيدي الجيش الإسرائيلي... مقتل 54 صحافياً في عام 2024

قُتل 54 صحافياً حول العالم أثناء قيامهم بعملهم أو بسبب مهنتهم في عام 2024، ثلثهم على أيدي القوات الإسرائيلية، وفق ما أظهر تقرير سنوي.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق الصحافي سامح اللبودي والزميلة بيسان الشيخ من «الشرق الأوسط»

«الشرق الأوسط» تفوز ببرونزية «أريج» للصحافة الاستقصائية

فازت «الشرق الأوسط» بالجائزة البرونزية للصحافة الاستقصائية العربية التي تمنحها مؤسسة «أريج»، عن تحقيق: قصة الإبحار الأخير لـ«مركب ملح» سيئ السمعة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق صورة تذكارية لعدد من أعضاء مجلس الإدارة (الشركة المتحدة)

​مصر: هيكلة جديدة لـ«المتحدة للخدمات الإعلامية»

تسود حالة من الترقب في الأوساط الإعلامية بمصر بعد إعلان «الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية» إعادة تشكيل مجلس إدارتها بالتزامن مع قرارات دمج جديدة للكيان.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.