انقلابيو اليمن يستأنفون «حوثنة» مناصب التعليم

تلميذ يحمل نموذجاً لصاروخ داخل مدرسته في صنعاء الشهر الماضي (إ.ب.أ)
تلميذ يحمل نموذجاً لصاروخ داخل مدرسته في صنعاء الشهر الماضي (إ.ب.أ)
TT

انقلابيو اليمن يستأنفون «حوثنة» مناصب التعليم

تلميذ يحمل نموذجاً لصاروخ داخل مدرسته في صنعاء الشهر الماضي (إ.ب.أ)
تلميذ يحمل نموذجاً لصاروخ داخل مدرسته في صنعاء الشهر الماضي (إ.ب.أ)

أفادت مصادر تربوية يمنية بأن الميليشيات الحوثية استأنفت منذ نحو أسبوعين مسلسل الإقصاء للقيادات والكوادر الوظيفية غير الموالية لها عقائدياً من مناصبها في المناطق التعليمية بالعاصمة صنعاء، وذلك في سياق مساعيها الرامية لاستكمال فرض السيطرة الكاملة على المواقع الإدارية بما يضمن لها تسهيل مخطط «تطييف المجتمع» واستكمال أعمال «حوثنة» المناصب.
وكشفت المصادر التي تحدثت إلى «الشرق الأوسط» عن توجيهات أصدرها قبل نحو عشرة أيام شقيق زعيم الميليشيات يحيى بدر الدين الحوثي المعين في منصب وزير التربية والتعليم في حكومة الانقلاب غير المعترف بها، تضمنت إطاحة 8 من مديري المناطق التعليمية و12 من مديري الإدارات التربوية و7 مديري مدارس حكومية، كما تضمنت تعيين عناصر حوثية مؤهلها الوحيد التبعية العقائدية والانتماء السلالي لزعيم الجماعة.
وفي السياق نفسه، كشف عاملون في الحقل التربوي بصنعاء لـ«الشرق الأوسط» عن توسع النشاط الحوثي في مجال التطييف ليشمل المرافق والقطاعات والمؤسسات التعليمية والتربوية كافة في صنعاء ومناطق أخرى.
وقال التربويون إن توسع ذلك النشاط زاد أكثر خلال الفترة التي أعقبت وصول الحاكم العسكري الإيراني المنتحل صفة سفير المدعو حسن إيرلو إلى العاصمة صنعاء. وأضافوا أن «الجماعة وبإشراف مباشر من إيرلو بدأت منذ تلك الفترة بتوسيع نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة وفق مخطط إيراني شرع أولاً باستهداف العملية التعليمية لاستكمال عملية تطييف المجتمع اليمني وتجريف هويته الوطنية بشكل كامل».
واعتبر بعض العاملين التربويين أن إجراءات الميليشيات الرامية إلى إحداث تغيير جذري في هيكلة الإدارات التربوية على مستوى المناطق التعليمية في صنعاء يأتي ضمن أولويات ذلك المخطط الإيراني.
وفي سياق هذه المساعي الإيرانية المستمرة لتعزيز نفوذ طهران وبدء نشر أفكارها الطائفية في اليمن عبر بوابة التعليم، كشفت دراسة غربية، تم نشرها مؤخراً عن استغلال الجماعة وإيران التعليم في اليمن لصالح أجندتهما وبسط نفوذهما في المناطق التي تسيطر عليها الميليشيات.
وقالت منظمة «إمباكت - إس اي» الأميركية المتخصصة في مراقبة المناهج التعليمية والكتب المدرسية في جميع أنحاء العالم، والتي ترصد قيم السلام والتسامح فيها، إن ميليشيات الحوثي حولت التعليم لأداة نشر القيم والثقافة الإيرانية. وأكدت أن إيران متغلغلة من خلال الحوثيين في مراكز التعليم الابتدائي ومعاهد التعليم العالي في اليمن، ومن جانب آخر، يدرس المئات من الطلاب الحوثيين حالياً في إيران.
وأشارت الدراسة إلى أن المنهج الإيراني المنتشر بين وكلائها يعلم الأطفال أهمية «توحيد المسلمين ضد الأعداء الغربيين». ولفتت المنظمة إلى أن تحليلها للمواد التعليمية قائم على معايير اليونيسكو للسلام والتسامح. وتنتقد المنظمة نشر صور العنف بما في ذلك صور الأطفال القتلى في المواد المخصصة لمراحل التعليم الأولى، وكذلك استخدام الأسلحة في دروس الرياضيات.
وعملت الجماعة الانقلابية على مدى الأسابيع القليلة الماضية على تحويل معظم منصات وقاعات وساحات المدارس والمرافق والمؤسسات التعليمية الأساسية والجامعية الحكومية والأهلية في صنعاء ومدن أخرى إلى أماكن لإقامة المهرجانات الطائفية وجمع الجبايات والإتاوات وتحشيد المقاتلين الجدد من طلبة المدارس والجامعات (بينهم صغار سن) في إطار ما كانت تسميه «الاحتفاء بذكرى الصمود».
وفي السياق ذاته، تحدث تربويون وأساتذة جامعات حكومية إلى «الشرق الأوسط»، عن أن الجماعة عمدت قبل أيام في إطار فعالياتها الطائفية إلى تحويل منصات وساحات وقاعات بعض المدارس والجامعات بصنعاء إلى أماكن لتجمع الميليشيات المسلحة وجلب مختلف أنواع الأسلحة والصواريخ لاستعراضها والزعم أنها محلية الصنع.
وبحسب التربويين والجامعيين، فقد تخلل تلك المهرجانات بث خطاب يحرض على القتل والعنف والكراهية ويحض الكوادر التعليمية وطلبة المدارس والجامعات على الالتحاق بصفوف الميليشيات.


مقالات ذات صلة

93 يمنياً في الحديدة ضحايا ألغام الحوثيين خلال عام

العالم العربي عضو في فريق يمني لمكافحة الألغام خلال حملة توعوية بمحافظة الحديدة (أ.ف.ب)

93 يمنياً في الحديدة ضحايا ألغام الحوثيين خلال عام

كشفت بعثة الأمم المتحدة لتنفيذ اتفاق ستوكهولم الخاص بالحديدة ومنظمتان حقوقيتان في مأرب عن سقوط أكثر من 150 ضحية للألغام خلال العامين الماضيين.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي  فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

بينما تفرج الجماعة الحوثية عن عدد من المختطفين في سجونها، تختطف مئات آخرين بتهمة التخابر وتبث اعترافات مزعومة لخلية تجسسية.

وضاح الجليل (عدن)
خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

خاص سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».