فيما وثقت شبكة حقوقية يمنية سقوط آلاف الضحايا جراء الألغام التي زرعها الحوثيون في 13 محافظة خلال ستة أعوام، قام رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي بتكريم المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن «مسام»، والبرنامج الوطني للتعامل مع الألغام.
وقلّد العليمي المشروع السعودي لنزع الألغام «مسام»، ممثلاً بمديره العام أسامة بن يوسف القصيبي، والبرنامج الوطني للتعامل مع الألغام ومديره العام العميد الركن أمين العقيلي، وسام الشجاعة نظير جهود تطهير البلاد من الألغام ومخلفات الحرب.
وعلى مدى السنوات الماضية من عمل المشروع السعودي في نزع الألغام ومخلفات الحرب؛ قُتِل 30 خبيراً من عاملي المشروع وأصيب نحو 47 آخرين بإصابات متفاوتة.
ونقلت وكالة «سبأ» الحكومية عن العميد العقيلي قوله إن «البرنامج نزع وأزال أكثر من 800 ألف لغم من ألغام الميليشيات الحوثية ومخلفات الحرب، ليصل إجمالي الألغام والمواد غير المنفجرة المنزوعة في البلاد عبر فرق البرنامج والشركاء في المشروع السعودي إلى أكثر من مليون و250 ألف منذ عام 2015».
وأصدر رئيس مجلس القيادة الرئاسي، في يونيو (حزيران) الماضي، قرارين بمنح «مسام»، والبرنامج الوطني وسام الشجاعة، اعتزازاً وعرفاناً بدورهما في تطهير الأراضي اليمنية من الألغام والمواد والذخائر غير المنفجرة التي زرعتها الجماعة الحوثية، وتقديراً وتخليداً لتضحيات أفرادهما من أجل سلامة الشعب اليمني، وأجياله المقبلة.
ومنذ انطلاق أعمال «مسام» في اليمن منتصف 2018 تمكن من تطهير 55,390,882 متراً مربعاً، وانتزاع 436.376 لغماً وعبوة ناسفة وذخيرة غير منفجرة، بينها 6,494 لغماً مضاداً للأفراد و143,951 لغماً مضاداً للدبابات و277,92 ذخيرة غير متفجرة، إضافة إلى 8,011 عبوة ناسفة.
وشارك في حفل التكريم إلى جانب المسؤولين اليمنيين مساعد مدير عام المشروع السعودي لنزع الألغام قاسم محمد الدوسري، وعدد من مسؤولي المشروع.
ضحايا بالآلاف
كشفت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات عن مقتل ألف و219 من اليمنيين جراء حوادث انفجار الألغام المضادة للأفراد والدروع في البلاد خلال الفترة من يناير (كانون الثاني) 2018 وحتى فبراير (شباط) 2024م.
وإلى جانب ذلك؛ شهدت المحافظات التي شملتها إحصائية الشبكة وقوع 3 آلاف و607 حالات تضرر بشرية شملت القتل والإصابة بسبب الألغام الأرضية المضادة للدروع والمضادة للأفراد التي زرعتها الجماعة الحوثية.
وشمل تقرير صادر عن الشبكة حول الأضرار التي خلفتها ألغام الجماعة الحوثية في اليمن، رصدا في 13 محافظة هي مأرب والبيضاء والحديدة ولحج وتعز وإب وصنعاء وأبين والجوف والضالع وعمران وصعدة وحجة.
ووفقاً لتقرير الشبكة فإن محافظة تعز تصدرت قائمة المحافظات المتضررة من حيث عدد القتلى جراء الألغام، بـ214 حالة قتل، تلتها محافظة الحديدة بـ154 حالة، ثم محافظة مأرب بـ148 حالة، ومحافظة الجوف بـ102 حالة، وتوزعت بقية الحالات على المحافظات الأخرى.
ووثق الفريق الميداني للشبكة ألفاً و624 حالة إصابة بانفجار لغم أرضي، بينها 403 أصيب فيها أطفال و236 حالة أصيبت فيها نساء، مبينة أن عدد الجرحى الذين يعانون من إعاقات دائمة بسبب الألغام الأرضية بلغ 764 حالة إعاقة، بينهم 272 حالة بُتِرت فيها أطراف الضحايا، بالإضافة إلى حالتي فقدان للبصر.
وطالبت الشبكة الأمم المتحدة بفتح تحقيق عاجل وشفاف حول الاستخدام المفرط للألغام المضادة للأفراد في اليمن وبكميات هائلة، مناشدة إياها باستخدام الصلاحيات المخولة لها بموجب المعاهدة الدولية الخاصة بحظر الألغام لعام 1997، بما يضمن الوقف الفوري لزراعة واستخدام الألغام في اليمن تحت أي ظرف، واتخاذ الإجراءات القانونية الرادعة بحق كل من ثبت استخدامه لها خلال الفترة الماضية.
كما دعت الأمم المتحدة إلى القيام بمسؤولياتها القانونية والإنسانية والأخلاقية تجاه ضحايا الألغام في اليمن، وتوفير الدعم والمساعدات اللازمة لحمايتهم والتخفيف من معاناتهم، وإنقاذ حياة ذوي الإعاقات الدائمة والإصابات الخطيرة، والإسهام بأي شكل في دعم الجهود المحلية والإقليمية والدولية الرامية إلى اكتشاف ونزع حقول الألغام المنتشرة في عدد من المناطق اليمنية، والتي لا يزال معظمها مجهولاً حتى اللحظة.
وناشدت الشبكة الهيئات والمنظمات المحلية والإقليمية والدولية للمساعدة في تأهيل الأشخاص وتوفير الآليات اللازمة لكشف الألغام ونزعها والإسهام في التوعية بمخاطر الألغام ومخلفات الحروب.
انتهاكات في البيضاء
بعد أيام قليلة من واقعة «حي الحفرة» في مدينة رداع التابعة لمحافظة البيضاء، كشفت شبكة حقوقية يمنية ارتكاب الجماعة الحوثية 340 انتهاكاً لحقوق الإنسان في مختلف مديريات محافظة البيضاء خلال العام الماضي.
وفي تقريره «حياة القهر» سجل مركز رصد للحقوق والتنمية، ارتكاب الجماعة الحوثية 340 انتهاكاً لحقوق الإنسان في مختلف مديريات محافظة البيضاء وسط اليمن، خلال العام الماضي، بينها 39 جريمة قتل، و31 إصابة، و154 حالة اختطاف، و112 اعتداء على ممتلكات عامة وخاصة.
وطبقاً للتقرير؛ فإن مديرية السوادية تصدرت مديريات المحافظة التي يقع مركزها على بُعد 268 كيلومتراً جنوب شرقي صنعاء، في عدد الانتهاكات بنسبة بلغت 40 في المائة من إجمالي الانتهاكات الموثقة في المحافظة، تلتها مديرية ذي ناعم بـ19 في المائة، ثم مديرية رداع بـ8 في المائة.
وتستمر الجماعة بممارساتها المنتهكة لحقوق الإنسان في المحافظة، والتي كان أبرزها خلال الأيام الماضية واقعة حي الحفرة، حيث أقدمت قوة تابعة للجماعة على تفجير عدد من منازله بالعبوات الناسفة، وقتل 13 من سكانه وإصابة 9 آخرين.
وبهذه الواقعة ارتفع عدد المنازل التي فجرتها الجماعة في المحافظة منذ عام 2015 إلى 461 منزلاً، منها 133 منزلاً دُمرت بشكل كلي، و328 بشكل جزئي، بحسب التقرير.