الأردن: الحكومة تكشف المزيد عن حيثيات «الفتنة»

العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني وعمه الأمير الحسن وخلفهما الأمير حمزة في أول ظهور معاً بعد الأزمة (الشرق الأوسط)
العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني وعمه الأمير الحسن وخلفهما الأمير حمزة في أول ظهور معاً بعد الأزمة (الشرق الأوسط)
TT

الأردن: الحكومة تكشف المزيد عن حيثيات «الفتنة»

العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني وعمه الأمير الحسن وخلفهما الأمير حمزة في أول ظهور معاً بعد الأزمة (الشرق الأوسط)
العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني وعمه الأمير الحسن وخلفهما الأمير حمزة في أول ظهور معاً بعد الأزمة (الشرق الأوسط)

في اجتماعين منفصلين في دار مجلس الأمة الأردني، التقى رئيس الوزراء بشر الخصاونة بمجلسي النواب والأعيان، أمس (الاثنين)، كاشفاً المزيد من تفاصيل العلاقة بين ولي العهد السابق الأمير حمزة ورئيس الديوان الملكي الأسبق باسم عوض الله والشريف حسن بن زيد.
وأكد الخصاونة أمام مجلس النواب أن «قضية الأمير حمزة ستترك للعائلة، في حين أن باقي عناصر القضية سيحالون إلى القضاء فور استكمال التحقيقات الأولية»، بحسب ما أكده نواب حضروا اللقاء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط».
ووفقاً لنواب، فقد كشف الخصاونة عن «علاقة نشأت بين الأمير حمزة وباسم عوض بوساطة الشريف حسن بن زيد»، مشدداً على أن الحديث بينهم وصل إلى «مواعيد مفترضة للبدء بتنفيذ خطط لزعزعة الأمن والاستقرار، تمهيداً لتقديم الأمير نفسه بديلاً للملك عبد الله الثاني، بعد أن انتقد الأمير الملك وولي العهد خلال اجتماعات منظمة».
وفي الوقت الذي انتهى فيه لقاء الرئيس بأعضاء مجلس النواب، بعد مشادات كلامية بين عدد من النواب، وانسحاب آخرين، دعا أحدهم للإجابة عن سؤال: «أين باسم عوض الله؟»، مطالباً بزيارته، ليرد رئيس الوزراء بأن «عوض الله معتقل، وهو يخضع للتحقيق، وسيحال ملف القضية للنائب العام للبدء بإجراءات التقاضي فور انتهاء التحقيقات».
وتحدث رئيس الوزراء عن توفر أدلة تتضمن ثبوت الاتهامات على المعتقلين، وشبكة للاتصالات الداخلية والخارجية لرئيس الديوان الأسبق باسم عوض الله. وبحسب نواب حضروا اللقاء، فقد أكد الرئيس الخصاونة على رحلة طويلة في جمع المعلومات، ومدى استغلال عناصر القضية لأحداث محلية في تأجيج الشارع المحلي، ورفع سقف الهتافات لتطال الملك والمؤسسات، في وقت توفرت فيه الأدلة على اتصالات مع من سمتهم الحكومة «المعارضة الخارجية».
وبيّن الخصاونة، في لقائه مع النواب أمس، أن ثمة قضية أخرى يحقق بشأنها مع عوض الله، بعد توفر معلومات عن تسريب عقارات في القدس إلى اليهود، بشكل يؤثر على هوية المدينة المقدسة، ويخدم سياسات تهويد القدس خدمة للمصالح الإسرائيلية.
من جهة أخرى، لخص العين رئيس الوزراء الأسبق سمير الرفاعي اجتماع الخصاونة مع أعضاء مجلس الأعيان، في تغريدة نشرها على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، بقوله: «غادرت للتو لقاء رئيس الوزراء الذي تم لوضع مجلس الأمة بتفاصيل الأحداث المؤلمة التي دارت مؤخراً، مؤكداً احترام سرية التحقيقات والثقة بالسلطة القضائية».
ووصف الرفاعي ما سمعه من معلومات أدلى بها الخصاونة خلال اجتماعه بالأعيان بقوله: «لا نقول إلا أعان الله سيدنا، فقد ألهمه صبر النبي أيوب (عليه السلام) في احتواء هذه المسألة».
وذهب الرئيس لتناول معلومات يتداولها الأردنيون بينهم، في حين يعد تصريح الخصاونة هو ثاني مناسبة تعلق فيها الحكومة على التطورات الأخيرة، بعد البيان الذي قرأه نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية أيمن الصفدي الأحد قبل الماضي.
وكانت قوة مشتركة من القوات المسلحة (الجيش العربي) والمخابرات العامة قد نفذت، السبت قبل الماضي، اعتقالات شملت نحو 16 شخصاً، إلى جانب رئيس الديوان الأسبق باسم الخصاونة، والشريف حسن بن زيد، بعد إبلاغ الأمير حمزة الأخ غير الشقيق للملك عبد الله الثاني بوقف جميع تحركاته ونشاطاته، إثر الكشف عن ما وصفه الملك الأردني بـ«الفتنة» التي كان يخطط لها.
وظهر الأمير حمزة خلف الملك عبد الله الثاني، أول من أمس، وهم يقرأون الفاتحة على الأضرحة الملكية بمناسبة ذكرى مئوية البلاد، لتحمل الصورة إجابات عن أسئلة نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي حول مصير الأمير حمزة، ولي العهد السابق، ومكان وجوده.
وجاءت الصورة على بعد أيام من توقيع الأمير حمزة بن الحسين على رسالة في منزل عمه الأمير حسن، أعلن فيها تراجعه عن مواقف اتخذها، مؤكداً أنه وضع نفسه بين يدي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني «مجدداً البيعة».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.