باسكال مشعلاني: لا توجد «مطربة أولى» في لبنان مع وجود فيروز

قالت لـ«الشرق الأوسط» إنها تحلم بتقديم عمل استعراضي كبير

باسكال مشعلاني
باسكال مشعلاني
TT

باسكال مشعلاني: لا توجد «مطربة أولى» في لبنان مع وجود فيروز

باسكال مشعلاني
باسكال مشعلاني

أطلقت الفنانة اللبنانية باسكال مشعلاني، أخيراً، أغنيتها الجديدة «جنان بجنان»، لتكون باكورة أغنياتها لعام 2021، واحتفالاً بمرور 30 عاماً على وجودها في الساحة الغنائية العربية. وقالت باسكال، في حوارها مع «الشرق الأوسط»، إن لديها أحلاماً تسعى لتحقيقها خلال الفترة المقبلة، أبرزها تقديم عمل استعراضي غنائي كبير وألبوم طربي من الدرجة الأولى، مؤكدة أنها لا تهتم بالصراع على لقب «مطربة لبنان الأولى»، وترى أنه من العيب إطلاق البعض على أنفسهن هذا اللقب مع وجود فيروز وماجدة الرومي، وكشفت أنه عندما يكون صوتها وشكلها الخارجي لا يخدمانها سوف تعلن اعتزالها... وإلى نص الحوار:

> ما الذي حمّسكِ في أغنية «جنان بجنان» لكي تكون باكورة أغنياتكِ لعام 2021؟
أحببت أن تكون باكورة أغنياتي للعام الجديد، أغنية تحمل طاقة إيجابية وفرحاً وأملاً للحياة، ولذلك حينما عرضها عليّ الشاعر المصري رمضان محمد، أعجبت بها للغاية، وقمت على الفور بتسجيلها في استوديو زوجي الملحن ملحم أبو شديد، فنحن نعيش في أزمات وصراعات مريرة منذ العام الماضي بسبب جائحة كورونا، ثم أحداث انفجار مرفأ بيروت التي أدخلت الحزن على كل بيت عربي، ولا بد أن أتقدم بالشكر لكل من شارك في صنع الأغنية، بداية من الشاعر المصري، والملحن أحمد مصطفى والموزع شريف قاسم، ومهندس الصوت جوزيف كرم.
> ولماذا قمتِ بتقديمها في فيديو كليب كارتوني؟
عقدت جلسات عمل مطولة مع مدير المشروع جوني، الذي طلب مني أن أتركه لمدة يومين لكي يضع خطة جديدة لتنفيذ الفيديو كليب، وبعد 48 ساعة عاد لي من جديد وعرض تقديم الأغنية بشكل كارتوني، وتحمّست لفكرته جداً بشرط الاطلاع أولاً على الرسومات التي سيتم استخدامها في الكليب، ولكن جوني قام بتنفيذ الرسومات بشكل جيد من حيث الأزياء ومستحضرات التجميل، وأجمل ما في الأغنية المصورة أنها لم تخطف أنظار جمهوري وعشاقي من الشباب والكبار، بل خطفت أيضاً أنظار الأطفال بسبب الرسوم الكارتونية.
> ما هي تفاصيل ألبومكِ الغنائي الجديد الذي أعلنتِ عن طرحه منذ فترة طويلة؟
ألبومي جاهز لطرحه في الأسواق والمنصات الإلكترونية منذ ما يقرب من عام ونصف العام، ولكن مثلما قلت إن الأحوال في لبنان بشكل خاص، والعالم العربي بشكل عام غير مستقرة، ولو استقرت الأمور خلال الأسابيع المقبلة، سيتم إطلاقه بعد أسبوعين من عيد الفطر المبارك، ولو لم يتحقق ذلك، سأطرح أغنية جديدة منه، وتأجيل طرحه كاملاً إلى منتصف فصل الصيف، وللعلم هو ميني ألبوم وليس ألبوماً كاملاً، وأتعاون فيه مع نخبة من شعراء وملحني مصر ولبنان، أبرزهم منير بوعساف، ومحمد رفاعي، ورمضان محمد، وأقدم فيه الأغنية السريعة اللبنانية والكلاسيك المصري، وكما أعيد تقديم أغنية للفنانة الراحلة صباح ستكون مفاجأة لجمهور «الشحرورة».
> البعض يرى أن الأغنية المصرية كانت وراء نجاحكِ عربياً... ما تعليقكِ؟
نجحت في مصر بأغنياتي اللبنانية وليس المصرية فقط، فالجميع ما زال يتذكر لي في القاهرة حتى الآن أغنيات «نشفتلي دمي» و«نور الشمس» و«لما بشوفك» و«شو عملتلك أنا»، وأيضا لا أنكر أن الأغنيات المصرية كان لها صدى كبير ومهم في مسيرتي مثل «خيالة» و«قلبي» و«أكبر كدبة في حياتي»، وأنا أحاول دائماً إرضاء ذوق جمهوري في بلدان الوطن العربي كافة، فلا يوجد ألبوم غنائي لي متنوع لا يضم أغنية مصرية، فآخر ألبوماتي «حبك مش حكي» تضمن أغنيتين مصريتين.
> مع اقتراب ذكرى رحيل الشاعر المصري عبد الرحمن الأبنودي الذي كتب لكِ كلمات أولى ألبوماتكِ الغنائية «سهر سهر»... ما الموقف الذي ما زلتِ تذكرينه عن الألبوم؟
ألبوم «سهر سهر» أحد أهم أعمالي الغنائية، وأتذكر الصعوبات التي خرج فيها الألبوم للنور، إذ إنني ظللت 3 أشهر كاملة في القاهرة رفقة عبد الرحمن الأبنودي والموسيقار جمال سلامة، ووقتها كانت الحرب على أشدها في بيروت، وكان الشاعر الراحل يحمّسني كثيراً ويعطيني دفعة معنوية للغناء، وظللت أمرّن صوتي على الأغنيات في استوديو جمال سلامة، وطُرح الألبوم في مصر فقط وبعدها طُرح في تونس وحقق نجاحاً كبيراً، ولم يُطرح في لبنان إلا بعد عامين من موعد طرحه الحقيقي.
> وما الفرق بين الفترة التي ظهرتِ فيها في تسعينيات القرن الماضي والفترة الجارية؟
كل عصر له جماليات ورونق خاص، أنا ظهرت على الساحة الفنية مع نهاية عام 1992، وواجهت صعوبات عدة مثل باقي اللبنانيين بسبب الحرب الأهلية، ولكن أجمل ما في تلك الفترة هو أن الفنان كان يتعب ويجتهد لكي يحفظ الجمهور اسمه، فنحن لم تكن لدينا وسيلة للانتشار سوى عدد من القنوات الفضائية العربية، وربما تكون هي السبب الحقيقي وراء استمرارنا كنجوم، فالذين حققوا نجاحات في تلك الفقرة، كمن حفروا أسماءهم على الصخر، أي لا يُمحى أبداً من ذاكرة الجمهور، على عكس ما يتم حالياً، فالنجاح أصبح سهلاً للغاية في ظل المنصات الاجتماعية والرقمية، ولكن الاستمرارية في النجاح أمر معقد للغاية.
> كثيرون يرون أن ألبوم «نور الشمس» هو الأفضل بمسيرتكِ... ما رأيكِ؟
«نور الشمس» واحد من أهم ألبوماتي الغنائية، لأنه تضمن مجموعة رائعة من الأغنيات؛ منها «نشفتلي دمي» و«طير الغرام» و«الله يا جميل» و«بتمون»، ولكن هناك ألبومات حققت النجاح ذاته، وربما أكثر منه مثل ألبوم «خيالة» الذي سبق «نور الشمس»، وأيضا ألبوم «بحبك أنا بحبك»، ولا يوجد لدي ألبوم من وجهة نظري خرج بشكل غير جيد.
> وما الحلم الذي تسعى إليه مشعلاني بعد 3 عقود من وجودها على الساحة الغنائية؟
أول تلك الأحلام تقديم عمل مسرحي استعراضي كبير مثل الذي كان يقدمه الفنان الراحل وديع الصافي والراحلة صباح، يصاحبه أداء تمثيلي، وهناك حلم آخر يتمثل في تقديم ألبوم غنائي طربي كامل، وثالث الأحلام أن يكون هناك نص فيلم سينمائي جيد يجمع بين الرومانسية والكوميديا، لكي أجسد فيه شخصيتي الحقيقية المرحة التي ربما لا يعرفها الناس عني.
> تفضلين الابتعاد عن صراع لقب «المطربة الأولى» بلبنان... لماذا؟
بوجود الأيقونة فيروز أطال الله في عمرها، لا توجد مطربة أولى لا في لبنان ولا الوطن العربي، من العيب أن يقول فنان على نفسه إنه الأول في ظل وجود فيروز، وأيضاً في وجود الفنانة العظيمة ماجدة الرومي، بالنسبة لي لا أدخل مطلقاً في تلك الصراعات ولا أشغل نفسي بها، لأنني مؤمنة بأن كل فنان له مكانته وشخصيته وصوته الذي يميزه عن غيره، ونحن في النهاية زهرات في بستان زهور على المستمع أن يختار منه.
> ولماذا تأخرتِ في دخول عالم التمثيل حتى الآن؟
الظروف وقفت دائماً حائلاً أمام هذا الحلم، ففي إحدى المرات كان هناك عمل وشك على الظهور للنور، ولكن تغير المنتج والمخرج تسبب في وفاة العمل، أنا لا يوجد لدي اعتراض على التمثيل، ربما لا أجد نفسي مطلقاً في الأعمال الدرامية التراجيدية، رغم تقديمها في أغنياتي المصورة، ولكني لا أرى نفسي على الشاشة إلا في دور رومانسي كوميدي لأن هذه هي شخصيتي الحقيقية.
> متى تفكرين في الاعتزال؟
عندما يكون صوتي وشكلي الخارجي لا يخدمانني، وقتها سأعلن اعتزالي، الفنان المتمكن من أدواته يعي جيداً الفترة التي يظهر فيها والتي يغيب فيها عن الأنظار، وربما أتخذ هذا القرار في حالة عدم وجود أغنيات جيدة قادرة على إبراز صوتي بشكل مناسب، حتى الآن أنا قادرة على الاستمرار والوجود.



كريتي سانون تروي رحلتها من دروس شاروخان إلى شجاعة الاختيار

الفنانة الهندية تحدثت عن تجربتها في السينما (مهرجان البحر الأحمر)
الفنانة الهندية تحدثت عن تجربتها في السينما (مهرجان البحر الأحمر)
TT

كريتي سانون تروي رحلتها من دروس شاروخان إلى شجاعة الاختيار

الفنانة الهندية تحدثت عن تجربتها في السينما (مهرجان البحر الأحمر)
الفنانة الهندية تحدثت عن تجربتها في السينما (مهرجان البحر الأحمر)

في واحدة من أكثر الجلسات جماهيرية في مهرجان البحر الأحمر السينمائي هذا العام، حلّت الممثلة الهندية كريتي سانون في ندوة حوارية تحوّلت سريعاً من حوار تقليدي إلى عرض كامل تفاعل خلاله الجمهور بحماسة لافتة، حتى بدا المشهد وكأنه لقاء بين نجمة في ذروة تألقها وجمهور وجد فيها مزيجاً من الذكاء والعفوية والثقة.

منذ اللحظة الأولى، بدا واضحاً أن الجمهور جاء محملاً بأسئلته، فيما شجع التفاعل الجماهيري الممثلة الهندية على أن تجيب بصراحة عن كل ما يتعلق بمسيرتها، ومن بين كل أسماء الصناعة، لم يلمع في حديثها كما لمع اسم شاروخان. توقفت عند ذكره كما يتوقف شخص أمام لحظة صنعت في داخله تحولاً، وصفته بأنه «الأكثر ذكاءً وخفة ظل» ممن قابلتهم، ومثال حي على أن الفروسية والذوق الرفيع لا يزالان ممكنَين في صناعة صاخبة.

واستعادت كريتي كيف كان شاروخان ينظر إلى من يتحدث معه مباشرة، وكيف يمنح الجميع احتراماً متساوياً، حتى شعرت في بداياتها بأنها تلميذة تقع فجأة في حضرة أستاذ يعرف قواعد اللعبة من دون أن يستعرضها، ومع أن كثيرين يرون أن سانون دخلت عالم السينما من باب الجمال والأزياء، فإنها أكدت أن دراستها للهندسة لعبت دوراً في دخولها مجال الفن باعتبار أنها تعلمت منها أن كل شيء يجب أن يكون منطقياً وقائماً على أسئلة لماذا؟ وكيف؟

وأوضحت أن تحليل الأمور ومراجعتها منحتاها أدوات لم يمتلكها ممثلون آخرون، مروراً بتجارب وورشات تمثيل طويلة، فيما كانت هي تتعلم على أرض الواقع عبر طرح الأسئلة، حتى تلك التي قد يضيق منها البعض أو يعدها دليلاً على التردد.

الممثلة الهندية خلال جلستها الحوارية (مهرجان البحر الأحمر)

توقفت أيضاً في حديثها عند واحدة من أكثر محطاتها صعوبة، شخصية الروبوت «سيفرا» في فيلم «لقد وقعت في شرك كلامك»، شارحة أنها كانت لعبة توازن دقيقة بين أن تكون آلة بما يكفي ليصدّقها المشاهد، وإنسانة بما يكفي ليُصدّقها شريكها في الفيلم، مشيرة إلى أنها لم ترمش في أثناء الحوارات، وضبطت كل حركة لتكون دقيقة ومحسوبة، ورغم أنها معروفة بخفة الحركة و«العثرات الطريفة» كما وصفت نفسها، فإن أكثر ما أسعدها في الفيلم كان مشهد «الخلل» الذي ابتكرته بنفسها، لتمنح الشخصية ملمساً أكثر واقعية.

لكن اللحظة الأكثر دفئاً كانت عندما تحدثت عن الموسيقى، وعن دورها في مسيرتها؛ حيث روت كيف كانت غرف التسجيل التي تعمل فيها مع الملحّنين تشبه «متجر حلوى»، وكيف كان اللحن يُولد من جلسة ارتجال بسيطة تتحول بعد دقائق إلى أغنية جاهزة، ومع أن الجلسة كانت مليئة بالضحك واللحظات الخفيفة، فإنها لم تخفِ الجانب العميق من تجربتها، خصوصاً عندما تحدثت عن انتقالها من الإعلانات والصدفة إلى البطولة السينمائية.

وروت كيف أن فيلم «ميمي» منحها مساحة أكبر مما حصلت عليه في أي عمل سابق، وغيّر نظرتها إلى نفسها بوصفها ممثلة، مؤكدة أن ذلك العمل حرّرها من الحاجة الدائمة إلى إثبات ذاتها، وأعطاها الشجاعة لاختيار أدوار أكثر مجازفة. ومنذ ذلك الحين -كما تقول- لم تعد في سباق مع أحد، ولا تبحث عن لائحة إيرادات، بل عن أن تكون أفضل مما كانت عليه أمس.

وحين سُئلت عن فيلمها الجديد «تيري عشق مين» وعن موجة النقاشات التي أثارها على مواقع التواصل، أكدت أنها تتابع الآراء بشغف، لأن السينما تشبه اللوحة الفنية التي يراها كل شخص من زاوية مختلفة، مشيرة إلى أن الناس يتفاعلون مع قصة الفيلم، لأنهم قد عرفوا في حياتهم شخصاً مثل الممثلين.

وأكدت أن جزءاً من التفاعل يرجع إلى كون العمل يعرض الحب السام من جهة، لكنه يتيح للشخصية النسائية أن تُسمّيه وتواجهه، وهذا ما تعدّه تطوراً مهماً في كتابة الشخصيات النسائية، فلم تعد المرأة مجرد ضحية أو محبوبة مثالية، «فالمرأة المعاصرة على الشاشة يمكن أن تكون معقدة، متناقضة، واقعية، ومحبوبة رغم كل ذلك»، حسب تعبيرها.


جيسيكا ألبا تكشف عن مشروع سينمائي مع هيفاء المنصور

جيسيكا ألبا خلال حضورها مهرجان البحر الأحمر (إدارة المهرجان)
جيسيكا ألبا خلال حضورها مهرجان البحر الأحمر (إدارة المهرجان)
TT

جيسيكا ألبا تكشف عن مشروع سينمائي مع هيفاء المنصور

جيسيكا ألبا خلال حضورها مهرجان البحر الأحمر (إدارة المهرجان)
جيسيكا ألبا خلال حضورها مهرجان البحر الأحمر (إدارة المهرجان)

كشفت الفنانة الأميركية جيسيكا ألبا عن ملامح مشروع سينمائي جديد يجمعها بالمخرجة السعودية هيفاء المنصور، مشيرة خلال ندوتها في «مهرجان البحر الأحمر السينمائي» إلى أن هذا التعاون لم يتشكل بين ليلة وضحاها، بل جاء نتيجة نقاشات طويلة امتدت على مدار سنوات.

وأوضحت في اللقاء الذي أقيم، الجمعة، أن الفكرة التي استقرتا عليها تدور حول قصة إنسانية عميقة تتناول علاقة ابنة بوالدها المتقدّم في العمر، ضمن سردية تقترب من تفاصيل العائلة وتحولاتها، وتسلّط الضوء على هشاشة العلاقات حين تواجه الزمن، وما يتركه ذلك من أسئلة مفتوحة حول الذاكرة والواجب العاطفي والمسؤولية المتبادلة.

وأضافت أن ما شدّها إلى المشروع ليس موضوعه فقط، بل الطريقة التي تقارب بها هيفاء المنصور هذه العلاقات الحسّاسة وتحولها إلى لغة بصرية تتسم بالهدوء والصدق، لافتة إلى أن «هذا التعاون يمثّل بالنسبة لي مرحلة جديدة في اختياراتي الفنية، خصوصاً أنني أصبحت أكثر ميلاً للأعمال التي تمنح الشخصيات النسائية مركزاً واضحاً داخل الحكاية، بعيداً عن الأنماط التقليدية التي سيطرت طويلاً على حضور المرأة في السينما التجارية».

وأشارت إلى أنها تبحث اليوم عن قصص تستطيع فيها المرأة أن تظهر بوصفها شخصية كاملة، تملك مساحتها في اتخاذ القرارات والتأثير في مسار الحكاية، وهو ما تراه في مشروعها مع المنصور، الذي وصفته بأنه «قريب من قلبها»؛ لأنه يعيد صياغة علاقة الأم والابنة من منظور مختلف.

وخلال الندوة، قدّمت ألبا قراءة موسّعة لتغيّر مسارها المهني خلال السنوات الأخيرة، فهي، كما أوضحت، لم تعد تنظر إلى التمثيل بوصفه مركز عملها الوحيد، بل بات اهتمامها الأكبر موجّهاً نحو الإنتاج وصناعة القرار داخل الكواليس.

وأكدت أن دخولها عالم الإنتاج لم يكن مجرد انتقال وظيفي، وإنما خطوة جاءت نتيجة إحساس عميق بأن القصص التي تُقدَّم على الشاشة ما زالت تعكس تمثيلاً ناقصاً للنساء وللأقليات العرقية، خصوصاً للمجتمع اللاتيني الذي تنتمي إليه.

وتحدثت ألبا عن تجربة تأسيس شركتها الإنتاجية الجديدة، معتبرة أن الهدف منها هو خلق مساحة لصناع المحتوى الذين لا يجدون غالباً فرصة لعرض رؤاهم، موضحة أن «غياب التنوّع في مواقع اتخاذ القرار داخل هوليوود جعل الكثير من القصص تُروى من زاوية واحدة، ما أدّى إلى تكريس صور نمطية ضيّقة، خصوصاً فيما يتعلّق بالجاليات اللاتينية التي غالباً ما تظهر في الأعمال ضمن أدوار مرتبطة بالعنف أو الجريمة أو الأعمال الهامشية».

وشددت على أنها تريد أن تساهم في معالجة هذا الخلل، ليس عبر الخطابات فقط، بل من خلال إنتاج أعمال تظهر فيها الشخصيات اللاتينية والعربية والنساء بصورة كاملة، إنسانية، متنوّعة، لافتة إلى أن تنوّع التجارب الحياتية هو العنصر الذي يجعل صناعة السينما أكثر ثراء، وأن غياب هذا التنوع يجعل الكثير من الكتّاب والمخرجين عاجزين عن تخيّل شخصيات خارج ما اعتادوا عليه.

وأضافت أن مهمتها اليوم، من موقعها الجديد، هي فتح المجال أمام أصوات غير مسموعة، سواء كانت نسائية أو تنتمي إلى أقليات ثقافية واجتماعية، لافتة إلى أنها تعمل على تطوير فيلم جديد مع المخرج روبرت رودريغيز، يعتمد على مزيج من الكوميديا العائلية وأجواء أفلام السرقة، مع طاقم تمثيل لاتيني بالكامل.

وأوضحت أن هذا العمل يأتي امتداداً لرغبتها في دعم المواهب اللاتينية، وفي الوقت نفسه تقديم أعمال جماهيرية لا تُختزل في سرديات العنف أو الهوامش الاجتماعية، واصفة المشروع بأنه خطوة مختلفة على مستوى بنية الحكاية؛ لأنه يجمع بين الترفيه والأسئلة العائلية، ويقدّم الشخصيات اللاتينية في إطار طبيعي وغير مصطنع.

وتوقفت جيسيكا عند مشاركتها المرتقبة في فيلم «الشجرة الزرقاء»، ويتناول علاقة أم بابنتها التي تبحث عن استقلاليتها رغم حساسية ظروفها موضحة أن ما جذبها لهذا العمل هو طبيعته الهادئة، واعتماده على بناء علاقة حميمة بين شخصيتين، بعيداً عن الصراعات المفتعلة، معتبرة أن هذا النوع من الحكايات يمثّل مرحلة أصبحت قريبة جداً منها في هذه الفترة من حياتها.


«الآثار المسترَدة»... محاولات مصرية لاستعادة التراث «المنهوب»

جهود مصرية متواصلة لاسترداد الآثار المهرَّبة إلى الخارج (وزارة السياحة والآثار)
جهود مصرية متواصلة لاسترداد الآثار المهرَّبة إلى الخارج (وزارة السياحة والآثار)
TT

«الآثار المسترَدة»... محاولات مصرية لاستعادة التراث «المنهوب»

جهود مصرية متواصلة لاسترداد الآثار المهرَّبة إلى الخارج (وزارة السياحة والآثار)
جهود مصرية متواصلة لاسترداد الآثار المهرَّبة إلى الخارج (وزارة السياحة والآثار)

في إطار الجهود المصرية المستمرة للحفاظ على التراث وحمايته واستعادة الآثار المصرية المنهوبة من الخارج وصيانتها، تعدَّدت الجهود الرسمية والأهلية والبحثية والأكاديمية للعمل على حفظ التراث واستعادة الآثار المُهرَّبة، واستضافت مكتبة الإسكندرية مؤتمراً علمياً، بالتعاون مع مؤسسة ألمانية، تناول استرداد الآثار المصرية من الخارج، وحفظ وصيانة التراث.

وركز المؤتمر على تجارب مصر في استرداد القطع الأثرية التي خرجت من البلاد بطرق غير قانونية، سواء عبر المتاحف الأجنبية أو الأسواق غير المشروعة. وشارك فيه عدد من المسؤولين والخبراء المصريين والدوليين، وتم عرض نماذج بارزة من الآثار المسترَدة حديثاً، مثل التوابيت المذهبة والقطع الخشبية النادرة، مع مناقشة الإجراءات القانونية والدبلوماسية التي اعتمدتها مصر لاستعادة هذه القطع الأثرية وحمايتها بوصفها جزءاً من التراث العالمي.

وأكد عالم الآثار المصرية، الدكتور حسين عبد البصير، أن هذه الجهود تمثل رسالةً قويةً للعالم حول أهمية حماية التراث الثقافي المصري والعربي والعالمي، وأن استعادة كل قطعة أثرية هي خطوة نحو الحفاظ على الهوية الوطنية وإعادة حق الأجيال القادمة في التراث الحضاري لمصر، والعالم العربي، والعالم.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن دور المجتمع المدني والجمعيات الأثرية مهم في دعم هذه الجهود، من خلال التوعية، والبحث العلمي، والتعاون مع المنظمات الدولية؛ لتقوية موقف مصر القانوني في مواجهة التجارة غير المشروعة بالآثار.

جانب من المؤتمر الذي ناقش الآثار المسترَدة وحفظ التراث (الشرق الأوسط)

وتحت عنوان «الاتجار بالآثار سرقة للتاريخ وطمس للهوية»، تحدَّث الدكتور شعبان الأمير، أستاذ ترميم الآثار ومواد التراث بكلية الآثار بجامعة الفيوم، وتناول التنقيب والاتجار بالآثار وتقارير اليونيسكو حول هذه العمليات، التي تُقدَّر بنحو 10 مليارات دولار سنوياً، وهي ثالث أكبر عملية تجارية بعد المخدرات والسلاح على مستوى العالم.

وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «حماية التراث واجب وطني ومجتمعي، والاتجار بالآثار يعدّ سرقةً للتاريخ وطمساً ومحواً وفقداناً للهوية». وأشار إلى أن المؤتمر تناول أبحاثاً حول تطبيقات الذكاء الاصطناعي، والهندسة، والكيمياء، والوعي المجتمعي، وغيرها من الموضوعات التي اهتمت بكيفية حماية التراث والآثار، والحد من عمليات التنقيب غير الشرعي، وعمليات التسجيل والتوثيق والفحص والتحليل تمهيداً لعمليات الترميم والصيانة والحفظ والعرض المتحفي أو بالمواقع الأثرية.

وفي ورقة بحثية بالمؤتمر، تناولت الدكتورة منى لملوم، قوة الميديا ووسائل الإعلام المختلفة في المطالبة باسترداد الآثار، مشيرة إلى الحملات التي تقوم بها وسائل الإعلام من أجل الضغط لاسترداد الآثار المُهرَّبة من مصر بطرق غير مشروعة. وأضافت لـ«الشرق الأوسط» أنها «تناولت كثيراً من النماذج، منها استعادة تمثال من أميركا عام 2019 بجهود رسمية كبيرة، بالإضافة إلى قوة الإعلام، وكذلك الضغط من خلال حملات صحافية وأهلية، إلى جانب الجهود الحكومية لاستعادة آثار مصرية مهمة مثل رأس نفرتيتي من ألمانيا، وجدارية (الزودياك) أو الأبراج السماوية من متحف اللوفر، فضلاً عن استعادة حجر رشيد من المتحف البريطاني».

ولفتت د. منى إلى دور الدراما والسينما في التعامل مع الآثار والتاريخ مثل فيلم «المومياء» من إخراج شادي عبد السلام الذي لعب دوراً إيجابياً وصُنِّف من أهم 100 فيلم مصري في القرن الـ20، وهناك نماذج سلبية مثل مسلسل «كليوباترا» الذي أنتجته «نتفليكس» وقوبل بهجوم شديد لتجسيد الملكة المصرية بممثلة سوداء، و«اضطرت الشبكة إلى تغيير تصنيف الفيلم من (وثائقي) إلى (درامي) تحت ضغط (الميديا)» على حد تعبيرها.