جائزة أبوظبي تكرم 12 شخصية ساهمت في خدمة المجتمع

تحتفي بفاعلي الخير الذين قدموا جهوداً خيرة وأعمالاً إنسانية

الشيخ محمد بن زايد يكرم إحدى الفائزات بجائزة أبوظبي (وام)
الشيخ محمد بن زايد يكرم إحدى الفائزات بجائزة أبوظبي (وام)
TT

جائزة أبوظبي تكرم 12 شخصية ساهمت في خدمة المجتمع

الشيخ محمد بن زايد يكرم إحدى الفائزات بجائزة أبوظبي (وام)
الشيخ محمد بن زايد يكرم إحدى الفائزات بجائزة أبوظبي (وام)

كرمت «جائزة أبوظبي»، في نسختها العاشرة، 12 شخصية أسهمت بأعمال جليلة في خدمة المجتمع، وترسيخ قيم العطاء والتعاون في عدد من القطاعات، وذلك خلال حفل أقيم، اليوم (الجمعة)، في قصر الحصن في أبوظبي.
وأشاد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بالشخصيات المكرمة المتميزة التي قدمت أعمالاً جليلة، وكرست وقتها وجهدها لنشر الخير، وترسيخ القيم الإنسانية، بما يخدم المجتمع في مختلف المجالات.
وقال ولي عهد أبوظبي: «اليوم، نحتفي بشخصيات تركت بصمتها المتميزة في مجتمعنا، بجهودها النبيلة ومواقفها الخيرة. إن المبادئ التي تنتهجها دولة الإمارات ما زالت تجسد الإيمان العميق بنهج والدنا المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -رحمه الله- الذي زرع قيم العطاء والإنسانية والرحمة في نفوس شعب هذه الأرض الطيبة ومجتمعها. واليوم، نكرم 12 من الأفراد المتميزين الذين جعلوا من هذه القيم نهجاً لهم في مسيرتهم للقيام بالأعمال الخيرة والنبيلة التي تعزز قوة المجتمع وتلاحمه».
وتم تكريم كل من الفريق الركن متقاعد عبيد الكعبي من الإمارات الذي يعد من المؤسسين للقوات المسلحة، حيث أمضى 5 عقود في خدمة البلاد، إضافة إلى دوره الكبير في نشر الوعي حول مواضيع اجتماعية من خلال المجالس والمحاضرات؛ والدكتورة فاطمة الرفاعي من الإمارات لإسهاماتها الكبيرة في تطوير قطاع التمريض خلال العقود الثلاثة الماضية؛ ومحمد المر من الإمارات الذي أسهم في مجالات متعددة، مثل السياسية والثقافة وازدهار الحركة الثقافية والأدبية في الدولة؛ والدكتور عصام الدين الشماع من المملكة المتحدة لمساهمته الفاعلة في تطوير قسم الأشعة في مستشفى الكورنيش، واستحداث عدد من الخدمات المهمة في القطاع على مدى 40 عاماً من العطاء.
هذا إضافة إلى تكريم زعفرانة خميس من الإمارات لجهودها التطوعية في دعم ورعاية أصحاب الهمم خلال النشاطات الرياضية المختلفة على مستوى الدولة والعالم. كما حصل على الجائزة كل من حسين خانصاحب من دولة الإمارات، بصفته أحد رواد الأعمال الذين أسهموا في تشييد وتطوير البنية التحتية في البلاد، ولجهوده في المجال الخيري والإنساني، وتقديمه العون لمختلف فئات المجتمع المحلي والدولي.
وكرم كذلك الدكتور عبد المجيد الزبيدي من الإمارات لإسهامه في تحسين وتطوير الخدمات الطبية في مجال أمراض القلب والأوعية الدموية، وفرج الظاهري من الإمارات الذي يعد من أكبر الداعمين للتعليم والبحث العلمي في الدولة. كما حصل على الجائزة كل من السيدة غبيشة الكتبي من الإمارات لمبادراتها الإنسانية والخيرية، وحبها للعمل التطوعي، وتقديم العون في مختلف المناسبات؛ ويوسف موسليام من الهند نظراً لجهوده في دعم المبادرات والفعاليات الوطنية، وإسهاماته المختلفة التي شملت مجالات مثل الرياضة والثقافة والمبادرات الخيرية والمجتمعية.
هذا إضافة إلى الراحل محمد الكتبي من الإمارات لأدائه طيلة فترة خدمته في القوات المسلحة الإماراتية، ودوره الإيجابي في الخدمة المجتمعية، وتعزيز الولاء والانتماء للوطن، والمحافظة على الهوية الإماراتية؛ وجاك رينوه من فرنسا لدوره الفعال في دعم جهود الإمارات في الحفاظ على طائر الحبارى.
يذكر أن «جائزة أبوظبي» أطلقت عام 2005، وهي تحتفي بفاعلي الخير وأفراد المجتمع الذين بذلوا جهوداً خيرة وأعمالاً إنسانية جليلة لصالح المجتمع، فكان لإسهاماتهم أثرها الإيجابي الملموس على تطور مجتمع إمارة أبوظبي ودولة الإمارات، وتجسيد المبادئ التي تأسست عليها دولة الإمارات. وتهدف هذه الجائزة إلى تسليط الضوء على جهود كل من أسهم بأعماله الخيرية في خدمة مجتمع أبوظبي والإمارات، بغض النظر عن عمره أو جنسيته أو مكان إقامته.



عُدي رشيد لـ«الشرق الأوسط»: لم أقرأ نصاً لغيري يستفزني مخرجاً

المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)
المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)
TT

عُدي رشيد لـ«الشرق الأوسط»: لم أقرأ نصاً لغيري يستفزني مخرجاً

المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)
المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)

قال المخرج العراقي عُدي رشيد المتوج فيلمه «أناشيد آدم» بجائزة «اليسر» لأفضل سيناريو من مهرجان «البحر الأحمر» إن الأفلام تعكس كثيراً من ذواتنا، فتلامس بصدقها الآخرين، مؤكداً في حواره مع «الشرق الأوسط» أن الفيلم يروي جانباً من طفولته، وأن فكرة توقف الزمن التي طرحها عبر أحداثه هي فكرة سومرية بامتياز، قائلاً إنه «يشعر بالامتنان لمهرجان البحر الأحمر الذي دعم الفيلم في البداية، ومن ثَمّ اختاره ليشارك بالمسابقة، وهو تقدير أسعده كثيراً، وجاء فوز الفيلم بجائزة السيناريو ليتوج كل ذلك، لافتاً إلى أنه يكتب أفلامه لأنه لم يقرأ سيناريو كتبه غيره يستفزه مخرجاً».

بوستر الفيلم يتصدره الصبي آدم (الشركة المنتجة)

ويُعدّ الفيلم إنتاجاً مشتركاً بين كل من العراق وهولندا والسعودية، وهو من بطولة عدد كبير من الممثلين العراقيين من بينهم، عزام أحمد علي، وعبد الجبار حسن، وآلاء نجم، وعلي الكرخي، وأسامة عزام.

تنطلق أحداث فيلم «أناشيد آدم» عام 1946 حين يموت الجد، وفي ظل أوامر الأب الصارمة، يُجبر الصبي «آدم» شقيقه الأصغر «علي» لحضور غُسل جثمان جدهما، حيث تؤثر رؤية الجثة بشكل عميق على «آدم» الذي يقول إنه لا يريد أن يكبر، ومنذ تلك اللحظة يتوقف «آدم» عن التّقدم في السن ويقف عند 12 عاماً، بينما يكبر كل من حوله، ويُشيع أهل القرية أن لعنة قد حلت على الصبي، لكن «إيمان» ابنة عمه، وصديق «آدم» المقرب «انكي» يريان وحدهما أن «آدم» يحظى بنعمة كبيرة؛ إذ حافظ على نقاء الطفل وبراءته داخله، ويتحوّل هذا الصبي إلى شاهدٍ على المتغيرات التي وقعت في العراق؛ إذ إن الفيلم يرصد 8 عقود من الزمان صاخبة بالأحداث والوقائع.

وقال المخرج عُدي رشيد إن فوز الفيلم بجائزة السيناريو مثّل له فرحة كبيرة، كما أن اختياره لمسابقة «البحر الأحمر» في حد ذاته تقدير يعتز به، يضاف إلى تقديره لدعم «صندوق البحر الأحمر» للفيلم، ولولا ذلك ما استكمل العمل، معبراً عن سعادته باستضافة مدينة جدة التاريخية القديمة للمهرجان.

يطرح الفيلم فكرة خيالية عن «توقف الزمن»، وعن جذور هذه الفكرة يقول رشيد إنها رافدية سومرية بامتياز، ولا تخلو من تأثير فرعوني، مضيفاً أن الفيلم بمنزلة «بحث شخصي منه ما بين طفولته وهو ينظر إلى أبيه، ثم وهو كبير ينظر إلى ابنته، متسائلاً: أين تكمن الحقيقة؟».

المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)

ويعترف المخرج العراقي بأن سنوات طفولة البطل تلامس سنوات طفولته الشخصية، وأنه عرف صدمة الموت مثله، حسبما يروي: «كان عمري 9 سنوات حين توفي جدي الذي كنت مقرباً منه ومتعلقاً به ونعيش في منزل واحد، وحين رحل بقي ليلة كاملة في فراشه، وبقيت بجواره، وكأنه في حالة نوم عميق، وكانت هذه أول علاقة مباشرة لي مع الموت»، مشيراً إلى أن «الأفلام تعكس قدراً من ذواتنا، فيصل صدقها إلى الآخرين ليشعروا بها ويتفاعلوا معها».

اعتاد رشيد على أن يكتب أفلامه، ويبرّر تمسكه بذلك قائلاً: «لأنني لم أقرأ نصاً كتبه غيري يستفز المخرج داخلي، ربما أكون لست محظوظاً رغم انفتاحي على ذلك».

يبحث عُدي رشيد عند اختيار أبطاله عن الموهبة أولاً مثلما يقول: «أستكشف بعدها مدى استعداد الممثل لفهم ما يجب أن يفعله، وقدر صدقه مع نفسه، أيضاً وجود كيمياء بيني وبينه وقدر من التواصل والتفاهم»، ويضرب المثل بعزام الذي يؤدي شخصية «آدم» بإتقان لافت: «حين التقيته بدأنا نتدرب وندرس ونحكي عبر حوارات عدة، حتى قبل التصوير بدقائق كنت أُغير من حوار الفيلم؛ لأن هناك أفكاراً تطرأ فجأة قد يوحي بها المكان».

صُوّر الفيلم في 36 يوماً بغرب العراق بعد تحضيرٍ استمر نحو عام، واختار المخرج تصويره في محافظة الأنبار وضواحي مدينة هيت التي يخترقها نهر الفرات، بعدما تأكد من تفَهم أهلها لفكرة التصوير.

لقطة من الفيلم (الشركة المنتجة)

وأخرج رشيد فيلمه الروائي الطويل الأول «غير صالح»، وكان أول فيلم يجري تصويره خلال الاحتلال الأميركي للعراق، ومن ثَمّ فيلم «كرنتينة» عام 2010، وقد هاجر بعدها للولايات المتحدة الأميركية.

يُتابع عُدي رشيد السينما العراقية ويرى أنها تقطع خطوات جيدة ومواهب لافتة وتستعيد مكانتها، وأن أفلاماً مهمة تنطلق منها، لكن المشكلة كما يقول في عزوف الجمهور عن ارتياد السينما مكتفياً بالتلفزيون، وهي مشكلة كبيرة، مؤكداً أنه «يبحث عن الجهة التي يمكن أن تتبناه توزيعياً ليعرض فيلمه في بلاده».