السعودية: القطاع الثقافي شهد نمواً خلال 2020 رغم جائحة «كورونا»

تقرير رصد سبل تكيفه مع تأثيرات الأزمة عليه

تحولات طالت القطاع الثقافي وانعكست على طبيعة أنشطته وفعالياته خلال العام 2020 (وزارة الثقافة السعودية)
تحولات طالت القطاع الثقافي وانعكست على طبيعة أنشطته وفعالياته خلال العام 2020 (وزارة الثقافة السعودية)
TT

السعودية: القطاع الثقافي شهد نمواً خلال 2020 رغم جائحة «كورونا»

تحولات طالت القطاع الثقافي وانعكست على طبيعة أنشطته وفعالياته خلال العام 2020 (وزارة الثقافة السعودية)
تحولات طالت القطاع الثقافي وانعكست على طبيعة أنشطته وفعالياته خلال العام 2020 (وزارة الثقافة السعودية)

أظهر تقرير لوزارة الثقافة السعودية النمو الذي شهده القطاع خلال العام الماضي 2020، رغم الظروف التي مر بها العالم مع جائحة «كورونا»، مستعرضاً سبل تكيف القطاع مع تأثيرات الأزمة عليه.
وقدم تقرير «الحالة الثقافية في السعودية 2020: رقمنة الثقافة»، أرقاماً وإحصاءات ودراسات بحثية معمقة لمجمل القطاع مع وصف لحجم التأثيرات التي طالته بسبب جائحة «كورونا»، ومدى قدرته على التكيف مع الظروف الطارئة وابتكار السبل التي تضمن نموه واستمراره، والتي بدت بشكل واضح في الجانب الرقمي الذي طبع النشاط الثقافي السعودي.
وتناول التقرير، الذي نشرت الوزارة النسخة الكاملة منه عبر موقعها الإلكتروني، حالة كل قطاع ثقافي فرعي على حدة، والسمات المميزة وأوجه النجاح والقصور، وذلك وفق سبعة محاور أساسية هي: «الإبداع والإنتاج، الحضور والانتشار، المشاركة، البنية التحتية والاقتصاد الإبداعي، رقمنة الثقافة، التطورات التنظيمية، والإدارة المستدامة»، حيث قدم قراءة وصفية شاملة لجميع القطاعات الفرعية: التراث، المتاحف، المواقع الثقافية والأثرية، المسرح والفنون الأدائية، الكتب والنشر، فنون العمارة والتصميم، التراث الطبيعي، الأفلام، الأزياء، اللغة والترجمة، فنون الطهي، المهرجانات والفعاليات الثقافية، الأدب، المكتبات، الفنون البصرية، والموسيقى.
وجاءت «رقمنة الثقافة» سمة مميزة للنشاط الثقافي خلال الجائحة بعد توقف الفعاليات الثقافية الحضورية وتحولها إلى الفضاء الافتراضي، لذلك اختارتها الوزارة عنواناً فرعياً للتقرير، واستعرضت من خلاله التحولات الرقمية التي طالت القطاع الثقافي، والتي انعكست على طبيعة الأنشطة والفعاليات التي قدمها الأفراد والمؤسسات الثقافية السعودية خلال العام الماضي.
وتضمنت فصول التقرير المتعددة مجمل القرارات والأنظمة الداعمة لنمو القطاع وتنظيمه، مع وصف للتحديات والمقومات التي يمتلكها، وحصر للإنجازات التي حققها المبدعون السعوديون، استناداً إلى مصادر رسمية شملت البيانات الأولية التي أصدرتها جهات متعددة من بينها الهيئات الثقافية الإحدى عشرة، ومؤسسات حكومية وخاصة فاعلة في المجالات الثقافية، و130 خبيراً وممارساً ومسؤولاً ثقافياً، بالإضافة إلى نتائج مسح المشاركة الثقافية 2020 الذي نفذ بالتعاون مع المركز السعودي لاستطلاع الرأي العام في جميع المناطق.
ويرصد التقرير الذي تصدره الوزارة سنوياً تطورات القطاع الثقافي في السعودية؛ بهدف تقديم نقطة أساس معرفية يجري تحديثها بشكل دوري، وتستند على أبحاث ودراسات معتمدة، يستفيد منها الفاعلون في القطاع من أفراد ومؤسسات وجهات ذات علاقة، ومشروع النهوض به الذي تتولى إدارته الوزارة وهيئاتها.
ويُترجم التقرير إدراك الوزارة أهمية فهم الحالة الثقافية في مجمل المناطق من خلال مُنتج بحثي رصين مُتاح للعموم في أي وقت، ويُساعد على القراءة الصحيحة لواقع القطاع، كما يمنح الضوء المعرفي اللازم للتعامل مع مستجدات الثقافة السعودية ومتطلباتها سنوياً من أجل تجاوز التحديات وتحقيق التطور الثقافي الذي يُلبي احتياجات المثقفين والمثقفات السعوديين باختلاف تخصصاتهم ومساراتهم الإبداعية.


مقالات ذات صلة

للمرة الأولى... اتحاد الغرف السعودية يشكّل لجنة للطاقة والبتروكيماويات

الاقتصاد مبنى اتحاد الغرف السعودية في الرياض (الموقع الإلكتروني لاتحاد الغرف السعودية)

للمرة الأولى... اتحاد الغرف السعودية يشكّل لجنة للطاقة والبتروكيماويات

أعلن اتحاد الغرف السعودية تشكيل أول لجنة وطنية من نوعها للطاقة والبتروكيماويات تحت مظلة القطاع الخاص، لتعزيز مشاركته في صناعة سياسات هذا القطاع الحيوي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق تركي آل الشيخ رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه في السعودية (الشرق الأوسط)

آل الشيخ يتوج بجائزة «الشخصية الأكثر تأثيراً»

تُوّجَ تركي آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه في السعودية، بجائزة «الشخصية الأكثر تأثيراً في العقد الأخير» خلالَ حفل جوائز «MENA Effie Awards»،

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مشهد من العاصمة السعودية وتظهر فيه ناطحات السحاب في مركز الملك عبد الله المالي (كافد) (رويترز)

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

رفعت وكالة «موديز» للتصنيف الائتماني تصنيف السعودية إلى «إيه إيه 3» (Aa3) من «إيه 1»، مشيرة إلى جهودها لتنويع اقتصادها بعيداً عن النفط.

«الشرق الأوسط» (نيويورك) «الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد العوهلي متحدثاً للحضور في منتدى المحتوى المحلي (الشرق الأوسط)

نسبة توطين الإنفاق العسكري بالسعودية تصل إلى 19.35 %

كشف محافظ الهيئة العامة للصناعات العسكرية المهندس أحمد العوهلي عن وصول نسبة توطين الإنفاق العسكري إلى 19.35 في المائة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مركز الملك عبد الله المالي في الرياض (الشرق الأوسط)

التراخيص الاستثمارية في السعودية ترتفع 73.7%

حققت التراخيص الاستثمارية المصدرة في الربع الثالث من العام الحالي ارتفاعاً بنسبة 73.7 في المائة، لتصل إلى 3.810 تراخيص.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
TT

مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، السبت، عن اكتشاف صرح لمعبد بطلمي في محافظة سوهاج (جنوب مصر). وذكرت البعثة الأثرية المشتركة بين «المجلس الأعلى للآثار» في مصر وجامعة «توبنغن» الألمانية أنه جرى اكتشاف الصرح خلال العمل في الناحية الغربية لمعبد أتريبس الكبير.

وعدّ الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الدكتور محمد إسماعيل خالد، هذا الكشف «النواة الأولى لإزاحة الستار عن باقي عناصر المعبد الجديد بالموقع»، وأوضح أنّ واجهة الصرح التي كُشف عنها بالكامل يصل اتساعها إلى 51 متراً، مقسمة إلى برجين؛ كل برج باتّساع 24 متراً، تفصل بينهما بوابة المدخل.

ولفت إسماعيل إلى أنّ الارتفاع الأصلي للصرح بلغ نحو 18 متراً، وفق زاوية ميل الأبراج، ما يضاهي أبعاد صرح معبد الأقصر، مؤكداً على استكمال أعمال البعثة في الموقع للكشف عن باقي المعبد بالكامل خلال مواسم الحفائر المقبلة، وفق بيان للوزارة.

جانب من صرح المعبد المُكتشف (وزارة السياحة والآثار)

بدوره، قال رئيس «الإدارة المركزية لآثار مصر العليا»، ورئيس البعثة من الجانب المصري، محمد عبد البديع، إنه كُشف عن النصوص الهيروغليفية التي تزيّن الواجهة الداخلية والجدران، خلال أعمال تنظيف البوابة الرئيسية التي تتوسَّط الصرح، كما وجدت البعثة نقوشاً لمناظر تصوّر الملك وهو يستقبل «ربيت» ربة أتريبس، التي تتمثّل برأس أنثى الأسد، وكذلك ابنها المعبود الطفل «كولنتس».

وأوضح أنّ هذه البوابة تعود إلى عصر الملك بطليموس الثامن الذي قد يكون هو نفسه مؤسّس المعبد، ومن المرجح أيضاً وجود خرطوش باسم زوجته الملكة كليوباترا الثالثة بين النصوص، وفق دراسة الخراطيش المكتشفة في المدخل وعلى أحد الجوانب الداخلية.

وقال رئيس البعثة من الجانب الألماني، الدكتور كريستيان ليتز، إنّ البعثة استكملت الكشف عن الغرفة الجنوبية التي كان قد كُشف عن جزء منها خلال أعمال البعثة الأثرية الإنجليزية في الموقع بين عامَي 1907 و1908، والتي زُيّن جانبا مدخلها بنصوص هيروغليفية ومناظر تمثّل المعبودة «ربيت» ورب الخصوبة «مين» وهو محوط بهيئات لمعبودات ثانوية فلكية، بمثابة نجوم سماوية لقياس ساعات الليل.

رسوم ونجوم تشير إلى ساعات الليل في المعبد البطلمي (وزارة السياحة والآثار)

وأضاف مدير موقع الحفائر من الجانب الألماني، الدكتور ماركوس مولر، أنّ البعثة كشفت عن غرفة في سلّم لم تكن معروفة سابقاً، ويمكن الوصول إليها من خلال مدخل صغير يقع في الواجهة الخارجية للصرح، وتشير درجات السلالم الأربع إلى أنها كانت تقود إلى طابق علوي تعرّض للتدمير عام 752.

يُذكر أنّ البعثة المصرية الألمانية المشتركة تعمل في منطقة أتريبس منذ أكثر من 10 سنوات؛ وأسفرت أعمالها عن الكشف الكامل لجميع أجزاء معبد أتريبس الكبير، بالإضافة إلى ما يزيد على 30 ألف أوستراكا، عليها نصوص ديموطيقية وقبطية وهيراطيقة، وعدد من اللقى الأثرية.

وعدَّ عالم الآثار المصري، الدكتور حسين عبد البصير، «الكشف عن صرح معبد بطلمي جديد في منطقة أتريبس بسوهاج إنجازاً أثرياً كبيراً، يُضيء على عمق التاريخ المصري في فترة البطالمة، الذين تركوا بصمة مميزة في الحضارة المصرية». وقال لـ«الشرق الأوسط» إنّ «هذا الاكتشاف يعكس أهمية أتريبس موقعاً أثرياً غنياً بالموروث التاريخي، ويُبرز تواصل الحضارات التي تعاقبت على أرض مصر».

ورأى استمرار أعمال البعثة الأثرية للكشف عن باقي عناصر المعبد خطوة ضرورية لفهم السياق التاريخي والمعماري الكامل لهذا الصرح، «فمن خلال التنقيب، يمكن التعرّف إلى طبيعة استخدام المعبد، والطقوس التي مورست فيه، والصلات الثقافية التي ربطته بالمجتمع المحيط به»، وفق قوله.

ووصف عبد البصير هذا الاكتشاف بأنه «إضافة نوعية للجهود الأثرية التي تُبذل في صعيد مصر، ويدعو إلى تعزيز الاهتمام بالمواقع الأثرية في سوهاج، التي لا تزال تخفي كثيراً من الكنوز».