الهند تمر بموجة ثانية حادة من الوباء

ازدحام على أحد شواطئ مومباي أمس وسط انتشار كبير للفيروس (أ.ف.ب)
ازدحام على أحد شواطئ مومباي أمس وسط انتشار كبير للفيروس (أ.ف.ب)
TT

الهند تمر بموجة ثانية حادة من الوباء

ازدحام على أحد شواطئ مومباي أمس وسط انتشار كبير للفيروس (أ.ف.ب)
ازدحام على أحد شواطئ مومباي أمس وسط انتشار كبير للفيروس (أ.ف.ب)

تمر الهند بموجة ثانية حادة لوباء «كورونا»، حيث تم تسجيل 93 ألفاً و249 إصابة جديدة أمس الأحد، وهي أعلى حصيلة يومية في البلاد، منذ أكثر من 6 أشهر. ووسط مخاوف بشأن القدرات في نظام الرعاية الصحية، عقد رئيس الوزراء ناريندرا مودي اجتماعاً رفيع المستوى في نيودلهي مع كبار المسؤولين الحكوميين لتقييم الوضع.
وذكرت نشرة وزارة الصحة الاتحادية الهندية أن هناك 8 ولايات مسؤولة عن 81 في المائة من الإصابات المسجلة خلال الـ24 ساعة الماضية.
وأفادت نشرة الوزارة بأن هناك 12 ولاية على الأقل تشهد تزايداً في معدل الإصابات، كما أشارت إلى أنه من الضروري اتباع التدابير والبروتوكولات الخاصة باحتواء ومكافحة وباء «كورونا». وسجلت ولاية ماهاراشترا غربي البلاد، وعاصمتها مومباي نحو 60 في المائة من الحالات الجديدة، و277 حالة وفاة من إجمالي 513 حالة تم تسجيلها في الهند خلال الـ24 ساعة ماضية، أمس (الأحد).
وأفادت شبكة تلفزيون نيودلهي بأن رئيس حكومة الولاية أودهاف تاكيراي دعا إلى اجتماع لحكومته في وقت لاحق من اليوم (الأحد)، لمناقشة إجراءات المضي قدماً، وإمكانية الإغلاق مجدداً.
وفرضت الهند، التي يبلغ تعداد سكانها 3.‏1 مليار نسمة واحدة من أكثر عمليات الإغلاق صرامة في العالم، في مارس (آذار) 2020. لكنها بدأت في تخفيفها في مايو (أيار) من أجل مواجهة التداعيات الاقتصادية.
وخلال الشهر الماضي، أعادت عدة ولايات فرض القيود التي تم تخفيفها في وقت سابق، بما في ذلك إغلاق المؤسسات التعليمية وتقييد أعداد حفلات الزفاف والأنشطة الاجتماعية. وألزمت العديد من الولايات المسافرين القادمين من المناطق الأكثر تضرراً بالخضوع للفحص قبل السفر. وتعاني الهند من ثالث أكبر حصيلة إصابات بـ«كورونا» في العالم بعد الولايات المتحدة والبرازيل. وتعمل الحكومة على توسيع برنامج التطعيم، الذي تم فتحه لجميع الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 45 عاماً اعتباراً من أول الشهر الحالي. وتم تشجيع المستشفيات والعيادات على مواصلة عمليات التطعيم على مدار الساعة. وتلقى أكثر من 65 مليون شخص الجرعة الأولى من اللقاح، وتلقى 10 ملايين آخرين كلتا الجرعتين. وتستهدف الحكومة تطعيم 300 مليون شخص بحلول أغسطس (آب).
وقالت وكالة «أسوشيتد برس» إنه لم يعد هناك متسع داخل مستشفى سيون داخل مدينة مومباي الهندية الكبرى، بعد أن أصبحت تقريباً جميع الأسرّة الـ500 المحجوزة لمرضى فيروس «كوفيد - 19» مشغولة. ومع توافد مرضى جدد على نحو يومي، قال أحد الأطباء إن المستشفى تجد نفسها مضطرة لإضافة أسرّة جديدة كل يوم. وأشار دكتور أوم شريفاستافا، الخبير بشؤون الأمراض المعدية، إلى أن قوائم الانتظار في المستشفيات أصبحت ضخمة على نحو يبدو جنونياً.
وكانت مثل هذه المشاهد شائعة، العام الماضي، عندما بدت الهند في طريقها لأن تصبح أشد البلاد تضرراً بتفشي جائحة «كوفيد - 19»، مع تجاوز معدل الإصابات اليومية بها 100.000 تقريباً. وعلى امتداد شهور عدة، انحسرت أعداد الإصابات، على نحو أصاب الخبراء بالحيرة. إلا أنه منذ فبراير (شباط)، بدأت أعداد الإصابات في القفز أسرع عن ذي قبل.
من جهتهم، يرى خبراء أن ثمة حاجة ملحّة أمام الهند لدعم عمليات التطعيم، التي انطلقت بوتيرة بطيئة في يناير (كانون الثاني). وتسعى البلاد لتعزيز جهودها على هذا الصعيد لتشمل جميع الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 45 عاماً. إلا أن تعزيز جهود التطعيم داخل الهند سيكون له تداعياته فيما وراء الحدود الهندية في الوقت الحاضر. وكان من شأن تركز الأنظار على «معهد سيروم الهندي»، أكبر جهة مصنّعة للقاحات في العالم، وأحد مراكز التوريد العالمي الكبرى من أجل تلبية الاحتياجات في الداخل، حدوث تأخيرات في الشحنات العالمية وصلت إلى 90 مليون جرعة، وذلك في إطار برنامج «كوفاكس» الذي تدعمه الأمم المتحدة.
ومن الممكن أن يخلف هذا الأمر تداعيات سلبية على الساحة العالمية، ويسبب تراجعاً في الإمدادات الموجهة للدول النامية المعتمدة على الصادرات الهندية. ومع ذلك، يرى بعض الخبراء بمجال الصحة أن ارتفاع أعداد الإصابات اليومية في الهند يمثل مشكلة تتعلق بالصحة العامة العالمية أيضاً. وتكشف الأرقام الرسمية أن الهند صدرت عدداً من جرعات لقاحات فيروس «كورونا» المسجد، 64 مليون جرعة، أكثر مما وزعت على مواطنيها، 62 مليون جرعة.
في هذا السياق، أكد بهرامار مخرجي، خبير الإحصاءات الحيوية بجامعة ميشيغان، الذي تولى متابعة مسار الجائحة داخل الهند أنه «بغض النظر عن المكان الذي يجري إنتاج اللقاحات فيه، فإنه من الضروري توصيلها للأماكن التي يرتفع بها منحنى الإصابات». وبالتأكيد ينطبق هذا التوصيف على الهند، ذلك أن جميع ولاياتها الـ28 تقريباً شهدت زيادة في أعداد الإصابات.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.