بينما تستعد السلطة التنفيذية الجديدة في طرابلس لاستقبال مسؤولين عرب وغربيين، استعجلت حكومة «الوحدة الوطنية» برئاسة عبد الحميد الدبيبة، مجلس النواب لتمرير الميزانية التي اقترحتها عليه، معلنة مجدداً إلغاء القرارات كافة التي أصدرتها الحكومتان المتنافستان سابقاً على السلطة في شرق البلاد وغربها قبل منحها الثقة.
وفيما التقى الدبيبة، أمس، رئيس الأركان العامة لقوات غرب ليبيا الفريق أول محمد الحداد، دون الكشف عن فحوى اللقاء، أعرب محمد حمودة الناطق باسم الحكومة في مؤتمر صحافي عقده مساء أول من أمس، بالعاصمة، عن أمله في أن يعجل البرلمان اعتماد الميزانية «كي تتمكن الحكومة من مباشرة مهامها وتنفيذ مشاريعها».
وقال إن مبادرة الدبيبة المعروفة إعلامياً باسم «هدية رمضان» تستهدف الأسر المعوزة والأرامل والنازحين وذوي الدخل المحدود والبالغ عددهم 200 ألف أسرة تقريباً، معتبراً أن اتخاذ قرارات وتدابير عاجلة لحل مشاكل هذه الشريحة من الأساس يتطلب وجود قانون الميزانية.
وجدد الإعلان عن أن كافة القرارات التي صدرت عن حكومة «الوفاق» برئاسة فائز السراج، بغرب البلاد، والحكومة المؤقتة برئاسة عبد الله الثني في شرقها، «باطلة ولا يعتد بها». وأوضح أن الدبيبة شكل لجنة لدراسة مسألة رفع الدعم عن المحروقات واستبداله بدعم نقدي للمواطنين بشكل مباشر، مشيرا إلى أن ما أشيع عن رفع الدعم «غير صحيح».
وأكد أن مسألة السيادة الليبية تم التأكيد عليها في أكثر من مناسبة والعمل عليها من خلال سياسة الدبيبة ووزراء الحكومة، باعتبارها «أمراً غير قابل للمساس أو النقاش».
وسئل الناطق باسم الحكومة عن الأموال الليبية المجمدة والأصول الثابتة والاستثمارات في الخارج وما تتعرض له من محاولات نهبها والاستيلاء عليها، فقال إن الحكومة لم تتطرق إلى هذا الملف في أي من اجتماعاتها.
وأعلن تخصيص الحكومة نحو مليار دينار من «الطوارئ» للشركة العامة للكهرباء لمباشرة أعمالها في تنفيذ خطتها الطارئة لتطوير الشبكة الكهربائية وإجراء الصيانات اللازمة، لافتا إلى منحها الإذن للتعاقد مباشرة مع الشركات المحلية والدولية حتى تستطيع القيام بكافة الإجراءات المطلوبة استعداداً للذروة الصيفية.
في غضون ذلك، تستعد السلطة الجديدة في ليبيا لاستقبال رئيسي الوزراء اليوناني والإيطالي على التوالي، في إطار إظهار الدعم الأوروبي لها.
وأعلنت الحكومة اليونانية أن رئيسها كيرياكوس ميتسوتاكيس سيزور طرابلس الثلاثاء، برفقة وزير الخارجية نيكوس ديندياس، ومن المنتظر أن يجتمع برئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، والدبيبة، ويعيد فتح السفارة اليونانية المغلقة منذ ستة أعوام في طرابلس.
وكانت السفارة اليونانية في طرابلس أغلقت يوليو (تموز) عام 2014 حين قامت فرقاطة تابعة للبحرية اليونانية بإجلاء حوالي 200 يوناني وأجانب آخرين من البلد الذي كان يشهد فوضى آنذاك.
وتتزامن هذه الزيارة مع زيارة مرتقبة للرئيس الجديد للحكومة الإيطالية ماريو دراغي، ستكون الأولى لزعماء أوروبيين إلى ليبيا بعد تشكيل حكومة انتقالية جديدة يدعمها المجتمع الدولي.
وقالت وكالة «نوفا» الإيطالية للأنباء أمس، إن ماريو سيصل طرابلس الثلاثاء المقبل، لبحث ملفات مكافحة الهجرة غير المشروعة وتهدئة الأوضاع في البلاد وإمدادات الغاز وإعادة إعمار البنى التحتية الليبية.
وكان مقرراً وصول رئيس وزراء موريتانيا محمد ولد بلال مسعود إلى العاصمة طرابلس لإجراء محادثات مع المنفي والدبيبة، وفقاً لما أبلغته مصادر حكومية لوكالة الأنباء الليبية الرسمية، مشيرة إلى زيارة وشيكة أيضاً لرئيسة الاتحاد الأوروبي أورسولا فون دير لاين.
حكومة «الوحدة الوطنية» الليبية تستعجل تمرير البرلمان للميزانية
مسؤولون عرب وغربيون يستعدون لزيارة طرابلس
حكومة «الوحدة الوطنية» الليبية تستعجل تمرير البرلمان للميزانية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة