عاصفة شمسية بدت كـ«حريق عظيم» قبل 430 عامًا قد تضرب الأرض مجدداً

الطقس الفضائي المتطرف أو العواصف الشمسية تحدث عندما تطلق الشمس بلازما شديدة السخونة على شكل توهجات ورياح (ديلي ميل)
الطقس الفضائي المتطرف أو العواصف الشمسية تحدث عندما تطلق الشمس بلازما شديدة السخونة على شكل توهجات ورياح (ديلي ميل)
TT

عاصفة شمسية بدت كـ«حريق عظيم» قبل 430 عامًا قد تضرب الأرض مجدداً

الطقس الفضائي المتطرف أو العواصف الشمسية تحدث عندما تطلق الشمس بلازما شديدة السخونة على شكل توهجات ورياح (ديلي ميل)
الطقس الفضائي المتطرف أو العواصف الشمسية تحدث عندما تطلق الشمس بلازما شديدة السخونة على شكل توهجات ورياح (ديلي ميل)

ظهر «حريق هائل» في السماء فوق عشرات المدن بجميع أنحاء أوروبا وآسيا عام 1582، وتم الكشف مؤخراً عن روايات شهود العيان المرتبطة بهذه العاصفة الشمسية، وفقاً لصحيفة «ديلي ميل».
وجد العلماء في جامعة كورنيل بالولايات المتحدة ملاحظات شهود عيان أبلغوا عن «عرض أحمر ناري في السماء» استمر ثلاثة أيام، بينما قال البعض «نشأت أشعة النار فوق القلعة وكانت مروعة ومخيفة».
لم يكن الناس في ذلك الوقت على دراية بأن الحدث عبارة عن عاصفة شمسية ضخمة، لكن علماء الفلك المعاصرين يستخدمون العواصف للمساعدة في التنبؤ بالنشاط الشمسي المستقبلي.
والعاصفة الشمسية التي ضربت الأرض في 8 مارس (آذار) 1582 مماثلة لتلك التي حدثت في عامي 1909 و1989؛ مما يشير إلى أنها «تحدث مرة واحدة في القرن»، و«يمكن توقّع واحدة أو اثنتين في القرن الحادي والعشرين»، وفقاً للخبراء.
وإذا ضربت عاصفة شمسية شديدة مماثلة عالمنا الحديث، فقد تتسبب في أضرار بمليارات الدولارات، وتعطل شبكات الكهرباء في جميع أنحاء العالم.
ويحدث الطقس الفضائي المتطرف، أو العواصف الشمسية، عندما تطلق الشمس بلازما شديدة السخونة على شكل توهجات ورياح شمسية.
وعلى الرغم من أن معظم العواصف الشمسية عادة ما تكون غير ضارة، فإن عاصفة كبيرة بما يكفي قد يكون لها آثار كارثية عندما تضرب الأرض.
وكتب بيرو روس سواريز، شاهد عيان على العاصفة الشمسية 1582 «بدا كل ذلك الجزء من السماء مشتعلاً بالنيران؛ يبدو أن السماء كانت تحترق. لم يتذكر أحد أنه رأى شيئًا من هذا القبيل. في منتصف الليل، ظهرت أشعة نار كبيرة فوق القلعة كانت مروعة ومخيفة».
وأضاف «في اليوم التالي، حدث الشيء نفسه في الساعة نفسها، لكن الأمر لم يكن مرعباً. ذهب الجميع إلى الريف لرؤية هذه الظاهرة العظيمة».
ويُقال، إن العاصفة الشمسية التي ضربت عام 1909 هي واحدة من أعنف العواصف في القرن العشرين. وأظهرت مستويات عنيفة من الاضطرابات المغناطيسية الأرضية، وتسببت في تداخل واسع النطاق في أنظمة التلغراف.
وتُظهر السجلات التاريخية أن العاصفة أثرت على الأرض في 9 سبتمبر (أيلول)، والتي جاءت كموجة من الرياح الشمسية وارتبطت لاحقا بخروج البلازما من بقعة شمسية نشطة.
وفقاً لسجلات يابانية، بدا اللون الأزرق في الظهور أولاً، متبوعاً باللون الأحمر.
وعطلت العاصفة اتصالات التلغراف في خطوط العرض المتوسطة إلى المنخفضة.
وبعد نحو 89 عاماً، لوحظت عاصفة «كبيرة إلى حد ما» أدت إلى تدمير شبكة الكهرباء في كيبيك.
وكتب الباحثون في الدراسة المنشورة في «أركسيف»، أنها تسلط الضوء أيضاً على «حدث كارينغتون في عام 1859 والذي يعتبر أحد أكثر أحداث طقس تطرفاً».
ووقعت عاصفة أحدث كانت يمكن أن تنتهي بمقتل البعض في عام 1973.
وحدث ذلك خلال حقبة «أبولو» عندما مرت العاصفة الشمسية بالأرض في أغسطس (آب)، لكن لحسن الحظ عاد رواد الفضاء الذين كانوا يستكشفون القمر في ذلك العام إلى ديارهم قبل بضعة أشهر.
ويأمل الفريق في استخدام هذه البيانات لتطوير نماذج تنبؤ أفضل، حيث يسافر المزيد من البشر إلى الفضاء - على وجه التحديد حيث تخطط وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) لمهمة القمر في عام 2024.


مقالات ذات صلة

فيضانات وانهيارات أرضية في أعقاب هبوب عواصف في النرويج

أوروبا قاعة طعام غارقة بالمياه في أحد الفنادق وسط طقس عاصف في النرويج (رويترز)

فيضانات وانهيارات أرضية في أعقاب هبوب عواصف في النرويج

ذكرت وسائل إعلام محلية، الجمعة، أن عواصف ليلية تسببت في فيضانات وانهيارات أرضية في جنوب غربي النرويج.

«الشرق الأوسط» (أوسلو)
أوروبا درجات الحرارة المرتفعة سجلت أرقاماً قياسية هذا الصيف في أوروبا (أرشيفية - رويترز)

صيف 2024 الأكثر حرارة على الإطلاق في جنوب شرقي أوروبا

أفاد تقييم أولي لخدمة «كوبرنيكوس» للتغير المناخي التابعة للاتحاد الأوروبي، بأن درجات الحرارة المرتفعة سجلت أرقاماً قياسية هذا الصيف في منطقة جنوب شرقي أوروبا.

«الشرق الأوسط» (برلين)
شمال افريقيا جزء من السيول التي شهدتها منطقة بني وليد شمال غربي ليبيا (الشركة العامة لخدمات النظافة)

ليبيا: وفاة مواطن وتضرُّر بعض الطرق جراء سيول جارفة

ضرب طقس عاصف مناطق بشمال غربي ليبيا؛ ما أدى إلى وفاة مواطن، بعدما غمرت السيول الجارفة حافلته، كما تضررت بعض الطرق؛ ما دفع السلطات المحلية إلى تعليق الدراسة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
آسيا رجال إنقاذ يبحثون بين الأنقاض عن ناجين جراء فيضانات وانهيارات أرضية نجمت عن هطول أمطار غزيرة في إيشيكاوا (أ.ف.ب)

ستة قتلى في فيضانات بوسط اليابان

لقي ستة أشخاص على الأقل مصرعهم في فيضانات وانهيارات أرضية نجمت عن هطول أمطار غزيرة في إيشيكاوا، شبه الجزيرة النائية الواقعة في وسط اليابان.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
العالم حريق غابات في قرية فيغا بأغويدا في البرتغال - 17 سبتمبر 2024 (أ.ف.ب)

الاتحاد الأوروبي: الفيضانات وحرائق الغابات تظهر أن الانهيار المناخي بات القاعدة

حذّر الاتحاد الأوروبي من الفيضانات المدمّرة وحرائق الغابات التي تظهر أن الانهيار المناخي بات سريعاً القاعدة، مؤثراً على الحياة اليومية للأوروبيين.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)

روبوتات ذكية تتفوق على البشر في مختبرات الدواء

تستخدم الروبوتات المتنقلة منطق الذكاء الاصطناعي لأداء مهام البحث الاستكشافي في مجال الكيمياء (جامعة ليفربول)
تستخدم الروبوتات المتنقلة منطق الذكاء الاصطناعي لأداء مهام البحث الاستكشافي في مجال الكيمياء (جامعة ليفربول)
TT

روبوتات ذكية تتفوق على البشر في مختبرات الدواء

تستخدم الروبوتات المتنقلة منطق الذكاء الاصطناعي لأداء مهام البحث الاستكشافي في مجال الكيمياء (جامعة ليفربول)
تستخدم الروبوتات المتنقلة منطق الذكاء الاصطناعي لأداء مهام البحث الاستكشافي في مجال الكيمياء (جامعة ليفربول)

طوّر باحثون من جامعة ليفربول الإنجليزية روبوتات متنقلة قادرة على الحركة تعمل بالذكاء الاصطناعي، ويمكنها إجراء أبحاث التركيب الكيميائي، وصناعة الدواء بكفاءة غير عادية.

وفي الدراسة المنُشورة في دورية «نيتشر»، الأربعاء، أظهر الباحثون كيف تمكنت تلك الروبوتات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي في اتخاذ القرارات، من أداء مهام البحث الاستكشافي في الكيمياء بمستوى أداء البشر، ولكن في وقت أسرع بكثير.

وتم تصميم الروبوتات المتنقلة التي يبلغ ارتفاعها 1.75 متر بواسطة فريق ليفربول لمعالجة 3 مشاكل أساسية هي: إجراء التفاعلات، وتحليل المنتجات، وتحديد ما يجب القيام به بعد ذلك بناءً على البيانات الناتجة. وقامت الروبوتات بأداء هذه المهام بطريقة تعاونية، حيث تناولت تلك المشكلات في 3 مجالات مختلفة تتعلق بالتركيب الكيميائي ذي الصلة باكتشاف الأدوية الصيدلانية.

وأظهرت النتائج أنه باستخدام الذكاء الاصطناعي، اتخذت الروبوتات القرارات الجديدة أو قرارات مماثلة للباحث البشري، ولكن في إطار زمني أسرع بكثير من الإنسان، الذي قد يستغرق ساعات كثيرة لاتخاذ القرارات نفسها. وأوضح البروفسور أندرو كوبر من قسم الكيمياء ومصنع ابتكار المواد بجامعة ليفربول، الذي قاد المشروع البحثي أن «البحث في التركيب الكيميائي مكلف ويستغرق وقتاً طويلاً، سواء في أثناء التجارب أو عند الحاجة إلى اتخاذ القرارات حول التجارب التي يجب القيام بها بعد ذلك، لذا فإن استخدام الروبوتات الذكية يوفر طريقة لتسريع هذه العملية».

وقال في بيان صادر الأربعاء: «عندما يفكر الناس في الروبوتات وأتمتة الكيمياء، فإنهم يميلون إلى التفكير في إجراء التفاعلات وما إلى ذلك، وهذا جزء منها، ولكن اتخاذ القرار يمكن أن يستغرق وقتاً طويلاً». وتابع: «هذه العملية تنطوي على قرارات دقيقة بناءً على مجموعات من البيانات الغزيرة. إنها مهمة تستغرق وقتاً طويلاً من الباحثين، ولكنها كانت مشكلة صعبة للذكاء الاصطناعي كذلك».

ووفق الدراسة، فإن اتخاذ القرار هو مشكلة رئيسية في الكيمياء الاستكشافية. فعلى سبيل المثال، قد يقوم الباحث بإجراء عدة تفاعلات تجريبية، ثم يقرر توسيع نطاق بعض من تلك التجارب التي تعطي نتائج تفاعل جيدة أو منتجات مثيرة للاهتمام فقط.

من جهته، قال سريرام فيجاياكريشنان، طالب الدكتوراه السابق في جامعة ليفربول، وباحث ما بعد الدكتوراه في قسم الكيمياء الذي قاد هذه التجارب: «عندما حصلت على الدكتوراه، أجريت كثيراً من التفاعلات الكيميائية يدوياً. غالباً ما يستغرق جمع البيانات التحليلية وفهمها الوقت نفسه الذي يستغرقه إعداد التجارب. وتصبح مشكلة تحليل البيانات هذه أكثر حدة. فقد ينتهي بك الأمر إلى الغرق في البيانات».

وأضاف: «لقد عالجنا هذا هنا من خلال بناء منطق الذكاء الاصطناعي للروبوتات. ويعالج ذلك مجموعات البيانات التحليلية لاتخاذ قرار مستقل، على سبيل المثال، ما إذا كان يجب المضي قدماً إلى الخطوة التالية في التفاعل أم لا». وأكد قائلاً: «إذا أجرى الروبوت التحليل في الساعة 3:00 صباحاً، فسوف يكون قد قرر بحلول الساعة 3:01 أي التفاعلات يجب أن تستمر. وعلى النقيض من ذلك، قد يستغرق الأمر ساعات من الكيميائي لتصفح وتحليل مجموعات البيانات نفسها».

وفي الختام، شدّد البروفسور كوبر على أنه «بالنسبة للمهام التي أعطيناها للروبوتات هنا، فقد اتخذ منطق الذكاء الاصطناعي القرارات نفسها تقريباً مثل الكيميائي خلال تعاطيه مع هذه المشاكل الكيميائية الثلاث في غمضة عين»، مضيفاً أن هناك أيضاً مجالاً كبيراً لزيادة قدرات الذكاء الاصطناعي في فهم هذه الظواهر الكيميائية.