اعتقال 71 مشتبهاً بانتمائهم إلى «داعش» في مخيم «الهول»

بينهم قيادي جزائري ومسؤول «عمليات التجنيد»

مقاتل كردي يطل على مخيم الهول في ريف الحسكة شمال شرقي سوريا (أ.ف.ب)
مقاتل كردي يطل على مخيم الهول في ريف الحسكة شمال شرقي سوريا (أ.ف.ب)
TT

اعتقال 71 مشتبهاً بانتمائهم إلى «داعش» في مخيم «الهول»

مقاتل كردي يطل على مخيم الهول في ريف الحسكة شمال شرقي سوريا (أ.ف.ب)
مقاتل كردي يطل على مخيم الهول في ريف الحسكة شمال شرقي سوريا (أ.ف.ب)

أعلنت قوى الأمن الداخلي لشمال وشرق سوريا التابعة لـ«الإدارة الذاتية»، أنها ألقت القبض على 71 شخصاً يشتبه بعلاقتهم بـ«داعش»؛ بينهم قياديان و9 مسؤولين عن خلايا نشطة داخل مخيم «الهول» شرق البلاد، وكانوا يعملون بصفوف التنظيم.
وقال قيادي عسكري إن القوات «تمكنت من إلقاء القبض على (القاضي الأول) بالمخيم؛ المدعو أبو محمد الجميلي، المتحدر من الجنسية العراقية ومواليد 1959 من مدينة الأنبار، وكان يعمل سابقاً ضمن صفوف تنظيم (القاعدة) المحظور دولياً، قبل أن ينتقل للقتال إلى صفوف (داعش)، وتقلد مناصب قيادية وأصبح قاضياً قبل وصوله إلى مخيم (الهول)، واستمر في عمله حتى تواريه عن الأنظار بين سكان المخيم المكتظ».
ونوه القيادي بأن القوات «تمكنت من القبض على مسؤول (جمع وتحصيل) بالتنظيم، ويدعى محمد عبد الرحمن شريف دباخ، من مواليد الجزائر 1989، وكان يتولى قيادة ناحية الشدادي جنوب مدينة الحسكة، وتقلد مناصب قيادية في محافظة الرقة، وبعد تعرضه للإصابة خلال الاشتباكات وفقدانه إحدى عينيه فر إلى مخيم (الهول) لتوكل إليه مهمة جمع الزكاة لصالح التنظيم».
وأطلقت قوات الأمن بدعم ومساندة «قوات سوريا الديمقراطية (قسد)» في 28 مارس (آذار) الماضي، حملة أمنية واسعة تعدّ الأكبر من نوعها بعد القضاء على السيطرة العسكرية والجغرافية لتنظيم «داعش» شرق الفرات ربيع 2019. وبحسب علي الحسن؛ المتحدث الرسمي باسم قوات الأمن الداخلي، فإن الحملة الأمنية على مخيم «الهول»، «ما زالت مستمرة. من بين المعتقلين قيادي ديني تابع لتنظيم (داعش) الإرهابي، ومسؤول تجنيد المسلحين، وخبير اتصالات، وضابط أمن عراقي سابق، وجميعهم من الجنسية العراقية وتتراوح أعمارهم بين 18 و62 عاماً»، مشيراً إلى أن هذه المعطيات: «تدل على محاولة التنظيم عبر خلاياه النشطة إعادة ترتيب صفوفه وتنظيم نفسه انطلاقاً من المخيم».
ومخيم «الهول»؛ الواقع على بعد نحو 45 كيلومتراً شرق محافظة الحسكة، يضم أكثر من 60 ألف شخص، يشكل السوريون والعراقيون النسبة الكبرى منهم، كما يؤوي قسماً خاصاً بالجنسيات الأجنبية ويقدر عددها بنحو 12 ألفاً.
وتأتي العملية الأمنية بهدف ضبط الأمن واجتثاث الخلايا النائمة الموالية للتنظيم ويرجح تورطهم في سلسلة أعمال عنف وقتل في المخيم، الذي شهد وقوع عشرات القتلى. وبحسب الأرقام المذكورة؛ قتل 47 شخصاً منذ بداية العام الحالي؛ بينهم 5 نساء. ويشارك في الحملة 5 آلاف عنصر ومقاتل بدعم من الجيش الأميركي وقوات التحالف الدولي.
في السياق؛ كشفت قوى الأمن الداخلي عن أنفاق وحفر داخل قطاعات المخيم، يرجح استخدامها من قبل عناصر التنظيم لتنفيذ الإعدامات وعمليات القصاص بحق الرافضين عقيدتهم.
إلى ذلك؛ أفادت «وكالة الأناضول» التركية، بأن الأجهزة الأمنية قبضت على متهم مدرج على «لوائحها الحمراء». وقالت الوكالة: «فرق الاستخبارات بمديرية أمن أنقرة، وبالتنسيق مع مكتب المدعي العام، تابعت دخول الإرهابي (بي آي) المدرج على (اللائحة الحمراء)، إلى تركيا بطريقة غير قانونية قادماً من سوريا».
وأضافت الوكالة نقلاً عن مصادر أمنية ثبوت قدوم المتهم الذي «كان قد توجه إلى سوريا آتياً من كازاخستان في 2013، وانضم إلى (داعش)، ونشط في مناطق الاشتباكات، وقدم دعما لوجيستياً للمقاتلين الأجانب الذين كانوا يرغبون في التوجه إلى سوريا للانخراط في صفوفه».
وأشارت الوكالة إلى أن «فرق العمليات الخاصة بمكافحة الإرهاب أوقفت سيارة أجرة غير مرخصة كانت تنقله إلى أنقرة». ولفتت المصادر إلى أن قوات الأمن «ألقت القبض عليه وعلى سائق السيارة، وتبين أنه كان يحمل هوية مزورة باسم شخص آخر، كما ضبطت مواد رقمية بحوزة الإرهابي. وإجراءات التحقيق معه لا تزال جارية».


مقالات ذات صلة

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

الولايات المتحدة​ أحمد الشرع مجتمعاً مع رئيس حكومة تسيير الأعمال محمد الجلالي في أقصى اليسار ومحمد البشير المرشح لرئاسة «الانتقالية» في أقصى اليمين (تلغرام)

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

وجهت الإدارة الأميركية رسائل سريّة الى المعارضة السورية، وسط تلميحات من واشنطن بأنها يمكن أن تعترف بحكومة سورية جديدة تنبذ الإرهاب وتحمي حقوق الأقليات والنساء.

علي بردى (واشنطن)
المشرق العربي فصائل الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا تدخل منبج (إعلام تركي)

عملية للمخابرات التركية في القامشلي... وتدخل أميركي لوقف نار في منبج

يبحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تركيا الجمعة التطورات في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي مواطنون من عفرين نزحوا مرة أخرى من قرى تل رفعت ومخيمات الشهباء إلى مراكز إيواء في بلدة الطبقة التابعة لمحافظة الرقة (الشرق الأوسط)

ممثلة «مسد» في واشنطن: «هيئة تحرير الشام» «مختلفة» ولا تخضع لإملاءات تركيا

تقول سنام محمد، ممثلة مكتب مجلس سوريا الديمقراطي في واشنطن، بصفتنا أكراداً كنا أساسيين في سقوط نظام الأسد، لكن مرحلة ما بعد الأسد تطرح أسئلة.

إيلي يوسف (واشنطن)
المشرق العربي مقاتلون من المعارضة في حمص يتجمعون بعد أن أبلغت قيادة الجيش السوري الضباط يوم الأحد أن حكم بشار الأسد انتهى (رويترز)

«داعش» يعدم 54 عنصراً من القوات السورية أثناء فرارهم

أعدم تنظيم «داعش» 54 عنصراً من القوات الحكومية في أثناء فرارهم في بادية حمص وسط سوريا، تزامناً مع سقوط الرئيس بشار الأسد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي عنصر من المعارضة السورية المسلحة في حمص يحتفل بدخول العاصمة دمشق (إ.ب.أ)

الأردن ومخاوف من خلط أوراق المنطقة والخشية من فوضى سوريا

يبدي أمنيون أردنيون مخاوفهم من عودة الفوضى لمناطق سورية بعد الخروج المفاجئ للأسد إلى موسكو، وان احتمالات الفوضى ربما تكون واردة جراء التنازع المحتمل على السلطة.

محمد خير الرواشدة (عمّان)

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».