إنقاذ قرابة ألف مهاجر قبالة السواحل الليبية

إنقاذ قرابة ألف مهاجر قبالة السواحل الليبية
TT
20

إنقاذ قرابة ألف مهاجر قبالة السواحل الليبية

إنقاذ قرابة ألف مهاجر قبالة السواحل الليبية

أعلنت المنظمة الدولية للهجرة، أمس، إنقاذ نحو ألف مهاجر وإعادتهم إلى ليبيا خلال الساعات الـ48 الماضية.
وأوضح مكتب المنظمة في ليبيا، في تغريدة نشرها عبر حسابه على «تويتر»، ونقلتها وكالة الصحافة الفرنسية، أن «خفر السواحل الليبي اعترض قرابة ألف مهاجر، وتمت إعادتهم» إلى الشواطئ الليبية، مؤكداً أن المهاجرين يواجهون خطر «الاعتقال التعسفي» في إشارة لإعادتهم إلى ليبيا.
وأعربت وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية بانتظام عن إدانتها لإعادة المهاجرين، الذين يتم اعتراضهم في البحر إلى ليبيا، وللظروف المزرية، التي يعيشونها في مراكز الاحتجاز التي يودعون فيها. وطالبت تلك المنظمات مراراً بعدم اعتبار ليبيا ميناءً آمناً، والبحث عن بدائل لإنزال المهاجرين.
ورغم أعمال العنف المستمرة في ليبيا منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011، تبقى البلاد نقطة عبور مهمة للمهاجرين الساعين للوصول خلسة إلى أوروبا. وقد تجاوز عدد المهاجرين الذين أنقذوا وأعيدوا إلى ليبيا منذ مطلع العام الحالي الخمسة آلاف، وفقاً لوكالات إغاثية تابعة للأمم المتحدة.
وحسب إحصاءات المنظمة الأممية، فقد قضى أكثر من 1200 مهاجر في المتوسط في 2020.
وتحولت ليبيا إلى نقطة عبور رئيسية للمهاجرين، خصوصاً من دول جنوب الصحراء، سعياً للوصول إلى حياة أفضل في أوروبا.


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة: 300 ألف لاجئ سوري عادوا إلى بلدهم منذ مطلع ديسمبر

المشرق العربي لاجئون سوريون ينتظرون عند معبر حدودي للعبور من تركيا إلى سوريا بعد الإطاحة بنظام الأسد في مدينة الريحانية التركية بمحافظة هاتاي... تركيا 10 ديسمبر (رويترز)

الأمم المتحدة: 300 ألف لاجئ سوري عادوا إلى بلدهم منذ مطلع ديسمبر

عاد أكثر من 300 ألف لاجئ سوري إلى بلدهم منذ سقوط حكم بشار الأسد مطلع ديسمبر (كانون الأول) 2024 على ما أفادت الجمعة مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
الولايات المتحدة​ لاجئون فارون من الحرب في أوكرانيا يصطفون عبر معبر ميديكا الحدودي في بولندا (أ.ب) play-circle

بعهد ترمب... هل يواجه اللاجئون الأوكرانيون في أميركا الترحيل؟

يواجه الأوكرانيون الذين فروا إلى الولايات المتحدة، بعد غزو روسيا، الترحيلَ بموجب خطط الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإلغاء وضعهم القانوني.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا آلاف الأفغان المهددين في انتظار دورهم للسفر إلى ألمانيا (د.ب.أ)

الأفغان المهددون بالملاحقة من نظام «طالبان» يصلون إلى ألمانيا

ذكرت وزارة الداخلية الألمانية، الثلاثاء، أن البلاد استضافت 155 أفغانياً، دخل أكثر من نصفهم بعد السماح لهم بموجب برنامج قبول خاص للأشخاص المعرضين للخطر.

«الشرق الأوسط» (برلين: إسلام آباد)
شؤون إقليمية الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (الرئاسة التركية)

إردوغان يسوّق تركيا للاتحاد الأوروبي منقذاً من الأزمات واليمين المتطرف  

سعى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إلى تذكير الاتحاد الأوروبي بأهمية ضم بلاده إلى عضويته، واستئناف المفاوضات المجمدة معها على مدى أكثر من 10 سنوات.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس خلال مؤتمر صحافي بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل في مجلس الاتحاد الأوروبي في بروكسل، بلجيكا، 24 فبراير 2025 (إ.ب.أ)

الاتحاد الأوروبي «عاجز عن إخفاء القلق» من الوضع في الضفة الغربية

أعرب الاتحاد الأوروبي، اليوم (الاثنين)، خلال لقاء في بروكسل مع وزير الخارجية الإسرائيلي عن «قلقه» إزاء الوضع في الضفة الغربية.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)

تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
TT
20

تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)

تجدد القتال في «إقليم سول» يُحيي نزاعاً يعود عمره لأكثر من عقدين بين إقليمي «أرض الصومال» الانفصالي و«بونتلاند»، وسط مخاوف من تفاقم الصراع بين الجانبين؛ ما يزيد من تعقيدات منطقة القرن الأفريقي.

وبادر رئيس أرض الصومال، عبد الرحمن عرو، بالتعهد بـ«الدفاع عن الإقليم بيد ويد أخرى تحمل السلام»، وهو ما يراه خبراء في الشأن الأفريقي، لن يحمل فرصاً قريبة لإنهاء الأزمة، وسط توقعات بتفاقم النزاع، خصوصاً مع عدم وجود «نية حسنة»، وتشكك الأطراف في بعضها، وإصرار كل طرف على أحقيته بالسيطرة على الإقليم.

وأدان «عرو» القتال الذي اندلع، يوم الجمعة الماضي، بين قوات إدارتي أرض الصومال وإدارة خاتمة في منطقة بوقداركاين بإقليم سول، قائلاً: «نأسف للهجوم العدواني على منطقة سلمية، وسنعمل على الدفاع عن أرض الصومال بيد، بينما نسعى لتحقيق السلام بيد أخرى»، حسبما أورده موقع الصومال الجديد الإخباري، الأحد.

وجاءت تصريحات «عرو» بعد «معارك عنيفة تجددت بين الجانبين اللذين لهما تاريخ طويل من الصراع في المنطقة، حيث تبادلا الاتهامات حول الجهة التي بدأت القتال»، وفق المصدر نفسه.

ويعيد القتال الحالي سنوات طويلة من النزاع، آخرها في فبراير (شباط) 2023، عقب اندلاع قتال عنيف بين قوات إدارتي أرض الصومال وخاتمة في منطقة «بسيق»، وفي سبتمبر (أيلول) من العام نفسه، نشرت إدارة أرض الصومال مزيداً من قواتها على خط المواجهة الشرقي لإقليم سول، بعد توتر بين قوات ولايتي بونتلاند وأرض الصومال في «سول» في أغسطس (آب) 2022.

كما أودت اشتباكات في عام 2018 في الإقليم نفسه، بحياة عشرات الضحايا والمصابين والمشردين، قبل أن يتوصل المتنازعان لاتفاق أواخر العام لوقف إطلاق النار، وسط تأكيد ولاية بونتلاند على عزمها استعادة أراضيها التي تحتلها أرض الصومال بالإقليم.

ويوضح المحلل السياسي الصومالي، عبد الولي جامع بري، أن «النزاع في إقليم سول بين أرض الصومال وبونتلاند يعود إلى عام 2002، مع تصاعد الاشتباكات في 2007 عندما سيطرت أرض الصومال على لاسعانود (عاصمة الإقليم)»، لافتاً إلى أنه «في فبراير (شباط) 2023، تفاقم القتال بعد رفض زعماء العشائر المحلية حكم أرض الصومال، وسعيهم للانضمام إلى الحكومة الفيدرالية الصومالية؛ ما أدى إلى مئات القتلى، ونزوح أكثر من 185 ألف شخص».

ويرى الأكاديمي المختص في منطقة القرن الأفريقي، الدكتور علي محمود كلني، أن «الحرب المتجددة في منطقة سول والمناطق المحيطة بها هي جزء من الصراعات الصومالية، خصوصاً الصراع بين شعب إدارة خاتمة الجديدة، وإدارة أرض الصومال، ولا يوجد حتى الآن حل لسبب الصراع في المقام الأول»، لافتاً إلى أن «الكثير من الدماء والعنف السيئ الذي مارسه أهل خاتمة ضد إدارة هرجيسا وجميع الأشخاص الذين ينحدرون منها لا يزال عائقاً أمام الحل».

ولم تكن دعوة «عرو» للسلام هي الأولى؛ إذ كانت خياراً له منذ ترشحه قبل شهور للرئاسة، وقال في تصريحات نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي إن «سكان أرض الصومال وإقليم سول إخوة، ويجب حل الخلافات القائمة على مائدة المفاوضات».

وسبق أن دعا شركاء الصومال الدوليون عقب تصعيد 2023، جميع الأطراف لاتفاق لوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، ووقتها أكد رئيس أرض الصومال الأسبق، موسى بيحي عبدي، أن جيشه لن يغادر إقليم سول، مؤكداً أن إدارته مستعدة للتعامل مع أي موقف بطريقة أخوية لاستعادة السلام في المنطقة.

كما أطلقت إدارة خاتمة التي تشكلت في عام 2012، دعوة في 2016، إلى تسوية الخلافات القائمة في إقليم سول، وسط اتهامات متواصلة من بونتلاند لأرض الصومال بتأجيج الصراعات في إقليم سول.

ويرى بري أن «التصعيد الحالي يزيد من التوترات في المنطقة رغم جهود الوساطة من إثيوبيا وقطر وتركيا ودول غربية»، لافتاً إلى أن «زعماء العشائر يتعهدون عادة بالدفاع عن الإقليم مع التمسك بالسلام، لكن نجاح المفاوضات يعتمد على استعداد الأطراف للحوار، والتوصل إلى حلول توافقية».

وباعتقاد كلني، فإنه «إذا اشتدت هذه المواجهات ولم يتم التوصل إلى حل فوري، فمن الممكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث اشتباك بين قوات إدارتي أرض الصومال وبونتلاند، الذين يشككون بالفعل في بعضهم البعض، ولديهم العديد من الاتهامات المتبادلة، وسيشتد الصراع بين الجانبين في منطقة سناغ التي تحكمها الإدارتان، حيث يوجد العديد من القبائل المنحدرين من كلا الجانبين».

ويستدرك: «لكن قد يكون من الممكن الذهاب إلى جانب السلام والمحادثات المفتوحة، مع تقديم رئيس أرض الصومال عدداً من المناشدات من أجل إنهاء الأزمة»، لافتاً إلى أن تلك الدعوة تواجَه بتشكيك حالياً من الجانب الآخر، ولكن لا بديل عنها.